Marwa Eletriby's Blog

October 31, 2024

عالقة في نقطة البداية

يدي،
تفلت الأشياء
جميعها
وتمسك بك.

أنادي،
لا تسمع.

أن أُمسك الوهم بكلتا يديّ.
تأخذني التفاصيل من يدي/ تسلمني للحب / يُسلمني الحب إلى صوتك/ ومن صوتك إلى القصيدة/ لا أفعل شيئاً/ أصمت وأستسلم / الآخرون يخافون مني/ اكتشفت كم فعلوا ذلك من دون أن أنتبه/ لا أريدك أن تفعل/ البحر يقرؤك السلام/ لماذا لا ترد السلام بسلامٍ أفضل؟ / أريد للأشياء أن تأتي بسهولةٍ/ لكنني عصية / على الحب.. النسيان/ أريد من الحب آخره / وأريد منك يدك / «فقط لو يدك»/ هدأت العاصفة / لكن لا أحد يعلم متى قد تثور مرة أخرى/ لا أستطيع التركيز في حضورك / لا في غيابك/ «عينك على قلبي»/ عيني على قلبك / لكنك لا ترى / والشعور لا يصل / وكلما هممت بالحديث، تراجعت/ «كيف أبيّن لك شعوري دون ما أحكي؟».

يحاصرني الوقت/ وأنا ضئيلة / ومنهكة / فرَّ الأصدقاء/ وأريد أن أفر إليك/ أكرر «لا تكن صديقي»/ لا شيء يوحي بما حدث / والقصة لم تُروَ كاملة / ويدي ـ للأسف ـ لم تلمس يدك/ تخيفني الحقيقة / تصوّب أشواكها نحوي / وأنا عزلاء/ وقع الجدار عليّ فجأة / نظر الجميع / سخر الآخر / لم أمد يدي / لم يَمُد أحداً يده/ وكان عليّ الرحيل / الآن، أسير بكتفٍ مشوه / لا يراه أحد.

تعي الكلمات
ولا تدرك
أنها لك.

أرد على السؤال بسؤالٍ آخر/ وتظل لا تأخذني على محمل الجد / تسحبني الموجة للداخل / وأنا لا أجيد السباحة/ ولا طول لي / وما من سترة نجاة / أو حتى قبلة / ينخدع الآخرون بي/ من دون أي مجهود / هذا مجرد سوء فهم، لا أكثر/ تتصل النقاط، وتنقطع كلها فجأة / لا أحد يدرك ما يحدث في الكواليس / الإضاءة خافتة / والستائر سوداء / والكراسي في كل مكان / والخطوة يجب أن تُحسب جيداً / أو تطمئن إلى يد ما/ هذا ليس سهلاً / لكني أريد الاطمئنان إلى يدك.

يُضيء
صوتك
قلبي.

الثالثة فجراً/ الكل نيام / وأنا أختلي بالصمت قبل أن يُشوش عليه / يؤلمني الجدار الذي بيننا / تربكني التفاصيل/ الأخطاء التي لا يُتعلم منها/ التكرار/ الاعتقاد ـ الخطأ ـ أن الآخرين يتغيرون/ لا شيء يتغير/ المشاعر فقط تفعل / تأثير الكلمة / دائماً الكلمة/ الصوت/ النبرة/ اللمسة/ الأشياء التي لا تجتمع/ الأشياء التي تتوافق ورغم ذلك لا تجتمع/ الأشياء التي لا تريدها وتظل تظهر أمامك / التوقيت الخطأ / فارق التوقيت / كل يسبح في فلكه / وأريد السباحة في فلكك / أستطيع اللعب بالمعنى / لكني أحب الوضوح/ أستطيع النسيان / لكني أحب الذاكرة / أستطيع الركض لكني أحب المشي / أستطيع أن أحبك/ والله أستطيع/ لكنك لا تحب ذلك.

أكثر مما يبدو عليّ / أقل مما تعرف.
شهران/ كان عاماً طويلاً/ ما أقصره / الصباحات تتبدل كما الأيام / وأنا لم أعد أخاف / حزنتُ كثيراً لأصل إلى ذلك/ أنت لا تدرك الأشياء/ أحادثك بالعاطفة / تحادثني بالمنطق / إما أن آتي إليك/ أو تأتي إليّ / لا حل آخر/ يتقلب مزاجي كما الموجة / فَسَدتْ الخطط / لكنني أقوم بخطط أخرى / أخطط طوال الوقت/ أفِرُّ طوال الوقت / لا يمكن لأحدٍ لومي على ما حدث / لم يُمْكِن تجنبه / أو تجنب عينيك / «عيناك عليّ ولا تراني».

تسبح الكلمات في فمي
قَبِّلني،
لتَستحيل قصيدة.

أنت وأنا
وبيننا الغياب
تمد لي يدك،
أقطف منها
كلمات بلا صوت.

تعرف،
كل الكوارث تبدأ من اليد.

يمكنني دائماً البدء من جديد/ أنا ماهرة في البدايات/ أعيد الأشياء سيرتها الأولى، والناس أغراباً كما كانوا/ أحيي الموتى / زِر صغير وينتهي كل شيء/ أفكر في الموت / انتهاء العالم/ صوتك لافظاً اسمي/ يدك على خصري/ الكلمات التي أرغب في قولها ولا تعرفها / أريد أن أقول لك كل شيء من دون أن أقول لك شيئاً / هل تفهم؟/ لا أقول الأشياء التي أريدها كما هي/ أقصها/ أبْترها/ نصف حقيقة/ نصف الحضور/ ابتساماتي البلهاء في وجودك/ «كل شيء حولي يذكرني بشيء»/ أقول: سعدتُ برؤيتك / لا أقول إني اشتقت إليك/ هذا السلام تأخر كثيراً / وأعني: لو أن يدك تظل في يدي سيكون أفضل/ بيننا عشرون سنتيمتراً/ وأقصد رأسي ستكون على كتفك / هكذا/ يبدو عليّ الجمود/ وأنا كل ما أريده الانصهار/ آه، لو أنك تعرف القصة كاملةً.

الأيام ثقيلة/ ويوماً ما سَأُفلت يدي من كل شيء وأمضي/ لن أهرب/ سَأقف بعيداً / أرى الأشياء/ الأشخاص/ تتهاوى/ ولا أحرك سَاكناً لأنقذها/ كما فعل الآخرون معي/ أنا لينة جداً/ ولا أنكسر/ لكني أميل/ ملتُ إليك/ ولا تبالي/ ربما عليَّ التوقف الآن/ أخشى الآخرين حين يُغضبونني/ أخشى تأخرهم/ قسوتي/ أن يكون الأوان قد فات/ هذه المرة سأصمت/ لا أحتمل القسوة/ يَسْحرني الحنان/ القوة التي تتحول حِلماً، لأجلي/ نتكلم لغات مختلفة/ اعتقدتُ أنني سأفهم لغتك / ولم تحاول أن تتكلم لغتي.

أزهد أشياء لا تأتيني وأرفع رايات نصر زائفة على اللاشيء.
أنت نائم وبعيد/ وصمتك في أذني/ يُحدث تأثيره تدريجياً/ القيود كثيرة/ والأيدي قصيرة/ والقضبان لم يُعكس من خلفها شيء/ أسير نحوك ببطء/ خطوة/ ثم أعود أدراجي/ لستُ خائفة/ لا مترددة أيضاً/ أعرف جيداً ما أريد/ وأعرف أنني لستُ ما تريد/ لم تتوقف حياتي عن التعاكس/ وأنا أسايرها/ «لم أعتد المشهد»/ ولم أحتمله/ لكني لا زلتُ أريد البقاء/ كان علي أن أفعل أشياء كثيرة/ نسيتها كلها /الآن، أريد فعل أشياء أخرى/ بعد فترة/ سأزهدها.

تخدع الظلالُ
الناظرين.

أُحبط سريعاً/ أتحمس سريعاً/ خُطواتي سريعة / أظل أكتب/ لا يقرأني أحد / أخفي كلماتي وكأنها أسرار لن أفشيها/ أريدها أن تنكشف بمفردها / مبدأ غريب / كل هذه الغرابة في حياتي / أريد أن أعرف كيف تبدو الصورة من عندك/ هل تبدو المسافة كما في الحقيقة/ أم أن الظل يخادع؟

يدك البعيدة
تؤرق
نومي.

لا أريد أن أُجابِه الحياة/ أريد أن أسير بها فقط / من دون أن أتراجع أو أخاف/ من دون أن أسقط / لا يهمني القادم/ أو يهمني / لكن ما باليد حيلة/ لا يظهر أمامي شيء/ والنفق طال كثيراً من دون ضوء/ والبشارات نجوم صغيرة سرعان ما تُغير أماكنها / فلا أعود أراها.
أعرف الطريق/ لكن نقطة البداية رمالٌ تبدو كالمصيدةِ / قدمي تغرق / وأظل أحاول النجاة/ أنا عالقة في نقطة البداية/ والأيدي التي تمتد سرعان ما تمل الانتظار/ لم يختفِ الطريق/ أراه جيداً كجرح في يدي/ والخطوات دماء متناثرة/ تترك أثراً/ بقعة على الدرب.
.

على جريدة

https://jaryda.com/2024/10/29/%d8%b9%...
4 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 31, 2024 04:19

August 27, 2024

تؤلمني يدي لكثرة ما لوَّحَت للأشياء وهي تغادر

لا أحب الصباح، لا الليل/ كل ما أفعله أنني أحاول تمرير الوقت بينهما دون أن أفقد عقلي.
تُعاندني اللغة/ حتى كتابتي تشبهني/ لا تجعل أحداً يُحكم قبضته عليها/ أدور حول المعنى/ يدور الآخرون حولي/ لا يصل أحد.
لا كلمات/ كلّ ما يأتي لرأسي مُكرر/ وأنا أفِرّ منه/ لا أحب إعادة الأشياء/ لا الأشخاص/ أبحثُ عن المعنى داخلي/ أتُصبح عيناك البوصلة؟/ لا أعرف ما أريد/ وتعرفُ كل شيءٍ/ في الليل، ـ خِلسة ـ تمرُ يدي على جبينك/ لا تشعرُ بها/ أنا ماهرة في التخلصِ من بصماتي/ لكنَّ آثاري تبقى/ لم لا تكون أثراً، وتبقى؟ / تُغريني الأشياء/ لكنكَ بخيل بما لا يَسعني معهُ الحلم/ وبعيدٌ بما لا يمكنني لمسك.

لا أُحسن اختيار العناوين/ أو الرجال/ وتُحسن اختيار كل شيء/ لم لا تختار لي إذن؟/ تنقصني كلمة واحدة/ ولا أنطق بها/ أقول كل ما لا فائدة له/ وأتركُ ما أعنيه حقاً/ يكبر داخلي، يتكاثر/ ثم يهجمُ عليّ/ أُكذِّب نفسي/ وأصدقك/ لكني لا أصادقك/ تفهم ما أعني؟/ لا، لا يهم.

-كيف تقف أمام الإعصار؟
– احتمِ بقلب من تحب
– وإن لم يوجد؟
– ازرع قدميك في الأرض.
– وإن لم أفلح؟
– تشبث بأي شيء حولك
– وإن لم يبق شيء؟
-طِر.

كاملاً على جريدة:

https://jaryda.com/2024/08/26/%d8%aa%...
2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 27, 2024 02:36

June 26, 2020

ربما لن يعرف أبدًا

لم يره أحد ، حسبه البعض شخصية اسطورية أو شخصية هاربة من رواية ما لم يستطع الكاتب اكمالها ، لذلك لم يستطع أحد الإمساك به ، كان يفر دومًا قبل أن يُقبض عليه ، احترف الفرار حتى صار يفعله دون أي مجهود ، من مكان لمكان ومن عالم لآخر ، كان معلوماً للجميع ، مجهولاً لنفسه ، حضر عندهم وغاب عن نفسه .
ظل هكذا عمرًا يعيش في الفرار ، حسدهُ الآخرون على سرعته ، حسدوه على وجوهه الكثيرة ، حسدوه على صوته الذي كانوا يسمعونه فجرًا .
حسدوه أنه كان لا يموت ، كان خالدًا ، توالى على الأجيال ، لم تتغير ملامحه .
يركض سريعًا ، سريعًا ، كان الهواء يعرفه ، والأشجار تساعده ، تنحني له ليمر ، تخلق له طرقًا لا مرئية ، كان كل شيء يساعده على الفرار .
هل كان يريده فعلاً ؟
لا يعرف ، وربما لن يعرف أبدًا، لكنه قال ذات مرة أن هذا ما يتقن فعله ، يتقنه باحتراف ، كان يشعر بداخله طوال الوقت أنه لص ، مطلوب للعدالة من العالم أجمع ، وأنه إن لم يسرع سيقبض عليه .

كان له في كل بلد صاحب أو اثنين ، يتنقل في العام الواحد بين بلدان كثيرة ، مرت عليه وجوه يكاد لا يحصيها ، هل كان يذكرهم ؟ لم ينساهم ، لكنه لم يستطع دومًا التعرف عليهم ، أحياناً عندما كان يمر بجوار أحدهم يشعر بوغزٍ في قلبه ، فيعلم أن ثمة شيء ما ، رابط ما ، بينه وبينه .

كان يذكر كل شيء وينسى كل شيء ، لا وسط عنده ،قد يسرد عليك قصة خلوده ، قد ينسى من هو .
من هو ؟
كان لا يعرف من هو ، أو عله كان يدعي ذلك لنُصدقه ، أو ليساعد نفسه على الفرار ، لكن في ذات الوقت كان لا يكذب .

كانت له مغامرات كثيرة ، في كل حرب نال نصيب ما ، ربما من قبل بدء الحياة ، انتصر كثيرًا في عقله ، أما هزائمه فلم يرها أحد ، لكنه ظل يذكرها كندوب معلقة في قلبه .

لم يكن نبيًا أو رسولاً ، لا بشرًا أو ملاك أو حتى شيطان ، كان بلا جنس أو هوية ، لكنه كان خائفًا
صُنع من خوف .
خوف من ماذا ؟
هو نفسه لا يعرف ، ظل حياته يطارد أشياء لا يراها إلا هو ، مهما حدّث الآخرين عنها كانوا لا يبصرونها ، حتى توقف عن الحديث تمامًا عندما تأكد أن كل ما يقوله لا يفهمه أحد ، فأخذ يصمت و يفر .
وكان فراره ألمًا ، هربًا من ألم آخر يجهله لكنه يعلم أنه قد يصاب به ، فاختار ما يعرفه لتجنب ما يجهله ، كان كلما ركض يقطر دمًا ، في مرة نزف ، نزف تماماً إلى أن صار جسده خاويًا
بلا دماء
فرغ
ثم غرق .
.
رأي الاخرين يسبحون في دمه ويضحكون ، ظل يسمع أصواتهم حتى خفتت ، ثم اختفت ، فاعتقد أنه مات ، لكنه لم يفعل ، وفكر أن عليه أن يملأ جسده مرة أخرى ، قفز إلى النهر ، ملأ جسده بالماء ، تسلل إلى جسده حيوات أخرى ، أسماك ، أعشاب وقواقع ، وأشياء لا يعرفها لكنه شعر بها داخله .
شاركته الحيوات ماءه ، فأخذت تقل فظل يملأ نفسه كل حين ، لا ليستمر على قيد الحياة لأنه لا يموت ، بل لأن حيوات أخرى صارت مسؤلة منه .
لم ينعم بالراحة منذ ذلك الحين ، أخذت الحيوات تتصارع فيما بينها ، كان يشعر بجوع بعضها وشعر بألم بعضها الآخر وهي تؤكل .
لم ينحز لأحد
ولم يتغير شيء ، ظل يفر ، يفر ، لكن بمائه ،
وبحيواتٍ أخرى معه .

.
في حياة من حيواتهِ شحب لونه ، وصار بلا لون ، شفافًا تماماً ، لكنه يُظهر ما بداخله ، اعتقد بذلك أنه سَمى بنفسه ، وأصبح في مرتبة أعلى ، لكن الناس ظلوا يطيلون النظر إليه ، لا لأنهم استغربوا شفافيته ، بل لأنهم صاروا يرون داخله ، في مرة استوقفه شخص لا يعرفه لأن قرأ في عقله فكرة لم تعجبه فأخذ يعنفه ، في مرة أخرى استوقفه طفل صغير مشيرًا باتجاهه، ثم وضع إصبعه في مكان في صدره ، وقال : لماذا هناك ثقب هنا ؟
مرة أخرى تلقى ضربة اسقطته أرضًا ، كانت حيث رقد جرح منذ سنوات في قدمه ، أخذ يعرج وكأنه أصيب الآن مرة أخرى ، أدرك حينها أنهم يرون كل ندوبه ظاهره .
مشى الآخرون على ندوبه .
فعرف أن عليه أن يفر .
.
في وقت ما شعر أنه خُلق للفرار فقط لا شيء آخر ، فشل في كل شيء تقريبًا ، فشل في حياته ، لم يفلح أبدًا في الحب ، تركه أصدقاؤه ، ولم يستطع أن يوفر لنفسه عيشة آمنة ، لكنه نجح دائمًا في الفرار .
استسلم لهذه الفكرة ، أن الفرار هو الشيء الوحيد الباقي معه أبدًا ، لذا فكر بإعادة تشكليه ، أخذ يحاول أن يضيف للفرار حيوات أخرى ، صفات أخرى ، فمرة تخيله صديقه الوفي ، مرة تخيله عمل نجح فيه بجدارة ، مرة حبيبته ،
ماذا كان يتوقع ؟
رسم حياة أخرى كاملة - في مخيلته
ففرت منه .
.
في حياة أخرى قرر أن عليه المحاولة مرة أخرى ، أن يبدأ من جديد، فأخذ يتشبه بمن حوله ، يلبس مثلهم ويتحدث مثلهم ، حتى في الأكل ، المشي ، حتى صار مثلهم تمامًا ،لكن لم يقترب منه أحد، كان يطرق الأبواب بلا تفكير ، باندفاع وبقوة ، لم يُفتح له ، كان يعتقد أنه مجهول لهم طيلة عمره ، لكن كان على العكس ، أدرك في وقت ما ، أنه هو فقط من لم يعرف نفسه .
كل الذين فر منهم ، يفرون منه الآن .
ماذا كان يتوقع ؟
ماذا كان يريد ؟
لم يعرف ، وربما لن يعرف أبدًا ، لكنه في وهلة ما بينه وبين نفسه أدرك ، أن ظل طيلة حياته التي لم تنتهي ، يتمنى أن يُمسك به أحد .


/

https://www.mrwa.me/maybe-he-wont-know/
6 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 26, 2020 13:30

February 28, 2020

نص الوحشة

كنتُ أتمنى فقط أن أصير جناحك وتصير لي قلبًا آخر، ينبض مع قلبي الضعيف، لدي قلب ضعيف عليل بك ويرفض الانصياع لفقدانك، الآن لا أملك حق التمني، التمني حيلة الأحياء وأنا مِتُ بك – ولم أدفن.
الساعات طوال وأنا قلبي يحسبُ الوقت بحضورك وغيابك، وما قبلكْ وما بعدكْ والآن رحلت وأنا لا وقت لي، لا زمن.
عام جديد فارغ منك، أنا مثقلة بالأيامِ وأنتَ كما تقول تخففتَ مني، كيف، كيف أقنع قلبي أن هذهَ هي النهاية وكيف لعقلي أن يوافق على بدايةٍ أخرى؟
.
كان لقاءنا لامعًا، شيء عصي على الحدوث/ التكرار، تعبتُ من وجودي حولك لا معك، خارجك لا داخلك، المسافات الطويلة التي لا تنقضي، وأيامي بقربك التي تمر كلمح البصر.

كنتُ أناديك، وكان صوتي لا يصل إليك، ذراعي ممدوة لكنها لم تقبض عليك، كنت أنادي – أنا – فيك، وتنكرتْ لي نفسي، وأنت وافقتني.

كنتُ أراكَ جليًا كما يُرى الأنبياء، لا البشر وكنت تغض الطرف عني لا ككافرٍ بل كخائفٍ من دين جديد لم يألفه.
كلانا بحث عن معجزة تجمعُنا، ونسينا الحب في قلوبنا كان وحده أكبر معجزة.
لماذا إذن ؟

لشهورٍ فتحتْ لك الباب ، وقفتُ انتظرك على عتبتهَ علكَ تأتي، لم أَمَلْ من الوقوفِ لكن كلماتك أصابتني فاختفيت عن الأنظار، عندما وصلتَ للبابِ ولم تجدني اعتقدتَ أني رحلتْ – فرحلت عني.
كان الباب مفتوحًا كما هو، لو أنكَ خطوتَ خطوة واحدة فقط، واحدة فقط للداخلِ
لوجدتني.

كنتَ خائفًا من الاقترابِ أكثر،وكنتُ أدور حولك واحترق ، رأيْتُك النجاة والموت معًا و رأيتني نشيجًا متواصلًا مما لا تألفه ، كلانا كان عصي على التحققِ بشكلٍ مثير للدهشةِ .
في الحلمِ ، كنتَ تنظر نحوي لكنكَ لا تراني،وكنتُ أشدك من يدك ولا تلتفت ، كنتُ سرابًا يلفك وكنتَ حقيقة تسكنني ، وكنا وهمًا لا يمكن تصديقه .
كنتَ مخاضًا مستمرًا أمر به ، للنساءِ قدراتٍ رهيبةٍ على تحملِ الألمِ ، وحبه
الرجال ينفرون منه .
بقدر ما آلمتني ، أحببتك.
بقدر ما آلمتك ، فررتَ مني .

إنها تمطر بغزارةٍ الآن ، والوحل بيننا يكبر ،أنت تخشى المطر وأنا أركض فيه
من منا سيفعل ماذا ؟

كنتَ بجواري وكنتَ غائبًا عن الوعي وأنا عكسك بكاملِ كل شيء فيما عدا حضورك الطاغي ، اقتنص الفرصة لأزرعني فيك دون أن تشعر لتصحو تجد أن لا انفصال بيننا ، وأن البقاء معًا لا مفر منه .
وكنتُ بجوارك نائمة،تعتقد أنني نائمة، نظراتك تحرقني وتتأمل هذا المخلوق الصغير العجيب،تتساءل كيف يمكنه التحول – دون الفناء،تتمنى لو تلمسه،لو تقبض عليه
لكنكَ خائف من أن تفعل .

حللتُ على رأسك كطيرٍ وكنتَ شاردًا ولم تشعر بي،ولما أفقتَ ظللتَ تبحث عمن شاركتك أحلامك ولم تجدني،وكنتُ ، كنتُ كما كنتُ لكنك لم ترنِ .

الآن أنا لا أخشاك، أنا أخشاني فيك، وأعلم أننا إن عدنا دمرنا كل ما بنيناه، كلانا يدرك الحقيقة وأن الحياة على استحالتها بيننا -ممكنة -أننا مذعورين تمامًا كأطفال ضلت أمهاتها و نريد أن نعود.

كانت تمطر بغزارةٍ، وكنتُ أراك لا اسمعك،وأشعر بنبضاتِ قلبك ترجني،ترج داخلي فانتفض في مكاني و أهرعُ إليك .
أريدُ أن نلتئم .

وكنتُ أنبض بك وكنتَ تعلم وكنت تعرف ، وغادرتَ مسرعًا ولم تلتفت،وفي الحلم كنتَ مستاءً مني وأنا أحاول مراضاتك واستعادة نبضي .

فالحلم،نمتُ على كتفك و تركتني أفعل، وصرنا تمثالًا لا يتحرك،يبصره الناس ويبتسمون .
كنتُ أتوق إلى دفئك ، وكنتُ أصحو ليلاً أبكي من شدةِ البرد،شدة الشوق،وكنتَ لا تبالي،أناديك – يا صديق – كما تريد لا كما أفعل ، ياصديقي، اشتقتُ إليك ولا ترد الشوق، يرتد شوقي إلي، يصفعني في قلبي،ويزداد البرد .
وكنتُ أحبك،كابن لي،كنتُ أحب أمومتي فيك،وشعرت أن هذا كافيًا وأن لا انفصال لأمٍ عن ابنها – مهما باعدت بينهم المسافات،لا الابن ينسى أمه ولا الأم ترضى بابن آخر.

وكنتَ دومًا تنقصني وكنتُ أكملك، وأنسى نقصاني وأحب اكتمالك بي ، وكنتُ أحن إليك،أنا أحن إليك،إلى بعضي وكلي فيك و إلى كلك،لا جزء لا.
وكنتُ غاضبة منك، فرضيت فرضيتُ، والآن غضبتُ مرة أخرى،وأقول علكَ ترضى مرة أخرى فأرضى،فأهدأ، ثم أتذكر أنك قصصتَ كل ما بيننا فأشعر باستحالةِ الرضا، فأحزن من جديدٍ .

لقد أحببتك،وأحببتُني فيك،ورضيتُ عن الحياة لأنها أهدتني إياك،وكنتُ أصحو من منامي وانتظر لتصحو، فتلقي عليَّ السلام فأسعد كأني امتلكت مال الأرض .
والآن،كلانا غاضب، يؤلمني صمتك كما آلمتني كلماتك،تؤلمك كلماتي، طريق طويل من الصمت بيننا، طريق من الغضب .
كنتُ أراك فأراني،فعرفتُ كيف يمكن أن ترى نفسك في الآخر، وتذوب فيه دون أن تختفي،وكنتَ تحبني وكنت أرى ذلك سببًا كافيًا لأستمر بالعيشِ .
أحببتُ الصباح لأنه يبدأ بك ،وكرهتُ الوقت الذي تنامه،فكنتُ أفعل أنا الأخرى ،أنام بشوقِ المطمئن أن في الغد ألقاك مرة أخرى،والآن،لا عبارات بيننا ولا مساءات،والوقت،الوقت طويل ولا ينقضي،وأنا لا أحب الوقت،وأهرب للنوم علني أراك،علك تأتي ولو غاضبًا وتقول أي شيء .
/
أحببتك وأحببتُ الأوقات التي زرتني فيها وجلبت الفرح إلي معك،والآن أنت لستَ هنا،لا الفرح أيضًا،وتقول أنك تخلصتَ مني،تعافيت من مرضك بي،وأنا ؟ أنا أفكر كيف تشتاق ملابسنا لمن لمسوها مرة ورحلوا ؟
أطوي ملابسي وأشعر أنها تبكي ،تلومني،أنها على الأغلب لن تلمس يدك مرة أخرى،وأشعر بغصةٍ لأني على الأغلب لن أراك مرة أخرى .
صرتَ بعيدًا ولا أراك لكن أحسك ، وقلتَ : لن نلتقي أبدًا ، فأخذت أبكي بكاء لا تراه لكن تعرفه،صرتُ غريبة في نفسي وغريبة عنك،والعالم في اللحظة التي غادرتَ فيها ،لفظني .

