منة عبد الفتاح ’s Reviews > طلاب عمل لا طلاب علم > Status Update

"والله ما أجد لنفسي خلة أستحسن أن أقول متوسلاً بها : اللهم اغفر لي كذا بكذا .

والله ما التفت قط، إلا وجدت منه -سبحانه- براً يكفيني ، ووقاية تحميني .
ولا عرضت حاجة، فمددت يدي، إلا قضاها، هذا فعله معي وهو ربّ غني عني، وهذا فعلي وأنا عبد فقير إليه .

ولا عذر لي فأقول : ما دريت، أو سهوت."


الطف بنا يا مولانا و ردنا إليك ردا جميلا يا غني عنا !

أف لنفسي!
إن نوظرت شمخت، وإن نوصحت تعجرفت، وإن لاحت الدنيا طارت إليها طيران الرخم، وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيفة.

توفر في المخالطة عيوباً تبلى، ولا تحتشم نظر الحق إليها .

أف - والله - منّي اليوم على وجه الأرض، وغداً تحتها.
والله إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني .

كيف يسترني وأنا أتهتك، ويجمعني وأنا أتشتت؟ وغداً يقال : " مات الحبر العالم الصالح، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي ما دفنوني!

"يقول الشيخ الشعراني :

لا يشترط في كون الإنسان عاملاً بعلمه، عدم وقوعه في معصية، كما يتبادر إلى الأذهان، وإنما الشرط عدم الإصرار على الذنب، أو عدم الإصرار على الإصرار وهكذا. "


في حرية في الإدراك ده ، لكنها حريه يستبيحها متبع الهوي فحري بالإنسان مخالفة هواه بشكل عام وبذا ينجو مما لايدري من المهالك.

إن تصفح العلم كل يوم يزيد في العلم ويكشف له ما كان خفي عنه، ويقوي إيمانه ويريه عيب كثير من مسالكه،فلا يحملنك تقصيرك في العمل - أخي- على أن تترك العلم، بل تدارك التقصير في العمل، وانزع عما بان لك من الآفات بالتوبة، مع بقائك على العلم، وحسبك منه بركة أنه أوقفك على عيوبك .

"يقول رحمه الله :

ثم لاحظت أحوالي، فإذا أنا منغمس في العلائق، وقد أحدقت بي من الجوانب، ولاحظت أعمالي وأحسنها التدريس والتعليم فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة.

ثم تفكرت في نيتي في التدريس، فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت فتيقنت أني على شفا جرف هار، وأني قد أشفيت على النار، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال. "

"تذكر أن الخلق إنما هم بوابات، يأتيك من قبلها ما قسمه الله لك"

اللهم لا تشغلنا بالظاهر عن الحق .

وما أكثر أمثال هذه البطولات في تاريخ الإسلام الطويل، البعيد والقريب، وما أكثر ما حفظت جماعات المسلمين ودولهم وحضارتهم ببطولات أشخاص من هؤلاء، أنفقوا النفس والنفيس، لا يعرفهم التاريخ ولا يعرفهم أحد من الناس، وما لهم وللتاريخ ؟ وما لهم وللناس؟ وهل فعلوا ذلك ليخلدهم التاريخ ؟ أو لتقام لهم النصب التذكارية؟ أو ليقول عنهم الناس إنهم أبطال قوميون؟ ما لهم ولذلك كله؟

"بلغني أن خالداً بن الوليد كان بعد عزله على العدو ، أشد فظاعة، وأصعب جهاداً "

ابهار!

عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله ﷺ :

إنه ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها

إنها إذن تلك الأثرة والأمور المنكرة التي حدثنا عنهاسيد الوجود، وأخبرنا أنها لا بد ستطل بقرنها .

قالوا : يا رسول الله، فما تأمرنا ؟» .

بم تأمرنا يا رسول الله ، إن رأيناها واكتوينا بنارها ، وانتزعت بسببها منا أشياء نراها حقاً لنا، وعلا علينا أشخاص نراهم دوننا ؟ (١/٢)

ويبقى السؤال : أليس وجود هذه الأعراض والآفات في أوساط النخبة الإسلامية عند بعض أفرادها)، هو شيء غريب بل ومحبط !؟

وكيف لعمل تنخر فيه بعض هذه الأمراض ألا يسقط، فضلاً عن أن يتطور ويكبر ؟
(١/٢)