تحدي محفوظ

كنت في الثامنة عشر عندما قررت شراء رواية أولاد حارتنا. فعلت الأعاجيب لأحصل على الخمسين جنيه سعر الرواية وقتها. مازال لطبعة دار الآداب سحرها حتى الآن رغم الطباعة السيئة والصفحات المفككة و الورقة البيضاء في حوار الجبلاوي وإدريس والتي لم أعلم ما بها إلا بعد تسع سنوات عندما قرأت طبعة دار الشروق. مازلت أذكر تصميم الغلاف وصورة الفتاة التي تخيلتها أميمة زوجة أدهم ورائحة الصفحات الناتجة من سوء التخزين. مشكلتي مع الرواية أنني كدت أنهيها في يوم واحد. قررت تأجيل قصة عرفة لليوم التالي لأنني لم أتخيل قراءة رواية بخمسين جنيه -عام 1998-في يوم واحد. ولكنني قرأتها حوالي سبع مرات بعدها لدرجة إنني عندما اشتريت طبعة الشروق لم أكملها إذ افتتحتها الشروق بمقالات التبرئة التي كتبها أحمد كمال أبو المجد ومحمد سليم العوا وهو ما رأيت فيه إهانة لمحفوظ وللرواية وللأدب عامة.
مازال نجيب محفوظ هو الأديب الوحيد الذي أستطيع قراءة عمل كامل له في يوم واحد فقط. لذلك فكرت اليوم بمناسبة ذكرى ميلاده الخامسة بعد المئة أن أقرأ له عمل من أعماله الأثيرة إلى قلبي. فوجئت أن لدي نسخة إلكترونية من المجلد الخامس لأعماله الكاملة فتحته لأجد عشرة أعمال من المفضلة لدي ففيها ثلاث مجموعات قصصية هي أفضل ما كتب:
الحب فوق هضبة الهرم
الشيطان يعظ
التنظيم السري
ولا ينقصها إلا مجموعة حكاية بلا بداية ولا نهاية لتصبح أفضل قصصه في كتاب واحد. كما أن فيها الروايات الأكثر تأثيراً علي:
عصر الحب
أفراح القبة
العائش في الحقيقة
ليالي ألف ليلة
رحلة ابن فطومة
يوم قتل الزعيم
حديث الصباح والمساء
لذلك. وتكريماً لأبينا الذي في السماء سأقرأ الأعمال العشرة، حتى نهاية الشهر . ولأرى ما فعلته بي السنون من قدرة على التلقي خلال مايوازي ثلاثة عشر عاماً من آخر قراءاتي لمحفوظ.
#نجيب_محفوظ
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 11, 2016 05:51
No comments have been added yet.