محمد حمزة’s Reviews > أساطير أوروبا عن الشرق: لفق تسد > Status Update

إن هذه اللوحات وقد كان غرضها تصويرَ الشرق انتهت إلى أن تصور أوروبا نفسها بدقة بالغة.
فلقد صوّرت قمعية تعاليمها الاجتماعية وقسر أخلاقياتها البرجوازية.
وهكذا عكس التحديق في الشرق، كما في مرآة محدبة، الغرب الذي اخترعه ذلك الشرق.

لقد فُتنتْ أوروبا بشرقٍ يومِي إليها من بعيد ويعدُها بمباهج مثيرة وبرحلة خارج الذات هربا من قيود البرجوازية وتعاليم حواضرها وتصرَّف الأوروبي أمام الشرق كما لو أنه أمام امرأة. فبمثل ذلك وصف )لين( لقاءه الأول بمصر التي حلم بها منذ الطفولة:
"وجدتني وأنا أقترب من الشاطئ كأنني عريس شرقي يوشك أن يرفع نقاب عروسه"
لقد انجذب الأوروبي إلى الشرق بدافع الجنس وحين دخل إلى هذا الشرق دخل إلى علم الحريم المتخيَل مثقلا بتوق مبهم غامض