منة عبد الفتاح ’s Reviews > ماذا علمتني الحياة؟ > Status Update
منة عبد الفتاح
is on page 91 of 430
من بين هذه الصور التي لا أنساها صورتي أنا وأخي حسين ونحن جالسان في إحدى الفنادق الفاخرة التي أقيمت على شاطئ النيل في رأس البر، وقد أحضر إلينا الخادم ما طلبنا منه إحضاره وهو شاي كومبليه، ويتكون من إبريق فاخر للشاي وإبريق آخر أصغر قليلا للماء الساخن، وإناء آخر صغير له لمعان الفضة للسكر ، ومثله للبن. وإلى جانب كل هذا يأتي لكل منا طبق صغير وسكين وشوكة وملعقة لكي تأكل منها قطع الكيك الإنجليزي الفاخر، المحلى بقطع الفاكهة
— 10 hours, 13 min ago
2 likes · Like flag
منة’s Previous Updates
منة عبد الفتاح
is on page 96 of 430
كنت في نحو العاشرة من عمرى عندما لاحظ أبي أنى كثيرا ما أدندن بأغنية ما وأنا رائح أو غاد في البيت، أو أنى أجلس ملتصقا بالمذياع الكبير في صالة المنزل عندما تذاع أغنية جديدة لأم كلثوم أو عبد الوهاب . فاجأني يوما وهو يدخل المنزل حاملاً كمنجة» في صندوقها الكبير فإذا بها لي، ونصحنى بترتيب دروس للكمان مع المدرس الإيطالي الذي يعطى دروسا خصوصية في بيته القريب من بيننا (١/٢)
— 10 hours, 9 min ago
منة عبد الفتاح
is on page 86 of 430
لا جدوى من أن أتظاهر بغير ما أعتقده، وألا أعترف باعتقادي بأن لدي قدرة على التعبير الواضح والسلس عن نفسي بدرجة تفوق قدرة كثيرين غيري .
لا بد أن كان لدى استعداد طبيعي للتعامل مع الكلمات والتعييز الأسلوب الجميل عن القبيح هذا الاستعداد اتضح مبكرا المدرسي اللغة العربية في المدرسة الابتدائية فكانوا يعطونني دائما درجة عالية على ما أكتبه من موضوعات الإنشاء أو في مادة التعبير، كما كانت تسمى في مدرستي النموذجية.
— 10 hours, 16 min ago
لا بد أن كان لدى استعداد طبيعي للتعامل مع الكلمات والتعييز الأسلوب الجميل عن القبيح هذا الاستعداد اتضح مبكرا المدرسي اللغة العربية في المدرسة الابتدائية فكانوا يعطونني دائما درجة عالية على ما أكتبه من موضوعات الإنشاء أو في مادة التعبير، كما كانت تسمى في مدرستي النموذجية.
منة عبد الفتاح
is on page 80 of 430
زرت الولايات المتحدة وأنا في الخمسين من عمري، أن وجدت كتاباً صغيراً له في إحدى المكتبات يضم بعض ذكرياته ، ففرحت بعثوري على صديقى القديم بعد فراق ٣٥ عاما، ولكن خاب أملى خيبة عظيمة . لم أجد فيه، وأنا أقرأه فى سن الخمسين، أي سمة من سمات العبقرية التي كنت أظنها فيه عندما كنت في الخامسة عشرة،
— Dec 29, 2025 03:27PM
منة عبد الفتاح
is on page 71 of 430
كان هناك أيضاً من زملائنا القدامى من سافر إلى الأبد، وترك مصر مع عزم أكيد على عدم العودة من هؤلاء صديق كان بالغ الرقة,دخل كلية الطب وتخرج فيها، ولكني لم أره قط بعد تخرجه إلا حزينا متأثراً بما يراه من حال المرضى الفقراء والمعاملة التي يلقونها ,Iكان الحل الذي وقع عليه اختيار صديقي الرقيق، هو أن يترك مصر كلها ويبحث عن عمل مناسب في الخارج، لا يعرضه لرؤية مثل هذه المواقف الصعبة. وانتهى به الأمر طبيبا وأستاذا في أمريكا.
