التجربة الجزائرية Quotes
التجربة الجزائرية
by
عطية الله الليبي7 ratings, 3.43 average rating, 0 reviews
التجربة الجزائرية Quotes
Showing 1-1 of 1
“في حادثة أقسم بالله أني كدت أبكي منها، كنا نمشي في منطقة الأربعاء في منطقة اسمها زبربر قريبة من جبال زبربر، وهي مشهورة جدًّا ومن معالم الجزائر، وكان فيها الثوار أيام الثورة، جبال كبيرة وعالية، كنا نمشي في منطقة من الأربعاء إلى كتيبة هناك اسمها الغرباء ، مشينا ليومين وشعرنا بالعطش ولم يكن لدينا ماء وخلال مشينا مررنا بيوت في الجبال وفيها أشجار لوز، منطقة اشتهرت باللوز، وجدنا في طريقنا فتى صغير عمره أحد عشر عامًا تقريبًا ، ناديناه فلم يجب علينا وهرب؛ لأن المنطقة يمر بها هؤلاء الخوارج المجرمون، قلنا له: تعال لنكلمك، فخرجت لنا والدته العجوز وظلت تصرخ بصوت عال جدًّا وأخذت ابنها وهربت، فكانت مفارقة كيف كان الناس يستقبلوننا ويحبوننا، فكان المنظر صعبًا للغاية، الناس لم تعد تتحمل هذا الإجرام، ولا يمكن أن تقنع الناس بأنك مجاهد، فكانت مرحلة صعبة جدًّا بشكل لا يتصور، مجازر في القرى يروح ضحيتها القرويون، تُوقف السيارات فيُقتل منها خمسة أو ستة بشكل يومي فهذا أصبح أمرًا معتادًا في كل يوم، وهذا غير ما ينقل في الإذاعات من المجازر الكبرى التي يكون ضحيتها أربعون أو خمسون أو مائة شخص، هناك قتل بشكل يومي، مرحلة طويلة من القتل والقتل والقتل، فبدأت القرى تحرس نفسها ، وضاقت الناس ذرعًا بتلك الجرائم، فأصبحوا يشتكون للحكومة وبدأت الحكومة بتسليح الناس، والناس يحرسون، توفرت الأضواء الكاشفة (الكشافات) أين ما تذهب تجدها، فكان الناس يحرسون في كل مكان، وأهل القرى يحرسون ليلًا، أصبحنا لا نستطيع المشي ليلًا وسابقًا كنا نمشي ليلًا بكل أريحية، ولو احتجنا أي شيء في السابق كنا نطرق أبواب البيوت فنسأل الناس، وكانوا يدلوننا على الطرقات، أما بعد هذه المرحلة لم نعد نقدر على التحرك، حالة صعبة حتى الأشخاص الطيبون من المجاهدين الأخيار الذين ينكرون هذا وهم على منهج صحيح وباقون في صلاحهم وعملهم لم يعد لديهم مجال للعمل، الناس فقدت الثقة بنا ، فكانوا يقولون (أبو لحية هو أبو لحية) .”
― التجربة الجزائرية
― التجربة الجزائرية
