الفقد Quotes

Rate this book
Clear rating
الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي by لؤي حسين
25 ratings, 3.28 average rating, 4 reviews
الفقد Quotes Showing 1-14 of 14
“ما أعرفه أنني في سنوات سجني الأولى كنت أشعر أنه لو أفرج عني يمكنني أن أعيد تشكيل العالم كما أشاء،وأستمتع بحياتي وأنسى السجن وسجانيه.لكن في السنة الأخيرة أو السنتين الأخيرتين شعرت أني بدأت أستحبس.أستحبس:مفردة نتاج طول سنوات السجن،يطلقها السجناء على من يتماهى مع السجن ويبدأ يختل صوابه.بدأت أستحبس أي أني بدأت لا أبالي بفوارق الأشياء والأمور،أعرف تلك الفوارق لكن لا أبالي أيها ينوجد وأيها لا ينوجد،فكل شئ وشئ سيان بالنسبة لي،وكل شيئان وشئ او شيئين سيان أيضاً.كل الثنائيات سيان،وكل النقائض سيان والتعاكس سيان.هكذا يكون السجن أخذ مني محبسه فصرت حبيسه..صرته..صرت عدماً.العدم هو تساوي الأشياء.فالعدم عدم ليس لأنه خواء بل امتلاء،لكن من دون فوارق.ففليس العدم نقيض الوجود أو أنه اللاوجود،أنه وجود من دون تنوع.وأينما انفقدت الفوارق كان عدماً،العدم لا مكان له ولا زمان ولا مآل.والسجين عدم حين يفقد مقدرة تمييز نفسه عن السجن،قد يحلو للبعض رؤية حالة الاستحباس هذه عبارة عن انهيار،انهيار المقاومة.لا هذا التوصيف الهزيل يفي بالغرض:أن أنحبس يعني أن يتساوى عندي السجن والحياة،ومن يتساوى عنده السجن والحياة لا نفع منه.”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“الزمن هنا لا يقاس بالساعات, بل بالصرخات و الجلدات .”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“ليس بداهة أن يكتب السجين عن سجنه كما يتخيل البعض. و ليس واجباً عليه أن يروي حكايات السجن فضحاً للسجان . فالسجن بعد أن يمضي يتحول إلى حكاية تافهة بالمقارنة مع حياة السجين.”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“قيل لي قبل ذلك ( قبل عملية التعذيب ) : اصرخ ترتح و تنج ,و قيل لي لا تصرخ فترتاح و تنج . جربت كل السبل و الأساليب فلم أرتح و لم أنج فكل ما قيل لي عن ذلك هراء”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“لقد طمنشوني لخبرتهم بأن الظلمة ترهب أعتى الرجال , و لأن الضربة التي تأتي من دون أن أرها لها أثر مضاعف, يريدون أن أكون وحدي خلف طميشتي , فالعين مغرفة الكلام و مغرفة القوةو مغرفة الرحمة , و من دون عيوني لن أغرف شيئاً و لن أكون أنا”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“أغلب نقاشاتنا كانت عن موعد الإفراج،وكأنه كان يتوقف على قوة حجتنا على ضرورته في لحظة أو بأخرى،فكان يحاول بعضنا وهذا البعض هو أي واحد فينا إذ كنا نتناوب على هذا الموقع من دون ترتيب أو ناظم،إقناع الآخرين بأن الإفراج قريب،وكان يقوم بذلك بجد واجتهاد وحماس،كما لو أنه يريد من يآزره وينضم إلى قناعاته،وكأنه إذا حقق أكثرية سيكون له الأمر،أو ربما كان يخاف إن أخفق أن يخيب أمله لوحده،وأحياناً يتشكل عند البعض،ذاك البعض أو غيره،ما يشبه اليقين بموعدٍ حدده بنفسه أو أهدي له في الزيارة،وعندما يأتي يومه الموعود ويمر كسابقه ولاحقه ينهار منكسراً،ويزيد عليه همه تهكم البعض عليه وعلى توقعاته الخائبة،لكن لا يخلو الحال من آخرين يواسونه ويعشمونه بيوم بديل من صنع سجين آخر أو بزيارة أخرى.”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“يبغض زمن السجن السجناء , يعتبر أن المكان مكانه و هم دخلاء ! و كأنهم جاؤوه بإرادتهم . يعاديهم و كأنه من دونهم يمكنه أن يكون , و يبدأ صراعهما على المكان”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“يبغض زمن السجن السجناء , يعتبر أن المكان مكانه و هم دخلاء , و كأنهم جاؤوه بارادتهم .”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“بدأت أظن أن هناك نوعين من الوجود , السجن و الحياة , لا أعرف من كان قبل الآخر , يصعب علي حسم هذه المعضلة . فالصفاء الموجود في السجن يؤكد أنه كان البداية . و إن صح ذلك فيمكن اعتبار تاريخ الحضارة هو تاريخ خروج البشرية من السجن”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“رجال بلادي و نساؤها لا يخجلون من إهانةالإنسان و اذلاله . بل ذلك , أحياناً , مصدر مباهاة و اعتزاز يسوغه تكفيرنا لهذا الانسان بما نعتقده أو نؤمن به”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“كل سوري هو سجين حالي أو سابق أو لاحق , لا يحيد عن هذا التصبيف إلا من يموت قبل قبل نهاية عمره , و غير ذلك فهو مشكوك بأبوته . فالسوريون يعرّفون بالسجن : إما سجناء أو طلقاء فليس بينهم أحرارا , إذ إن الطليق محدد مسبقاً بالسجن , فالسجن قبلهم سابقاً لهم و مشكلاً هويتهم جميعهم من قادتهم لعبيدهم .”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“كلما زاد عدد السجناء ضاق السجن على زمنه ليستشرس أكثر و يطبق على السجناء , و يحول سجنهم حبساً أكثر . زمن السجن لا يكل و لا يمل , ينهك السجين , ينهنهه ,يريد أن يدخله ليعوض خسران المساحة . يشعر السجين و يحس بأن زمن السجن يحاول دخوله من فمه و أذنه و شرجه و أنفه و من كل فتحة و ثقب فيه حتى من جراحه, لكن ليس في يده حيلة , و لمقاومته حدود .”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“سأبقى أقول للجميع لا تقربوا السجن لا أنتم سكارى و لا أنتم أصحاء , أعرف أن كلامي لن يلغي السجون , ليس في بلادي , ليس خلال حياتي , و أعرف أني قد أعود سجيناً ذات يوم لا لأني أسعى إلى ذلك بل لأني مسلوب الحق بألا أسجن إلا بحكم القانون و تحديدا القانون الشرعي الذي يشرعه شعبي و شعوب العالم”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي
“تسلمني من يعرف اسمي و غايتهم مني ممن لا يعرف ,كان استلامي و تسليمي مثل ورقة بين موظفي دائرة النفوس , لا يهتمون إن كانت رسالة وفاة أو ميلاد , يوقعونها و يختمونها و يشيرون لك بطرف يدهم مرة واحدة إلى وجهتك التاليةمن دون كلمة و من دون أن يرفعوا نظرهم صوبك و لا يجدون داعياً لتعزيتك بالوفاة أو تهنئتك بالميلاد , و لا تتغير سحنتهم”
لؤي حسين, الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي