اغتيال العقل Quotes
اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
by
برهان غليون358 ratings, 3.82 average rating, 66 reviews
اغتيال العقل Quotes
Showing 1-19 of 19
“الاستبداد يفضي إلي تخلف العقل، وتخلف العقل يؤدي إلى تخلف التربية وتخلف التربية يؤدي إلي نقد التراث والدين. وهكذا نظل ندور في حلقة مفرغة منتقلين من المشاكل الثقافية إلى المشاكل السياسية والاجتماعية والتاريخية دون أن نستطيع حسم أي منها.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“إن غاية التغيير الثقافي لايمكن أن تكون في إقصاء العلم أو إقصاء التراث، وإنما تحرير العقل، أي إطلاق يديه من كل قيد وتوسيع دائرة النقاش والحوار العقلي. وأي سياسة ثقافية تقوم على فرض أيدلوجية على العقل، حداثية كانت أو تراثية ، تقتل الحوار وتفضي بالضرورة إلى إلغاء الوعي وإلغاء الثقافة كنبع للإبداعات والتجديدات الذاتية وتغلق بالتالي أفق أي تغيير فعلي. إن السياسة الوحيدة المنتجة في الثقافة لايمكن إذن أن تكون إلا حرية الثقافة.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“قد يتخذ الهرب من المسؤولية صيغا أخرى متعددة منها الأحكام العمومية والسريعة التي تلقي المسؤولية على مفاهيم عامة كالعقل والوعي والتخلف والتدين إلخ، حتى تعفي نفسها من مهمة التأمل والدرس والتمحيص. وهذه المواقف من الأمور الرائجة عندما تصاب أمة أو جماعة بصدمة كبيرة تفقدها ثقتها بنفسها فتصبح على استعداد لرؤية كل العيوب في تاريخها ورؤية كل المحاسن في تاريخ غيرها.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“ومن مظاهر هذه الأزمة أن الكلام الدائم عن التقدم والتحرر والتمدن والتنمية قد اختفى ليحل محله وصف لا ينتهي للتخلف وآلياته، وللسقوط والإخفق وتبعاته. فقط اصبح من البديهي اليوم الحديث في الاوساط المثقفة والعامة عن اجهاض مشروع النهضة العربية التي حلم بها رجال القرن التاسع عشر وعملوا من أجلها. وارتبط هذا الحديث بميل عارم إلى المراجعة والنقد الذاتي، والى اعادة النظر بالمفاهيم والنظم والعقائديات التي سادت في الحقبة الماضية. فتقويم الاطار النظري العام وفحص المسائل بدقة واعادة تحليل الواقع وفهمه فهمًا جديدًا هي من الشروط الاولية لتصحيح المسار، وجعل الممارسة الاجتماعية ممكنة بعد تردد والنشاط والمبادرة الانسانية مقبولة بعد توقف وتوجس.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“بإنهيار النظام القومي الذي شكل المحاولة الأخيرة للحم عناصر المجموعة العربية وإعطائها صيغة سياسية وأهدافًا اجتماعية وتاريخية مقبولة للمارسة والعمل، عدنا إلى عصر الأزمة المفتوحة، وعندما نقول ازمة مفتوحة فنحن نقصد، إنهيار التوازنات الإجتماعية والإقليمية التي خلقها وضمنها النظام القومي، وانفتاح الصرع من جديد بين مختلف مكوّنات الجماعة العربية : الفكرية والسياسية والاجتماعية والدينية والطائفية، على مصراعه، من اجل اعادة توزيع عناصر الثروة والمواقع السياسية والاجتماعية، وتكوين الفكرة أو الإيديولوجية التي تكرس هذا التوزيع، وهو يعني إذن انحلال روابط التضامن الداخلي والإقليمي، وانفلات القوى دون ضابط وتنافرها، وذبول القيم والمبادئ القومية واستخدامها السوقي لغايات الصراع الفئوي، والجنوح نحو سياسات الإنكفاء على الذات وخدمة المصالح الأنانية، أي زوال العام وصعود الخاص إلى مقدمة المسرح الإجتماعي.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“ولعل السبب الرئيسي لضعف الحركة القومية والمعارضة السياسية في العديد من البلدان العربية هو كونها ما زالت تنطلق من المنطلقات الفكرية والإيدلوجية نفسها للنظم القائمة وكونها أظهرت عجزها عن تجاوزها. وكل معركتها ما زالت مركزة على تأكيد تفوق النظام القومي العربي السابق على النظم القطرية اليمينية القائمة.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“لا تعني المناظرة العلمية الموضوعية تطبيق مفاهيم مجردة واحدة على كل ميادين النشاط الإجتماعي والإنساني، ولا استخدام تعابير العقل والعقلانية. فكثيرًا ما يغطي خطاب العلميّة أو العقلانية السعي لإضفاء صبغة من الشرعية الأكاديمية على كلام يفتقد الموضوعية ويبعد عنها كل البعد. بل إن لجوء الباحثين المتكرر إلى تأكيد علمية أقوالهم غالبًا ما يغطي شكهم هم أنفسهم في صحة منطلقاتهم، وفهمهم السطحي والمجرد لصفة العلمية.