انهزمت .
كنتُ انتصر بك وانهزمت وصارت هزائمي بينة تشم رائحتها من بعيد،وأشم عطرك قريبًا ولا أجدك .
و كلما خلدت للنوم تمنيتُ أن أراك،أن تزورني،وتمنيت لو أزورك،فنلتقي دون أن نفعل .
والآن يا علتي الوحيدة،أحن إلي فيك و إليك في،وأنت أصدرت حكمك علي بصمت أبدي لا- أريده -لكن انصاع له – رغمًا عني .
كنت أبكي وكانت السماء تشاركني حزني،والشمس بازغة عندك،كنتُ وحدي وكنتَ حاضرًا معي رغم انفي وانفك .
كان العالم فارغًا،لا أرى منه شيء،كنتُ وحدي وجئتَ ملأتَ العالم وصرته ، وكنتَ شمسًا تدفيء صباحي بعينيها العسليتين .
وجئتني في المغيب،تقول فرغتُ منكِ و كنتُ قد امتلأت بك حتى فِضت من قلبي وانسكبت عليّ،رأيتك موليًا عني وكنتَ تتلاشى
والآن،أجلس على بابِ بيتك الذي لم أدخله يومًا
أنتظرُ غريبًا أن يعود.
/
يناير ٢٠٢٠
/
على موقع الكتابة:
http://alketaba.com/%D9%86%D8%B5-%D8%...
4 likes ·   •  2 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 28, 2020 08:15

June 20, 2019

في غيابك

لماذا تقول أنني بخير دونك ؟
أبدو جميلة وعلى ما يُرام في الصور ، في الحقيقة أضع الكثير من مساحيق التجميل ، اتجنب ظهور عيني بشكل مباشر وواضح ، ابتسم ، أبكي أولًا ثم ابتسم ، تظهر عيني لامعة كأنها غسلت للتو ، فيُظن من أثر السعادة - لا البكاء .
أتحاشى الغرباء ، لا أقابل أشخاصًا لا أعرفهم ، اكتفي بأصدقائي المقربين فقط ، أبكي في الشارع أحيانًا ، أصرخ ، صوتي يعلو دون إنذار ، وأرغب في العودة للمنزل بلا مقدمات .
أبدأ في الكتابة ولا أنهيها ، صفحات قليلة من كتب كثيرة ، خطط مؤجلة ، روح عليلة تطير في الهواء مع أي نسمة بها من عبيرك .
.
تقول : ربما سأكون بخير ، أو علني كذلك وأنا من يرفض الاعتراف .
كل الصفحات التي بدأتها معك تأبى أن تكتمل ، وكل البدايات عصية علي وحدي ، ذهن شارد كغزال يبحث عن أمه ، وأنا لا أعرف ، مالذي علي فعله تحديدًا، وأريد البكاء - أغلب الوقت .
.
قد أكون بخير - فعلًا ؟
أو علني أجيد إدعاء انني كذلك ، كشخصٍ أعرفه ، شخص علمني أنه يجب أن نستمر ، يجب أن نظل نحاول ، نسعى ، حتى وإن كنا مكسورين من الداخل .
أرفض الاعتراف أنني بخير ؟
لا
كل ما أرفض الاعتراف به -
غيابك .
.
لا ، لست بخير ، وأقولها صراحة ، لست كذلك ، ولا أعلم إن كنتُ سأفعل ، لكن النار التي داخلي تهدأ وتشتعل فجأة
لكنها
أبدًا
لا تنطفيء
خفوت النار لا يعني انطفاءها ، خفوت النار لا يعني أنها لا تحرقني
أنا امرأة مشتعلة
والخفوت / الهدوء
لا يشبهني .
.
لم اتخلص منك ، حاولت وفشلت ، تجاهلت وجودك ، اعتبرت أنني لا أراك ،
لكنني
بعد كل ذلك
وجدتك
داخلي .
مشغولة بك/ عليك ، ربما أكثر من ذي من قبل ، الأشياء تتساقط من رأسي ، أنسى المواعيد التي رتبتها ، أنسى ما أود كتابته
وأنت الغائب الأقوى عني
والأكثر حضورًا
بكل شيء
.
أيام ثقال
تمر ولا تمر .
.

اليوم ابتسامتي كانت عرجاء ،حاولت الابتسام من قلبي وفشلت ، عيني كلما تلاقت مع وجهي في عدسة الكاميرا - بحثت عنك
ذراعي الأيسر به ألم غير مريح ، وقدمي اليسرى بها سخونة ما - لا سبب علمي لحدوثها ، وقلبي لا يتوقف عن اللهاث
خلفك
وأنا
افتقدك .
وتلك ليست حماقة مني ، ولا شيء يمكنني نكرانه ، أنا اسمع صوتك آتيًا من اللاشيء ، اشتم عطرك من اللاشيء ، ويدك ، يدك أشعر بها على كتفي من اللاشيء .
ربما أهذي فعلًا ،
ربما ليس صوابًا
لا بأس
ما الصواب ؟ ما الخطأ ؟
كلاهما سيان
في غيابك .
.
في البداية ، غضبت منك ، ثم هدأت قليلًا، ثم حزنت لأنني غضبت منك وأنا لا أحب أن أفعل ، ثم استأت قليلًا ، فهدأت مرة أخرى ، وهدأت أكثر ، ثم نوبات غضبٍ عابرة ، نوبات بكاء ، نوبات حنين ، نوبات تيه .
نوبات هدوء
ثم
سكون
سكون تام .
ثم كأنني لم أغضب ، كأنني لم أستأ منك أبدًا ، وكأنك ما غبت
وكأنني أحبك منذ البداية مرة أخرى

مرة أخرى أؤكد :
رائعٌ
كخطأ
نحب تكراره .
.

تعرف ،
لو أنك غائبٌ ،
سأكون غيابك
لو أنك تريد الموت
سأموت قبلك
وأكون موتك .
.
تقول : علني بخير ، وأرفض الاعتراف بذلك ؟
تعال إلي
وكن حَكَمي
وانظر ،
لكن
يا علتي الوحيدة
على
الأرجح سأكون بخير فعلًا
ما إن
أراك .
/

على موقع الكتابة
http://alketaba.com/%D9%81%D9%8A-%D8%...
4 likes ·   •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on June 20, 2019 06:32

May 20, 2019

كنتُ سعيدة - معك

أسأل نفسي الآن ، هل كنتُ سعيدة معك ؟
كنتُ أحمل ثقل محبتك على كاهلي ، لكنني كنتُ أكثر خفة ، كنت أحب أن أرى صورتك كل صباح ، أحببتُ فعلاً أن يكون وجهك أول ما أبدأ به يومي
كنتُ أشعر بالأمان ، الأمان وفقط ، وكان هذا كافيًا ، وجودك كان كافيًا لأحب الصباح ولأشعر أخيرًا أنه ليس ثقيلًا .
أحببتُ ملاطفتك لي ، أحببت سماع صوتك ، صوت ابتسامتك ، شعور بالانتصار ينتابني إن قُلتُ/ فعلتُ شيء يجعلك تضحك ، أحببت فعلًا شكل/ صوت ابتسامتك .
أحببتُ مشاركتي لك أدق التفاصيل ، التي تبدو تافهة تمامًا ،و مشاركتك لي كل شيء ، الأغاني التي أرسلتها لي، الكتب ، الأفلام ، المسلسلات ، حتى الأكلات ،أحببتها لأنها منك
أحببتُ الأسم ، اسمك .
أحببتُ الأزرق والأخضر بشكل خاص لأنك تميل لهما ، أكلات معينة مربوطة بك الآن لأنك تحبها ، أحببت فكرة الطهو وأنا بالأساس لا أطهو ، لكنني أحببت فعلًا أنني يوماً ما ، سأطهو لك .
يمكنني الآن أن أقول ،أنني أستطيع صنع قهوة جيدة ، لا يجب عليك أن تقلق من الأمر ، تعال فقط وسأعدها لأجلك .
أحببتُ عطري أكثر ، لأنك أحببته .
.
أحببتُ فكرة أنك هنا ، دائمًا هنا ، ودائمًا ستكون ، وأنه ليس علي أن أشغل تفكيري بأشياء عدة لأنك هنا فسيكون كل شيء على ما يُرام .
أحببتُ اللمعة التي اكتسبتها عينيك منذ أحببتني ،وأحببتُ الهدوء الذي اعتراني منذ أحببتك .
أحببتُ كون الأمور بسيطة ، ولا داعي للتصنع ، أحببتُ كونك أبي/ أخي/ صديقي .
وأحببتُ كوني طفلتك المدللة وبطلة أحلامك الوحيدة ،وأننا تشاركنا الأحلام وأنني أراني
بين كتاباتك .
أحببتُ أنني بلا أقنعة معك ، وأنني أنا بعثراتي وذلاتي المتكررة وأنت بصبرك الطويل .
أحببتُ أنني أنثى ، لا بعين العالم بل بعينيك أنت وكان ذلك كافيًا ، كنتَ كافيًا جدًاً وأن لأنك تحبني
استطيع العيش .
أحببتُ تفهمك ذعري، وأنني على صغري كنتُ أمانًا وملجأً لك ، أن يدك أحبت يدي، أحببتُ فكرة أنني لم أحب كما أحببتك وأنك على الأرجح العظيم جدًا .
أحببتُ أن لدي قاريء نهم سيحب دائمًا وأبدًا أن يقرأ لي ، وأن لي معجب سري أرسلُ له الكتابات سرًا قبل أن يقرأها أحد بل وأقرأها له ، أحببتُ أنك أحببت صوتي وأنني وفي أشد حالاتي بؤسًا يكفيني سماع صوتك لأطمئن .
أحببتُ تلك المرة ، تلك المرة ليلاً عندما تسللت يدي بين يديك ، تلك المرة التي أخبرتني أنني كنتُ أطير لا أسير على الأرض وأن كل من حولنا رأوني وابتسموا
أحببتُ فكرة انتمائي لأحد ما
لا
أحببتُ فكرة
انتمائي لك - أنت وحدك .
.
هل كنتُ سعيدة معك ؟
علك لم تكن
لأنك رحلت .
3 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 20, 2019 05:17

February 17, 2019

كنتُ غاضبة .

