Goodreads helps you follow your favorite authors. Be the first to learn about new releases!
Start by following محمد عبد الله دراز.
Showing 1-30 of 56
“(( لا ينبغي للذي يصلي في خلوته أن يظن نفسه منفردًا منعزلًا في موقفه .
كلا ، بل ليذكر أن عن يمينه وعن شماله ، ومن أمامه ومن خلفه ألوف الألوف من الصفوف ، في مشارق الأرض ومغاربها يشدون أزره ، ويؤيدونه في جوهر مطالبه ، إنهم معه يستقبلون قبلته ذاتها ، ويرددون مقالته عينها .
إنه ليس فيهم من يقول : " إياك أعبد وإياك أستعين " ، بل كلهم يقول : " إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
ليس فيهم من يقول " " اهدني " ، بل كلهم يقول : " اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ "
ليس فيهم من يقول : " السلام عليّ ، بل كلهم يقول : " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " . ))”
― نظرات في الإسلام
كلا ، بل ليذكر أن عن يمينه وعن شماله ، ومن أمامه ومن خلفه ألوف الألوف من الصفوف ، في مشارق الأرض ومغاربها يشدون أزره ، ويؤيدونه في جوهر مطالبه ، إنهم معه يستقبلون قبلته ذاتها ، ويرددون مقالته عينها .
إنه ليس فيهم من يقول : " إياك أعبد وإياك أستعين " ، بل كلهم يقول : " إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
ليس فيهم من يقول " " اهدني " ، بل كلهم يقول : " اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ "
ليس فيهم من يقول : " السلام عليّ ، بل كلهم يقول : " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " . ))”
― نظرات في الإسلام
“إن الصراع من أجل الرفاهية لا يبدو أنه يقترب من نهايته .. بل إنه يتزايد بنسب متضاعفة .. فكل نقطة تقدم تثير الشهية إلى نقطة تقدم أخرى أعلى منها .. وهكذا بحيث يمكننا القول بأننا بصفة عامة نكرس وقتًا أطول للبحث عن أسباب راحتنا أكثر من الوقت الذي نستمتع فيه بالراحة. ولكثرة انهماكنا في هذا الإتجاه فإن ما كان مجرد وسيلة أصبح غاية حقيقية نجري وراءها. مما يجعلنا نقرر أن هذا الحرص الجامح على السعادة المادية يعتبر انحرافًا من الضمير في عصرنا الحاضر.”
― دستور الأخلاق في القرآن
― دستور الأخلاق في القرآن
“فالمؤمن لا يذعن للواجب (كفكرة) أو (ككائن عقلي)، و لكنه يذعن له باعتباره متصلا بحقيقة أساسية، و من حيث هو صادر عن الموجود الأسمى الذي زودنا بهذا العقل، و أودع فيه الحقائق الأولى، بما في ذلك الحقيقة الأخلاقية في المقام الأول”
― دستور الأخلاق في القرآن
― دستور الأخلاق في القرآن
“على فرض أن الحياة الإنسانية سوف يمتد خلودها إلى ما لانهاية .. وأن ظروفها سوف تتغير إلى ما لانهاية .. فإننا نقرر أنها سوف تجد دائمًا في القرآن قاعدة أخلاقية تنظم نشاطها, ووسيلة تستنهض جهدها, ورحمة تغمر الضعفاء فيها, ومثلًا أعلى للأقوياء منها.
وأقل ما يقال عن الأخلاق القرآنية: أنها تكفي نفسها بنفسها مطلقًا .. إنها " أخلاق متكاملة ".”
― دستور الأخلاق في القرآن
وأقل ما يقال عن الأخلاق القرآنية: أنها تكفي نفسها بنفسها مطلقًا .. إنها " أخلاق متكاملة ".”
