إبراهيم عادل ’s Reviews > الموت عادة يومية > Status Update
إبراهيم عادل
is on page 80
في ذلك النهار البارد، جلست عند الترعة أرى العالم كأنه شيءٌ خارجٌ عن إرادتي وعن وجودي، وكان ذلك إحساسًا رائعًا بأني مسلم بلاعقلانية للوجود منسجمٌ فيه، جاءتني فراشة صغيرة حطت على إصبعي الصغير ثم طارت، وتبعتها حتى وجدت ظل كائنٍ على العشب، وحين دنوت منه تناثر كقطعٍ بنيّة، ملأت الدنيا حولي فراشات مسكينة تاهت عن النعيم لاشك تجاوزتني، كما تجاوزتني الدنيا، وشعرت بها حول بدني حتى اقشعر جلدي، طارت للغرب لتلف حول أشجار البرتقال
— Oct 25, 2024 12:37AM
1 like · Like flag
إبراهيم ’s Previous Updates
إبراهيم عادل
is on page 60
القطار بوابة الأزمان والأماكن النائية عن الذاكرة والوجدان، هكذا تتدفق الأماكن من اللاشيء عبر نافذته المفتوحة دائمًا، وتتلاشى قبل أن تدري لوجودها معنى، أبوه يجمل الكيس البلاستيكي الذي لا يدل على أنه يحوي الكتاب الضخم الذي أخذ يقرأه قرابة العامين، لكنه بافعل هناك، بدا لعمر أن كل شيءٍ يغرق في القداسة، حتى اهتزاز القطار يراه كمريد يتأرجح ويردد ذكر الله على لسانه..
قلبه متشوّق لليلة الكبيرة، ورؤية المداحين والدراويش،
— Oct 24, 2024 04:20AM
قلبه متشوّق لليلة الكبيرة، ورؤية المداحين والدراويش،
إبراهيم عادل
is on page 50
هل في هذا الحب وهذه الرغبة خيانة لصديقي الإسكندري؟ لم أحسم أمري. الحب هو الحب، ولا حاكم فوق قلوبنا. والإسكندري رجلٌ يحبني ويعزني ويفهمني، وبالطبع لو حكيت له سيتفهمني، لكني خشيت أن أرى منه وجهًا لم أعتد أن أراه، وأنا رجلٌ وحيد بلا أصدقاء، كنت أقول لنفسي: قل له يا ابن هشام، أخبره أنك تود أن يعانقك أحدهم، أن يدفئك وأن يشعرك بالألفة، أنت تريد أن تشعر أنك تنتمي لشيءٍ ما، لكيانٍ أضعف منك أو أقوى منك لا يهم،
— Oct 24, 2024 12:44AM
إبراهيم عادل
is on page 50
حين حكى عن أيامه تلك أخبرني أنها سارت على نمطٍ واحد، في الصباح يستيقظ ليجلس تت شجرة موز ضخمة يتأمل الحياة العجيبة التي يحياها، وتثار دهشة يوميًا من تتابع الجنازات واستمراريتها، ففي الصباح جنازة عابرة، وفي المساء جنازة عابرة، كأن الناس هناك لا شغل لهم سوى الموت، لا تسمع صريخ أحد ولا تشعر أن أحدهم يوشك على الموت، جميعهم يبدون بصحةٍ جيدة، لكنه سرعان ما يأخذون في الاختفاء، يموتون فجأة دون إشارة مسبقة، وفي هدوءٍ تام،
— Oct 24, 2024 12:20AM