كنتُ غاضبة منك ، ثم قرأتُ ما كتبتُ خلال العام ، وابتسمت ، تذكرت كم أنت رائع وكم أنا طفلة ، كم كنت حنون وكم كنتُ مجنونة فعلًا ، أنا إمرأة مهووسة تمامًا ، أغلب الأشياء أو علها كلها تحمل النقيضين معًا ، وأنت ثابت في الأرض ، كوتدٍ ، كجذورٍ متغلغلة في الأرض ، كجبلٍ لا يهتز .
.
كنتُ غاضبة ، ومر العام في رأسي ورأيتُ خط يدك ، قرأتُ ما كتبت لي فابتسمت وقلتُ " يا لخطك السيء " تذكرتك ، وأنت متجل أمامي كاملًا لا نقصان فيك ، منهمك في الكتابة ، تحاول أن تقبض على الحرف لئلا يفر منك ، وأنا أحاول أن أقبض على الوقت لئلا يفر مني ، أن أقبض على اللحظة ، أوقفها تمامًا ، أحفظها عن ظهر قلب، أنك هنا أمامي ، ما من شريك لك ، وأنني لحظي السعيد أشاركك اللحظة .
كنت غاضبة منك ، ثم تذكرت المرات الكثيرة التي كنت فزعة فيها ، خائفة ، قلقة ، مضطربة ، وجاء صوتك دافئًا ، هادئًا ، حنوناً من أقصى بقاع الأرض ليطمئنني ، بكل حب ، تذكرت تكرار الأمر لأيام متواصلة دون ملل منك .
تذكرت وأدركت كم أنا حمقاء لغضبي منك و كم كنت يائسة في محاولات البعد عنك ، تذكرت وأدركت كم أفتقدك وكم توغلت بلطف داخلي .
.
كنت غاضبة منك فعلًا ، وتذكرت المرات التي لا تعد على اليدين التي اختلفنا فيها ، المرات التي قررنا أنها النهاية فعلًا ، ثم وبدون إدراك كنا نعود ، كنت غاضبة فعلًا صدقني ،ثم تذكرت سعادتي الطفولية عندما رأيتك ، تذكرت نحيبي في آخر مرة التقينا ، تذكرت تعلقي برقبتك ، يدي دون دراية مني وهي تقبض على يدك فأخذت في البكاء .
.
كنت غاضبة ، صدقني ،وشعرت بالحقد عليك ، ثم تذكرت أنك رويت لي قصة لأنام ، تذكرت أني طفلتك وصغيرتك ، تذكرت أني غضبت منك كثيرًا كثيرًا ولا أذكر الآن لماذا ؟ ، تذكرت أني أحبك ، فغضبت أكثر ، ثم تذكرت أني أحبك أكثر فهدأت ، ثم شعرت أني افتقدك فملأت عيني الدموع ، وتذكرت أنك نائم فحقدتُ عليك ، ثم تذكرت أنك مُتعب فاشفقت عليك ،ونسيت غضبي وحقدي ، وأردتُ أن أمسح على رأسك ، فتذكرت أنك لست هنا فغضبت ، ثم تذكرت أنني لم أكن لأصدق أن نصل إلى هنا فابتسمت ، فأردتُ أن أقبلك طويلًا ، ولم أجدك فغضبت مرة أخرى ، ثم أفكر أن علي أن أنهي الجدال الطويل وأن علي أن أطفيء الشوق داخلي ، فأجد أن الشوق لن يخمد
وأن حبي لم يتوقف ، وأن غضبي لم يهدأ ، وأنني امرأة كاللهب وأنك هاديء ، هاديء كنسيم ربيعي ، فأعرف في قرارة نفسي أن هذا سيستمر طويلًا ، وأنك غارق لا محالة في اشتعالي ، وأنني يومًا ما ، سأقتلك .
.
كنتُ غاضبة منك ، أقسم لك ! ، ولا أذكر الآن شيء سوى أنك نائم ، وأنني أريد التسلل لأحلامك وأن " أحرس نومك من شوكة حاسدة "
أنت نائم ،وأنا نسيتُ غضبي وأفكر في طريقة مُجدية تجعلني أحلم بك ، أو أن نتلاقى كلانا في نفس الحلم وكأنه موعد مسبق وفي اليوم التالي نكون قد احتفظنا بذات التفاصيل معًا .
سأكرر اسمك عشر مرات وأتذكر آخر مرة التقينا بها - لتكون البداية .
.
كنت غاضبة منك ، ولو قلت أي شيء أي شيء ، كنتُ سأصفو في ذات اللحظة ، وأنا أذكر نفسي الآن بذلك بأنني كنت غاضبة منك لأنني " بلا ولا شي " صفوت ، ولأنني صباحًا بمجرد أن تقول " صباح الفل " سابتسم ابتسامة عريضة وأنسى أنني كنتُ غاضبة منك .
.
كنتُ غاضبة منك ، وابتسمتُ بلا سبب ، ثم تذكرت أن " منك " ، تعني أنت ، وأنه .. أنت .. أنت ، ولا أحد سواك ، فابتسمت لأنه أنت ، ولأنني ابتسم بسبب أي شيء يخصك ، وإن كان حرف .. فقط ! لأنه عائد عليك أنت .
.
كنتُ غاضبة منك ، فأخذتُ أكتب وأكتب وكلما كتبت أحببت ما كتبت لأنه عنك ولك ، وكلما كتبت رأيت ما لا أرى ، وأنني لستُ عالقة بك ولا أنك متوغل بي ، لقد نمَوتَ داخلي ، لا كطفلٍ لا كمرضٍ ، بل كحياةٍ ابتدأت بك ولك .
.
كنتُ غاضبة منك ، ثم تذكرت المسافة بين كتفك ورقبتك وأنني يوماً ما في لحظة ما ، سكنتُ هناك وأن هناك أمانًا أخترق قلبي وروحي ، وأنني ذُهلتُ من حضورك وكدتُ أقطع يدي من عطرك .
.
كنتُ غاضبة منك ، وشردت بفكري وتساءلت كيف لرجل أن يفعل هذا بامرأة ؟ لا ، كيف لرجل أن يفعل هذا بي ؟ ثم تذكرتُ نظرتك لي ، فاهتز قلبي وارتعد ، فأجد أن ما من خلاص من الأسئلة وما من نهاية معك إلا ولها بداية بك ، وأنني كلما عثرت على سؤال كنت أنت الإجابة ، فكيف إذا كنت السؤال نفسه ؟ وكيف إن كانت كل الإجابات منقوصة وأنت الكمال الوحيد .
وشردتُ أكثر ووجدت أنك دائرتي وخطي المستقيم ، وأن الحياة فعلًا لا تستقيم بدونك ، وكل الدوائر لا مخرج منها إلا بمفتاحك .
.
كنت غاضبة منك ، وسأغضب كثيرًا على الأرجح ، وسأنسى دائمًا لم فعلت ، لكني سأذكر للأبد أن بفضلك تأكدت أن فعلًا لي قلب ، وأنه يا للمفاجأة يعمل ! وأن شفتي ليستا لتزين وجهي فقط ، وأن يديك أعادت رسم حدود جسدي .
.
كنت غاضبة منك ، كنت كذلك جدًا ، حتى أنني بكيتُ ، كنتُ لمدة عام كلما غضبت أتساءل كيف يمكنني أن أغضب من أحد ثم أظل أحبه ؟ أريدُ أن أراه ؟ وكيف يتحول الغضب في لحظة لشعورٍ بالحنان ؟ أو كيف يختفي تماماً وكأنه لم يوجد ، يا لمعجزاتك !
.
كنت غاضبة وكنتُ ، لكني الآن أريد أن أراك ، أخبئك داخلي ، أغفو عليك كحلمٍ ولايهم أن أصحو .
كنتُ غاضبة فعلاً ؟
لا أذكر أني فعلت .
/
ديسمبر
٢٠١٨

على موقع الكتابة :
http://alketaba.com/%D9%83%D9%86%D8%A...
7 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 17, 2019 10:24

February 21, 2018

أكتب لأحيا

أكتب لأنه لا يجب أن يكون هناك سببًا لفعلك شيء ما، لا يجب أن يكون هناك سببًا مقنعًا للآخرين سوى أنك تريد فعل ذلك، أنا أكتب لأن الكتابة بالنسبة لي فعل لا إرادي، حاجة من حوائج نفسي وعلي تلبيتها، أنت لا تشعر بنفسك وأنت تتنفس، لا تقرر بأنك ستتنفس الآن، أنت تفعل ذلك دون أدراك لذلك .

