حذاء عربى فى وجه بوش

[image error]


 


ضربة حذاء عربى فى وجه بوش


هذه قبلة الوداع يا …  


 


 


 


ضربة حذاء مفاجئة مثل طلقة نارية انطلقت فى ثوان معددوة لتنطلق بعدها فردة حذاء ثانية ويختل توازن "بوش" ويصفر لونه ،والجميع مذهولين .



[image error]


مشهد لن تنساه الذاكرة العربية مدى التاريخ ، مثلما لن تنسى الجماهير العربية كلها تلك العبارة التى اطلقها الصحفى منتظر الجيدى وهو يخلع النعل ويقذفه فى وجه السفاح بوش :" هذه قبلة الوداع يا كلب ".


أما التاريخ فهو 14 ديسمبر عام 2008 ، وأما المناسبة فهى الزيارة الاخيرة التى يقوم بها بوش للعراق قبل توديعه البيت الأبيض .


وأما الحدث فهو اكبر من الكلام وتعجز اللغة عن وصفه ،لقد اختصر هذا المشهد ثمانى سنوات كاملة مارس خلالها بوش  كل اشكال القتل والتدمير وفرق قنابله العنقودية على كل طفل وشاب عربى ، اطلق بوش نيران الحرب فى كل مكان ،وتدفقت الدماء العربية على مدار سنوات من الذل والمهانة والخوف والدموع والنحيب والشجب والادانة ، لكن الحذاء انطلق .. نعم انطلق مثل رصاصة مدوية لتكسر أنف هذا الغبى المتعجرف وليظل طوال تاريخه يتذكر تلك اللحظة المخزية المهينة التى جعلته لا يساوى حتى ثمن الحذاء ، انطلق حذاء الشاب الوسيم " منتظر الزيدى" ليخفف كل تلك المرارة ويضع مكانها ابتسامة الشماتة والتشفى فى هذا الرئيس الغبى .


فما أن بادر بوش بمصافحة حليفه رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى في مقر إقامة الأخير ، إلا وفوجىء الحاضرون بمراسل قناة "البغدادية" الصحفى العراقى " منتظر الزيدى" وهو يرشق حذائه باتجاه الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته وينعته بـ "الكلب" ، قائلا :"هذه قبلة الوداع يا كلب".. وفى لحظة واحدة تجمع رجال الامن حول الشاب واسقطوه ارضا ، واشبعوه ضربا ،بينما وقف "بوش" مشدوها مذهولا مصدوما بعد أن انحنى خوفا ورعبا ليتفادى ضربتى الحذاء المتتاليتين ، تلون وجهه  وهو يعلم جيدا أن كل ما مضى من حياته شىء وتلك اللحظة شىء اخر ، فلن يقف أمام ميكرفون أو يشارك فى مؤتمر إلا ويتذكر تلك الجزمة التى صوبها إلى وجهه شاب عربى .. ستظل اللحظة مسيطرة حتى الممات .


كثيرون ـ وأنا منهم ـ على يقين بان ضربة الحذاء لا تزيد عن كونها "هدفاً" مباغتاً فى مرمى فريق قوى ، وانها قد تكون فى صالح بوش نفسه  خاصة لدى أصحاب ثقافة "الحوار " بالعقل والحجة وليس بالأحذية .. ولكن علينا أن نعترف بان الجماهير تصفق لكل لعبة "حلوة" حتى وإن كانت تبدو للبعض لعبة مراهقين . . وعلينا أن نعترف بان "الحوار" اصبح وهماً مع غطرسة وغباوة خلطت الدم بالديمقراطية .


[image error]


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 14, 2008 18:05
No comments have been added yet.


أشرف عبد الشافي's Blog

أشرف عبد الشافي
أشرف عبد الشافي isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow أشرف عبد الشافي's blog with rss.