فاطمة الزهراء محمود’s Reviews > ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي > Status Update
فاطمة الزهراء محمود
is on page 200 of 255
"الشعور بالوحدة المطلقة شعور صعب ومرير ومخيف أحياناً...الزنزانة تبقي زنزانة وليس مهماً الموقع أو المكان".
الله يفك أسره...الله يفك أسره
اللهم إنه عبدك فمّن عليه برحمتك وأنزل عليه سكينتك، اللهم آنس وحشته وأزل كربته وخفف مصابه
— Oct 05, 2025 12:35PM
الله يفك أسره...الله يفك أسره
اللهم إنه عبدك فمّن عليه برحمتك وأنزل عليه سكينتك، اللهم آنس وحشته وأزل كربته وخفف مصابه
16 likes · Like flag
Comments Showing 1-5 of 5 (5 new)
date
newest »
newest »
أتذكر تلك الأوقات الجميلة وأقول لنفسي ما الذي يدفعني لترك زوجتي وأولادي الذين أعشقهم لأحمل البندقية مع أنني أعرف ثمن ذلك مسبقا؟ فأنا أفعل ذلك منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ولماذا أواصل هذه الرحلة الشاقة من أجل الحرية من دون كلل أو ملل رغم المرارةوقسوة الفراق وحجم الألم؟ ثم أجد نفسي مؤمنا ومقتنعا بكل خطوة أقدمت عليها في حياتي، وبكل عمل وطني قمت به وبنضالي، وتتعزز في هذه اللحظات لدي مشاعر الكبرياء الوطنية، واشعر بالاحتقار للسجان
الذي يضع القيود في يدي ،وقدمي والذي يحرس نفسه مني، وأشعر أن الزنزانة محنة يجب أن أتجاوزها وأنتصر عليها، رغم أن الإحساس الذي يعيشه المرء في هذا المكان المظلم والموحش صعب وقاس، ولكن هذا هو الثمن الذي ندفعه ليكون شعبنا ووطننا حرّين، وأن النضال والكفاح من أعلى درجات العيش بحرية اختباراً للمشاعر الإنسانية".
آمين يارب…مؤلم حقًا حال الأسرى في العزل الانفرادي… مؤلم إلى حد كبير. ولا سيما أن مروان قضى سنواتٍ طويلةً هناك، تفوّق بها على سائر الأسرى في طول المدة التي أمضاها في تلك القبور الملعونة.



ساحات المدينة، وأتذكر كيف يصحو أولادي القسام، وربى، وشرف وعرب، وأتصورهم وأقبلهم في قلبي ألف قبلة، وأتخيل هنا شرف كالعادة أول من يستيقظ من بين إخوته من دون مساعدة أحد، ويقوم بارتداء ملابسه المدرسية وإعداد كتبه وحقيبته ويغسل وجهه الجميل، ويقبلني حتى وإن كنت نائما وغالباً أصحو على ابتسامته الجميلة. ثم يقوم معي وأحياناً وحده بإيقاظ عرب الأصغر منه، ملحاً عليه أن يصحو ليعد نفسه، ومهدداً إياه بالمغادرة إلى المدرسة بمفرده. ولأن شرف يكره التأخير، ويقول إنه يخجل من مديرة المدرسة «المس سميرة ناصر»،نادراً ما يتأخر عن حل واجب المدرسة أو عن ساعة قرع الجرس.
أما عرب الهادئ جداً والذي يحسب خطواته بدقه فقد كان يتميز بعاطفته، وكان عادة يحتضنني رافضا تركي جانباً ويحب أن ينام على كتفي. ومع ذلك، كان يتقيد بالترتيب ويغادر إلى المدرسة ولو متأخراً قليلا، وهو توأم الروح لشرف.