Status Updates From Tears of Salt: A Doctor's S...

يبدو أن الاتحاد الأوروبي ليس اتحاداً للبشر، وإنما للحدود والجدران.

دُهشت من عدم كرههم للبحر رغم ما فعله بهم، رغم بقائهم تحت رحمته لأيام وليالٍ مروِّعة طويلة، رغم ابتلاعه لأصدقائهم، وانتزاعهم من أحضان عائلاتهم وبلادهم. ثم تذكرتُ أن البحر هو نفسه من أعطاهم الأمل، من أنقذهم من الموت في المجاعات أو الحروب.

نادراً ما نأخذ في الاعتبار الصدمات التي عانى منها أولئك الذين يقصدوننا لمساعدتهم، وهشاشتهم النفسية. دون وعي منا. نعالجهم ككائنات ذوي أنفس من نوع يختلف عن أنفسنا، نفس تستحق بشكل ما اهتماماً أقل. لكن في الواقع، الرعاية النفسية لمن هربوا من المجاعات والحروب هي أمر مصيري.

وظيفتي هي معالجة جراح الجسم وآلام الجسد. أفعل أقصى ما بوسعي بما يتوفر لي. لكن ما يضيق له صدري، أن لا يوجد علاج بوسعي وصفه، لا جراحة بوسعي إجراؤها، لشفاء الروح من معاناتها، لعلاج الجراح التي لا تستطيع رؤيتها.

يحسب الناس العقبة الرئيسية في حياة اللاجئين هي اضطرارهم لعبور البحر. لكن هذه ليست إلا العقبة الأخيرة.

أحياناً أفكر أني لم يعد بوسعي التحمل أكثر من ذلك. لا أقدر على تحمل إيقاع العمل، والأهم، لا استطيع التعامل مع كل هذا القدر من المعاناة والألم. الكثير من زملائي الأطباء يظنون أني صرتُ معتاداً على مثل هذه الأمور،
يظنون أن تشريح الجثث صار فعلاً روتينياً حتماً. هذا ليس صحيحاً؛ أنت لا تعتاد أبداً على رؤية أطفالٍ موتى أو نساءٍ لقينَ حتفهمنَّ أثناء الولادة على مركبٍ يغرق.