— Dec 29, 2025 03:23PM
منة عبد الفتاح
is on page 68 of 430
منذ ثلاث أو أربع سنوات خطر لأحد زملائي القدامي، الذي كان تلميذا معى في نفس الفصل المدوسى منذ ما يقرب من ستين عاما، عندما كنا في نحو الثانية عشرة من عمرنا ، أن يدعو أكبر عدد ممكن من هؤلاء الزملاء القدامي إلى العشاء في مطعم يطل على النيل. وقبلت الدعوة مسروراً ومتشوقا إلى أن أرى ما فعله الدهر بأصدقاء الصبا (١/٢)
— Dec 29, 2025 03:12PM
منة عبد الفتاح
is on page 65 of 430
عندما أقرأ الآن ما كتبه أبي عن حيرة جدى، والجهد المضنى الذي بذله لاختيار نوع التعليم المناسب لابنه، وعن العذاب الذي تعرض له أبي من جراء إخراجه من مدرسة بعد أخرى لإدخاله مدرسة يسمع عنها جدى أنها أفضل وأنسب، أشعر بالإشفاق على أبي وجدى على السواء(١/٢)
— Dec 28, 2025 04:37PM
منة عبد الفتاح
is on page 60 of 430
كانت كل اختيارات حافظ مجردة عن اعتبارات الثراء أو السلطة أو النفوذ أو المظهر الاجتماعي، سواء كان الأمر يتعلق باختيار وظيفة أو صديق أو زوجة أو يتعلق بطريقة تربيته لأولاده، أو باقتناء سيارة أو تأثيث بيت ..كان ينطبق عليه، ربما أكثر مما ينطبق على أي شخص آخر عرفته عن قرب تفضيل الأفعال على الأسماء، أى تفضيل ممارسة نشاط أو القيام بعمل، على اقتناء شيء أو حيازة سلعة. ومن ثم كان يبدو لى دائما أنه أخفنا جميعا حركة وأكثرنا نشاطا
— Dec 26, 2025 04:04PM
منة عبد الفتاح
is on page 57 of 430
كان العريس وسيما سخيا رقيقا ومحبا للثقافة ويطمح في أن يكون له مستقبل في الأدب وكتابة الشعر، ولكنه كان بعيدا كل البعد عن فارس الأحلام الذي كانت تنتظره فاطمة ، والذي لا يوجد إلا في الكتب أو الأفلام. كما أخطأ الرجل خطأ جسيما عندما بدرت منه عبارة مؤداها أنه جاء اليتزوج لا من فاطمة بل من أحمد أمين، وسمعت الفتاة عن تفوهه بهذه العبارة، ولم تكن هي من النوع الذي يمكن أن يغفرها له قط .
تزوجت من رجل محب ، لا لها لكن لابيها!
— Dec 26, 2025 03:59PM
تزوجت من رجل محب ، لا لها لكن لابيها!
منة عبد الفتاح
is on page 53 of 430
ما أذكره هو مقارنة متكررة تعقدها أمى بين الولدين تنتهى
دائما إلى تفضيل الأكبر، ولا تتورع عن أن تسمع عبد الحميد رأيها . كان عبد الحميد في نظرها، ينتمى إلى معسكر أبي، له نفس حسن خلقه وقلة اهتمامه بكل ما يتعلق بالمال وأمور الحياة اليومية. كان منذ طفولته رجل فكر، بينما كان محمد رجل عمل. ولا بد أن والدي قد لاحظا ذلك منذ البداية، فمال إليه قلب الأب دون أن يسمح لنفسه بأن يعلن تفضيله له، بينما الام لا تكف عن اعلان تفضيلها
— Dec 26, 2025 03:49PM
دائما إلى تفضيل الأكبر، ولا تتورع عن أن تسمع عبد الحميد رأيها . كان عبد الحميد في نظرها، ينتمى إلى معسكر أبي، له نفس حسن خلقه وقلة اهتمامه بكل ما يتعلق بالمال وأمور الحياة اليومية. كان منذ طفولته رجل فكر، بينما كان محمد رجل عمل. ولا بد أن والدي قد لاحظا ذلك منذ البداية، فمال إليه قلب الأب دون أن يسمح لنفسه بأن يعلن تفضيله له، بينما الام لا تكف عن اعلان تفضيلها
منة عبد الفتاح
is on page 50 of 430
كانت الصدمة الأولى عندما دخل عليها أبي يوما معلنا أنه استطاع أن يحصل المحمد على بعثة حكومية لتحضير الدكتوراه في إنجلترا. وقع عليها الخبر وقع الصاعقة وأصابها هم عظيم : فها هو الزوج المستبد يفرق بينها وبين ابنها المفضل ويرسله إلى بلاد البرد القاتل، وكأنه يتعمد إيذاءها وتجريدها من وسيلتها الوحيدة للتصدى لجبروته . منذ أن عرفت أمى الخبر تتابع عليها مرض بعد آخر، وتعودنا أن نری و نسمع بكاءها ونحبها لدى وقوع أى حادث مهما صغر
— Dec 26, 2025 07:04AM
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »
newest »
message 1:
by
منة
(new)
-
added it
10 hours, 13 min ago
كان أبي قد أخذنا يوما إلى هذا الفندق وأظن أن اسمه كان فندق رويال) كنوع من الفسحة لتعويضنا عن حرماتنا شبه المستمر منه وهو مستغرق طوال الوقت في القراءة والكتابة. وسمعناه يطلب لنا شای کومبلیه بینما طلب لنفسه فنجانا من القهوة بدون سكر ، إذ كان ممنوعا من أكل أى نوع من الحلويات. فلما أتى الخادم بهذا الشاي كومبليه لا بد أن أذهلنا، ليس الأكل نفسه بمقدار ما كان يأتي معه من أشياء بديعة تبرق في الضوء، من إبريق الشاي إلى أصغر ملعقة . لابد أن طعم الأكل في هذا الإطار الفاخر من الفخامة والأبهة، كان له لذة مضاعفة، ناهيك عما لهذه الأشياء في فم طفل صغير من لذة، في أي ظرف من الظروف ، تفوق بكثير ما يمكن أن يكون لها لدى الأكبر سنا . رأينا إلى جوارنا شابين يلعبان الطاولة، فاستقر عزمنا - أنا وحسين - أن ندخر مصروفنا لبضعة أسابيع حتى نستطيع أن تخرج وحدنا ، أنا وهو فقط، إلى فندق رويال فنطلب الشاى كومبليه (٢/٢)
reply
|
flag

