اَلْمُتَذَوِّقُ’s Reviews > شرح قطر الندى وبل الصدى > Status Update

هانت

ألك أنْ تتخيل أنَّ مسألة نحويةً وتفهُّمَها قد تُثير فيك حماسةً أشد من التي تعيشها مع فلمٍ تحبه؟
رضي الله عن ابن هشام، ورضي الله عن الشيخ أدهم، ورضي الله عن سيبويه، ورضي الله عن المبرد، ورضي الله عن السجاعي، ورضي الله عن الغزالي حيث قال: فهذه هذه.

مع تقدمي في دراسة شرح قطر الندى يزداد يقيني في أمر واحد، لن أنال النحو إلا بحفظ ألفية ابن مالك.

لا يجوز في باب إنَّ وأخواتها تقديم الخبر على الاسم -باستثناء شبه الجملة-، ولا يجوز تقديمها على الحرف الناسخ -إنَّ وأخواتها- من باب أولى.
قال جمال الدين رضي الله عنه: "وما أحسن قول ابن عنين يشكو تأخره:
كأنِّي من أخبارِ "إنَّ" ولم يُجِزْ
له أحدٌ في النحوِ أنْ يتقدمــا"

تـطاولَ لـيلُكَ بالإثـمــدِ
وبـات الخَليُّ ولم تَرقَـدِ
وبــاتَ وبــاتَتْ له ليلــةٌ
كليلةِ ذي العائرِ الأرمَــدِ
وذلك من نبــإٍ جـاءنــي
وخُبِّرتُه عن أبي الأسود

هذه القصيدة لامرئ القيس بن عانس بن المنذر، وليست لامرئ القيس بن حجر الكندي.

قال جمال الدين رضي الله عنه: "ومنع ابن مُعطٍ في ألفيته...إلخ".
قال ابن مالك في مقدمة ألفيته:
وتَقتضي رِضًا بغيرِ سُـخطِ
فائقةً ألفيةَ ابـــنِ مُعطِـــيْ
وهو بسبقٍ حـــائزٌ تفضيلَا
مُستوجِبٌ ثنائيَ الجمــيلَا
والله يقضي بهباتٍ وافـرَهْ
لي وله في درجاتِ الآخرَهْ

تنتهي أحلامك الوردية في النحو حين تعلم أن "أل" ليست دائما أداة تعريف، وأنَّ المبتدأ ليس دائما مسندا إليه.

قال جمال الدين ابن هشام رضي الله عنه: "وأما التي لتعريف الجنس فكقولك: «الرجلُ أفضلُ من المرأة»".

للمفرد المذكر اسم إشارة واحد هو "ذا"، وللمؤنث عشرة!
لهذا تجد أنك تقول: ذا، هذا، ذاك، هذاك، ذلك.
لكن حين تأتي للمؤنث تقول: ذي، هذي، هذه، هاته، هاتك، تلك. وهناك المزيد.
ملاحظة: "ها" التنبيه واللام والكاف لا اعتبار لها إذ أنها ليست من اسم الإشارة.
ملاحظة أخرى: نعم، "هذاك" فصيحة.

قال الشيخ محيي الدين: "وقد ذكرَ العلماء أنّ المعرفةَ هي «الاسم الذي وُضع ليُستعمَل في معيَّن»، فالتعيين إنما يكون في حال الاستعمال، لا في حال الوضع".
ويقول: "وحين وُضع «أنا» وُضع ليُستعمَل حال التكلم، أيًّا كان المتكلم، لكنّك حين تقول «أنا مجتهد» قد استعملته في متكلم معيَّن".

أظنُّ أنّ هذا يحلُّ إشكالًا مهمًّا يردُ على أذهان المبتدئين. رضي الله عن الشيخ.