حبيبة ’s Reviews > بالخلاص، يا شباب! 16 عاماً في السجون السورية > Status Update

هامش:
"تتوفر لدي مؤشرات كثيرة على أن أزواجًا كثيرين، وكذلك آباء وأبناء، لم يعرفوا، بكل بساطة، كيف يتكلمون بعضهم مع بعض، و لم يشرح أحدهم للآخر ما يريد أو ما يشكو منه."
والله دا شيء من أعجب ما بشوف في العلاقات! ليه وازاي ميكونش في تواصل فعال بين الطرفين! يعني لو مش عارفين حتى نتكلم مع بعض يبقى العلاقة دي قايمة على ايه؟

يصعب أن ينجو المرء من السجن إن ارتدت الحياة فيه إلى تحمل محض أو انتظار سلبي للحظة الإفراج. الشيء الإيجابي الذي تسنّى لبعضنا توسله لمغالبة السجن هو الكتب. ما يحضر أكثر من أي شيء آخر في نوبات حنيني إلى السجن هو القراءة. قراءة الكتب. لولا الكتب لتحطمت ربما قبل غيري❤️

لم أكن واعيًا دومًا أن الكتابة جهد لتحرير حياتي واستعادتها، لكنها عمل مُحرِّر فعلًا. أحب أن أتصور أن ما كتبته عن السجن هو كتابة عن الحرية، أو سيرة تحرر ذاتي. نعم، في السجن تغيرت وانعتقت من أغلالي الداخلية، وفي السجن تصالحت مع نفسي، وفي السجن كانت ثورتي الشخصية.

قد يكون أهم وأرسخ درس تعلمته من السجن وفيه هو التعود على المثابرة والنفور من الحياة الفاترة المبدّدة التي يقضي المرء قسطًا صغيرًا منها في العمل وقسطًا في التمتع وقسطًا في التثقف وقسطًا في الثرثرة.. عليك أن تعمل بصبر ولوقت طويل كي تحقق أي شيء، وتنقذ نفسك. يحتاج المرء إلى أن يقبل أن يكون عبدًا كي يتحرّر ، سجينًا كي ينعتق.

عن حظر رفع البصر في السجن:
النظر إلى الوجوه يجر معرفة الأسماء. المعرفة كشف وجوه الأشياء وتسميتها. والتسمية تعني السلطة، من آدم إلى يومنا. كي نجرد من كل سلطة، كان ينبغي ألا نسمي، وكي لا نسمي كان يلزم ألا نرى. ليس تدمر هو السجن المطلق إلا لأنه يعاقب بقسوة لامتناهية رؤية الوجوه وتسمية الأسماء، الوجوه كلها والأسماء كلها.
التحرر من السجن، لذلك، هو أن نرى، أن نسمي، وأن نعرف.

"في السجن يرى المرء عَيَانًا تقريبًا كيف تجري "أبلسة" الخصوم، وكيف تُصنع الخرافات ونظرية المؤامرة. هذه الأخيرة من لوازم تماسك المجموعات المتخاصمة. أما الأبلسة أو تشرير الغير فهو الوجه الآخر لتبرير جماعتنا، إظهارها مجموعة من البررة الأخيار."

الراجل دا معتبر السجن تجربة إنسانية تكوينية طلع منها بتأملات وأفكار وتحليلات اجتماعية وسياسية ونفسية دقيقة! شيء عجيب! مكانتش دي توقعاتي من الكتاب لكن مستمتعة ومبهورة

"قراءة بعض الكتب أكثر من مرة شيء فعلته مرارًا في السجن. وأظنه مفيدًا جدًا. وأكاد آسف أنه لا تتاح فرصة لتكرار قراءة بعض الكتب خارج السجن." !!