سارة فيصل’s Reviews > الإكسير: خلاصة أعمال القلوب من مدارج السالكين > Status Update

وكان صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، ولو إلى أيسر شيء.
وكان هيِّن المؤنة، ليِّن الخُلُق، کریم الطبع، جميل المعاشرة، طلق الوجه.
كان متواضعا من غير ذلة، جوادا من غير سَرَف، رقيق القلب رحيماً بكل مسلم، خافض الجناح للمؤمنين، ليِّن الجانب لهم.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
اللهم لا تحرمنا مرافقته في الجنة..

(مشهد العجز والضعف)

يرى أنه أعجز شيء عن حفظ نفسه، فيشهد قلبه كريشة ملقاةٍ بأرض فلاة تسيّرها الرياح يميناً ويساراً، تجري عليه أحكام القدر، وهو كالآلة طريحاً بين يدي وليه، ملقى ببابه، واضعاً خده على ثرى أعتابه، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعا، ليس له من نفسه إلا الجهل والظلم، وآثارهما ومقتضياتهما..

(سبع عقبات يريد الشيطان أن يظفر بنا في واحدة منها)

»والعقبة الخامسة هي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها، فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات، وعن الاجتهاد في التزود لمعاده، ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن، ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات، وأقل ما يُنال منه تفويته الأرباح، والمكاسب العظيمة، والمنازل العالية، ولو عرف السعر لما فوّت على نفسه شيئاً من القربات، ولكنه جاهلٌ بالسعر.

من له بصيرة بنفسه، وبصيرة بحقوق الله تعالى، وهو صادقٌ في طلبه، لم يُبقِ له نظرُه في سيئاته حسنة البتة، فلا يلقى الله تعالى إلا بالإفلاس المحض، والفقر الصرف؛ لأنه إذا فتَّش عن عيوب نفسه وعيوب عمله عَلِم أنها لا تصلح لله..
فإن خَلَصَ له عملٌ وحالٌ مع الله، وصفا له معه وقت، شاهَد منةَ الله عليه به، وأنه ليس من نفسه، ولا هي أهلٌ لذلك..

العبد المطلق هو المتحقق ب "إياك نعبد وإياك نستعين" حقاً، ملبسه ما تهيأ، ومأكله ما تيسر، يأنس به كل مُحِّق، ويستوحش منه كل مُبطِل، كالغيث حيث وقع نفع، هو بالله ولله ومع الله، قد صحب الله بلا خلق وصحب الناس بلا نفس،
فواهاً له ما أغربه بين الناس! وما أشد وحشته منهم!
وما أعظم أنسه بالله وفرحه به، وطمأنينته به وسكونه إليه والله المستعان، وعليه التكلان.