Marwa’s Reviews > مذكرات حرب أكتوبر > Status Update

لا أعرف كيف سأودع هذا الكتاب
شخصية الفريق الشاذلي من أجمل الشخصيات التي عرفتها في حياتي. ما كل هذا الإخلاص والشجاعة والحكمة؟!
ما هذه العقلية التي خططت لمعركة العبور على مستوى أدق التفاصيل، وعند التنفيذ كانت التوقيتات مطابقة بشكل مدهش للخطة الموضوعة؟ وما هذا الحماس والاتقاد الذي يتحدث به في كل لقاءاته؟ وماذا عن الذهن الحاضر والإجابات العلمية والخبرة العسكرية المذهلة؟!
رحم الله الفريق الشاذلي وأسكنه أعلى درجات الجنة.

بحلول الساعة الثامنة من صباح يوم الأحد من أكتوبر ٧٣ كانت قواتنا قد حققت نجاحا حاسما في معركة القناة، عبرنا أصعب مانع مائي في العالم وحطمنا خط بارليف في ١٨ ساعة، وهو رقم قياسي وبأقل الخسائر ٥ طائرات، ٢٠ دبابة و٢٨٠ شهيد. أما العدو ففقد ٣٠ طائرة، ٣٠٠ دبابة وعدة آلاف من القتلى وخسر معهم خط بارليف بالكامل. لقد تم سحق ٣ ألوية مدرعة ولواء مشاة كانت تدافع عن القناة، وسقطت أسطورة خط بارليف للأبد.
الله أكبر.

أكثر من نصف الكتاب والفريق الشاذلي بيتكلم عن تجهيز الجيش المصري وتسليحه وخطة تعبئة الاحتياط والتعاون المصري مع العرب. الآن النصف الثاني من الكتاب بدأ يتكلم عن الأسابيع اللى سبقت المعركة. مع العد التنازلي للحرب عرف قادة الجيش الثاني والثالث بساعة الصفر في الأول من أكتوبر، وقادة الفرق في ٣ أكتوبر، وقادة الألوية ٤ أكتوبر، وقادة الكتائب والسرايا ٥ أكتوبر، أما ضباط الصف والجنود فعرفوا بساعة الصفر قبل ٦ ساعات فقط من الهجوم

كانت سياسة الاتحاد السوفيتي ألا يعطي أفضل ما عنده من أسلحة لأي دولة رغبة منه في المحافظة على أسرار أسلحته، وبالتالي لم يطمح أفضل أصدقائه إلا ليصبح الثاني في أفضلية السلاح. أما أمريكا فهي تعطي أفضل ما عندها لإسرائيل، إذ أن الأسلحة الحديثة تدخل في خدمة القوات المسلحة الإسرائيلية والأمريكية في وقت واحد.
الآن وعلى عهدة ترامب، أصبحت إسرائيل على دراية بالأسلحة الأمريكية الحديثة أكثر من الرئيس الأمريكي نفسه، وتأمر بإرسالها

تجاهلت إسرائيل قرار وقف إطلاق النار الذي كانت قد قبلته مساء يوم ٢٢ كتوبر، واستأنفت عملياتها صباح يوم ٢٣ أكتوبر وأكملت حصار الجيش الثالث الميداني. كان هذا الهجوم بالتنسيق مع كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الذي أغمض عينيه عما تقوم به إسرائيل بهدف الوصول إلى موقف معين يمكن معه فرض شروط الصلح على مصر.
كالعادة يصبحون صماً بكماً عمياً مع خروقات الكيان، بل ومنسقين أيضاً ..

"إن إسرائيل لم تحترم قط أي قرار لوقف إطلاق النار فيما يتعلق باستخدام قواتها الجوية، كانوا يودون أن يذكرونا دائما بتفوقهم، فكانوا يتعمدون دائما أن يخترقوا مجالنا الجوي"،قرر الشاذلي بعد إعادة بناء قوات الدفاع الجوي وضع حداً لهذه العربدة، فنصب كمينا لطائرة استطلاع معروفة بخرق مجالنا الجوي، وفعلا تحطمت الطائرة، بعدها حاول العدو إرسال طائرات أخرى، وعندما سقطت لم يعاود الكرة وهكذا فرضنا سيطرتنا ومهدنا لتأمين عملية العبور.

أول ما فتحت هذه النسخة من الكتاب تفاجأت! ازاي مفيش أي مقدمة لهذا الكتاب التاريخي؟! كيف يستقيم ذلك؟ وبعد البحث لقيت بالفعل نسخة الكتاب الكاملة بمقدمة الطبعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة أيضاً، كلها طبعات قبل هذه الطبعة طبعة ٢٠٠٣. واكتشفت بمنتهى المرارة الصعوبات الكثيرة اللي واجهها الفريق الشاذلي في محاولاته لطباعة كتابه. معركة الطباعة لوحدها تحتاج لفصل كامل هي الأخرى، وقام بقصها في مقدماته الأربعة.

كانت الخطة الأولية لإحداث ثغرات في الساتر الترابي أن يقوم الجنود بشق حفر باستخدام أدوات حفر يدوية. وبناء عليه احتاج فتح ثغرة واحدة ل ٥٠ فرد وبلدوزر ومتفجرات وعمل ٦ ساعات. لم يرض الشاذلي ووجه للخروج بحل بديل. إلى أن اقترح أحد الضباط استخدام ضغط المياه لفتح الثغرة بعد تأكيده استخدام هذا الأسلوب بنجاح في السد العالي. وهكذا تطلب فتح ثغرة واحدة ١٠-١٥ فرد فقط وعمل ساعتين وخمس مضخات مياه.
مستوى لايبارى من التخطيط والإخلاص

في مذكرات أليعازر رئيس أركان حرب العدو وقت الحرب ذكر مناقشته لاحتمالية عبورنا للقناة، فأجابه ديان وزير الحربية أن المصريين يحتاجون لسلاح المهندسين الأمريكي والسوفيتي مجتمعين لمساعدتهم! يقول الشاذلي عبرنا ب ٣٥ كتيبة من سلاح المهندسين المصري بعد تخطيط وتدريب على أعلى مستوى فاجأ العالم أجمع. يقول الشاذلي: لا ألوم ديان على المبالغة لأنني أعرف مدى المجهود الذي بذل لتحقيق هذه المفاجأة.
رحم الله الفريق سعد الدين الشاذلي.