Status Updates From وطني السودان

وطن قضاءه مُستقل ،وبرلمانه مُنتخب،وصحافته حرّة. علاقاته طيبة مع الأقارب والجيران ومع العالم أجمع. لذلك كان السوداني تلك الأيام - وليس هذا من قبيل المبالغة في شيء - يحس أنه أقوى وأكثر وأغنى،مما هو في الواقع. السماء فوقه صافية، والآفاق حوله ممتدة،والشمل ملتئم مجتمع ،واحساسه بالحرية غامر كاسح ،كأن لا شيء ولا أحد، يستطيع أن يحرمه إيّاها.

❞ كان (سير ايفْلِنْ بيرنج) الذي أصبح في ما بعد (لورد كرومر) — كان يقول «نحن لا نحكم مصر، ولكننا نحكم حُكّام مصر» لذلك في عام ١٨٧٩، عزل الإنجليز ومن ورائهم القوى الأوروبية ذات المصلحة، الخديوي إسماعيل، ونصّبوا مكانه ابنه توفيق ❝

‏

❞ إنما هي فرْيةٌ كبرى لا أحد ينكر أن العرب دخلوا في تجارة الرقيق، في السودان وفي شرق أفريقيا لكن المؤرخين المنصفين كلهم اتفقوا، أن دورهم كان ثانوياً بل أصغر بكثير من دور الأفريقيين أنفسهم، وأن الجرم الأكبر يقع على عاتق الأوربيين. ❝

❞ والحقّ، أن السودانيين الجنوبيين صاروا يستغلون كلمة (عرب) استغلالاً ماهراً، يلعبون على أوتارها بإلحاح، مستثيرين المخاوف ضد العرب، والأحقاد التاريخية الكامنة في قرار الوجدان الأوروبي وهكذا يجد عرب السودان وربما معهم الموريتانيون، أنهم يقفون وحدهم في أفريقيا، إزاء إرث تاريخي فادح، لا قبل لهم بحمله. ❝

❞ وهؤلاء الزعماء النجباء، الأذكياء، الأغبياء، ألا يحبّون الوطن كما تحبه أنت؟

‫بلى.

‫إذاً لماذا يحبونه وكأنهم يكرهونه، ويسعون إلى إعماره وكأنهم مسخَّرون لخرابه؟ ❝

Goid