Mounir’s Reviews > ٢٢ يوليو: أطول يوم في تاريخ مصر > Status Update

عندما كانت تدق ساعة القاهرة النصف بعد السابعة تأهب فهمي عمر لتقديم أنور السادات بالصفة التي طلبها وهي أنه مندوب القيادة فقد رفض أن يقدمه باسمه - قرأ السادت البيان الأول للثورة في مستهل نشرة الأخبار.. واختتم القراءة بذكر اسم موقع البيان اللواء أركان حرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة.. .. ولم يسجل البيان بصوت أنور السادات كما ذكر فهمي عمر إلا خلال الاحتفال بمرور ستة أشهر على قيام الثورة أي في يوم 23 يناير 1953

اتصل فاروق بكريم ثابت وطلب منه بحكم صلاته السابقة بالإذاعة كمستشار لها منع إذاعة البيان بأية وسيلة، وبادر كريم بالاتصال بمحطة الإرسال في أبو زعبل وطلب من المهندس الجارحي القشلان المسئول عن إدارة المحطة في هذه الليلة فك المحطة، قائلا أنه سيرسل له 3 لواري و3 تاكسيات لأخذ المحطة. وذكر المهندس الجارحي أن الغرض من إرسال اللواري كان تحميلها بقطع التشغيل الرئيسية والاحتياطية للمحطة، أما التاكسيات فلنقل المهندسين وعددهم سبعة

يتضح من مجرى الأحداث أن تسرب الأنباء عن حركة الجيش المنتظرة إلى السراي - رغم أن التسرب حدث من مصدرين مختلفين - إلا أن توقيت إبلاغهما النبأ إلى السلطات جاء في وقت واحد تقريبا وهو حوالي التاسعة والنصف مساء، وسار البلاغان في خطين متوازيين.. التقيا في النهاية عند شخص واحد، ولم يكن هذا الشخص رئيس الوزراء أو رئيس الديوان الملكي كما كان المفترض، بل كان محمد حسن السليماني شماشرجي الملك وأمينه الخاص وحلقة الاتصال الوحيدة به

روى محمد نجيب في مذكراته واقعة زيارة الصحفي محمد حسنين هيكل رئيس تحرير آخر ساعة وقتئذ والمقدم جلال ندا المحرر العسكري بأخبار اليوم لمنزله يوم 19 يوليو.. "وأثناء جلستنا فوجئت بحضور المقدم جمال عبد الناصر والرائد عبد الحكيم عامر على غير موعد، ولما وضح من حركتهما أنهما يريدان أن يسّرا إلىّ بشيء ما أخذتهما إلى غرفة الطعام المجاورة ولكن بعد أن طلب هيكل أن أقدمه لهما وكان لقاؤه الأول لهما، وفي هذه الجلسة تحدد موعد الثورة"

استطاع حسين سري عامر بعد عودته إلى سلاح الحدود، بعد أن برأه القضاء في قضية الأسلحة الفاسدة، أن يزيح مدير السلاح اللواء محمد نجيب بعد فترة قصيرة، ويتولى هو رئاسة سلاح الحدود. وكانت وسيلته لتحقيق طموحه هي صداقته الشخصية لاثنين من أقرب المقربين إلى الملك، هما حلمي حسين سائقه الخاص ومحمد حسن خادمه الخاص.. ووعده صديقاه بأنهما عن قريب سيزيحان له الفريق حيدر كما أزاحا من قبل محمد نجيب ليتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة

ذكر موسى صبري أن حافظ عفيفي رئيس الديوان الملكي حضر إلى مكتب حسين سري رئيس الوزراء وهو ممسك بورقة صغيرة وأخبره أن الملك له طلبات عنده، أولها إبعاد 12 ضابطا من الجيش وثانيهما حل مجلس إدارة نادي الضباط.. ولما سأله حسين سري عن أسماء الضباط أجاب بأنه لا يعرفهم وأنه سمع أن حيدر باشا يعرفهم جيدا - ولما استفسر حسين سري منه عن صاحب الخط الذي كتبت به مطالب الملك في الورقة لأنه ليس خط الملك، أجابه بأنه خط الشماشرجي عزيز

بسبب اصطياف الملك وحكومته بالاسكندرية خلت القاهرة يوم 22 يوليو من أي مسئول ذي سلطان بإمكانه اتخاذ القرار ولديه صلاحيات لإصدار تعليمات فورية لمواجهة أي موقف طاريء؛ إذ أن مركز السلطة بكل بثقله في الاسكندرية ولا توجد وسيلة لمعرفة حقيقة ما يجري بالعاصمة وإصدار التعليمات بشأنها للمرؤوسين إلا عن طريق التليفون. وكانت وسيلة عقيمة أثبتت فشلها خاصة أن شخصية المتحدث لم يكن بالإمكان التأكد منها مما أدى إلى وقوع عدة مواقف هزلية