يقتضي المنهج العمي كما نفهمه الاعتراف أولًا لإستقلال الموضوع عن الفكر وقيامه بذاته. وهذا مبدأ اساسي لكل بحث جدي يرفض ان يماثل بين موضوع البحث كما هو قائم وبين الصورة التي يأخذها عنه. فمن إيجابيات هذه النظرة أنها تحصن الباحث من رؤية الموضوع من خلال مايريد الموضوع أن يظهر نفسه به أو مايريد الباحث ان يراه عليه. فكم من باحث ينتقد اليوم الأنظمة العربية على أنها نماذج لأنظمة قومية أو إسلامية، كما تريد هي أن تظهر نفسها لتنال بعض الشرعية، أو كما يريد هو أن يوسمها به ليبرر دعمه أو رفضه لها بدل تحليل هذه الأنظمة تحليلًا موضوعيًا يكشف عن حقيقة القوى الاجتماعية التي تقوم عليها، وطبيعة الأهداف التي تقوم عمليًا بتحقيقها والدفاع عنها. والاعتراف باستقلال الموضوع هو الشرط الأول للإنطلاق من الواقع الموضوعي، أي من الحركة والظاهرة لفهم قوانينها، وعدم السعي إلى التقرب منها من خلال الأفكار التي يصنعها المتحدثون عنها”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
يقتضي المنهج العمي كما نفهمه الاعتراف أولًا لإستقلال الموضوع عن الفكر وقيامه بذاته. وهذا مبدأ اساسي لكل بحث جدي يرفض ان يماثل بين موضوع البحث كما هو قائم وبين الصورة التي يأخذها عنه. فمن إيجابيات هذه النظرة أنها تحصن الباحث من رؤية الموضوع من خلال مايريد الموضوع أن يظهر نفسه به أو مايريد الباحث ان يراه عليه. فكم من باحث ينتقد اليوم الأنظمة العربية على أنها نماذج لأنظمة قومية أو إسلامية، كما تريد هي أن تظهر نفسها لتنال بعض الشرعية، أو كما يريد هو أن يوسمها به ليبرر دعمه أو رفضه لها بدل تحليل هذه الأنظمة تحليلًا موضوعيًا يكشف عن حقيقة القوى الاجتماعية التي تقوم عليها، وطبيعة الأهداف التي تقوم عمليًا بتحقيقها والدفاع عنها. والاعتراف باستقلال الموضوع هو الشرط الأول للإنطلاق من الواقع الموضوعي، أي من الحركة والظاهرة لفهم قوانينها، وعدم السعي إلى التقرب منها من خلال الأفكار التي يصنعها المتحدثون عنها”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“إن نظره سريعة إلى مايجيش به المجتمع العربي من صراعات وانفجارات لكافية لرؤية الأبعاد الروحية والمادية لهذه الأزمة المفتوحة. ولعل أهم مظاهرها وأعمقها اليوم هي فقدان الأمن والطمأنينة، وزوال كل يقين، والخوف من العالم والميل إلى الإنطواء على النفس والتخلي عن كل موقف إيجابي تجاه الواقع، والخلود إلى موقف السلبية الشاملة المتجسدة في رفض الذات وفي رفض الآخر معًا، وغياب فاعلية كل المثل الكبرى الباعثة للأمل والحاثة على العمل والمحفزة للإرادة”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“إنحطاط وتشرذم الحركة القومية العربية اليوم يقودنا إلى عودة النفوذ الغربي، وتحكُّمه بشكل مباشر بمصير المنطقة العربية ودولها”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“كل الثقافات تطمح في الواقع أن تكون عالمية، إذ حتى تستطيع أن تعمل كمنبع لقيم إنسانية عامة، لا بد لها أن تنكر طابعها القومي أو المحلي والشروط الاجتماعية والتاريخية التي ظهرت فيها. فالثقافة الحية هي التي تنظر إلى الإنسان كإنسان، وتخاطبه كمثال ونموذج للإنسانية جمعاء، قبل أن تنظر إليه كواقع قومي ومحلي ضيق. ومن خصائص الثقافات المتراجعة أنها تبرر قيمها الخاصة من وجهة نظر قومية وتربطها بخصائصها المحلية ولا تؤكدها كمنبع لقيم إنسانية عامة وكونية.