أنا والكتابة ملتصقتان، هي كندب في ظهري كلما ضغطت عليه فُتح فينزف، لكنني أشعر بالراحة بعدها، وأنا عامل مضيف لها، بين ملايين المضيفين ربما لست الأفضل، لكنها تظل تحب زيارتي
.
أنا أكتب وروحي كمغناطيس يعلق به ما يتركه الآخرون ، الكتابة تزيل ذلك، أكتب لأكون أكثر ثباتًا ،لأكون أكثر دهاءً ومكرًا، أكتب لأن روحي خفيفة وتريد الطيران والكتابة أجنحة، أكتب لأني لا أجيد السباحة والكتابة تجعلني أفعل ذلك، أكتب لأني أحب التحدي، أكتب لأني أحب الخسارة، اكتب لأتعرى أمام نفسي،
أكتب لأطفو
.
أكتب لأنني قصيرة وظلي طويل وأريدهما أن يتساويا، أكتب لأني بشرية محدودة وكلماتي قد يُكتب لها الخلود، أكتب لأنني أنزف باستمرار وإن لم أدونه أغرقني، أكتب لأنني لا استطيع التنفس لأنني لا أحيا تماماً ولا ميتة تمامًا أنا بين البين والكتابة تُرجح كفة وجودي، الكتابة تجعلني لا أكون عدمًا، أكتب لأبني مسافة بيني وبين الآخرين لأنني لا أحب الناس كثيرًا ولا أحب الحديث كثيرًا والكتابة تجعلني أتحدث دون أن أفعل ذلك، أكتب لأنني أريد لأحلامي أن تتحقق في أي مكان ولو كان الورق، أكتب لأنسى واقعي ، أكتب لأفكر في أشخاص لا أعرفهم، لأتزوج من أحب ولو على الورق ويظل زواجنا خالدًا لا انفصال فيه، أكتب ليحبني الآخرين وأكره نفسي ،أكتب لأحيي الزهور التي قُدمت للشخص الخطأ، لأسجل نكباتي وأتركها خلفي كأثر، أكتب لتخف روحي ، أكتب لأتبخر، أكتب لأزداد بياضًا ليمتص الورق سوادي، أكتب لأحصل على قبلات كثيرة وأغوي رجال كثر ، أكتب لأُعشَق ، أكتب لأشارك وحدتي مع وحدة الآخرين فنكون كلنا وحيدين معًا ، أكتب لأن الناس تحبني وأنا أكرهها، لأن الحياة تحبني وأنا أكرهها.

أكتب لأنني أرى نجومًا لا يراها غيري ، أكتب لأن لي قمرًا لا يبزغ لغيري، أكتب لأن الهدوء يغريني بالكتابة ، وصوتك يغريني بالكتابة وشفتاك بالكتابة وضمتك بالكتابة ، لأنك توشيني تمامًا بالكتابة وأنا إن لم أفعل سأسقط تماماً بين يديك ، أكتب لأني لا أحب السقوط ، أكتب لأني أحبك ولا أحبك ، أكتب لأنني مجنونة تمامًا وواعية تمامًا وهذا مُربك ، الكتابة تزيل ارتباكي، أكتب لأنجو من نفسي.

.
نُشر على موقع الكتابة :

http://www.alketaba.com/index.php/com...
9 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 21, 2018 07:35

June 3, 2015

محاولات

1-مُحاولة للتملصِ منْ الماضي\ عقد هُدنة مع الماضي .

حَاولتُ مِراراً أن أبني ما يٌلائمني ، حَاولتُ ألا اسْتسلم لشيءٍ ، أن أجعلَ من اللاشيء شيء ، أن أحيطَ عُنقي بشالٍ فيروزيْ يَتطاير مَعَ كلِ نسمةِ ، أو كل كلمةِ حبٍ ، لكني لم أحصد شيء ، أو ما حصدتُ إلا شوكًا ، كل ما لديْ الآن بقايا قيد لمْ أرتده على عنقي ، بقايا سوطٍ لم يمسَّني على ظهري ، بقايا أملٍ تسرَّب مع آخر كأسِ لم أذقه .

ملاحظة :

لا الشربُ ولا التدخين يجديا نفعًا .

.

أكتبُ الآن لأنَّ هُناك نزيفًا لا يراه أحد لكنه يُغرقني ، يسحبُني لفوهةٍ سوداء ، أنا فراغٌ كبيرٌ أبتلعُ كل شيء حولي مهما كان حجمه ، حاولت مراراً أن أسد فوهتي ، كنتُ كل حين أنثر أشياء صغيرة بجوار بعضها لكنها لا تظل إلا عمرًا قصيرًا ، وتتساقط ، أنا فراغ كبير، لا أشبع أبدًا من المزيد ، دائمًا عيني على المزيد ، لا شيء عندي يبرح مكانه ، لا أنا ـ لا غيْمتي ، لا خيباتي .

حسنًا .

أحاولُ أن أقنع نفسي أن الثلاثين رقمٌ جميل ، ومُحبَّب ، وأتقبل فكرة أنني و بنسبةٍ كبيرةٍ سأكون- وَحدي حينما أبلغها لأن المعجزات تحدث خارج حدودي – دائمًا ، سأحاولُ أن أقنع نفسي أن ابتسامتي حتى الآن وأنا ابنة السابعة والعشرون إلا قليلًا هي ذاتُها خاصتي وأنا طفلة ، وأن شَفتي السُّفلية المرسومة لأسفلٍ منذُ البدءِ لم تكُن إشارة لأي شيء .

سأقنع نفسي أن الأحداث المثيرة هي كلها أحداث سيئة كما يحدث لي وأن المتعة تحدث داخل الحدود أحيانًا لكن ليس عِندي أبدًا .

.

سأرسخ فكرة أن لا عوالم موازية ، ولا يمكن بناؤها أبدًا ، وأن ما أراهُ محضُ صور لا أكثر ، وأن لا أحد سعيد حرفيًا ، لا أمنيات صغيرة ، لا أمنيات كبيرة ، لا شيء يُنال .

سأنسى أنني لم أقع في الحبِ وأنني راضية تمام الرضا بكل عاداتي السيئة وانتصاراتي المزيفة على اللاشيء .

.

لن أبني أوهامًا مرة أخرى ، لا إنتظار آخر ، لا مزيد من الربط بين كل شيء وأي شيء ، أمسحُ من قاموسي كل ما قد يكون مرادفًا لكلمة سعادة ، أمحو من ذاكرتي ضحكي ذو الصوت العالي الذي كان يزعجهم ، أمحو أنني كنتُ خفيفة الظلِ ، وسخريتي من كل شيء وأي شيء لا تفارقني .

سأمحوني تمامًا .

تأكيد أول :

" أنا لا أحد " .

.

الفتاةُ التي أراها في المرآةِ ، بالكادِ أراها بالأساس ، إنها ضبابية جدًا ، رمادية ، هي ليست أنا بالتأكيد ، أو أنا لكني أخشى أن أصدق ذلك ، ملامحها خافتة ، حول رأسها هالة سوداء مُريبة

هناك بقعة حمراء كبيرة حول أنفها لا يبدو كدمٍ لكنه يُزيدها رُعبًا ويجعل الآخرين يفرون منها .

.

أدوَّن كل أسماء من أحبوني وبنيْتُ أمامهم جداراً فلاذيًا لم يستطيعوا النفاذ منه إلي – أبدًا ، لا أكتب لهم رسائل ، فقط أرسل لهم ورقةً رماديةً بها نقطة سوداء وحيدة ، أظل هكذا ، بعيدةً لا مفهومة ولا مكروهة .

آخذ ورقة أخرى أدوّن عليها اسم أحدهم ، أضرم بها النار

فيحترق قلبي ..

ورقة أخرى سوداء ، أصنعُ بها ثقوبًا كثيرة ، اكتبُ على مظروفها " هذا ما اقترفت أيديكم "

أتركُها خلفي وأمضي .

.

لا شيء لدي لأفعله ، أعاني من شغفٍ زئبقي ، ألـِمُ به ولا يَلـِمُ بي ، أتركه وأمضي فيأتيني ، أذهب إليه فيحوَّل وجهه عني ، شغفي يؤلمني ، كما روحي ، كما جسدي ، كما أعوامي السبعة والعشرون ، كما انْتِصافاتي ، وموتَاتي المتكررة بلا خلودٍ لأي واحدة .

.

سأنسى أني ظللتُ أبْكي بالشارعِ يومِ مولدي ذات مرة ولم ينتبه أحد ، أن لا أحد أجبرني يومًا على أي شيء إطلاقًا ، وأني أحصل على ما أريد ، أنتكر لنفسي ، للأشياء ، ولدميتي التي أهديتُ لها كتابي الأخير .

تأكيد ثان :

" أنا لا احد "

.

