Suha Star ☆’s Reviews > مصلح البيانو الضرير > Status Update

كنت طيلة أعوام وقفاً لشخص عزيز، ثم شعرت فجأة بأني غدوت مهملاً، مبعداً عنه.

هل في طاقة الإنسان أن يساعد بأعصابه وعضلاته ودمه، هذا التنفس الضعيف المنهوم، حتى ينتظم ويهدأ ويستريح؟

هل لاحظت يا سيدي هذه الظاهرة؟ في حياة كل إنسان على وجه التقريب؟ -في اعتقادي- لحظة يدنو فيها من الهناءة المرجوة دنواً كبيراً.. ويحس إحساساً قوياً جلياً بأنها على قيد شعرة منه... بأنها أصبحت قريبة المنال، بل أصبح الحصول عليها حقيقة لا شك فيها.. فيتذوق المرء بادئ الرأي بفكره نشوة هذا التملك، ثم يمد يده فرحاً مطمئناً.. ولكن هذه الحركة نفسها هي التي تهدم البناء الوهمي وتجعله أثراً بعد عين!

أليس صحيحاً يا سيدي أن في طريق الحياة مواقف سعيدة، تخلق في دخيلتنا ومن حولنا هدوءاً عظيماً شاملاً؟ فترات تشابه بعض آصال الخريف في بلادنا هذه، يخيم عليها سكون هائل عجيب إلى حد أن يجعل مرور الساعات نفسها غير ملحوظ ولا محسوس. كأن الزمن يغفو في هذه الفترات وينسانا في نعيم الأمن والدعة؟

وكنت أنا نفسي أرثي لحالها رثاءً غامضاً بدافع غريزة الشفقة، تلك الغريزة المستبهمة القاتمة التي تبعث الحنان في دخيلة ذوي العاهات، على شرط ألا تكون نكبتهم العضوية قد تركت في نفوسهم أثراً قارصاً عميقاً.

وأنت تعلم يا سيدي أن الجماعة في ريفنا لا تغفر أبداً لأي إنسان إعراضه عنها وقدرته على احتمال العيش بعيداً عن مجالسها.