Marwa’s Reviews > النظام العالمي القديم والجديد > Status Update

تم تقسيم شبكة الطرق داخل الأراضي المحتلة إلى "فئات" أُنفق عليها مئات الملايين من الدولارات لتؤدي وظيفة حصار الأراضي الفلسطينية لضمان سفر الإسرائيليين والمستوطنين والسياح بحرية تامة دون اتصال مع العرب الذين بقوا منعزلين في بلداتهم. وبهذا قام الاحتلال بعزل الأراضي الفلسطينية على شكل كنتونات مفصولة عن جسد الضفة الغربية.

بعد اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية، استمر المستوطنون يعيثون في الأرض فسادا، يهاجمون الناس ويدمرون ممتلكاتهم تحت بصر الجيش حتى يدرك الفلسطينيون من هم الحكام الحقيقيون. يقول أحد المستوطنين: "بينما تقوم زوجاتنا بإشعال النار لإضاءة الشموع لحين عودتنا من الخارج، يقوم رجالنا بإشعال النيران في السكان العرب". الإجرام مستمر من قبل أوسلو وزاد بعدها.

وصف صحفي إسرائيلي "الحكم الذاتي" التي ترضى إسرائيل به للفلسطينيين بأنه يمنحهم استقلالية كالتي تمنح لنزلاء معسكرات الاعتقال حين يسمح لهم بطهي الطعام الذي يرغبون فيه دون تدخل إدارة المعتقل أو تنظيم مناسبات ثقافية داخل أسوار السجن. هذا التعليق كتبه الصحفي أثناء أولى المحادثات بين الاحتلال والفلسطينيين عرفت بمحادثات مدريد عام ١٩٩١، وقبل اتفاقية أوسلو التي صممها الكيان لتحقيق هذه الرؤية، وهذا هو الواقع اليوم بل وأسوأ.

تعتنق أمريكا مبدأ مونرو الذي أرساه الرئيس الأمريكي جيمس مونرو عام 1823. المبدأ يتلخص في تخليص النصف الغربي من الكرة الأرضية من التدخل الأوروبي ليصبح تحت الهيمنة الأمريكية. وبالفعل أصبحت دول أمريكا الوسطى والجنوبية تحت السيطرة الأمريكية، لا يسمح لأي بلد بالتنمية المستقلة وإلا انهالت عليها العقوبات كما يفعل اليوم ترامب مع فنزويلا. يرى تشومسكي أن مبدأ مونرو قد تم تحديثه ليشمل الشرق الأوسط بعد أفول بريطانيا الاستعمارية.

لعل الكلمات الصحيحة الوحيدة في مسمّى "اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية" (نافتا) هي: أمريكا الشمالية؛ إذ أنها ليست تجارة وليست حرة، كما أنها لم تُبْن على "اتفاقية" حيث لم توافق عليها الشعوب المعنية. فهذه الاتفاقيات فرضت على الشعوب وصممت للإبقاء على السلطة والثروة في أيدي سادة النظام العالمي ولا علاقة لها بحرية التجارة. يعني لا تجارة ولا حرة ولا هي اتفاقية من الأساس :)

يدلل شومسكي على فكرة أن السوق الحرة ليست حرة، بأن الصناعات الأمريكية التي تنافس بها أمريكا في هذه السوق تتعرض لتدخل حكومي مباشر لحمايتها من تقلبات السوق، وهذا في حد ذاته مخالف لقوانين السوق الحرة. وهكذا تفرض أمريكا على غيرها من الدول ألا تحمي منتجاتها الوطنية وتتركها لقوانين السوق التنافسية، بينما تتدخل لحماية صناعتها الوطنية. ومن أشهر الأمثلة على ذلك دعم شركة الطائرات بوينج، والتي لم تكن لتستمر لولا هذا التدخل.

كل اتفاقيات التجارة "الحرة" والكلام عن تنمية شعوب العالم الثالث كل هذا كذب في كذب.
عارض ترومان وأيزنهاور (من رؤساء أمريكا) التنمية الصناعية الشاملة في أمريكا اللاتينية، لأن ذلك سيضر بمصالح الولايات المتحدة، فدول أمريكا اللاتينية عليها أن تخدم الاقتصاد الأمريكي لا أن تنافسه. لم يكن مقبولا ظهور أي تنمية تلبي رغبات السكان المحليين. باختصار لابد أن تكون مواردهم حكراً على المستثمرين الأمريكيين وشركائهم المحليين.

عندما أفاق كثير من الأمريكيين على حقيقة أن بلدهم تساند إسرائيل أكتر ما بتساندهم، كانت أهم نقاط المطروحة إن إسرائيل تمتلك نظام رعاية صحية مجاني يموله دافعو الضرائب الأمركيان،في حين يعاني الشعب الأمريكي من تكاليف الرعاية الباهظة. تعمل آلة الدعاية العملاقة لشركات الرعاية الطبية على وأد أي محاولة لكسر هيمنتها وذلك من أيام الحرب الباردة بدعاوى ساذجة مثل أن نظام مجاني يمكن أن يخترقه أطباء شيوعيون! أي ذريعة لبسط الهيمنة.

وأنت بتقرأ هتلاقي نفسك تهت وبتحتاج ترجع صفحات للوراء عشان تفتكر أنت دلوقتي مع أي دولة انتهكت أمريكا سيادتها، لأن كل حكايات الهيمنة الأمريكية على دول أمريكا الوسطى مثل هندوراس، نيكاراجوا، السلفادور متشابهة بدرجة مدهشة. أما مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون عن حق الدول في تقرير مصيرها فهو نفسه قال إنها "لا تطبق على الشعوب المتأخرة حضارياً"، وبالتالي التدخل الأمريكي هو تطبيق عملي لهذا المبدأ الأعور.

أمريكا قبل الحرب الباردة هي أمريكا أثناء الحرب الباردة هي أمريكا بعد الحرب الباردة؛ لا تسعى سوى لشيء واحد فقط مهما اختلقت من ذرائع وهو الهيمنة. أي بلد تحاول الخروج أو الاستقلال عن القرار الأمريكي يتم معاقبتها على الفور. حاول زيلايا رئيس نيكاراجوا أوائل القرن الماضي أن يشق قناة عبر البلاد لتربط بين المحيطين الأطلنطي والهادي، وكانت القناة لتنافس قناة بنما التي شقتها أمريكا، فاحتلت نيكاراجوا من ١٩١٢-١٩٣٣