هناكَ أحد ما سرق مني أنا ، لم أره وهو يفعل ذلك على كلٍ ، كان يسرقني كل يومٍ حزينٍ ، في البدءِ سرق ابتسامتي ، أعتقدتُ أنني سأستطيع الركض خلفه واستعادتها لكني لم أفعل ، لم أركض وراؤه من الأساس ، في يوم ٍ آخر سرق لمعة عيني ، واعتقدتُ أيضًا أنه بأمكاني استعادتها ، ولم تعد ، اعتقدتُ أنني أقوى منه كثيرًا ، خُيِل علي ، أتاني كثيرًا بعدها ، أخذ يسرق مني أكثر ، فيما بعد كنت قد فقدت طاقتي للمقاومة أو حتى في التفكير لاستردادي ، بعدها صرتُ أتلذذ بالسرقةِ والألم كنوعٍ من التعوِّد المرير ، ماذا يتبقى لي الآن ؟ جسد بلا روحٍ ، بلا حياةٍ ، جسد مرتخٍ متهاون في حق نفسه ، جسد يئن فقدًا ..

لقد نقصتُ ، واكتملتُ عنِد سارقي

تأكيد ثالث

" أنا لا أحد "

.

الليلُ لا ينجلي ، أو ينجلي ليأتي الأكثر سوادًا منه ، الصباح وإن أتى ، أتى متخاذلاً ، الشمس ضوءها صار حارقًا لا حنونًا ، الشهر المنصرم كان البدر كاملًا ـ لكن بمسحةٍ صفراء ـ باهتة ، وحزينة .

هل يُدرك أحدهم ما الذي يعانيه القمر ليبدو هكذا ؟

لا .. أحد

أنا أيضًا لا ادري .

.

-2 محاولة لربط واقعي المتشتت\ المُتفرِّق

.

ونفسي تشتهي نفسي ولا تتقابلان .. " درويش "

.

أظل أحلم بأشخاص لا أعرفهم ، أو أعرفهم لكن لم يسبق لي أن رأيتهم ، أظل أركض ، أبحث عن أشياء ضائعة مني ، أحيانًا أجدها أحياناً أخرى لا ، أظل أصرخ عليهم ، أضرب البعض ، أنا أكثر عنفًا بأحلامي عن الواقع ، مأساتي أن لا تفسير لديْ لكل شيء ، مأساتي الأكبر أني دائمًا أريد تفسيرًا لكل شيء ، و مهما حاولتُ لا أجد ، أجلسُ الآن بهذا الليلِ الطويل ـ صمتي صديقي المُخلص لا يُفارقُني وأحياناً ما أفارقُهُ أخونه وأحادث نفسي بصوتٍ مسموع ، يُخيّل إلى الحاضرين أني مجنونة ، يخيل ذلك إلى كريم وجنتي وعطري ـ وقميصي الرجالي المُعلق على خِزانة ملابسي ، وحدها مرآتي تغار

لأني لا أحادثني أمامها ، أبكي فقط .

أعقد صداقة مُجددة مع غرفتي ، الحوائط الأربع ، دُماي الكثيرة ، كتبي ، أوراقي وأقلامي ، وزهرة صناعية بمكتبي تبتسم لي - أحيانًا ، كرة كريستالية بها دُبين مُتحابين ينظران إليْ ويبكيان لا أدري لم ، أحمر شفاة يغضب مني لأني لا استعمله إلا لماماً ، أزيل الزينة المعلقة بالسقف وأقول في نفسي بكل اقتناع " لا مكان لكِ هُنا " .

.

روحي عطبة ، وسريعة العطب ، أريد موتًا أو حياة ، لديْ عقل دائري يأبى أن يُصالِحُني على الأشياء من حولي ، كل المخارج التي أجدها ما تلبث أن تٌسد ، أو مع الوقت تصبح بلا أي طائل ، مأساةُ الـ ماذا بعد تُطاردني ، أحاول أن أفهم بأسطورة عقلي المُدبر ما جدوى كل شيء ؟ ما جدوى وجودي ؟ ما جدوي وجودهم ؟ وما جدوى الفتاة التي حادثتني من عدة أشهر بلا أي مقدمات فقط لتخبرني أني أشبهه ثم ترحل ، بلا أي مقدمات ٍ أيضًا .

أو مثلاً ما جدوى الدراسة التي أضعتُ بها سنوات عمري ، لماذا لم أقع في الحبِ حتى الآن ؟

لماذا يصعُب فِهمي ؟ و لماذا كلما مرت السنون تأكدت أنهم لا يعرفون عني شيئًا ؟

لماذا أرغب بالسفر في حين أن قدميْ لم تغادر غرفتي ؟ ولماذا لا أشعر بالإنتماءِ إلى هُنا ، أو إلى أي شيء ، أو أحد ، لماذا لا أنتمي إلا لنفسي ؟

لماذا ما يُعجبُني لا يُلائمُني ؟

أشعر أنني لم أذق متع الحياة ، وأن الكثير يفوتني ، أن عمري شارف على الإنتهاء على الرغمِ من بدايته ، وأني أود لو عوَّضت ما فاتني وما يفوتني وما سيفوتني ، عيني أوسع من شُرفة غرفتي لكن لا أحد يعي ذلك .

أحياناً ما أرغبُ بالشيء ونقيضه ، ولا يحدث أي منهما على كلٍ .

لا يحدث أي شيء .

لماذا خُذلت ؟

لماذا أغرق وأنا على الأرض ؟ لماذا أقص شعري كالرجالِ كثيرًا ؟ لماذا يُحبوني ولا أحِبهُّم ؟

لماذا أصرخ ... ولا يسمعني أحد ؟

لماذا أنا هُنا .. الآن ؟

.

أنا مُتناثرة ، أجزائي مُتفرقة لا تجتمع إلا عليْ ، تتنافر فيما بينها ، كل حزبٍ يود لو فرض سيطرته على الآخر ، أعاني مني ، أطرح الأسئلة ، أجيب ، لا إجاباتٍ نموذجيةٍ لديْ ، أفترض شيئًا ، لا يوجد له حل ، أجد بدائل ، لا تستقيم ، أحزن ، أكتئب ، أبكي طويلًا ..

أبحث عن حلٍ يُرضيني جميعًا .

أنا خائفة ومترقبة وحزينة مُشتتة .

أقرر ..

أريد سلامًا ، ونجاةً و سفرًا وحباً وأملاً ، أريد حياةً .

.

أمْكثُ يومين .

مزيد من اللاشيء .

تأكيد رابع

" أنا لا أحد "

.

أقرر .

سأتخلص مني .



.

3- محاولة إنقاذ هاوٍ من ذاكرته



.

حسنًا ؛

ألملمٌ أجزائي المنتاثرة في غرفتي ، بعضها حاد جدًا عليْ القيام ببردهِ كي ينسجم مع الأجزاء الأخرى ، و أن اكون حذرة ، البرد يجعل الأشياء تتقلص ، حركة واحدة غير محسوبة إلى أين ستجعلني أقتص مني أكثر مما يجب .

.

شتات عقلي لا ينقص ، لا يُبرد ، يا الله .. !

كلما أخذت منه تمدد مرة أخرى ، أضعه جانبًا بكل يأس من حالته ، أفكر لا بأس يجب أن أتوصل معه لاتفاق ما يُرضينا معًا .

أجمع نفسي ، هل أبدو أصغر ؟

.

أنا خاوية تماماً الآن ، لا أحد عالقً بي ، أبدأ من جديد ، أختار من أحب فقط ، أعلقهم واحدًا تلو الآخر على سور قلبي ، لا ، لا أحد سأدخله ، يحيطونه فقط ، لم يبق منه الكثير ليُدخل إليه .. بعض البعض ليس إلا .

.

ماذا الآن ؟

آه ؛ ذاكرتي أيضًا أفرغتها تماماً ، لا أثر لكل الأعوام السابقة ، هذا جيد ، هناك خدوش كثيرة بها إثر محاولتي المستميتة لإزالة ذكريات سوداء كانت ملتصقة بشدة ، لم تختفي جميعًا ، لكنها صارت باهتة ، أبدأ في التفكير فيما قد يتوجب علي تخزينه عليها .

أبدأ ..

تأكيد خامس " أنا لا أحد . "

لا أجيد فعل شيء ، لا أكتب ، لا أقرأ ، لا أرسم ، لا أصغي لأحد

أقرر أن أبقيني هكذا بلا شيء ، هذا أفضل – عن تجربة . !

.

أتأكد من أنني أفرغت رماديتي ، وأفرغتُ صدري من آلامِه ، أهدأ ، أراقب صدري يا للمفاجأة إني أتنفس .. !

.

أعيدُ صياغة ملامحي ، عَيني لم أتخلص منها على الرغم من نتكرهم منها ، أبقيتها كما هي فقط حاولت مَسح كل ما رأته في الماضي ولا أريده هُنا .

أبدأ في معاينة الكثير من الابتسامات ، أحاول انتقاء واحدة تُلائمني ، ألصِقُها على وجهي ، عظيم جدًا ..

أبتسم .. رائع ..

أحاول أن أضحك ..

لا صوتَ لي .

مُشكلة !

