فاطمة الزهراء محمود’s Reviews > آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه > Status Update

قيل للحسن البصري يوما: كيف أصبحت يا أبا سعيد ؟
فقال: والله ما من انكسرت به سفينة في لجج البحر بأعظم مني مصيبة..
قيل: ولم ذلك ؟
قال: لإني من ذنوبي على يقين، ومن طاعتي وقبول عملي على وجل، لا أدري أقبلت مني، أم ضرب بها وجهي ؟
فقيل له: فأنت تقول ذلك يا أنا سعيد ؟!
فقال: ولم لا أقول ذلك ؟! وما الذي يؤمنني أن يكون الله-سبحانه وتعالى - قد نظر إليّ وأنا على بعض هناتي نظرة مقتني بها، فأغلق عني باب التوبة، وحال بيني وبين المغفرة، فأنا أعمل في غير مُعتمَل.

قال مالك بن دينار: رأيت الحسن ـ رحمة الله عليه ـ في منامي -بعد أن مات ـ مسرورا، شديد البياض، تبرق مجاري دموعه، فقلت: ألست من الموتى ؟ فقال: بلى! قلت: فماذا صرت إليه بعد الموت...فلعمري لقد طال حزنك في الدنيا؟
فقال: رفع - والله-لنا ذلك الحزن علم الهداية إلى منازل الأبرار، فحللنا بثوابه مساكن المتقين، وايم الله! إن ذلك إلا من فضل الله علينا.
قلت: فما تأمرنا به يا أبا سعيد ؟
قال : وما عسىّ!! إن أطول الناس حزنًا في الدنيا أطولهم فرحًا في الآخرة.