― دستور الأخلاق في القرآن
“ان النفس الإنسانية ليس يشفيها في تفهمها للأشياء أن تصعد إلى أسبابها ومقدماتها، بل لا بد لها بعد ذلك من أن تنحدر معها إلى غاياتها ونهاياتها، وتستفسر عن مقاصدها وأهدافها. فليس يكفيك لكي تحيط بالشيء خبرا أن تعرف نشأته دون أن تعرف مصيره، ولا أن تعرف كيف كان؟ دون أن تعرف لم كان؟ أليست هذه المطالبة النفسية الحثيثة دليلا على ما هو مركوز في الجبلة من الاقتناع بأن الحوادث الكونية تسير على خطة مرسومة وأن القوة المدبرة للأشياء تهدف منها إلى غاية معينة، وأنها لا تسير بمحض الصدفة العمياء والاتفاق التحكمي.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“كثير من الناس إذا انتخبوا عطاياهم - وبخاصة تلك العطايا التي تُجمع بطريقة شعبية، لا يلتقي فيها المُعطي والآخذ ولا تعرف فيها شخصية المعطي ولا الآخذ - يختارونها من حثالة مالهم، وسقط متاعهم؛ يخرجون من الثيابِ خشنها وغليظها وباليها ومرقعها، ومن النعالِ مخصوفها وممزقها، ومن الطعامِ ما بدا خبثه وغلثه، وسوسه وعفنه، ومستبقين لأنفسهم أجود المال وأطيبه؛ يجعلون لله ما يكرهون ولأنفسهم ما يشتهون.
تلك نفسية لا تزال فيها بقية من شيمة البخل، تقصر بصاحبها عن رتبة البر، كما وصفه الله تعالى؛ أن نؤتي المال على حبه، ونطعم الطعام على حبه، ألا نستمع إلى القرآن الكريم، حين يقول بصيغة الحصر: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [سورة آل عمران: 92]”
― من خلق القرآن
تلك نفسية لا تزال فيها بقية من شيمة البخل، تقصر بصاحبها عن رتبة البر، كما وصفه الله تعالى؛ أن نؤتي المال على حبه، ونطعم الطعام على حبه، ألا نستمع إلى القرآن الكريم، حين يقول بصيغة الحصر: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [سورة آل عمران: 92]”
― من خلق القرآن
“هكذا ولدت الحياة النفسية بين وخزات الألم والإخفاق. أليست كل ولادة تصحبها الآلام والدموع؟”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“لقد تختلف العبارة ونوع الشعور؛ ولكن الهزة الدينية التي تزلزل الإنسان هي في جوهرها شيء واحد. فكل أحد، حين يكف عن التفكير في عجزه وجهله وفنائه، وحين يجمع أمره - صابرا مستسلما - على أن يقضي الحياة كما هي، يشعر رغما عنه بزفرة يفيض بها صدره، وتكاد تنطق بها شفتاه؛ وما هي في الحقيقة إلا فاتحة دعاء ومناجاة.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“هل خلق الإنسان من أجل القانون أو أن القانون هو الذي خلق من أجل الإنسان؟ و قد يجاب عن ذلك تارة بالرأي الأول (وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) و تارة بالرأي الثاني (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه)، (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)
فلنقرب ما بين هذين القولين، بحقيقتهما النسبية، و لسوف نحصل على الحقيقة المطلقة، فالإنسان وجد من أجل تنفيذ الشرع، و لما كان الشرع قد وجد من أجل الإنسان، إذن فالإنسان وجد من أجل نفسه. و الشرع غاية، و لكنه ليس الغاية الأخيرة، إنه ليس سوى حد وسط بين الإنسان، كما هو، ناشئا يتطلع إلى الحياة الأخلاقية، و مصارعا من أجل كماله، و بين الإنسان كما ينبغي أن يكون، في قبضة الفضيلة الكاملة. و الشرع أشبه بقنطرة بين شاطئين، نحن نقطة بدايته، و نقطة نهايته، أو هو أشبه بسلم درجاته مستقرة على الأرض، و لكن يعد من يريدون تسلقه أن يرفعهم إلى السماء.0”
