Status Updates From أوسلو 2 : سلام بلا أرض

"إن عرفات ذاته، بطل الحكم الذاتي المزهو بنفسه، لا يستطيع الانتقال بين غزة وأريحا دون إذن من الإسرائيليين. وكان عليه أن يحصل على إذن إسرائيل حتى يقابل آل جور في أريحا عام ١٩٩٥، وذلك على الرغم من أن أوسلو تضمن للفلسطينيين حق الانتقال الحر بين غزة وأريحا. إن إسرائيل هي التي تسيطر على الحدود، رغم الوجود الرمزي لموظفين فلسطينيين". - هذا بعد عامين فقط من أوسلو.

"إن الفلسطينيين يعيشون الآن شبه محاصرين في مدنهم وقراهم، لا يستطيعون التحرك بحرية في الأراضي المحتلة. فهناك شبكة محكمة من حواجز الطرق تضم ٥٨ حاجزاً تمنعهم من الذهاب مثلا من شمال الضفة إلى جنوبها" - كان هذا هو الوضع بعد عامين من توقيع اتفاق أوسلو ١٩٩٣. وصل عدد الحواجز اليوم إلى أكثر من ٨٠٠ حاجز!

"وحتى المسؤولون النرويجيون الذين سهلوا المفاوضات (مفاوضات اتفاق أوسلو) يقولون الآن أنهم لو كانوا فلسطينيين لما سعدوا بالظروف الموجودة بالأراضي المحتلة، حيث تستمر المستوطنات الإسرائيلية في التوسع على حساب السكان العرب" - هذه التصريحات كانت بعد عامين فقط من الاتفاق، فما بالكم الآن بعد أكثر من ٣٠ سنة من الاستيطان المستمر.

تم النص في اتفاق أوسلو عام ١٩٩٣ على أن مفاوضات الوضع النهائي التي تتضمن كل القضايا الرئيسية سوف تبدأ بعد خمس سنوات. بالطبع نكث الإسرائيليون بالجدول الزمني الذي وافقوا عليه في أوسلو، وقال رابين ضارباً عرض الحائط بالجدول الزمني جملته الشهيرة: "ليس هناك مواعيد مقدسة". وهو نفس الموقف الذي اتخذه كافة المسؤولين بعده. وهاهو نتانياهو يرفض الانسحاب من لبنان بعد انتهاء الستين يوم.

لم تنتزع منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو أي حق للفلسطينيين من المفاوض الإسرائيلي سوى اعتراف رابين بالمنظمة "كشريك تفاوضي مناسب". هذه هي أوسلو باختصار. حتى هذا "الاعتراف" لا لم يرقى إلى مستوى الاعتراف لأن رابين قدم الحد الأدنى من الاعتراف حتى يضمن انتزاع التنازل تلو التنازل.