Mounir’s Reviews > مخطوطات نجع حمادي الأثرية > Status Update

كتابات الغنوسيين لم يكن لدينا منها سوى بعض الأجزاء اليسيرة حتى اكتشفت مخطوطات نجع حمادي في ديسمبر 1945 بالقرب من دير الأنبا باخوميوس [..] إهتمت الغنوسية بأن تقدم الإجابة للأسئلة التي وقفت البشرية حائرة أمامها. كان الإنسان في حيرة من جهة نفسه: من أين جاء، ما هدف حياته وما مصيره؟ من أين جاء العالم، وما هو مصيره؟ من أين جاء الله وكيف كانت الخليقة؟ إلا أن السؤال الأساسي الذي عنيت به الغنوسية فهو بشأن الخلاص وكيف يتحقق

مخطوطة "أعمدة شيث الثلاثة" تروي مأساة قايين وهابيل، ولكن شيث يبدو متميزاً على شبه آدم، كما أن آدم على صورة الله. وحينما ابتدأ نسل شيث يتزايدون في الأرض ابتدأ الناس يدعون باسم الرب. وهكذا يرى الغنوسيون في شيث جدهم الأول، الذي انتقل إعلان الله لآدم عن طريقه إلى نسله من الغنوسيين. وإننا لنجد يوسيفوس المؤرخ يسجل التقليد عن نسل شيث الذين اكتشفوا علم التنجيم وعرفوا من آدم عن نكبتين كونيتين، الطوفان والنار، سوف تحلان بالأرض

"لأنك أنت الذي تعطينا العقل والنطق والمعرفة. العقل حتى ندركك، والنطق حتى نفسرك، والمعرفة حتى نعرفك. إننا نبتهج لأننا استنرنا بمعرفتك. إننا نبتهج لأنك أعلنت ذاتك لنا. إننا نبتهج لأننا ونحن في الجسد قد جعلتنا إلهيين عن طريق معرفتك. طِلبة واحدة نسألك إياها، أن تحفظنا في معرفتك، ورعاية واحدة نشتاق إليها، ألا نُعثَر في هذا النوع من الحياة]"
من شذرة بعنوان "صلاة الشكر" لعلها كانت صلاة هرمسية لأجل قبول المعرفة في الوصول

-تحدث حينما لا يليق بك أن تبقى صامتا، ولكن تحدث بخصوص الأشياء التي تعرفها فقط حينما يكون ذلك مناسبا
- حينما يكون ملائما أن تعمل، لا تستخدم الكلمات
-لا ترغب في أن تكون المتكلم الأول في وسط الجمع؛ بينما من المهارة والمقدرة أن تتكلم، فمن المقدرة والمهارة أيضا أن تصمت
-من الأفضل لك أن تكون مغلوبا في حديثك بالحق من أن تكون غالبا عن طريق الخداع. الذي يغلب عن طريق الخداع يكون مصيره الهزيمة عن طريق الحق
من مخطوط أقوال سكستوس

هكذا تنتهي الأقوال التي كونت إنجيل توما، وبالنظرة السريعة لها نستطيع أن نرى أن بعضها ينتسب إلى الفكر الغنوسي، بينما معظمها نجد نظائر لها في البشائر التوافقية [متى ومرقس ولوقا]، مما جعل البعض يرى أن هذا "الإنجيل" حينما ننتزع منه الأقوال الغنوسية، ينتسب إلى طائفة المصادر الأولى للبشائر

إنجيل توما ليس إنجيلا بالمعنى الدارج المفهوم - يروي قصة حياة المسيح ويلقي الأضواء على يسوع التاريخ متضمنا تعاليمه وأقواله، بل إنه مجموعة من الأقوال التقليدية والنبوات والحِكَم وأمثال يسوع، وفي الأصل كان مكتوبا باليونانية ثم ترجم إلى القبطية [..] ونكاد نضع إنجيل توما جنبا إلى جنب مع مصدر البشائر التوافقية/المتوازية [متى ومرقس ولوقا] الذي يشير إليه العلماء بحرف
Q = Quelle
من الكلمة الألمانية التي تعني المصدر أو المنبع

وبينوا ليسوع عملة ذهبية، وقالوا له
"إن رجال قيصر يطلبون الضرائب منا"
فقال لهم
"إعطوا ما لقيصر لقيصر، واعطوا ما لله لله، وما هو لي اعطوه لي"
["من مخطوط "إنجيل توما]

لأنه من ذا يستطيع أن ينطق بإسم له الإسم العظيم إلا الذي وحده ينتسب إليه الاسم [..] وحيث أن الآب هو غير مولود فهذا [هو؟] الواحد الذي ولد اسما لذاته قبل أن تصدر عنه الدهور [..] لأن الاسم ليس من مجرد كلمات. وليس اسمه يتكون من حروف منطوقة. ولكنه خفيّ. لقد أعطى اسما لذاته. لأنه يرى ذاته. فهو وحده الذي له السلطان أن يعطي بذاته اسماً. لأن الذي لا يوجد لا إسم له. لأنه كيف نعطي اسما للذي لا يوجد
["من مخطوط "إنجيل الحق]

عام 367م أثناسيوس الرسولي رئيس الأساقفة يصدر مرسوما كنسيا يدين فيه تلك الأسفار الأبوكريفية التي يحاول أصحابها أن يصبغوها بصبغة القدم وصورة القداسة. وقام ثيودور رئيس الأديرة الباخومية بترجمة ذلك المرسوم إلى اللغة القبطية وإيداعه في الدير لكي يصبح قانونا للرهبان - ولا بد وأنه كان بين الحركة الرهبانية الباخومية من كانوا يتبعون الغنوسية أو على الأقل يقدسون كتاباتها ويتخذونها كتبا لهم وإلا لما استدعى الأمر مثل هذا الإجراء