Status Updates From فيودور دوستويفسكي ما له وما...

عجزت عن الكتابة ذات مرة في موضع من الفصل التاسع من المراهق( مشهد انتحار الفتاة) .فسألني متحيراً :

-ماذا بك ياعزيزتي ؟ أنت شاحبة جدا ، هل تشعرين بوعكة ؟
-كلا . وصفك أرعبني
-يا إلهي ، هل يعقل ان له تأثيراً بهذه الشدة ؟ اعذريني ، آسف جدا

لا اذكر طوال ١٤ عاما من حياتنا الزوجية أننا عشنا صيفاً حزيناً لهذا الحد كصيف ١٨٦٨ في تلك المدينة ، حتى لكأن الحياة توقفت وتجمدت بالنسبة إلينا. كل احاديثنا وذكرياتنا تدور حول الفقيدة وكل طفل نلقاه في الشارع يذكرنا بها .


(عن حال دوستويفسكي وزوجته بعد وفاة طفلتهم الأولى في شهرها الثالث 💔)

-ما رأيك ؟ هل تستطيع فتاة شابة أن تحب فنان عجوزاً مريضاً مثقلاً بالديون ؟ .. لنفترض أن الفنان هو انا ، والبطلة أنت ، فما رأيك؟
-لو كان الأمر كذلك فعلا لأجبتك : احبك وسأظل على حبي مدى العمر .

-هل تتصورين أن امرأة ستقبلني زوجاً ؟ وأية امرأة اختار ؟ راجحة العقل أم طيبة القلب ؟
-راجحة العقل طبعا ، كي تناسبك .
- كلا ، أفضل امرأة طيبة القلب تشفق على وتحبني .



اعتقد انك جمعت بين الصفتين يادوستويفسكى مع آنا ❤

لأول مرة في حياتي أرى إنساناً ذكياً وطيب القلب إلى هذا الحد ، لكنه تعيس بنفس القدر وكأن الجميع أشاحوا بوجوهم عنه. فتألمت وشعرت بالإشفاق عليه.

من أمتع المذكرات، دوستويفسكي يتجلى كزوج وأب في غاية اللطف🥺ما أروع آنا في كل شيءوكما قال تولستوي لها مودعاً(العديد من الكتاب الروس كانوا سيشعرون بارتياح كبير لو كانت زوجاتهم كزوجة دوستويفسكي)وفعلاً خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة

بداية مبهرة 😍😍

على أن الكتاب قصير و غيري سينتهي من قراءته في يوم أو يومين إلا أنني استمتع جداً في قراءة كل ما يتعلق بـ دوستويفسكي و بالأخص عندما تكون مُذكرات..
هي مذكرات زوجته الرائعة آنا التي أخذتني معها جولة في حياة
فيودور دوستويفسكي.