Hind Sirwan’s Reviews > الحب بين الشهوة والأنا > Status Update

وثمة رجل اخر دفع زوجته التي افرط في الغيرة عليها الى ذراعي غيرمه وقال لها "امضي اليه ان لم اكن اجدر منه" كان واضحا ان كبرياءه الجريحة هي التي حددت موقفه. ولقد تنحى جانبا لانه كان أكثر كبرياء بكثير من أن ينافس غريما. ان اشكالية الغيرة متصلة دوما باحساس المرء بقيمته الخاصة.

يأخذ الطور الثاني من الغيرة شكل مقارنة للذات مع آخر واقعي او متخيل (في اوهام الحالات المرضية) يفرض بسبب خصاله الارقى, واذا ما ارادنا التعبير عن الامر, يمكن ان نقول ان الانفعال المخفي حتى عن الشخص نفسه يجري على النحو التالي "هي تعتقد أنني غيرجدير بحبها وان الاخر جدير"
والتطور بمجمله لا واع. ولا حاجة أن اضيف أن هذا الغريم لا يبدو متفوقا في عين الغيور وهذه السمة هي حصيلة اسقاط نكران شك المرء بنفسه وتحويله الى المحبوب

لا يمكن للحب والطموح ان يبلغا غايتهما في الوقت ذاته, فهما قوتان متنافستان. ومن يبقى شديد الطموح لا يمكن ان يكون عاشقا مولها. ومن يقع في الحب يتخلى في الحال عن طموحه الى بلوغ الانا المثالي. ويستبدل هذا الطموح بطموح اخر, الى انتزاع وامتلاك موضوع الحب الذي حل محل مثال الانا. صحيح أن بمقدورك ان تعبد أربابا عدة, لكن لا يمكن أن تعبدهم بنفس التكريس والحماس

الحب فرار من الذات,ترياق لكره الذات الذي يشعر به المرء.فايجاد الملاذ في الغرام لان الانسان تعب من ان يكون نفسه, اما اذا كان راضيا عن ذاته,فان الحب لا يمكن ان يمسه.
كتب باسكال مرة ان النفس كريهة.ويبدو ان هذا الشعور باكره الذات يظهر لدى كل من يترعرع في نموذجنا الثقافي لدى الاشخاص الطموحين الذين يتشددون على نفسهم بالمطالب.وهذه خطوات تمهيدية ضرورية لتطور الحب,فاذا كنا راضين عن انفسنا,لماذا ننشد ذاتا اخرى افضل ونسعى خلفها

كنت أجد على الدوام, كلما استطعت النفاذ الى الحالة الانفعالية, ان الغرام ينمو على عدم الرضا عن الذات