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“كان النقد الأساسي الموجه للثقافة الدينية في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي يقوم على الربط بين القيم الدينية المحافظة والسلوك الاتكالي للجماهير المتدينة. وكان الاعتقاد السائد أن الدين يعلم الخضوع والخنوع والتسليم بالقدر وبالجور القائم. أما الآن فإن النقد ينصب على ما تحمله هذه القيم الدينية من روح التمرد والخروج على السلطة والعداء لها، حتى أن كلمة إسلامي أصبحت مرتبطة اليوم في الغرب وفي العالم العربي أيضاً بكلمة معارض أو مخرب أو إرهابي.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“إنّ انحباس كل تقدُّم اجتماعي وسياسي، هو أكبر دليل علي أن الأزمة تتجاوز السطح إلي العمق، والسياسة إلي الثقافة، والأنظمة إلي المعارضات، والاستراتيجيات إلي الأهداف والمفاهيم. ولا يُفسّر هذا الانحباس، وفقدان البديل بتفاقم العنف والقمع. فالقمع لم يحطّم إرادة شعب في التاريخ ولم يخفه، بل إنّه كثيرا ما يحثه علي المقاومة، ويدفعه إلي المواجهة، ويشحذ عزيمته.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“من تلك الدوافع والمقاصد ما يحصل بقصد التماهي مع الآخرين ومشاركتهم آراءهم وعقائدهم، كثيرًا ما يدفع حب التواصل والانسجام إلى الامتثالية والاقتداء. ومنها ما يحصل بحافز الهوى فلا يرى الباحث موضوعه إلّا من زاوية اشباع الرغبة المادية أو المعنوية التي دفعته إليه. ومنها ما يحصل بقصد الفهم والمرفة الخالصة، ويمكن لحب المعرفة أن يؤدي إلى الاستغراق في الموضوع وتجاهل كل ما يحيط به من عوامل وعواطف وقيم وأهداف إنسانية. ومنها ما يحصل بقصد تغيير الموضوع فيدفع الباحث إلى رؤية عناصر التغيير وتجاهل عناصر الثبات، إلخ.
فكل مقصد من هذه المقاصد يظهر جانبًا من الواقع ويخفي جانبًا آخر لا يريد ان يبصره ولا يوليه اهتمامًا. وليس ناك مقولة او نظرة واحدة تستطيع ان تشمل كل المقاصد وترى الموضوع في جميع حالاته ومن جميع جوانبه مادام لا يوجد وعي متجرد عن كل شرط وحاله وموقع وزمان ورغبة. وهذا أصل أساسي من اصول اختلاف الناس في فهمهم للأمور، وسبب من اسباب تباينهم في الرأي. فإضافة إلى اتلاف الكلام باختلاف المتكلم وموقعه وشروط تكوينه الذاتيه وظروفه الاجتماعية وطبيعة المتلقي والشاهد وموقعه ومكانه وهي كلها عوامل تجعل الحقائق نسبية والمعارف متبدلة، هناك مقاصد الكلام المعلنة او الخفيّة التي تعبر عن مبدأ العلاقة الأولى بين الذات المفكرة وموضوع التفكير. وبقدر صدق الرغبة ووضح المقصد يكون وضوح الفكرة ووعي الباحث لحدود معرفته وظروفها.
