Khaled’s Reviews > تاريخ العرب المسلمين في أسبانيا > Status Update

إن المنصور الذي لم تغلبه الرجال غلبه الموت!
فإنه مرض ومات بمدينة سالم حينما كان في آخر غزواته المظفرة لقتشالة، وتنفس النصارى السعداء لموته، ودل على هذا الارتياح عبارة موجزة دونها أحد الرهبان في تقويمه، وهي:" في سنة 1002 مات المنصور، ودفن في الجحيم".

بقي أمراء المسيحية مغلولي الأيدي، وخضعت ليون والممالك المتاخمة لها وأدت الإتاوات إلى قرطبة، واستولى الحاجب المنصور على ليون، وبنبلونة، وبرشلونة، وشنت ياقوب.
وحمل مرة ملك نافار على الجثو أمامه ذليلًا على ركبتيه،؛ لأن المنصور - وهو لا يتجاوز عن شيء- علم أن امرأة مسلمة مأسورة بمملكته، فأطلقت في الحال مع كثير من ضروب الذلة والاعتذار!!

ولكن الروح القبلية لم تضعف، وبقيت الثورات تتغلب على الحكومات، واستمرت الحال على هذا حتى نزل الأندلس حاكم من طابع جديد، سلاحه الجلال والمهابة، يحمل بين جنبيه عزة الخلفاء الأمويين، وتجري في عروقه دماؤهم، قدم إلى الأندلس ليحمل صولجان الحكم في مملكة مضطربة منحلة الأواصر، وليجمع في حقبة من الزمن كل القبائل تحت لواء أمير قرطبة.. هذا الشاب هو الأمير الجديد الذي جاء شارلمان لقتاله فآب بالخيبة، هذا الشاب هو عبدالرحمن الأموي!!

ويجب أن لا يجول ببال أحد أن العرب في البلاد أو خربوها بصنوف الإرهاق والظلم كما فعل قطعان" المتوحشين قبلهم، فإن الأندلس لم تحكم في عهد من عهودها بسماحة، وعدل، وحكمة كما حكمت في عهد العرب الفاتحين!"