فاطمة الزهراء محمود’s Reviews > حياتي في رحاب الأزهر: طالب وأستاذ ووزير > Status Update
فاطمة الزهراء محمود
is on page 30 of 168
ولما كان التوحيد هو أساس دعوة القرآن.. فقد تصدى له مجتمع الجاهلية المادي.. بعد أن أدرك أن الدعوة إلى توحيد الألوهية تعني الدعوة إلى المساواة التامة بين البشر جميعًا.. فهم جميعًا أمام: -لا إله إلا الله -عبيد لإله واحد.. لا تمايز بينهم بسبب أوضاع طبقية أو عنصرية أو مادية أو اجتماعية.
والمجتمع المادي يحرص دائمًا على تفاوت الطبقات فيه.....
— Sep 25, 2025 08:25AM
والمجتمع المادي يحرص دائمًا على تفاوت الطبقات فيه.....
10 likes · Like flag
Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)
date
newest »
newest »
ولم يحرص – رحمه الله – في تفسيره على ترتيب السور في المصحف الشريف، كما هو الشأن في سائر التفاسير التقليدية الأخرى.. وإنما بدأ بالسور المكية من منطلق أن القرآن المكي علّم عقيدة الإسلام، والعقيدة هي الأساس في بناء أي مجتمع.. فإذا كان الأساس قويًا راسخًا، ارتفع البناء شامخًا متينًا. أما إذا كان ضعيفًا واهنًا، فإن طبيعة الأمور تدعو إلى إزالة القديم الواهي، وإقامة الجديد الشامخ على أنقاضه.وكان في ترتيبه – بعد الانتهاء من تفسير القرآن المكي – أن يقسم المدني منه إلى قسمين: القرآن في بناء المجتمع.. والثاني: القرآن في تنظيم المجتمع..
فقد كان المجتمع المدني بعد القضاء على المجتمع المادي الجاهلي – في حاجة إلى أسس جديدة لبنائه وتنظيمه.. ومن هنا جاء القرآن الكريم في عهده المدني منصبًا على هاتين الناحيتين.


هذا المجتمع الجاهلي – مهما اختلفت الأسماء والمسميات في كل زمان ومكان، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها – إنما يتصدى دائمًا لوحدة الألوهية من منطلق مصلحته المادية وحدها.
ومن هنا احتفظ الدكتور الذي – عليه رحمة الله – في منهجه التفسيري للقرآن بتقسيمه إلى مكي ومدني، وجعل عنوان القرآن المكي في تفسيره:
«القرآن في مواجهة المادية».