Mounir’s Reviews > مقدمات ثورة 23 يوليو سنة 1952 > Status Update

كان لفاروق يخت يسمى "فخر البحار" اشتراه بحوالي 76 ألف جنيه، ففكر في وسيلة يستبقي بها اليخت الأنيق، فباعه إلى الدولة بمبلغ 176 ألف جنيه بدعوى ضمه إلى الأسطول المصري، ولكنه استبقاه لنفسه يختا خاصا له. وأمر بإصلاح اليخت "المحروسة" على حساب الدولة.. ورفض النقراشي رئيس الوزراء الطلب وكتب إلى الخاصة الملكية: في الوقت الذي تفتك فيه الشيوعية بعقول الشباب ويشتد التذمر من الفاقة فإن الناس لن يقبلوا منا التفكير في مثل هذا العمل

خلفاء محمد علي وإبراهيم في الحكم مهدوا بتصرفاتهم للتدخل الأجنبي في شئون مصر،.. منذ وقع الاحتلال البريطاني سايروا الاستعمار في سياسته وأهدافه سواء في عهد الاحتلال أو عهد الحماية أو في عهد الاستقلال المقيد، ولم يبد منهم أي معاونة للشعب في نضاله ضد الاستعمار فيما عدا فترة وجيزة من عهد الخديو عباس حلمي الثاني، ومع أنه تنكر للحركة الوطنية أحيانا، فهو الحاكم الوحيد الذي خلع بأمر الحكومة البريطانية لسياسته العدائية حيالها

كان فاروق لا يطيق أن يرى وزارة تبقى مدة طويلة في الحكم، بل كان يميل إلى التغيير والتبديل دون مقتضِ، بل لمجرد استمتاعه بالعبث بالوزراء والوزارات.. وأخذ الملك يلهو ويعبث بتأليف الوزارة الجديدة [بعد استقالة وزارة نجيب الهلالي]. ومن مظاهر لهوه وعبثه أنه كلف في وقت واحد اثنين لتأليف الوزارة الجديدة، وهما بهي الدين بركات وحسين سري، وأخذ كل منهما يجري مشاوراته في تأليف الوزارة دون أن يعلم أن الآخر مكلف أيضا بتأليف الوزارة

استقالة الهلالي 28 يونيه 1952: لم يبد في كتاب استقالته سبب ظاهري لهذه الاستقالة. غير أن ملابساتها دلت على أنه شعر بأن الملك يريد تغيير الوزارة فحسب، وأخذ يكثر من طلباته وتدخلاته في شئون الحكم، ويضع العقبات أمام الوزارة. وكان لحاشية الملك دخل في خلق هذه العقبات إذ كان فريق منهم يخشى أن تمسهم حركة التطهير إذا اتسعت دائرته، فأدخلوا في روع الملك أن هذه الحركة قد تمتد إلى ذاته، فتغير الملك على الهلالي وشرع في تنحيته

من 27 يناير سنة 1952 [بعد إقالة وزارة الوفد بسبب حريق القاهرة] إلى يوليه سنة 1952 تعاقبت على البلاد وزارات من المستقلين يصح أن تسمى "وزارات الموظفين". فرؤساؤها لا علاقة لهم بالأحزاب وكانوا أصلا من كبار الموظفين [..] إن قيام وزارات من الموظفين معناه عودة الحكم المطلق في نوع من أنواعه لأن هؤلاء الموظفين إذا تولوا الوزارة.. لا يزال طابعهم أنهم موظفون لدى رئيس الوزارة يأتمرون بأمره ويتحسسون اتجاهاته، فيسايرونها وينفذونها

في اليوم التالي (14 يناير 1952) ضرب الإنجليز التل الكبير بالمدافع فتهدمت منازل كثيرة فيها، كما ضربوا القرين وحمادة وأبو حماد. كانت هذه المعركة أعنف معركة مكشوفة بين المجاهدين والإنجليز، ومما يذكر عنها أن الإنجليز أسروا سبعة من المجاهدين ولم يعاملوهم معاملة الأسرى، بل صلبوهم على الأشجار وأطلقوا عليهم الكلاب المفترسة تنهش أجسامهم لحملهم على الاعتراف على زملائهم، فلما أبوا أعدموهم رميا بالرصاص في أحد معسكراتهم

موقعة كفر أحمد عبده 8 ديسمبر 1951: جريمة وحشية وقعت من الإنجليز على حي بمدينة السويس يسمى كفر أحمد عبده وانتهت بتدميره وإبادته من الوجود. يقع الكفر بين وابور تكرير المياه الذي كان خاصا بالقوات البريطانية وبين معسكرات القوات شمال المدينة. أرادت القيادة البريطانية أن تشق طريقا يصل هذه المعسكرات مباشرة بوابور المياه دون أن تتوسطه مساكن الأهلين فاعتزمت هدم الكفر
[الحقيقة انه كان مركز لحركة الفدائيين بعد الغاء معاهدة 36]

في 5 ديسمبر 1951 شيعت مدينة السويس جنازة الشهداء الذين سقطوا في معركة اليوم السابق وكانت نعوش ضحايا خمسة عشر شهيدا.. مغطاة بالعلم المصري، وفي طليعة هذه النعوش نعش صغير يضم جثمان حسن عبدالله الطالب بمدرسة النهضة الإبتدائية، وهو شاب لم يتجاوز العاشرة من عمره وقد سقط شهيدا وهو في طريقه إلى مدرسته [..] بلغ عدد الشهداء منذ معركة الاسماعيلية الأولى في 16 أكتوبر إلى معركة السويس في 4 ديسمبر 117 قتيلا وعدد الجرحى 438 جريحا