― دستور الأخلاق في القرآن
فلنقرب ما بين هذين القولين، بحقيقتهما النسبية، و لسوف نحصل على الحقيقة المطلقة، فالإنسان وجد من أجل تنفيذ الشرع، و لما كان الشرع قد وجد من أجل الإنسان، إذن فالإنسان وجد من أجل نفسه. و الشرع غاية، و لكنه ليس الغاية الأخيرة، إنه ليس سوى حد وسط بين الإنسان، كما هو، ناشئا يتطلع إلى الحياة الأخلاقية، و مصارعا من أجل كماله، و بين الإنسان كما ينبغي أن يكون، في قبضة الفضيلة الكاملة. و الشرع أشبه بقنطرة بين شاطئين، نحن نقطة بدايته، و نقطة نهايته، أو هو أشبه بسلم درجاته مستقرة على الأرض، و لكن يعد من يريدون تسلقه أن يرفعهم إلى السماء.0”
― دستور الأخلاق في القرآن
“العلم لا يغير جوهر الأشياء”
― دستور الأخلاق في القرآن
― دستور الأخلاق في القرآن
“حتى ترى للجملة الواحدة أو الكلمة الواحدة وجوهًا عدة، كلها صحيح أو محتمل للصحة، كأنما هي فصّ من الماس يعطيك كل ضلع منه شعاعًا فإذا نظرت إلى أضلاعه جملة بهرتك بألوان الطيف كلها، فلا تدري ماذا تأخذ عينك وماذا تدع.
"وصفه لآيات القرآن”
―
"وصفه لآيات القرآن”
―
“إذا كان الدين حقا والعلم حقا وجب أن يتصادقا ويتناصرا. أما إذا تكاذبا وتخاذلا فإن أحدهما لا محالة يكون باطلا وضلالا.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“الواجبات نحو الله هي في نهاية الأمر واجبات نحو أنفسنا، لأن طاعتنا أو معصيتنا لن تزيد أو تتقص من العظمة الإلهية وقدسيتها شيئا”
― دستور الأخلاق في القرآن
― دستور الأخلاق في القرآن
“الصبر حين البأس :
لا تحسبنه هنا صبرا على الجروح والقروح في الحرب ، فذلك معنى سلبي استسلامي ؛ ولا تحسبنه صبرا في البطش والفتك بالأعداء . فذلك جهد عملي إيجابي حقا . ولكن مرده إلى قوة العضل والعصب . لا إلى قوة الخلق والأدب "ليس الشديد بالصرعة ، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب"1 . . هكذا سيختار الله لنا من مثل الصبر أمثلها ، ومن موازينه أوزنها في معايير القيم ، ذلك هو ضبط النفس حين البأس”
―
لا تحسبنه هنا صبرا على الجروح والقروح في الحرب ، فذلك معنى سلبي استسلامي ؛ ولا تحسبنه صبرا في البطش والفتك بالأعداء . فذلك جهد عملي إيجابي حقا . ولكن مرده إلى قوة العضل والعصب . لا إلى قوة الخلق والأدب "ليس الشديد بالصرعة ، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب"1 . . هكذا سيختار الله لنا من مثل الصبر أمثلها ، ومن موازينه أوزنها في معايير القيم ، ذلك هو ضبط النفس حين البأس”
―
“رغبة العلم تنتهي بالاعتراف بالجهل؛ ورغبة الاستمتاع تنتهي بالتقزز، كأنها تحمل في نفسها جرثومة فنائها؛ والإسراف في الحرص على السعادة يذهب براحة الطمأنينة والرضى، ويزيد الألم شدة.
فأين المفر؟”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
فأين المفر؟”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“فإن أجمل الغايات و أعدلها فى ذاتها لا يُسوِّغ الوسائل التى لا يقرها القانون الأخلاقى على أنها وسائل مشروعة !”
