الابتسامة الغامضة Quotes

Rate this book
Clear rating
الابتسامة الغامضة الابتسامة الغامضة by أبو المعاطي أبو النجا
5 ratings, 3.80 average rating, 1 review
الابتسامة الغامضة Quotes Showing 1-3 of 3
“ومع أن الألم شيء إنساني ومطلوب للفنان كالسعادة تماما، فإنك تأخذ منه موقفا معيبا. ويخيل إلي أن جيلنا هذا قد نسي إحدى فضائل الأجيال القديمة نسيانا تاما. في الماضي كان للبشر جميعا فضيلة اسمها الكتمان. كانوا يخجلون من البوح بآلامهم على هذا النحو المعيب. أما الآن فيبدو أن الشكوى والصراخ أصبحا من فضائل هذا العصر! وبدلا من أن نكسب قلوب الناس بصمودنا نحاول ذلك عن طريق انهيارنا!”
أبو المعاطي أبو النجا, الابتسامة الغامضة
“فهذه الآلام الصغيرة من ناحية النتائج أخطر بكثير مما نسميه الآلام الكبيرة. فحين نواجه خصومنا في صورتهم الحقيقية فهذه المواجهة والآلام التي تنشأ عنها تثير في المرء تحديا مساويا لها. إنها تستفز كل كبريائه وعظمته. أما هذه المتاعب اليومية الصغيرة، والتي قد تكون هي الوجه الخفي لنظام فاسد، ففيها يكمن الخطر. إنها تتسلل إلى حياة المرء في سكون كالداء الخبيث دون أن يشعر بها ودون أن تستفز مقاومته. إنها تنخر فيه كالسوس حين يحطم شجرة سرو ضخمة. وينزف العمر يوما بعد يوم دون أن يحس بأن ثمة خطرا ما يتهدده. يظل المرء يعتقد أن اليوم التالي سيكون أفضل من الأمس، فغدا قد لا تمرض الطفلة وبعد عام سيزيد مرتبي جنيهين وحينذاك ستكف زوجتي عن إثارة المتاعب بسبب ديوني ولن أزور أحدا حتى يكف الناس عن ملاحقتي في البيت وتبديد وقتي.. وفجأة يكتشف دون أن يدري أن كل شيء قد انقضى وهو لا يزال واقفا في مكانه لم يتحرك خطوة. هنا يا صديقي يكمن الخطر الحقيقي. في هذه المتاعب اليومية الصغيرة!

ويبدو أن المتاعب الصغيرة قد أجهزت عليك فعلا فجعلتك تنسى حقيقتك وتنسى طبيعة الدور الذي تقوم به. إن سائق الترام وبائع اللبن والمدرس وغيرهم يلبون للمجتمع حاجات مسبقة. فأنت تنام في انتظار بائع اللبن وتقف على المحطة في انتظار سائق الترام حتى يصل بك في موعدك المحدد مثل كل الأيام، وآلاف التلاميذ يتوجهون للمدارس لسماع دروس أعدت من قبل وتكررت منذ سنين طويلة. أما الكاتب فمهمته أشق بكثير. إنه لا يلبي حاجات قديمة، بل يستثير لدى قرائه حاجات جديدة وحوافز لم تخلق بعد. إنه يسبقهم دائما لأنه يقف دائما على حافة المجهول في نفوسهم وفي حياتهم. إنه يستنقذهم دائما من قيود الحاجات القديمة، ويفتح عيونهم على رؤية جديدة لهذا العالم الذي يبدو لأول وهلة أنه يكرر نفسه بطريقة قاتلة.

ألا ترى أيها الصديق أن المتاعب الصغيرة كادت بدورها أن تستعبدك وأن تضعك في الحلقة المقفلة التي تدور فيها دائما دون أن تصل إلى نهاية أي شيء؟”
أبو المعاطي أبو النجا, الابتسامة الغامضة
“ولو لم تكتب حرفا واحدا ما تغير شيء في هذا العالم بل في هذا الشارع الذي تسكنه! سيظل ترام 7 يقطع نفس الشارع، ولن يتأخر بائع اللبن الذي يدق جرس شقتك كل صباح عن موعده.
ألا ترى أنك تعكس القضية تماما؟ إنه أنت الذي في حاجة إلى أن تكسب اهتمام الناس! إنه أنت الذي يريد أن يشعر العالم بأنه كان هنا في مكان ما من الأرض وفي فترة من التاريخ! إنه أنت الذي لا تريد أن تعبر هذا العالم دون أن تترك عليه بصمات روحك!”
أبو المعاطي أبو النجا, الابتسامة الغامضة