Status Updates From Νουρεντίν Μπόμπα

Τι όμορφη γλώσσα....
Δεϋρούτ. Ο Πολύβιος που έγινε ένα με τη μηχανή. Ρωμιός που μετανάστευσε δέκα χρονών στο Μισίρι "που βρίσκεις λεφτά στο δρόμο", από το Καστελλόριζο, που μια ντηζελομηχανή έγινε η μάνα του (που άφησε και δεν ξανάδε), που τον πάντρεψε και πάντρεψε και τα παιδιά του. Το άρωμα της χλέμπας οι φελάχοι, το άρωμα του μόσχου οι τσιφλικάδες, άλλη μυρωδιά η μία τάξη, άλλη η άλλη.

زاره أحد المحامين الكبار من الأقباط وكان خطيبا مفوها, وخطب في الناس ذات يوم يقول "الدين لله, والوطن للجميع". سمع أتباع العمدة ذلك وأرادوا استغلال ذلك لإشاعة البلبلة وشحن الرأي العام ضد الحركة الوطنية, وقالوا للناس: "أتفهمون معنى ما قيل؟ إنهم سيأتون إلى هنا بتجار يهود, وسوف يعمل هؤلاء على إفلاسكم" ولكن هذه الفرية لم تنطل على الناس, إذ كان يصعب تصديقها

فرض الانجليز التسعيرة الجبرية ومضوا يجمعون المحاصيل بأرخص الأثمان, كانوا يعصرون الناس عصرا, ويمشطون الحقول وزراعات القطن, ويبعثون محصلي الضرائب وبرفقتهم العساكر. وينهال السوط على ظهر الفلاح الممتنع.. ولم يكف كل ذلك بل فرضت ضريبة جديدة ولم يرق هذا للفلاحين إطلاقا: إنكم تجمعون رجالنا, فتخربون قرانا,وتسرقون المحاصيل وتنهبونها, أوتفرضون علينا الضرائب ومن أجل ماذا كل هذا؟ من أجل أن تحاربوا الأتراك, الأمر الذي لا نرضى عنه

وفي القرى, راح الفلاحون يدعون لنور, ويقولون "سلمت يداك يا بومبة, خلصتنا من الشيطان" وأضحى أسطورة.... وذات ليلة اشتعلت النار في أقطان البنك, فقال الفلاحون "هذا فعل بومبة" وصدم القطار عجلا عند اجتيازه خطوط السكة الحديد, فقال المراكبية "هذا من تدبير بومبة", وامتنع أصحاب المحلات الصغيرة عن دفع الإتاوات, فقال أعوان العمدة "لبومبة إصبع في هذا

كان كوكسن, مفتش الري الذي تتبعه كل الترع والقنوات, صديقا للباشا. كان يعمل دائما لتوفير الري لأرض الباشا. أما عن الفلاح, فإنه لو رفع رأسه كان يقطع المياه عنه ويوقع به الخراب

ثم بدأت حرب البلكان فلم ينبس الباشا بكلمة عن الأتراك وكذلك روزاكيس. وقبل ذلك كانوا متفقين على أن حركة التحديث التركية قد تثمر شيئا جديدا. أما الآن فلم يكن لتركيا في أحاديثهما وجود. كان كل مهما حريصا ألا يجرح شعور الآخر

كان سليم ينقل بالجمال قطن روزاكيس وكان يأتي إليّ في المكتب للمحاسبة, كانت ذاكرته قوية وكلمته من ذهب. لم يكن يخطيء قط. كنا ننتهي من الحسابات وبعد ذلك نتحدث. كان متعطشا للعلم. كان يقول لي: دعك مما يقوله الفقهاء, خبرني بما تقوله الكتب التي تقرأها. كيف يمكن أن تكون الأرض كروية؟ من الذي خلقنا؟ من الذي سيحاسبنا بعد الموت؟

في تلك السنوات عندما كنت تقول شيئا كان الآخرون يفكرون فيما قلته, ويمضون يحللونه ويقلبونه في عقولهم. فقد كان الوقت كله ملكهم

ذهبت لمقابلته وحكيت له المظاهرة... وسألته: ماذا تخاف الآن؟
هز رأسه الصلعاء وقال: كبرت لكنك لا تفهم شيئا بعد
لماذا يا بوليفيو؟
سألني: هل رأيت أسلحة في المظاهرة؟
أجبت: أجل, رأيت
من كان يحملها؟
قلت له:الشرطة
ومن أيضا؟
الجيش
من يتحكم في الشرطة والجيش؟
الحكومة
ومن يتحكم في الحكومة؟
فهمت إلى أين يريد أن يصل بكلامه, وأجبته: فاروق
ومن يتحكم في فاروق؟
الإنجليز
فقال لي : فهمت الآن ؟