حواراتي مع القرآن Quotes

Rate this book
Clear rating
حواراتي مع القرآن حواراتي مع القرآن by أحمد دعدوش
187 ratings, 4.40 average rating, 47 reviews
حواراتي مع القرآن Quotes Showing 1-9 of 9
“في الليلة الأخيرة من رمضان، وفي آخر ختمة لي، لم أستطع تجاوز فتوحات الصفحة الأخيرة بدون أن تملأ قلبيَ الرّهبة، فأيّ شعور سينتابك عندما يردّد لسانُك لفظ الناس ثلاث مرات، مقترنًا في كل مرة بإحدى صفات العظمة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ} [الناس: 1-3]؟
أرأيت كيف أضاف الله -جل شأنه- الناسَ إليه في ثلاث صفات: الربوبيّة والمُلك والألوهيّة؟ وكأن قَدْرنا لا يسمو إلا بإدراكنا لعبوديّتنا له.
أرأيت كيف انتقلنا في فهم أصل خِلقتنا من طين أتى عليه حينٌ من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا، إلى نطفة أمشاج، ثم إلى مخلوقات تسمع وتبصر وتختار بين السبيلين بحرّيّة كاملة، وصولًا إلى أعلى مقام ممكن: إدراك العبوديّة بين يدي الربّ والملِك والإله؟
أرأيت كيف خُتِم الكتاب أيضًا ببيان المعادلة ثلاثيّة الأطراف: الناس، الرّب جل وعلا، والذي يوسوس في صدور الناس من الجنّ والإنس معًا؟ فكمال العبودية يستلزم حذرَ الإنسان من عدوِّه: إبليس وجنده، واللجوءَ إلى الله للاستعانة به، وكأنّ خوض الإنسان هذه المعركة مجرَّدًا لا يضمن له الانتصار.”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن
“أرأيت عزيزي القارئ كيف يتجسّد كبَد الحياة في قصص أحبّ الخلق إلى الله؟ وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل). فالله لم يبعثهم للتبليغ فقط، بل ليعلّمونا الصبر أيضًا على ما ينزل بهم من بلاء ومِحن، وهم مع كل ما حباهم الله به من فضائل يظلّون بشرًا مثلنا، يألمون ويبكون ويحزنون، فيجسّدون بمعاناتهم وصبرهم وصدق توكّلهم أروع القصص الإنسانيّة، وأنضجها، وأكثرها نفاذًا إلى أعماق القلوب.”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن
“ومع أني كنت منذ طفولتي أتلو آيات قصة الناقة، إلا أنّي لم أدرك فداحة عَقرها، ولا شقاء قاتلها، إلا بعد هذا التدبّر. فقد يسبق إلى الذهن أن الطغاة والجبابرة هم أكثر الناس شقاء وإجرامًا، ونغفل عن فتنة القوة والسيطرة التي امتُحنوا بها قبل أن يتجبّروا، أمّا الأشقياء من عامّة القوم، وإن كانوا على قدر من النفوذ مثل الرهط من قوم ثمود، فلم تكن لهم قصور وحاشية، ولا جيوش جرّارة تهتف بأسمائهم، ولا شعوب مقهورة تسجد بين أيديهم، لكن الجحود استبدّ بعقولهم حتى عطّلها، وجنون العظمة تردّى بهم إلى ما رأيناه من التحدّي الذي لا يملكون أدنى مقوّماته.”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن
“الحدّ القرآني لعورة المرأة لم يكن غامضًا حتى يخرج علينا بعد قرون من يزعم أن حجابها ليس فرضًا، فالنداء الثالث موجَّهٌ أيضًا لكلّ البشريّة: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} [الأعراف: 35]، وكأن الرُسل لم يأتوا بالآيات فقط، بل شرحوا وبيّنوا أيضًا ما تضمّنته من الأوامر والنواهي، فمن تَجرّأ على تأويلها بما يوافق هواه بدون حجّة فهو مشمول بالوعيد: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} [الأعراف: 37].”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن
“اللافت في القرآن أنّ سُوَره الطوال تتضمّن جملة من العناصر، فهي تجمع الأحكام الشرعيّة والقصص وتعليمات العقيدة، فلو كان صاحب هذا الكلام من أدباء البشر لسارع إلى ذهنه وضع عنوان جامع، وهو ما قد يبدو متعذّرا أمام هذا التنوّع في عناصر كل سورة.”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن
“سأفترض أني فتحت هذا المصحف للمرة الأولى بعد أن بلغت سن النضج بدون أن أؤمن بوجود إله، وأني لم أكن قد أصغيت لخطاب الإسلام من قبل، فلا بدّ أن تكون فكرتي المسبقة هي أن لهذا الكتاب مؤلّفٌ ما من بني البشر، فلما علمتُ أن صاحبه يدّعي أن الكتاب ليس سوى كلام الإله نفسه، من غير تحريفٍ ولا تبديل، اندفعتُ بحماس بالغ لمحاولة اكتشاف الملامح التي تؤيّد هذه النظرية أو تنسفها.”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن
“ما أكثر الدعاوى الباطلة التي خلدها القرآن بروايتها على ألسنة المشركين وأهل الكتاب والشياطين والمنافقين، فهو يمنح أهل الباطل حق التساؤل بإنصاف، ثم يأتي على أسسها فينقضها بإتقان.”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن
“الفاتحة تتعامل مع الألوهية والربوبية على أنها مسلمات، ولا تناقشها، وفي الوقت نفسه لا تقحم القارئ في إيمان قسري. هي بالضبط أروع ما يمكن أن يكون عليه الخطاب الإلهي إذا تصورته مجردا بدون حكم مسبق، حيث يخاطبني الإله بكلمات مفهومة، وبحروف معلومة، ثم أرى خطابه ينضح بسمات الألوهية في كل حرف، من دون أن أملك أمامها سوى الإنصات.”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن
“ليس كل ما يعرف يقال، ولا كل الأوجاع تعالج بالبوح.”
أحمد دعدوش, حواراتي مع القرآن