كنتُ أعلم منذ البداية أن ثمة مشاكل ستواجهني عند محاولتي لبنائي من جديد وأن هذا سَيُبِبُ سقوطًا لبعض الأشياء مني .

لكن لا بأس .

.

أخلقُ لي عملًا مُلائمًا ، أجني منه مالاً طائلاً بجهدٍ قليلٍ .

ماذا أيضًا ؟

أذكِّرُ نفسي أن لقلبي عليْ حق تناسيته من ذي قبل ، أخفض هذا الصوت ، أُحدثُ جلبةً حوله ، صوتُ آخر يرتفع : القلب عليلً الآن وصغير جدًا ، لا حق له في شيء .

لماذا أًجني \ يُجنى \ يجنون . عليه دائمًا ؟


.

لا إجابة .

.


4 – محاولة فرض الخيال على واقع أجوف.

.

زاوية أولى :

يُخيَّلُ لي لو أنني بعالمٍ آخر كنتُ سأظل كما كُنت ، مع بعضٍ أو شذرات مما أنا عليه الآن ، ربما سأكون أكثر إنطلاقًا " كما كُنت " ، لن ألعن مخاوفي ، ربما لن أصل متأخرة عن الأشياء ،

بل أوثق معرفتي بها في الوقت المناسِب ، أدخن كلما وصلت لوجهتي إحتفالاً ، لم أكن لأخاف على صحتي من التدخين ، أمشي حافيةً إن أردت ولا أخشى أن تلسعني الأرض ، أركض إلى أعماق البحر وأنا أوقن داخلي أني لن أغرق .

.

لن أخشى الغرباء " كما كُنت " ، أكتب الرسائل وأرسلها فور إنتهائي ، أتخلص من خيباتي أول بأول إن وجدت ، أكتبها في وروقة وأقذفها في اليم ، فتختفي تمامًا .

.

زاوية ثانية .

أتمدد ، ضوء البدر الساهرُ معي يلامس ظهري المكشوف يتحسس آثار ندباتٍ قديمة ، فتتحرر الفراشات منه ولا تحترق ، أضحك ، فيداعب شعري عصفورًا ضل طريقه ، أشرب شيئًا يُهيأ لي أنه خمرًا وليس بخمر

فيظهرُ لي من اللاشيء شابًا ، ملامحه تشبه شيئًا مات في صدري ، أقرر أني لا أهتم بشكله أو من يكون ، أتذكر أن الأسئلة قد تسبب الموت ، أبتسم ، وأكتفي بأنه هُنا يشاركني الشرب ..

أضحك ، ويضحك

أضحك ، ويضحك ..

أضحك ويضحك ..

يقترب ، يُعانقني بشدة فأبدأ بالبكُاء ، تتساقط مني أوراقًا بالية ، قشور سمكٍ ، وأظافر مكسورة ، يمسح على ظهري فتختفي الندبات ، أبكي أكثر ، اسمع صوتًا من قلبهِ يشدو لي ، لا أفهم شيئًا مما يقول لكني أحبه .

على حين غفلةٍ منا أغفو داخله ، أتكوَّر كجنين عاد لبطنِ أمه بعد عناء ، أنام طويلًا نومًا هانئًا

أحلم أني بأرض غريبةٍ ، كلما خطوتُ خطوة تنبتُ وردة ، تُعجبني الفكرة فأركض أكثر .

.

في الصباح أفتح عيني ولا أجد أثرًا لأي شيء ، أقول في نفسي ربما كانت ليلةِ أمس من أثار الشربِ أو هلوسةٍ .

الجزء الميت داخلي يقولي " كما توقعت ، كان عليكِ أن تتوقعي هذا " لا أعيره أهتماماً وأمضي

أتفقد باقي الغرف ، أقفُ عند أول مُفترق ، قدمي تلامس شيئًا باردًا ، انظر ، هناك كأسين ، أمدُّ بصري فأرى شاب نائمُ في هدوء تام ، وعصفور بجناحٍ وحيد بجانيه .

.

لم يكن حلمًا إذن ، ولا محضِ سرابٍ أو هلوسة .

.

أقترب أكثر ، هذا ليس شاب ليلةِ أمس أو ربمَّا هو ، لكن الأكيد أن هذا الشاب مات بقلبي من سنوات ، ولم أدفنه ، وهذا هو عصفوري الذي أطلقته للريح من سنين أيضًا ، عاد .

وتلك أمنياتي معلقةُ على ستائر الشرفة ..

.

عندما عُدتُ .. عادت الاشياء .

.

5- محاولة وصل لا شيء بلاشيء .

دائرة ، نقطتين فارغتين ، خيط رفيع ، شفتي على دائرة ، شفتك على الأخرى ، أقبلك

هل تسمع ؟

.

.

النص على موقع الكتابة



http://alketaba.com/index.php/compone...
34 likes ·   •  4 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 03, 2015 16:15

December 23, 2014

كان بوسعي

يجْدرُ بي الآن ، النوم ، النسيان أو التناسي .. وألا أحمِّل ابتسامتك فوق طاقتها وأكر مما تعني ، أن امضي قُدمًا ، وألا أتعثَّر بِك حتى وإن صادفتني في مُنتصفِ الطريق ، إن أوقفتني سأتنكَّر لك ، سأغض بصري عنك وعن كل ما يخصِكُ ، أرتدي نظارة سوداء أمقتها ، تُخفي عينَيْ المُتشبِعتان بِك ، وتُخفيك عني ، سوداء تمامًا لا تعكسُ شيئًا ولا يظهرُ من خلفها شيء ، كحائطٍ سميك يحول بيني وبيْنِك ..
يجدُر بي الآن أن أسير وألا أتلفَّتُ خلفي و لا انظر لظِلِّي الذي لا يُشبهُ سواك ،
أدَّعي أنني لا أعرفك ، لم اسمع بك من قبل ، إن سألني أحد عنك سأعتذرُ مُتعللةً بأنني فقدتُ ذاكرتي إثر إرتطامي بِك ..
لن يفهموا ؟
أبدًا لن يفعل أحد ، ولا حتى أنتْ ..
.
كلانا لم يكن جيدًا بما يكفي ، لم تكُن جيدًّا لتتفهم الاشتعال الذي يعتريني ، ولم أكن جيدة لأكسر صمتك الثلجي .كنتُ بحاجةٍ لبرودةٍ تُطفئني لا تُميتني ، وكنتَ بحاجةٍ للهيبٍ يُذيبك لا يحرقك ..
لم نكن جيدين بما يكفي .. لذلك لم نقترب ..
.
سأقرأُ كتابًا لا يُشبِهُك ، إن صادف أن البطل أوحى إليْ بِك سأغتالُهُ فورًا ، لا ألحان حزينة تُشبِهُ صوتك ، إن تآمر عليْ التوقيت مرة أخرى لن أُنصِفه ، سأكسرُ عقربييْ الساعة وأعلقها على باب عقلي حتى لا يُساور أي أحد شك آخر
الكثيرُ من المحظوراتِ الآن ، لأن عبَثك أطاحَ بي أرضًا ، وما التفتَّ لنجدتي ، وحتى أنيني لم تسمعه .
.
كُنتَ فظًا غليظ القلب ، وما أنفضضتُ من حولك ، ولم يعني ذلك لك شيئًا
كُنتَ خبيثًا معي ، لكني كنتُ أكثر مكرًا من ألا أفهمك ، لم ينصرك خُبثك وما فادني مكري سوى أنه زاد شقائي
كان كيدي عظيم ليقف أمام خبثك ليوقِع بك كفأرٍ في مصيدةٍ ، كان كيدي عظيم وكانت أنوثتي أعظم وكُنتَ فريسةً يُمكنني صيدها بدهائي الأنثويْ – إن أردت – إن سعيْتُ – فقط ..
لكني .. أبيْت ..
.
كان بوسعي أن أجعل اللبؤة الظاهرة تستحيل قطة كل مُبتغاها رِفقة وأمانًا ، تمسح رأسها ببنطالك فترفعها وتُربِّت على رأسها ، تسبقك إلى سريرك فتُدفئه ، توقِظُك بدلالِها ، وتفترس من سوَّلت له نفسه أن يقترب مِنْك .
.
كان بوسعِنا الكثير ، الصبر الذي لا ينفذ مني وصمتك السَّرمديْ حالا دوننا ، وحده – التوقيت – كان حليفًا لك ضِدي دون أن تدري وكأنه صديقك الحميم ، أكان يخاف عليْك مني ؟ لا ، توقيتك كان حليفًا لك عليك لا ضِدك ، توقيتك لو
أصابك كما أصابني ، لو انقلب عليكَ فقط ..
كان بوسعنا الكثير لو تخلَّصنا مما نحمله على أكتافِنا من أحمالِ ، أن ننفضِ الرماد العالق بقلوبنا ، ألا نخاف شيئَا ، أن نمضي كما ولدتنا أمهاتِنا ، عَرايا إلا من مشاعرِنا ، يتسترُ كل مِنَّا بالآخرِ .
كان بوسعنا أن نصير حدثًا لا يُكرر مرَّتين ..
لكِننا .. أبيْنا ..
20 likes ·   •  4 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 23, 2014 14:10