― دستور الأخلاق في القرآن
― دستور الأخلاق في القرآن
“إما كيف تتحرر العقول من هذا الأسر الاجتماعي القاهر، فإن القرآن يعلن أنه ليس لذلك إلا وسيلة واحدة، وهي التفكير الفردي الهاديء، المتحرر من كل القيود إلا قيود البداهة والمنطق السليم: ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا) #سبأ
تأمل جيدا هذه الوصية الحكيمة، تر فيها وصفا للداء والدواء جميعا: فهي قبل كل شيء تقرير ضمني للحقيقة الواقعة، وهي أن العقل الجمعي يطبع عقول أعضائه بطابعه المشترك، ويجعلهم يفكرون عند اجتماعهم بأسلوب مخالف لتفكيرهم عند الانفراد؛ ولذلك تدعو الآية الكريمة كل فرد من الجماعة أن يخلو بنفسه أو برفيق واحد (مثنى وفرادى) ليكون في بعض اللحظات بعيدا عن تأثير البيئة وتيارها الجارف، وإلى جانب هذا الاعتراف بسلطان العقل الجمعي ونفوذه الفعلي في الأفراد، تشير الآية إلى أن ما تقرره هذه العقلية المشتركة ليس هو دائما أقرب المقررات للصواب؛ ولذلك تخول كل فرد حقه في الحرية الفكرية والنقد النزيه لهذه المقررات العامة، استصلاحا لما فيها من زيغ وانحراف، واستبقاءا لما فيها من خير ورشاد.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
تأمل جيدا هذه الوصية الحكيمة، تر فيها وصفا للداء والدواء جميعا: فهي قبل كل شيء تقرير ضمني للحقيقة الواقعة، وهي أن العقل الجمعي يطبع عقول أعضائه بطابعه المشترك، ويجعلهم يفكرون عند اجتماعهم بأسلوب مخالف لتفكيرهم عند الانفراد؛ ولذلك تدعو الآية الكريمة كل فرد من الجماعة أن يخلو بنفسه أو برفيق واحد (مثنى وفرادى) ليكون في بعض اللحظات بعيدا عن تأثير البيئة وتيارها الجارف، وإلى جانب هذا الاعتراف بسلطان العقل الجمعي ونفوذه الفعلي في الأفراد، تشير الآية إلى أن ما تقرره هذه العقلية المشتركة ليس هو دائما أقرب المقررات للصواب؛ ولذلك تخول كل فرد حقه في الحرية الفكرية والنقد النزيه لهذه المقررات العامة، استصلاحا لما فيها من زيغ وانحراف، واستبقاءا لما فيها من خير ورشاد.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“الإرادة هي التوجه من المثالي إلى الواقعي”
― دستور الأخلاق في القرآن
― دستور الأخلاق في القرآن
“ولسنا ننكر أن تكون هناك عقيدة معينة قد استحدثت في عصر ما، أو أن يكون ثمة وضع خاص من أوضاع العبادات قد جاء مجاوبا مصنوعا. فذلك سائغ في العقل، بل واقع بالفعل. أما فكرة التدين في جوهرها فليس هناك دليل واحد على أنها تأخرت عن نشأة الإنسان.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“إن هذه العقول الفسيحة الأفق تطلب دائما تحت كل اختلاف ائتلافا، ومن وراء كل كثرة وحدة؛ ولذلك تأبى الوقوف عند المقاييس النسبية، والتفسيرات الجزئية، ولا ترضى بآحاد القوانين حتى تسمو إلى قانون القوانين؛ بل إنها لتستشرف إلى اليد التي جمعت تلك القوانين ونسقتها، وجعلتها تتعاون على أداء الوظيفة المشتركة لهذا البنيان الكوني.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“فإذا رأينا فيلسوفا يدعو إلى مذهبه، ويحمل الناس على اعتناق رأيه، علمنا أن فكرته قد أصبحت إيمانا، وأنه قد خلع ثوب الفيلسوف ليحمل أعباء الأنبياء والمرسلين، وإذا رأينا متدينا ينطوي على نفسه، ولا يبالي بما يجري حوله من ضلال في الرأي، أو فساد في العمل، كان لنا أن نحكم بأن نار إيمانه قد استحالت رمادا، أو أنها قد كمنت تحت أكداس من الرماد.