فاطمة الزهراء محمود’s Reviews > الفقه الإسلامي و مدارسه > Status Update
فاطمة الزهراء محمود
is on page 58 of 142
لقد كان الفقه زمن الصحابة يدور في البحث عن أحكامه على الكتاب ثم السنة، ثم إعمال الرأي إن لم يوجد في المسألة نص من كتاب أو سنة. ولقد كان المفتون في ذلك العصر على طرائق:
فمنهم من كان يتوسع في الرأي، ويتعرف المصالح فيبني الأحكام عليها، كعمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود.
ومنهم من كان يحمله التورع والاحتياط على الوقوف عند النصوص، والتمسك بالآثار، كالزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
— Jun 23, 2025 04:03AM
فمنهم من كان يتوسع في الرأي، ويتعرف المصالح فيبني الأحكام عليها، كعمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود.
ومنهم من كان يحمله التورع والاحتياط على الوقوف عند النصوص، والتمسك بالآثار، كالزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
15 likes · Like flag



ثم كان من التابعين وتابعيهم من يتحاشى القول بالرأي والاجتهاد. فقد ذكر الدارمي في سننه عن ابن سيرين: أنه كان لا يقول برأيه إلا شيئًا قد سمعه. وذُكر عن عطاء: أنه سُئل عن مسألة فقال لا أدري، فقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟ قال: إني أستحيي من الله أن يَدَانَ في الأرض برأيي. وذُكر عن الشعبي أيضًا أنه قال: (إياكم والمقايسة ... ولكن ما بلغكم عمن حفظ من أصحاب محمد ﷺ فاعملوا به).
كذلك كان منهم من اشتهر بالقول بالرأي، كربيعة الرأي، وعلقمة بن قيس النخعي، وإبراهيم النخعي.
فكان اتجاه هؤلاء وأولئك أول نبتة لما جاء فيما بعد من اختلاف المدارس الفقهية. ثم مع استمرار الزمن أخذ الخلاف يتعمق بين الاتجاهين، ولا سيما في القرن الثاني من الهجرة، حتى ظهر في أثر ذلك ما سُمي بمدرسة الحديث، ومدرسة الرأي، ونمت كل واحدة منهما نماءً ظاهرًا، وآتت ثمارها وخيراتها، وأضحى لكل مدرسة من هاتين المدرستين ميزات وخصائص.