وترجمة هذا بالنسبة لموضوع الواقع العربي، أن التغيير الذي تطالب به كل الأطراف لا يمكن أن يتحقق إلا بقدر صدق الرغبة فيه ووضوح مقصده. وتوجه البحث نحو فتح آفاق جديدة للمارسة وللمبادرة الاجتماعية. وهذا يقتضي التركيز على مكامن القوة في الواقع والثقافة والتاريخ العربي مقابل نقاط الضعف والتفكك، ورؤية التناقضات المحركة مقابل التشديد على التماثلات المجمدة والمثبطة”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
فكل مقصد من هذه المقاصد يظهر جانبًا من الواقع ويخفي جانبًا آخر لا يريد ان يبصره ولا يوليه اهتمامًا. وليس ناك مقولة او نظرة واحدة تستطيع ان تشمل كل المقاصد وترى الموضوع في جميع حالاته ومن جميع جوانبه مادام لا يوجد وعي متجرد عن كل شرط وحاله وموقع وزمان ورغبة. وهذا أصل أساسي من اصول اختلاف الناس في فهمهم للأمور، وسبب من اسباب تباينهم في الرأي. فإضافة إلى اتلاف الكلام باختلاف المتكلم وموقعه وشروط تكوينه الذاتيه وظروفه الاجتماعية وطبيعة المتلقي والشاهد وموقعه ومكانه وهي كلها عوامل تجعل الحقائق نسبية والمعارف متبدلة، هناك مقاصد الكلام المعلنة او الخفيّة التي تعبر عن مبدأ العلاقة الأولى بين الذات المفكرة وموضوع التفكير. وبقدر صدق الرغبة ووضح المقصد يكون وضوح الفكرة ووعي الباحث لحدود معرفته وظروفها.
وترجمة هذا بالنسبة لموضوع الواقع العربي، أن التغيير الذي تطالب به كل الأطراف لا يمكن أن يتحقق إلا بقدر صدق الرغبة فيه ووضوح مقصده. وتوجه البحث نحو فتح آفاق جديدة للمارسة وللمبادرة الاجتماعية. وهذا يقتضي التركيز على مكامن القوة في الواقع والثقافة والتاريخ العربي مقابل نقاط الضعف والتفكك، ورؤية التناقضات المحركة مقابل التشديد على التماثلات المجمدة والمثبطة”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“كل من يبحث يضع نصب عينيه غاية من بحثه ولديه حافز عليه يدفعه إليه ويشرط تحليله وتركيبه للواقع في الذهن وكشفه لجوانبه الخاصة. وأصل ذلك أن التفكير لا يحصل إلّا بقصد، وأن لا حركة بدون حافز سواء أدرك الفاعل ذلك أم لا. ومن التفكير ما يحصل بحافز الظهور على الآخرين أو منافستهم في الجدارة والأهلية. وليست كل منافسة بالأمر السيئ، فهي أحد مصادر دفع العلم والمعرفة. ولكن الاقتصار عليها او جعلها الحافز الأساسي يعمي قلب الباحث ولا يسمح له إلّا برؤية جزء محدود من الواقع الذي يتيح له الظهور”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“يكاد النقد أن يشمل اليوم جميع عقائديات ونظريات الحقبة الماضية، ولا يستثني أحدًا منها، بل غالبًا ما يتجاوزها لينفي الواقع العملي الذي كانت تعبّر عنه كما يحصل لفكرة القومية العربية ولغيرها من النظريات السلفية أو الإشتراكية. وإذا عبَّر هذا الجموح عن شيء، فإنما يعبّر عن عمق مشاعر الشك والحيرة التي بدأت تلفّ الوعي العربي حتى لتبدو جميع الحقائق واهية في مرآته ولا سند لها. ومن المعروف أن موت نظام اجتماعي ما أو تفسخع ينعكس مباشرة على الحقائق والبديهيات التي ترتبط بها وتبرره او تضفي عليه المشروعية