كان بوسعي

يجْدرُ بي الآن ، النوم ، النسيان أو التناسي .. وألا أحمِّل ابتسامتك فوق طاقتها وأكر مما تعني ، أن امضي قُدمًا ، وألا أتعثَّر بِك حتى وإن صادفتني في مُنتصفِ الطريق ، إن أوقفتني سأتنكَّر لك ، سأغض بصري عنك وعن كل ما يخصِكُ ، أرتدي نظارة سوداء أمقتها ، تُخفي عينَيْ المُتشبِعتان بِك ، وتُخفيك عني ، سوداء تمامًا لا تعكسُ شيئًا ولا يظهرُ من خلفها شيء ، كحائطٍ سميك يحول بيني وبيْنِك ..
يجدُر بي الآن أن أسير وألا أتلفَّتُ خلفي و لا انظر لظِلِّي الذي لا يُشبهُ سواك ،
أدَّعي أنني لا أعرفك ، لم اسمع بك من قبل ، إن سألني أحد عنك سأعتذرُ مُتعللةً بأنني فقدتُ ذاكرتي إثر إرتطامي بِك ..
لن يفهموا ؟
أبدًا لن يفعل أحد ، ولا حتى أنتْ ..
.
كلانا لم يكن جيدًا بما يكفي ، لم تكُن جيدًّا لتتفهم الاشتعال الذي يعتريني ، ولم أكن جيدة لأكسر صمتك الثلجي .كنتُ بحاجةٍ لبرودةٍ تُطفئني لا تُميتني ، وكنتَ بحاجةٍ للهيبٍ يُذيبك لا يحرقك ..
لم نكن جيدين بما يكفي .. لذلك لم نقترب ..
.
سأقرأُ كتابًا لا يُشبِهُك ، إن صادف أن البطل أوحى إليْ بِك سأغتالُهُ فورًا ، لا ألحان حزينة تُشبِهُ صوتك ، إن تآمر عليْ التوقيت مرة أخرى لن أُنصِفه ، سأكسرُ عقربييْ الساعة وأعلقها على باب عقلي حتى لا يُساور أي أحد شك آخر
الكثيرُ من المحظوراتِ الآن ، لأن عبَثك أطاحَ بي أرضًا ، وما التفتَّ لنجدتي ، وحتى أنيني لم تسمعه .
.
كُنتَ فظًا غليظ القلب ، وما أنفضضتُ من حولك ، ولم يعني ذلك لك شيئًا
كُنتَ خبيثًا معي ، لكني كنتُ أكثر مكرًا من ألا أفهمك ، لم ينصرك خُبثك وما فادني مكري سوى أنه زاد شقائي
كان كيدي عظيم ليقف أمام خبثك ليوقِع بك كفأرٍ في مصيدةٍ ، كان كيدي عظيم وكانت أنوثتي أعظم وكُنتَ فريسةً يُمكنني صيدها بدهائي الأنثويْ – إن أردت – إن سعيْتُ – فقط ..
لكني .. أبيْت ..
.
كان بوسعي أن أجعل اللبؤة الظاهرة تستحيل قطة كل مُبتغاها رِفقة وأمانًا ، تمسح رأسها ببنطالك فترفعها وتُربِّت على رأسها ، تسبقك إلى سريرك فتُدفئه ، توقِظُك بدلالِها ، وتفترس من سوَّلت له نفسه أن يقترب مِنْك .
.
كان بوسعِنا الكثير ، الصبر الذي لا ينفذ مني وصمتك السَّرمديْ حالا دوننا ، وحده – التوقيت – كان حليفًا لك ضِدي دون أن تدري وكأنه صديقك الحميم ، أكان يخاف عليْك مني ؟ لا ، توقيتك كان حليفًا لك عليك لا ضِدك ، توقيتك لو
أصابك كما أصابني ، لو انقلب عليكَ فقط ..
كان بوسعنا الكثير لو تخلَّصنا مما نحمله على أكتافِنا من أحمالِ ، أن ننفضِ الرماد العالق بقلوبنا ، ألا نخاف شيئَا ، أن نمضي كما ولدتنا أمهاتِنا ، عَرايا إلا من مشاعرِنا ، يتسترُ كل مِنَّا بالآخرِ .
كان بوسعنا أن نصير حدثًا لا يُكرر مرَّتين ..
لكِننا .. أبيْنا ..
20 likes ·   •  4 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 23, 2014 14:10
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Smraa (new)

Smraa Shawkat كنتُ بحاجةٍ لبرودةٍ تُطفئني لا تُميتني ، وكنتَ بحاجةٍ للهيبٍ يُذيبك لا يحرقك
.
رائعــــــــــــــــــــة بشـدة .. و فاقت مقايس الجمال .
و ايقنت ان متابعة كتاباتك .. لها مخاطر لا تقل عن خطر اسلحة الماضى و ذكرياته


message 2: by Homa (new)

Homa Egypte لكنى .. أبيت


message 3: by Marwa (new)

Marwa Eletriby شكرًا :)


message 4: by Smraa (new)

Smraa Shawkat Marwa wrote: "شكرًا :)"

:) :)


back to top