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“فإذا انفردت الفلسفة في حكم لم يؤمن عليها العثار، وإذا التقى العقل والوحي على أمر فقد اتصلت مشاعل الليل بضوء النهار، (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) .”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“هكذا تتولد العقيدة الإلهية، والحركة العبادية، من تزاوج مبدأين نفسيين أحدهما غريزة عقلية، وهي غريزة التلطع لفهم الطبيعة، والثاني حاسة وجدانية، وهي حاسة التذوق الفني لما في الطبيعة من جمال وجلال.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“إن شعورنا بالتبعية المطلقة هو شعورنا بحضور السر الإلهي فينا. هذا هو الينبوع العميق الذي تفيض منه الفكرة الإليهة بقوة لا تقاوم.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“إنه من الممكن أن تكون الخرافات القديمة بداية ديانات، كما يمكن ان تكون نتيجة تحلل وتحريف لديانة صحيحة سابقة مزقت أهلها الحروب، أو أفسدتهم الآفات الاجتماعية، فقلت عنايتهم بأصول دينهم، وتلقوا بالتسليم والقبول كل ما سمعوه من أفواه الأدعياء والدجالين، وشاعت بينهم هذه الروايات وتوارثوها حتى أصبحت سننا مقدسة.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“ما هذه إذا تلك القوة الغلابة، التي لا تزيدها المقاومة إلا عنفا واشتعالا، والتي تقهر في النهاية أنصارها وأعداءها على السواء؟ أليست هي قوة الفطرة التي إن تورق وتثمر كلما عاودها الربيع فبلل ثراها. وسقي أصولها؟ بلى! وإن هذا الربيع قد تكفي منه قطرة، وربما تبلور في نظرة. فما هي إلا طرفة من تأمل الفكر، أو لحظة من يقظة الوجدان، أو أزمة من صدمات العزم.. فإذا أنت تسبح بخيالك في عالم الغيب الذي من خرجت، أو في عالم الغيب الذي إليه تصير.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“على أنه في الحالة التي يكون فيها الباعث على العبادة هو الشعور بتلك الحاجة، والتي يتحول فيها معنى العبادة من التسبيح والتقديس إلى التماس الحماية - نقول أنه حتى في هذه الحالة - لا يجعل العابد من عبادته وسيلة يقينية للحصول على مأربه، كأنها عملية حسابية، أو قياس منطقي، أو تجربة مفروغ منها لا بد أن تؤتي ثمرتها، لأن التدين ينطوي دائما على اعتقاد أن القوة المتوجه إليها لا تصدر في تصرفاتها إلا عن مشيئتها المستقلة. ولذلك نلاحظ في توجهاته شعورا مزدوجا، هو مزيج من الاستسلام والرضى بما يقع، والأمل والرجاء فيما يتوقع. وإذا كان اللاعب المغامر لا يعد نفسه فاشلا لمجرد تكرر خسارته، ولا ييأس من مؤاتاة الحظ له بالربح في فرصة قريبة أو بعيدة، فالمؤمن أحق بتنحية عوامل اليأس من حسابه، وإرخاء حبل الأمل لنفسه إلى آماد بعيدة في حياته أو بعد مماته، بل المؤمن الصادق حين يلتجيء إلى ربه، ويناجيه برغائبه ومخاوفه، يجد في هذه التوسلات والدعوات نفسها شفاءا وراحة هو عليهما أشد حرصا منه على موضوع شكواه. وحسبه أنه في هذه الانبعاثة يعبر تعبيرا واعيا صادقا، بأقواله وأفالعه وأحواله، عن مبلغ إدراكه للحقائق، ومدى شعوره بالتفاوت بين ضعف المخلوق وقوة الخالق، وأنه بذلك الإدراك وهذا التعبير يحقق المهمة العليا للإنسان في هذه الحياة. فسواءا عليه بعد ذلك أن تصادف دعوته قبولا أو ردا، فقد أصاب من قبل حاجته الكبرى بهذا الخضوع الذي هضم به كبرياء نفسه، ووضع به كل شيء في موضعه، وبهذه العبودية التي أتم بها تصفية روحه وإنضاج فطرته، وتلك هي قرة عين المؤمن، والهدف الأسمى للمتعبدين.”