فيفقدها عقلانيتها وصلاحيتها. ولا ريب أن لهذا الشك العميق مخاطره مثل ماله ايجابياته أيضًا. فهو يمكن أن يكون شكًا مدمرًا كما يمكن أن يكون شكًا خلاقًا وذلك بحسب مايفضي إليه من تعطيل للعقل وللمارسة أو ما يؤدي إليه من حث على التفكير والتأمل ودفع إلى إبداع أطر معرفية ومبادئ جديدة للنظر وللمبادرة. وليس هناك حتى الآن أي مؤشر عميق إلى أننا قد أجتزنا مرحلة الخطر في هذا المجال. فالأدبيات العربية الحديثة توشك أن تكون شكوى لا نهاية لها لما وصلت إليه الحياة الثقافية من إنحدار، واحتجاجًا لا يهدأ على ما وصلت إليه الحياة السياسية من تدهور، وندبًا متواصلًا على ما بلغته الحياة الاقتصادية، الزرعية والصناعية، من خراب.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“من الطبيعي أن يشجع جو الأزمة هذا عناصر النفور والنشاز على البروز والتكاثر وأن يفتح لأصحاب المصالح الجزئية والأناية أوسع المجالات لتحقيق مآربهم وأهدافهم، وأن يخرج مصير البلاد من أيدي ابائها ويضعها بين ايدي أولئك الذين يظهرون مهارة أكبر في التعامل مع القوى الكبرى والدول المهيمنة. ففي جو فقدان الإرادة الجماعية أو ضعفها تصبح ارادة السيطرة مصدرًا للعزيمة والسطوة. ويصبح تهور المغامرين اقدامًا وقوة، وعند غياب الرؤية الواضحة تصبح قناعة الجاهلين منبعًا للعرفان، وادعاء المطالبين والمتعالين رؤية ونبوة. فهي سنة كونية تقضي بأن السلطة اذا ضعفت تحلل أصحابها منها، وأن الدولة أذا هرمت تبرأت اطرافها منها، وأن الدعوة متى أنحطت كثر المناهضون لها، وأن الأمة متى وهنت وطال تفسخها زاد ابتعاد الناس عنها وبرمهم بها حتى تنحل ويقضي عليها، او يبعث فيها من يوفر لها ظروف نشأة جديدة.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“من مظاهرها البارزة ازدياد المواقف القائمة على ردود الأفعال والتطرف الفارغ والبرم بكل ماهو قائم ونقده دون تمييز، وضيق الأفق والحيرة واليأس من إنسداد السبل، والقنوط من كل تغيير. ومنها أيضًا تدهور المناخ الفكري وتراجع حدود المناظرة العقلية تحت ضغط التيارات الأصولية الحداثية والتقليدية، وبروز الظواهر الطائفية والعشائرية أو عودتها وانحطاط الممارسة السياسية في شقَّيّها الرسمي والشعبي إلى نوع من الارهاب المتبادل، وتحلّل علاقات السلطة وزوال الأسس القانونية والدستورية للحكم وللمؤسسات العامة، وسقوط الدولة تحت قدام مراكز القوى وخضوعها للمنافسة وتنازع أصحاب المصالح على اقتسامها وحرمان المجتمع بذلك من وسيلة تنظيم وتنسيق أساسية للمصالح العامة، ومن مركز ضروري لتوحيد الإرادة القومية وتجديدة”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“إنّ النظام الفكري الذي يخضع لعملية حقن سريع بالمفاهيم الجديدة التي تعكس واقعًا آخر أو تشير إليه يفقد في البداية صلته تدريجيا بالواقع المحلي وبالتجربة الحيّة، ويتحوّل إلي نظام مستهلك عاجز عن الإبداع. وبهذه الطريقة يؤدّي نفوذ ثقافة ما أو سيطرتها علي ثقافة أخري، إلي إعادة تركيب الواقع والمجتمع بما يتطابق مع مواقع المجتمع السائد ويؤكّد سيادته.
