Abdullah Jazaerli > Status Update

مراعاة المصلحة والمفسدة في هجر أهل البدع والفسق

الهجر يختلف باختلاف حال الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم
وكذلك يختلف باختلاف أحوال المعاقبين بالهجر من قلة البدعة وكثرتها وظهور السنة وخفائها وقوة المبتدعة وأهل الفجور وضعفهم

والهجر مقرون بالاستطاعة
فمن لم يقدر على الهجر بسبب كثرة أهل البدع وقوتهم مع قلة أهل السنة وضعفهم، فإن حاله يختلف عمن لم يكن كذلك

أهل السنة متفقون أن التكفير المطلق لا يلزم منه تكفير المعين
فقد كان السلف يكفرون الجهمية في الإطلاق والتعميم، أما المعين منهم فقد يدعون له ويستغفرون له لكونه غير عالم بالصراط المستقيم

وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة
ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك

أما الحكم على المعين بأنه كافر وفي النار فهذا يقف على الدليل المعين، فالحكم يقف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه

أهل السنة والجماعة لا يكفّرون الشخص بمجرد أن ذلك الشخص قد كفّرهم
وهذا بخلاف ما كان يقوله بعض الناس (كأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الإسفراييني الشافعي الأشعري، ومن تبعه)، يقولون: لا يُكفَّر إلا من يُكفِّر
فإن التكفير ليس حقا لهم، بل هو حق لله
وليس للإنسان أن يكذب على من يكذب عليه ولا يفعل الفاحشة بأهل من فعل الفاحشة بأهله
وهكذا

العدل لا بد أن يتقدمه علم، فمن لا يعلم فلا يدري ما العدل
والإنسان ظالم جاهل إلا من تاب الله عليه فصار عالما عادلا

وفي الحديث: القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة
رجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة
ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار
ورجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار

من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ
من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار

أهل البدع لا تجد أحدا منهم ترك بعض السنّة التي يجب التصديق بها والعمل إلا وقع في بدعة
ولا تجد صاحب بدعة إلا ترك شيئا من السنة

ولهذا تجد من تعوّد معارضة الشرع بالرأي لا يستقر في قلبه الإيمان
فهو مبغض لما خالف قوله، حتى يقال عن أحدهم أنه قال: ليس شيء أنقض لقولنا من القرآن، فأقرّوا به في الظاهر، ثم حرفوه بالتأويل

كلٌ يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله
وأقوال العلماء - وإن بلغوا من الفضل والعلم ما بلغوا - يستدل لها، لا يستدل بها
وأن أقوالهم تبع لأقوال النبي، فما وافق منها السنة قُبل، لأنه موافق لشرع الله لا لأنه قول فلان
وما خالف سنته رُد وإن كان القائل أفضل الأمة بعد الرسل

العبادة مبناها على السنة والاتباع
لا على الأهواء والابتداع

أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله

أقوال الصحابة إذا انتشرت ولم تنكر في زمانهم فهي حجة عند جماهير العلماء

وإن تنازعوا في شيء رد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول ولم يكن قول بعضهم حجة مع مخالفة بعضهم له
وهذا باتفاق العلماء

وإن قال بعضهم قولا ولم يقل بعضهم بخلافه ولم ينتشر هذا القول فهذا فيه نزاع
وجمهور العلماء يحتجون به

ولا يفهم من النقول المذكورة في باب فهم السلف الصالح أن أفرادهم من الصحابة ومن بعدهم معصومين
بل إذا عارض فهم الصحابي النص الصحيح عن رسول الله فالتعبد يكون بكلام رسول الله
وفي مثل هذه الحالة لا بد أن يوجد من الصحابة من قال بذلك النص مخالفا لذلك الصحابي
فإنهم لا يجمعون على خلاف الحق ولا يخرج الحق عنهم رضي الله عنهم أجمعين

والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه

أهل السنة والجماعة هم الذين يفهمون الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ولا يخرجون عن فهمهم
وهذه الآية تدل على رضى الله عن السابقين رضا مطلقا
ورضى الله عن التابعين لهم مقيد بالإحسان