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“وإذا كان الإعجاب بالأثر الفني البارع، يحمل الإنسان بفطرته على التساؤل عن الفنان الذي أبدعه، ويحفزه إلى التوجه بفكرته إليه، سواءا أعرف شخصه أم لم يعرفه، ليعبر له عن هذا الشعور والتقدير، أليس الإعجاب ببدائع الملكوت أحق بأن يتحول إلى مناجاة مبدعه، والإفضاء إليه بعبارات التبجيل العميق، والتقديس البليغ؟ وهل العبادة في جوهرها ولبها إلا ذلك؟”
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
― الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
“ولم يمض عام واحد بعد أن قُبض الرسول الا وبدت الحاجة مُلِحة لجمع وثائق القرآن المبعثرة فى مجموعة مدونة , سهلة الاستعمال ,حيث تتابع آيات كل سورة , كما هو ثابت من قبل فى حافظة جماعة المؤمنين . ولقد تقدم بالفكرة عمر بن الخطاب الى الخليفة الأول أبوبكر عقب معركة اليمامة مع مسيلمة الكذاب التى قُتل فيها مئات من المسلمين , منهم سبعين من " حملة القرآن " فخشية أن يتناقص تدريجياً عدد هؤلاء القُراء بسبب الحروب المحتملة , كان عمر يهدف بهذه الطريقة ليس فقط الى حفظ المدون من التنزيل فى مأمن من الأخطار , وفى صورة يسهل الرجوع اليها , وانما كان يقصد ايضاً اقرار الشكل النهائى لهذا الكتاب المقدس وتوثيقه عن طريق حفظته الباقين على قيد الحياة واعتماده من الصحابة الذين كان كل منهم يحفظ منه اجزاء كبيرة او صغيرة .”
―
―
“هذا مثل صغير: اقرأ قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة البقرة: الآية ٣١٢] . وانظر هل ترى كلامًا أبين من هذا في عقول الناس. ثم انظر كم في هذه الكلمة من مرونة. فإنك لو قلت في معناها: إنه سبحانه يرزق من يشاء بغير محاسب يحاسبه، ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقدره على هؤلاء، أصبت. ولو قلت: إنه يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الإنفاق خوف النفاد، أصبت. ولو قلت: إنه يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر، ولا يحتسب، أصبت. ولو قلت: إنه يرزق بغير معاتبة ومناقشة له على عمله، أصبت، ولو قلت: يرزقه رزقًا كثيرًا لا يدخل تحت حصر وحساب، أصبت. فعلى الأول يكون الكلام تقريرًا لقاعدة الأرزاق في الدنيا وأن نظامها لا يجري على حسب ما عند المرزوق من استحقاق بعلمه أو عمله، بل تجري وفقًا لمشيئته وحكمته سبحانه في الابتلاء، وفي ذلك ما فيه من التسلية لفقراء المؤمنين، ومن الهضم لنفوس المغرورين من المترفين. وعلى الثاني يكون تنبيهًا على سعة خزائنه وبسطة يده جل شأنه. وعلى الثالث يكون تلويحًا للمؤمنين بما سيفتح الله لهم من أبواب النصر والظفر حتى يبدل عسرهم يسرًا وفقرهم غنى من حيث لا يظنون. وعلى الرابع والخامس يكون وعدًا للصالحين إما بدخولهم الجنة بغير حساب. وإما بمضاعفة أجورهم أضعافًا كثيرة لا يحصرها العد. ومن وقف على علم التأويل واطلع على معترك أفهام العلماء في آية رأى من ذلك العجب العاجب.”
― النبأ العظيم
― النبأ العظيم





