Status Updates From تحية طيبة وبعد

«نحن شعب نصف جائع.. أجل.. أنا أعرف هذه الحقيقة، ولكني اعتقدت أن الخبز وحده لا يكفي.. فإذا كان الأمر كذلك، فأعطوا ليبيا أهدافًا أخرى، أعطوها فرصة لكي تجد نفسها قبل أن تتوه في أكوام الخبز!»

«دمعة من أجل مواطن بريء، جاء إلى الدنيا رغم أنفه، ويخرج منها رغم أنفه، وينسى ذلك بالضبط طوال الطريق ويعتبر أن الدنيا هي التي جاءت رغم أنفها على مقاسه! دمعة على جثة هذه النكتة المروّعة، لأن الضحك أفضلُ أنواع البكاء».

«الذي يأتي إلى أدغال هذا العالم بدون أسلحة لا بُدّ أن يسقط فريسة سهلة لأوّل عدو يقابله؛ أعني يسقط فريسة نفسه لأنها أوّل عدو يقابله».

«إن الضمان الحقيقي للأخوّة الحقيقيّة هو أن نختلف عندما نختلف دون أن يفقد أحد ما احترامه لأخيه».

«إن مشكلة الجهل في بلدنا مشكلة حوار حقيقي، وحلها الوحيد أن نخلق المناخ الملائم للحوار، وأن نرغم التناقض على الخروج من مكمنه الخفي إلى قاعات المحاضرات والصحف والإذاعة، وأن نضمن بقوة القانون أن الفكرة الأفضل هي التي تحتاجها بلدنا».

«إننا في ليبيا لا نملك مشكلة اسمها الجهل، بل مشكلة أكثر قبحًا وأكثر تعقيدًا اسمها صرامة الموقف العقلي السائد، وإذا كان الاختلاف في الأسماء لا يبدو مهمًّا في معظم الأحيان فإنه هنا هذه المرّة يبدو مهمًّا إلى حدّ الموت».

«إننا لا نحتاج أن نكلف أنفسنا مشقة البحث عن الحلول.. كلّ ما نحتاجه حقّاً أن نترك الحياة تجري في مجراها الطبيعي دون أن تتبرع بين حين وآخر بإلقاء حجر لكي تفرض التغيير من الخارج، دعوا النهر يجد مجراه كما تفعل الأنهار الحقيقيّة بالضبط».

إن التناقض بين الفرد وبين المجموعة مؤشر سليم يقف دائما عند الدرجة التي تشير إلى مستوى الجهل أو مستوى المعرفة داخل المجتمع؛ لذا فقد كانت أعظم صفات المجتمع المسلم في المدينة أنه يقف كالبنيان المرصوص بمثابة نقيض للمجتمع الجاهل في مكة

«فالجهل لا يفقد أظافره بمجرّد أن يتعلّم المرء كيف يلوي لسانه باللغة الفصحى، ويتسكّع في الشوارع متأبّطًا كتبه المهيبة المنظر.. الجهل حالة عقليّة خاصّة لا يمكن استبدالها إلا بحالة عقليّة أخرى».

«الفرق الحاسم بين المواطن المصاب بنقص المعرفة والمواطن المصاب بنقص التغذية: أن أحدهما يسعل طوال الليل ويعاني من فقر الدم والسلّ، والآخر يركض مثل الحصان ويحمل عصاه معه لكي يكسر رأسك إذا قررت أن تلعب أمامه دور الطبيب!»

«الجهل -مثل جميع الأمراض العقليّة- يحقق رابطة متينة بين الفئات المصابة به بغض النظر عن اختلافاتها الاجتماعيّة، ويرصّها جميعًا صفًّا واحدًا ضدّ الأعداء وراء الجدار؛ في حالة استعداد دائمة للبدء في القتال».

«عناد الجاهل ليس شيئًا في الواقع سوى نوع من الدفاع عن سلامة النفس، إنه لا يرفض حقائقك لأنه يكره الحقّ لحساب الشيطان! بل لأنه لا يستطيع أن يترك عالمه ينهار فوق رأسه لحساب حقائقك، إن ذلك يبدو بالنسبة له مجرّد دعوة للمشي في جنازته».

«فالجهل حالة غيبوبة، تشبه إلى حدّ بعيدٍ حالة الخدر الجزئي التي يعايشها المرء مع عندما يقع تحت طائلة العقار؛ إنها لا تبدو له غير طبيعيّة أو خاطئة، ولكنها تبدو كذلك لمن يراقبه من النافذة».