Mounir’s Reviews > كيركجور رائد الوجودية - الجزء الثاني : فلسفته > Status Update

ذلك أن التهكم يأخذ على عاتقه تحرير الإنسان من سيطرة الآراء السائدة والأفكار المتعارف عليها، كما ينتشل الذات من ضياعها وسط الجموع وطغيان الإلف والعادة وألوان "اليقين الموضوعي" التي تقدمها الفلسفات السائدة [..] وهدم ألوان اليقين الموضوعي الفلسفية والاجتماعية والدينية سوف يؤدي في الحال إلى ارتداد الوعي إلى ذاته، إلى يقظة الناس مما هم فيه من سبات فيفهموا ما لم يعرفوه من قبل

إن سقراط الذي يعجب به كيركجور ليس هو سقراط الذي يعرض مذهب أفلاطون [في محاورات افلاطون]، بل هو سقراط الإنسان العيني بلحمه ودمه، سقراط الذي رفض المذاهب واستخف يالنظريات، وذهب إلى أنه بغير مذهب ولا نظرية يعلمها لأحد، بل ليس لديه أي ضرب من المعرفة خاص به. وإذا كان سقراط قد وصف نفسه بأنه "الذبابة اللاذعة" التي لا تمل من وخز الناس، فإن كيركجور قد وصف نفسه منذ طفولته بأنه "الشوكة": أريد أن أكون شوكة حتى أستطيع أن أغز كل شيء