Status Updates From الحزن يميل للممازحة

بحاول أمازح الحزن مع مستجاب))"

ماذا يمكنني أن أفعل؟ صفيحة بنزين؟ عدة طلقات من الرصاص؟ أخنقها بالكوفية؟ أسحبها من شعرها حتى عنان الغيوم وأتركها تسقط وسط دائرة إخوتي؟ ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقي إليك؟ لاحظ أن قصورا يشوب هذا البيت في سفحتها إليك، امتداد ألف الضمير مبتور، ولو كان الضمير يقظا ومشبعا لما كان هذا الذي أنا فيه الآن

قلت لها: مادام الأمر كذلك، فهناك كلام حول.. فرفعت حاجبها في تنمر وتركت ابتسامة غاضبة مندهشة مضغوطة في ركن شفتها وهزت جسدها وسألتني: كلام حول ماذا؟.. حول ماذا هذا الكلام؟ نعجتكم نفقت وماتت على شط ترعة بعيدة.. وعريس ابنتكم كان لصا قبل أن يكون عريسا، وتم القبض عليه في محافظة أخرى، وعيون عمتك تعالج من الرمد من ثلاثين عاما، وفقدت بصرها قبل أن يراها أي طبيب، وصراف الحكومة طول عمره يحجز عليكم لعدم وفائكم بأموال الحكومة

وبعد هذه المقدمة الضرورية أود أن أشير إلى أن صديقا اكتشف أن اللغة العربية تخلو من تعبير الإمعان أو التمعن، أي لا أمعان نظر في لغتنا، إنما الصحيح هو إنعام النظر

قيل لحكيم ذات مساء: لماذا تصممون على تأثيم البشر؟ قال الحكيم محرجا: ماذا - إذن - سنفعل؟

كنت أيامها أخطر ثوار الحركة الثقافية على الإطلاق. كنت أنا وأمي نحب عبد الناصر حبا لا علاقة له بكل الحيثيات التي يؤكد بها كل المحبين هذا الحب، من مشروعات واستقلال وجلاء وسد عال وإصلاح زراعي وتأميم وتمصير..إلخ. حبنا نابع من داخل المنطقة الغامضة في القلب الحي والذي يجعلك تكره شخصا في المجلس دون أن تعرف عنه شيئا، وتحب شخصا آخر بنفس الغموض، حب لله، أي حب مجاني دون فلسفة، واشتعل الحب أكثر ممزوجا بالأسى حينما رحل عبد الناصر

عمل مذيعا ثم مدرسا ونجارا وكلبا وحمارا، ثم تاجرا للدريس وناظما محترفا للأشعار، فمديرا لشركة توزيع لحم الرقبة وحبال القوارب وطوب المقابر، ثم بارك الله فيه ليمتد نشاطه في أشرطة التسجيل ومنع الحمل وكتب المدارس، فلما استقر به الأمر قضى وقت فراغه في لعبة الجولف ورئاسة تحرير الصحف في الظهيرة، ثم تهريب جريد النخل وتسويق الألسنة والأمعاء في آخر النهار، بعدها نصحه وطني غيور فكتب مذكراته السياسية في منتصف الليل

قالت امرأة أنجبت اربعة توائم: منقوع ورق الجوافة، وفي المساء سكنت الريح، فقالت امرأة لم تنجب: مسحوق ورق الجوافة، وفي الليل ماءت قطة ودهم البرد الأجساد، فقالت امرأة تحفظ المواويل: يا راجعا من يافا - ناولني ورق ال--، فانهار جدار وانشرخ باب.

وكنت - في وقت آخر وفي قصة أخرى - قد قررت أن أقتل رئيسا آخر للتحرير، ولم أفعل شيئا، وجاء بعده صف من رؤساء التحرير، وضايقني أنهم يأتون في كل مرة لصالحي لكنهم - وبمجرد الاحتكاك - تبدأ تروسي تطقطق في تروسهم، حتى إن المؤسسة تضيق دائما بهذه الطقطقة. كان صوت الطقطقة مزعجا، ولم أكن صالحا للقتل، ولا للتعالي، ولا للنسيان، ولا للمرح، فكانت جهودي في التوافق معهم تضيع، حتى إن بعض هذه المحاولات تحول إلى نفاق واضح وسخيف

سوف أجازيك بما لا طاقة لك به، أن تعيش مع من لا تحب، وتتنفس ما لا تريد، وتكتب ما لا تفهم، وتقرأ ما لا قيمة له، وترتدي ما يهين جسدك، وتحل الكلمات المتقاطعة، وتحفظ أقوال من يذيقونك السعير، وتدفع نفقة لمن يسلبك هدوءك، وتتجول بين السحب دون أن تضع قدمك على الأرض، وتنام عند إشراق الحلم، وتستيقظ أمام التليفزيون

وقف تاركا القرد يلعب بسلسلته بين أقدامه، وخلص تماما للنقر علر الرق بشكل أكثر راحة وتجاوبا وتفاعلا، وحتى الذين وقفوا في العربة وجدوا الآخرين وقد تزحزحوا ليجلس الجميع، وتجاوبت أصداء الغناء في كل ركن وجسد وقلب، المرأة الجالسة - الوارفة - تستقبل اللحن وتتغذى به جوانحها ثم تجتره ليتلقاه الرجل المكبل فيفرده ممتدا على مساحة اللوعة كلها، وصاحب القرد يزغزغ في الألحان وتنويع الإيقاع ليرد اللحن للمرأة