حديثٌ لم يدُرْ ... مع رجل .. لا وجود له ...
رأتهُ قادم من بعيد .. لأول وهلة .. تيقّنت أنه هو ..
هو .. ذاته . الغريب عنها .. القريب لقلبها ..
لطيلة أعوام ...
أقترب منها .. صارت الوجوه متقابلة ..

قال : هل تأخرت ؟
قالت : أنت عـلى شفا أيامٍ من التأخر حقاً ..
قال : آسف
قالت : على ماذا تحديداً ؟ هل لتأخرك ؟ أم عـلى تركك لي كل تلك المدة
قال : اعذريني ..
قالت : لا بأس .. المهم .. أنك أتيت ...
قال : أتدرين .. أشتقتك !
قالت : أتدري كم تألمت . ؟
قال : تعبت حتى وصلت إليكِ ..
قالت : فقدت الكثير ... حتى أتيت !
قال : لم أنتِ كالبحر الهائج ؟
قالت : إن كنت لا تستطع العوم .. لا انصحك بالاقتراب حتى من الشاطيء !
قال : يستحيل .. قضيتُ أعواماً حتى وصلت !
قالت : يجب إذن ان تخرق البحر .. كي تصل !
قال : ولم كل تلك الثقة ..
قالت : لأنك من يريد ..
قال : وما أدراكِ ...؟
قالت : لأني أريد !
قال : علّكِ تكونين أسهل إذن .
قالت : يستحيل !
قال : لم .؟
قالت : فقدت الكثير .. هل تعتقد انك تستحق ان يرحل كل هؤلاء ... كل هذا .. لتأتي أنت !
قال : يرحل من يرحل .. ليأتي من يستحق !
قالت : أنت العظيم المنتظر إذن ... !
قال : ربما ..
قالت : عليك الإثبات إذن ..
قال : وردتي أنتِ ..
قالت : عليك الحذر .. قد تؤذيك الوردة بشوكها ..
قال : لا يهم ..
قالت : هل انت واثق من هذا .؟
قال : الألم الصادر من الشوكة .. اهون بكثير مما ممرت به ..
قالت : سنرى ...
قال : سترين !
قالت : ولم نبرة التحدي .. لا أخافك !
قال : ربما تسيئين الحكم ! لا تنخدعي بالمظاهر يا سيدتي !
قالت : وما الحقيقة ؟
قال : أنا .. وأنتِ .
قالت : وما المظاهر .؟
قال : أننا غربيبن
قالت: وما الضير ؟
قال : أنكِ قد لا تصدقي .!
قالت : وهل لي ألا أصدق !
قال : لكِ كل الحق !
قالت : ليس لي ألا أصدق نفسي !
قال : سأعتبر هذا اعترافاً
قالت : قالته عينك قبل أن ينطق به لساني ..
قال : تجيدين الحروف ...
قالت : تجيد النظر !
قال : هو أقل ما لدي ..
قالت : لم ترَ شيئاً بعد !
قال : سنرى ..
قالت : سترى .. !