النبتة الشرقية Quotes

Rate this book
Clear rating
النبتة الشرقية النبتة الشرقية by محمد الحموي
20 ratings, 4.80 average rating, 12 reviews
النبتة الشرقية Quotes Showing 1-2 of 2
“اقترحت هي مرة أن نبني نفقا سريا يصل ما بين منزلهم ومنزلي.. في الطرف الخلفي للحديقة الجانبية الواصلة بيننا.. وبهذا أستطيع زيارتهم متى شئت ويستطيعان هما أيضا ذلك..
بدأنا العمل فعلا على حفر النفق.. وقمنا بصنع حفرة كبيرة وعميقة.. حاولنا بعدها الحفر بشكل أفقي كي نكمل النفق لكن التراب كان ينهال فوق أيدينا.. وكانت الحفرة تكبر بذلك عرضيا دون أن نستطيع الحفر تحتها بشكل أفقي.. إلى أن قررت هي أن نتوقف عن الحفر.. وأن نجعل من الحفرة مدفنا سريا لأسرارنا الضخمة.. وأن نكتب تلك الأسرار على أوراق ملونة وندفن تلك الأوراق مصحوبة بأمنياتنا في الحفرة.. وأن نزرع فوق كل ذلك بذور نبتة سرية.. ثم نسقيها ونعتني بها فتنبت شجرة تحمل معها أسرارنا وأمنياتنا.. وتثمر الشجرة فتأكل منها الطيور وتذهب أسرارنا إليها وتبقى معها وتنتقل أمنياتنا إلى السماء مباشرة وتتحقق..
لا أدري من أين لها بتلك الأفكار..
ربما كانت هي المحرك الأول لخيالي الطفولي
أتت ببذور نبتة شرقية.. قالت بأن جدتها قد جلبتها لوالدتها من الهند.. وقالت بأنها نبتة جميلة، ستصبح _إن كبرت_ شجرة مثمرة وارفة الظلال..
لم أستطع حفظ اسم النبتة.. لكنها بقيت في ذاكرتي بصفتها: النبتة الشرقية..
نبتت فروع صغيرة للبذور المدفونة وتحولت بعد فترة لغرسات واضحة أكثر طولا..
ثم تطورت لتصبح نبتات عشوائية متصارعة.. بقي منها بعد مدة غرسة واحدة فقط قصيرة.. لم تصبح شجرة بالطبع.. لكنها مازالت تقاوم وترفض الاستسلام لعشوائية المنبت وقلة دفء البيئة الحاضنة..
بقيتْ معي.. تلك الغرسة.. تشبهني ربما.. وحيدة تتغذى مما دفن تحت بذرتها من أسرار.. وتؤمل نفسها بما سينبت في فروعها من أمنيات قد تصل يوما إلى السماء..”
محمد تيسير الحموي, النبتة الشرقية
“طريقي من البيت إلى الجامعة يستهلك خمس عشرة دقيقة على الأكثر.. أحاول مدّها بشكل أو بآخر لتصبح خمسا وعشرين أو نصف ساعة على أكثر تقدير.
أحاول كل يوم اكتشاف طرق ومناطق جديدة في المدينة التي استنفذت نفسها جغرافيا بالنسبة لي منذ أكثر من عامين..
أذهب أحيانا إلى البحيرة الشمالية في أقصى شمال المدينة.. فأقف قريبا جدا من المياه.. أرفع صوت ستيريو التسجيل وأسمع موسيقى الروك.. أو بدائلها الصاخبة.
قد يجعلني هذا الصخب مفعما بشعور أبحث عنه ولا أجده.. ولا أعرف كيفية وصفه..
صخب يدفعني للتنفس وكأني لم أكن أتنفس من قبل..
وقد يتملكني الحماس في بعض الأحيان فأصرخ مع الصخب الموسيقي وأنفعل.. لكنني وبمجرد انتهاء التراك الموسيقي أعود إلى ما أنا عليه بسرعة مذهلة.. ومحبطة في الوقت ذاته.
الأمر يشبه ذلك المصباح الكهربائي اليدوي الذي يعمل بطريقة الشحن اليدوية بالضغط المتواصل على زناده لتحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية ومنها إلى ضوء.
حالما تترك الزناد.. تنخفض إضاءة المصباح من أقصى إنارتها إلى أقصى حدود الظلام بلحظة واحدة.. مزعجة.. وكأن شيئا لم يكن.. وكأن كل هذا الصخب لم يكن موجودا قبل لحظة.. الأمر محبط!”
محمد تيسير الحموي, النبتة الشرقية