Razane’s Reviews > نهاية المطاف > Status Update

أريدك أن تعرف يا بني، أنني آسف. ليس بسبب الموت. أعني لأنني كنت ذاك الأب الذي كنته. أعلم، أعلم جيدًا أنه كان بإمكاني أن أكون أفضل. أنه كان بإمكاني الاستماع أكثر، وأنه كان بإمكاني تقبلك وتقبُل كل ما أصبحتَ عليه بمزيد من الامتنان. كنت أشعر برهبة منك، هذه هي حقيقة الأمر. رجولتك، الطيبة التي تمتلكها، حكمتك، وذكائك. أشعر بنفسي رجلاً ضعيفاً بجانبك، بعد أن شاهدتك تنمو لتصبح هذا الرجل العظيم المكون من الحروف.

"لم يكن يهمني أين يكون. كانت مجرد معرفة أنه كان في مكان ما، تعني العالم بالنسبة لي. لم أكن بحاجة إليه ليفعل أي شيء سوى أن يكون على قيد الحياة. هل الأمر نفسه بالنسبة لك؟"

"أن أُقبَل، أن يُسمح لي بالانتماء. ولكن هنا تكمن معضلتي يا بني، كل ما أردته هو أن أنتمي إلى شخص واحد فقط ولم يكن ذلك الشخص موجوداً في تلك الغرفة. وفي قلبي كنت أعلم أنني حتى لو كنتُ رجلاً لا يمانع المشاركة في المحادثات الصغيرة لاقتحام تلك الحياة الجديدة؛ إلا أنني لم أكن أرغب في ذلك. أنا ببساطة لم أكن أرغب في ذلك."

"كانت متحفظة بشدة لدرجة أنني أحياناً أعتقد أنني فاتني أن أرى المدى الكامل للشعور بالحزن والذنب. لقد بذلت قصارى جهدي لاكون على أهبة الاستعداد لذلك. لكن بعد أن أمضيت نصف حياتي مشتتاً بما كان في الخارج -صفقاتي وإمبراطوريتي- غالباً ما نسيت أن أنظر لما كان لدي في الداخل وكم كان ذلك ثميناً."

"خففت قبضتي القوية وتحولت تدريجياً إلى التربيت عليها، وفي تلك اللحظة التقت عيناها بعيني وهي تطلب مساعدتي. إنه لشيء مؤلم أن تشعر بالعجز ولكن الاسوأ من ذلك أن تشعر وكأنك متعاون وفاسد، تركناها واحداً تلو الآخر بينما أغلقت عينيها. لم يشعر أي منا بالارتياح. وقف كل منا ينظر إليها ممتلئاً بالذنب."

"كان لدي عدد من الأماكن التي ألجأ إليها عندما كنت بحاجة إلى بعض الوقت الهادئ: خلوات أو مساحات مفتوحة، حيث الصمت الذي يجلب بعض الهدوء إلى رأسي المنهك، حقول خضراء تمتد إلى واد شاسع."

"لكن على مدى الأشهر التي تعرفت فيها عليها أكثر، لم يتغير الشعور. في الواقع أصبح أقوى. كان الامر متعلقاً بشخصيتها. لطفها وشجاعتها في الحياة. أٌليقتْ رغما عنها في هذا المكان. انتُزعت منها خياراتها في الحياة في سن صغيرة."

"كانت (لو أنني فقط) تمزقني في النهار، تخنقني في الليل، تنتزع أنفاسي، وتطارد أحلامي. كنت أسترق النظر إليها من زاوية عيني، كلما اعتقدت أنها لا تستطيع رؤيتي."

"في هذه الأيام يتحدث الجميع عن ضرورة التنفيس عما في دواخلهم، وكأنه أمر سهل. الرجال على وجه الخصوص، يتلقون الكثير من الانتقاد بسبب قلة مشاركتهم في هذا الجانب. بالنسبة للرجال الأيرلنديين، لدي أخبار لك، يصبح الأمر أسوأ مع تقدمك في السن. يبدو الأمر كما لو أننا نواصل الحفر لنبقى في عمق وحدتنا ونحل مشاكلنا بأنفسنا. رجال يجلسون بمفردهم في الحانات يمرون على المنطقة القديمة نفسها التي في رؤوسهم."

"أتريد أن تعرف كيف هي صحبة من تثق به؟ إنه يفهمك دون اضطرارك إلى الشرح أو التظاهر أن كل شيء على ما يرام، ولا يستنكر كونك بحالة فوضى أحياناً. أتوق للشعور بتربيتة منه على ظهري وهو يمر ورائي للذهاب إلى مشغل الأغاني. يا إلهي، هل طلب بسيط كهذا، كثير لهذا الحد؟"