ومن الطبيعي أن يقود ذلك إلي نوع من إنكار الواقع الحي والتنكر له. فالدارس الاإجتماعي الذي تشرّب مثلا مفاهيم الطبقة والفرد والمشروع الصناعي والأمة إلخ، لا يبدأ من تحليل العلاقات الإجتماعية عندما يدرس مجتمعه، وإنما يبحث في هذه العلاقات عمّا يتماشي مع المفاهيم التي يحملها. وعندما لا يتحقق من وجودها ، أو يكتشف أنها تعمل بشكل ناقص أو مختلط مع مفاهيم العائلية أو الطائفية أو القبلية أو الجهوية المحلية فليس أمامه إلا أن يرفض هذه المفاهيم أو أن يعدّل من طريقة استخدامها أو يعلن إذا أراد الاحتفاظ بها كما هي أن الواقع هو النشاز والخاطيء والمتخلّف واللاعقلاني”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
ومن الطبيعي أن يقود ذلك إلي نوع من إنكار الواقع الحي والتنكر له. فالدارس الاإجتماعي الذي تشرّب مثلا مفاهيم الطبقة والفرد والمشروع الصناعي والأمة إلخ، لا يبدأ من تحليل العلاقات الإجتماعية عندما يدرس مجتمعه، وإنما يبحث في هذه العلاقات عمّا يتماشي مع المفاهيم التي يحملها. وعندما لا يتحقق من وجودها ، أو يكتشف أنها تعمل بشكل ناقص أو مختلط مع مفاهيم العائلية أو الطائفية أو القبلية أو الجهوية المحلية فليس أمامه إلا أن يرفض هذه المفاهيم أو أن يعدّل من طريقة استخدامها أو يعلن إذا أراد الاحتفاظ بها كما هي أن الواقع هو النشاز والخاطيء والمتخلّف واللاعقلاني”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
“فاطمة سرحان
"إنّ النظام الفكري الذي يخضع لعملية حقن سريع بالمفاهيم الجديدة التي تعكس واقعًا آخر أو تشير إليه يفقد في البداية صلته تدريجيا بالواقع المحلي وبالتجربة الحيّة، ويتحوّل إلي نظام مستهلك عاجز عن الإبداع. وبهذه الطريقة يؤدّي نفوذ ثقافة ما أو سيطرتها علي ثقافة أخري، إلي إعادة تركيب الواقع والمجتمع بما يتطابق مع مواقع المجتمع السائد ويؤكّد سيادته.
ومن الطبيعي أن يقود ذلك إلي نوع من إنكار الواقع الحي والتنكر له. فالدارس الاإجتماعي الذي تشرّب مثلا مفاهيم الطبقة والفرد والمشروع الصناعي والأمة إلخ، لا يبدأ من تحليل العلاقات الإجتماعية عندما يدرس مجتمعه، وإنما يبحث في هذه العلاقات عمّا يتماشي مع المفاهيم التي يحملها. وعندما لا يتحقق من وجودها ، أو يكتشف أنها تعمل بشكل ناقص أو مختلط مع مفاهيم العائلية أو الطائفية أو القبلية أو الجهوية المحلية فليس أمامه إلا أن يرفض هذه المفاهيم أو أن يعدّل من طريقة استخدامها أو يعلن إذا أراد الاحتفاظ بها كما هي أن الواقع هو النشاز والخاطيء والمتخلّف واللاعقلاني.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
"إنّ النظام الفكري الذي يخضع لعملية حقن سريع بالمفاهيم الجديدة التي تعكس واقعًا آخر أو تشير إليه يفقد في البداية صلته تدريجيا بالواقع المحلي وبالتجربة الحيّة، ويتحوّل إلي نظام مستهلك عاجز عن الإبداع. وبهذه الطريقة يؤدّي نفوذ ثقافة ما أو سيطرتها علي ثقافة أخري، إلي إعادة تركيب الواقع والمجتمع بما يتطابق مع مواقع المجتمع السائد ويؤكّد سيادته.
ومن الطبيعي أن يقود ذلك إلي نوع من إنكار الواقع الحي والتنكر له. فالدارس الاإجتماعي الذي تشرّب مثلا مفاهيم الطبقة والفرد والمشروع الصناعي والأمة إلخ، لا يبدأ من تحليل العلاقات الإجتماعية عندما يدرس مجتمعه، وإنما يبحث في هذه العلاقات عمّا يتماشي مع المفاهيم التي يحملها. وعندما لا يتحقق من وجودها ، أو يكتشف أنها تعمل بشكل ناقص أو مختلط مع مفاهيم العائلية أو الطائفية أو القبلية أو الجهوية المحلية فليس أمامه إلا أن يرفض هذه المفاهيم أو أن يعدّل من طريقة استخدامها أو يعلن إذا أراد الاحتفاظ بها كما هي أن الواقع هو النشاز والخاطيء والمتخلّف واللاعقلاني.”
― اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية
