أشرف عبد الشافي's Blog
March 16, 2009
رواية :ودع هواك لأشرف عبد الشافى
رواية "ودع هواك " للكاتب : أشرف عبد الشافى
1
موقع الأقباط الأحرار يتهم اشرف عبد الشافى بتشويه صورة الأقباط .. وعبد الشافى يرد : احترم الأقباط .. ولا داعى للمزايدات
http://www.freecopts.net/arabic/arabic/content/view/5065/29/
2
حوار :حسن عبد الموجود مع اشرف عبد الشافى فى أخبار الأدب
http://akhbarelyom.org.eg:81/adab/articleDetail.php?x=adab2009&y=816&z=431&m=7
3
مقال يسرى ابو القاسم بصحيفة الدستور
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=16939&Itemid=36
4
اشرف عبد الشافى فى حوار لمحمد بديوى اليوم السابع
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=70032
5
جريدة البديل
_
مقال الناقد والكاتب حاتم حافظ
و
_ مقال الكاتب والروائى محمود الوردانى
http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=46016&Itemid=39
http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=48187&Itemid=39
http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=27998&Itemid=39
January 4, 2009
غزة .. تحترق وحماس تغنى !
بعد استشهاد العشرات واحتراق غزة
حماس تحتفل .. ومن حقها أن تشرب نخب الانتصار العظيم وتغنى : ذهب الغزاة واندحر جيش اليهود !!!.
[image error]
بينما كان الجيش الصهيونى يغادر غزة صباح الأثنين 3 مارس 2008 .. بينما كانت الأمهات تنتحب .. ودماء الأطفال الطاهرة مازالت طازجة على الحوائط والجدران ..
قررت حماس أن تحتفل !! بل وتذيع أغانى النصر .. أى نصر يا رب العالمين ؟؟!
كانت الاحتفالات تقام .. وصوت رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض على الفضائيات واهناً ومتعباً وهو يصف العمليات التي شنها الجيش الصهيونى على غزة بأنها "غير مسبوقة وتفوق حرب العام 1967″، وقال فياض للصحافيين في رام الله بالضفة الغربية "رغم اعلان الجيش الاسرائيلى هذا، الا ان الوضع خطير.. خطير جدا وما زلنا تحت الخطر"
الانسحاب الإسرائيلى من قطاعات في شمال قطاع غزة وخصوصا جباليا جاء بعد عمليات عسكرية أطلق عليها (الشتاء الساخن) و أودت بحياة عشرات الشهداء بخلاف أضرار جسيمة.
الطريف أو المحزن أو المدهش أو العجيب أن حماس أعلنت "انتصارها" فى غزة، وتوعدت بمواصلة اطلاق الصواريخ على إسرائيل !!
وخرج الآلاف من مؤيدى الحركة للاحتفال في الشوارع، والتقاط صور لهم مع المسلحين وأذيعت عبر مكبرات الصوت في مدينة غزة أغنية لحماس تقول "ذهب الغزاة واندحر جيش اليهود
".
[image error]
ترى هل تحتفل حماس بالرعب فى عينى هذا الطفل واللوعة فى ملامح تلك السيدة؟!! لقد اندحر العدو فعلا!!
وهنا وهناك خرجت المظاهرات
..
وهنا وهناك صرخ الموتورون مثلما تصرخ حماس .. المقاومة .. المقاومة .. أى مقاومة يا
رب العالمين ؟ صواريخ حماس التى تطلقها على سدرويت قد تصيب شخصاً أو شخصين
إسرائيليين .. لكن كم شهيداً فى غزة .. وكم طفلاً وكم سيدة ؟ وكم فتاة كانت فى
مقتبل العمر ؟؟وكم .. …
فلتحتفل حماس بقدرتها على الاختباء .. أو بقدرتها على التسبب
المباشر فى استشهداء كل هؤلاء الأبرياء وفى رعب وهلع سكان غزة .. فليذيعوا الأغانى
..
فنحن فى عالم مدهش حقاً .. والحق مع حماس .. فهى يد الله .. وهى المقاومة
الإسلامية الرفيعة .. وغير ذلك ضلال وكفر وعمالة ودس للسم فى البدنجاااااااااااان
!!
[image error]
احتفال سابق لحماس .. ترى ما هو شكل الاحتفال الجديد؟!!
ملحووووووووووظة مهمة
هذا الموضوع نشر العام الماضى .. ومازال صالحا للنشر اليوم .. سلام على ارواح الشهداء والى الامام يا حمااااااس
December 14, 2008
حذاء عربى فى وجه بوش
[image error]
ضربة حذاء عربى فى وجه بوش
هذه قبلة الوداع يا …
ضربة حذاء مفاجئة مثل طلقة نارية انطلقت فى ثوان معددوة لتنطلق بعدها فردة حذاء ثانية ويختل توازن "بوش" ويصفر لونه ،والجميع مذهولين .
[image error]
مشهد لن تنساه الذاكرة العربية مدى التاريخ ، مثلما لن تنسى الجماهير العربية كلها تلك العبارة التى اطلقها الصحفى منتظر الجيدى وهو يخلع النعل ويقذفه فى وجه السفاح بوش :" هذه قبلة الوداع يا كلب ".
أما التاريخ فهو 14 ديسمبر عام 2008 ، وأما المناسبة فهى الزيارة الاخيرة التى يقوم بها بوش للعراق قبل توديعه البيت الأبيض .
وأما الحدث فهو اكبر من الكلام وتعجز اللغة عن وصفه ،لقد اختصر هذا المشهد ثمانى سنوات كاملة مارس خلالها بوش كل اشكال القتل والتدمير وفرق قنابله العنقودية على كل طفل وشاب عربى ، اطلق بوش نيران الحرب فى كل مكان ،وتدفقت الدماء العربية على مدار سنوات من الذل والمهانة والخوف والدموع والنحيب والشجب والادانة ، لكن الحذاء انطلق .. نعم انطلق مثل رصاصة مدوية لتكسر أنف هذا الغبى المتعجرف وليظل طوال تاريخه يتذكر تلك اللحظة المخزية المهينة التى جعلته لا يساوى حتى ثمن الحذاء ، انطلق حذاء الشاب الوسيم " منتظر الزيدى" ليخفف كل تلك المرارة ويضع مكانها ابتسامة الشماتة والتشفى فى هذا الرئيس الغبى .
فما أن بادر بوش بمصافحة حليفه رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى في مقر إقامة الأخير ، إلا وفوجىء الحاضرون بمراسل قناة "البغدادية" الصحفى العراقى " منتظر الزيدى" وهو يرشق حذائه باتجاه الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته وينعته بـ "الكلب" ، قائلا :"هذه قبلة الوداع يا كلب".. وفى لحظة واحدة تجمع رجال الامن حول الشاب واسقطوه ارضا ، واشبعوه ضربا ،بينما وقف "بوش" مشدوها مذهولا مصدوما بعد أن انحنى خوفا ورعبا ليتفادى ضربتى الحذاء المتتاليتين ، تلون وجهه وهو يعلم جيدا أن كل ما مضى من حياته شىء وتلك اللحظة شىء اخر ، فلن يقف أمام ميكرفون أو يشارك فى مؤتمر إلا ويتذكر تلك الجزمة التى صوبها إلى وجهه شاب عربى .. ستظل اللحظة مسيطرة حتى الممات .
كثيرون ـ وأنا منهم ـ على يقين بان ضربة الحذاء لا تزيد عن كونها "هدفاً" مباغتاً فى مرمى فريق قوى ، وانها قد تكون فى صالح بوش نفسه خاصة لدى أصحاب ثقافة "الحوار " بالعقل والحجة وليس بالأحذية .. ولكن علينا أن نعترف بان الجماهير تصفق لكل لعبة "حلوة" حتى وإن كانت تبدو للبعض لعبة مراهقين . . وعلينا أن نعترف بان "الحوار" اصبح وهماً مع غطرسة وغباوة خلطت الدم بالديمقراطية .
[image error]
December 4, 2008
نوال مصطفى ..و كمال عبد الحميد
[image error]
رواية "الفخ " ترصد عالم سيدات المجتمع الراقى
نوال مصطفى .. الكاتبة التى تغرد بعيداً عن الضجيج
لم أفكر يوماً فى قراءة أعمال الكاتبة "نوال مصطفى" وشعرت بأن فى ذلك ظلم بيّن لكاتبة تجتهد منذ سنوات وتسعى لحفر اسمها ككاتبة لها وجودها ، وكانت سلسلة كتاب أخبار اليوم أكبر حافزاً كى أتخلص من كسلى وتقصيرى مع تلك الكاتبة،فهناك جهد غير مسبوق واختيارات تؤكد على ذوق رفيع للمسؤل عن تلك السلسلة المهمة .
وحسناً فعلتُ فما إن انتهيتُ من روايتها "الفخ"حتى اكتشفت كم كنت مقصراً ،فالرواية على بساطتها تؤكد روح كاتبة تجيد رسم شخصياتها وتعرف كيف تصنع مسرحاً درامياً قائماً على الصراع النفسى ،كما أن لنوال مصطفى خبرات ليست هينة فى عالم سيدات الطبقة الراقية وما يدور فى ذلك العالم من أحداث قد تبدو بسيطة لكنها على بساطتها تقلب حياة الناس رأساً على عقب ،فها نحن فى تلك الرواية أمام بطلة غير تقليدية :أستاذة جامعية مرموقة ،مثقفة ،تعشق الموسيقى ولا تعرف فنون "الخبث واللوع" ،وهى الفنون التى أجادها معها ذلك الشاب الصغير "مدحت سرحان" طالب الدراسات العليا الناعم كجلد ثعبان .
فجأة تجد الدكتورة نفسها محاصرة بذلك الشاب الذىيجيد فنون المراوغة والكذب والادعاء والتمثيل أيضاً.
كانت الدكتورة خارجة لتوها من دراما موت زوجها وهى مازالت صغيرة لم تلتفت لأنوثتها قدر اهتمامها بالعلوم والثقافة والموسيقى ، وكان الفتى قادراً على لعب دور العاشق الصغير الذى يقترب رويداً رويداً حتى ينجح فى السيطرة الكاملة على مشاعرها مستغلاً طيبتها ورومانسيتها وقدرتها على الغفران حتى ولو كانت على يقين من خطاياه.
هكذا تدور الدراما وهكذا ترسم نوال مصطفى شخصياتها ،فالصوت الناعم الحنون الذى يداهم الدكتورة فريدة فى أوقات مدورسة بعناية فائقة هو صوت مدحت سرحان الذى يكتشف القارىء كم هو مداهن ومنافق ،فهو نفسه الذى يراود الخادمة البيسطة عن نفسها ويجعلها سيدة الفراش والمتعة بقروش قليلة ،وهو نفسه الذى يلف حبال الخديعة حول زميلته الجامعية ،وكلما امتدت فصول الرواية كلما انتظر القارىء نهاية ذلك الولد اللعوب ،حتى يقع فى نهاية المطاف بعد تورطه فى تهريب الألماس .
رواية بسيطة نجحت الكاتبة فى رسم شخصيات مغايرة لكثير من الأعمال الروائية وتقترب من السينما كثيراً ،واعتقد أن تحويلها إلى سيناريو سيكون سهلاً ويصنع منها فيلماً جيداً مكتمل العناصر الدرامية .
ومن عجب اننى لم أقرا مقالاً نقدياً واحداً عن تلك الرواية ولم أجد اهتماماً بها من هؤلاء النقاد الذين يملأون الأرض ضجيجاً ، وإن دل ذلك على شىء فإنما يدل على شخصية الكاتبة نوال مصطفى فقد كان بإمكانها ان تستغل منصبها ووجودها على رأس واحدة من أهم سلاسل النشر فى الترويج المجانى لأعمالها ونعرف كثيرات وكثيرون يجيدون تلك اللعبة .. تحية إلى نوال مصطفى ،واتمنى أن أكون قد أوفيتها بعض حقها ، فلها العديد من الأعمال التى تحتاج وقفات ووقفات:" الحياة مرة أخرى، حنين ، مذكرات ضرة " وقد تم تحويل الأخيرة إلى مسلسل تليفزيونى كوميدى ،كما فاز كتابها "مى زيادة أسطورة الحب والنبوغ "بجائزة أفضل كتاب لعام 2000 .
[image error]
كمال عبد الحميد .. فى "لايدخل الليل إلا وحيداً"
عندما تسكن شياطين النفس أعماق كاتب فى الأربعين
[image error]
لا يحتاج القارىء ذكاء كى يكتشف أن هذا الكاتب يعيش مغتربا بعيداً عن وطن يتجسد كاملاً فى قرية بسيطة من قرى صعيد مصر ،فمن عنوان الكتاب " لايدخل الليل إلا وحيداً " وحتى اخر حرف فيه ،سنجد روحاً هائمة مازالت تسكن هناك بجوار فرن الخبيز ورائحة محلات البقالة المتواضعة غير قادرة على التفاعل مع الصالونات الفاخرة والمقاعد الوثيرة وروائح العطور الفرنسية .
يغيب الكاتب بجسده ،تتغير ملامحه وينبت شعر أبيض مباغت فى الرأس ،ويدخل قصص حب ويعيش هزائم وخيبات صغيرة فى العمل والحياة وقد يحتفل بعيد ميلاده وهو يضع شموعا فى التورتة ويستمع من الصديقات والأصدقاء إلى أغنية عيد الميلاد الشهيرة "هابى بيرث زيداى " ،لكن الروح الهادئة ببرائتها القديمة وفطريتها الأولى مازالت تسكن هناك فى دولاب تلك السيدة الطيبة .
لا أعرف كمال عبد الحميد ولم تجمعنا أى لقاءات عابرة أو غير ذلك ، لكننى سمعت عنه من زملاء وأصدقاء مشتركين عملوا معه فى مؤسسة الأهرام ،فعرفت منهم انه صحفى نابه وان سافر الإمارات منذ فترة طويلة جدا و يدير هناك ـ بنجاح كبير ـ عدداً من المجلات والاصدارات المهمة .
على أن كل ذلك ، شىء ، ومعرفته عبر هذا الكتاب الممتع شىء أخر تماماً.
فمن الصعب أن يتم اختصار كاتب ومبدع يمتلك تلك للغة السردية التى تجمع الشعر والقصة فى تناغم مرعب فى تلك الكلمات التعريفية .
قرأت "لا يدخل الليل إلا وحيداً" ومن أول قصة رأيت "كمال عبد الحميد " كما لم يرؤه أحد من كل هؤلاء الذين يعرفونه ، رأيته وعرفته جيداً وكان الفضل فى ذلك يعود إلى اللغة التى يكتب بها ،وإلى تلك الموهبة التى تنقل روح الكاتب بين السطور .
قرأت الكتاب فشعرت بالغيرة من أول قصة ،فقد رأيته يدخل الأربعين ـ كما أدخلها تماماً ـ يرى ما رأيت ويشعر بما أشعر ،وكان الفرق بيننا أنه كتب فى حين مازلت متكاسلاً ، يحكى عن غربة الروح والنفس فيخاطب امه الطيبة كما اخاطب أمى ،لكن الفرق بيننا انه كتب ومازالت متكاسلاً ،فى القصة الأولى تباغته شعرة بيضاء أمام المرآة فيتوقف وياخذ نفساً عميقاً ويتحدث إلى تلك الشعرة الخبيثة اللئمة التى احتلت روحه ويكتب تلك العبارات الممتعة :" آراك الآن يا شعرتى التعسة فأحصى خطواتى التى أنفقها فى اقتناص الطمأنينة ، أحصى أصدقائى الذين خسرتهم حين تفرقت بنا السبل ، البدايات الأولى للمتعة المراوغة ، بهجة الأشياء الصغيرة ، سذاجة الحب والمراهقه والتعلق بالمستحيلات ،تذكريننى أيتها الشعرة البيضاء بما تركت خلفى ، هوة سحيقة بينى وبين الذى كنته قبل أربعين سنة ، كأننى ،وانا أنظر إليك يا شعرة البياض المخيف ، أنظر فى بئر عميقة فى قاعها طفولتى ،فى أى عام نحن ؟ فى أى عام أنا ؟ سرقنى الوقت ، وتسربت من يدى أربعون عاما دون أن انتبه ،ها هى الأربعون كاملة فوق كتفى ، أربعون سنة أربعون جيلاً اربعون جدارا أتحرك بها
هل تكتفى تلك العبارات الرشيقة الشيقة فى وصف اللغة عند هذا الكاتب ؟1 ليتنى كنت ناقداً فذاً كى اصف لكم ماذا فعلت بىّ تلك الكلمات ،إنها نفس المفردات التى نعرفها ،ولكن كيف لهذا المسكون بالإبداع أن ينسجها فى تانغم على هذا النحو ؟!.
[image error]
انه سيدهشك ايضاً فى قصته الثانية "السيدة الطيبة "والتى يحكى فيها عن أمه التى مازالت تعرف طعم الدهشة التى افتقدناها جميعا بعد أن أصبح كل شىء غير مدهش إن لم يكن مدمراً ،ولنا ولكم فى "الموبايل" عبرة ،انظر إلى تلك السيدة ودهشتها وأنظر إلى ما يريد كمال عبد الحميد أن يقوله فى كل عبارة وكل كلمة :
"تسأله حين يلمس صوته آخر عمق فى قلبها : كيف يسافر الصوت بين أثنين فى قارتين من بلاد الله الواسعة ؟ ويضئ وجهها بدهشة حين يخبرها أنه يحدثها من مقهى عبر هاتف أصغر من علبة سجائره ؟ ويتتبع بشغف نبراتها ، ويرى بعين قلبه كيف تدارى على الجانب الاخر علامة استفهام أكبر من هواتف بلا أسلاك ، فيحبها بعمق ويسأل الله أن يبقى لها طبيتها ودهشتها التامة .
لم تدرك السيدة الطيبة وهى ترتب ملابسه فى دولابه القديم ، وتدس زجاجة عطر وتعويذة شيخ ضرير بين قمصانه أن أخر صبرها خيبة فى الولد الذى زينت له الكتابة غير ما صنع أبناء الجيران ،اقرانه المحاطون بالابناء والنائمون تحت سقف قريب من روائح الام والأب ، تساله ألا يبقى وحيداً فيحدثها كاذباً عن أصدقاء طيبين ، فيما تصعد آهة مكتومة إلى صدره ".
ماذا أفعل فى كمال عبد الحميد؟ ماذا أفعل وكل كلمة تشعرنى بحقد كاتب على كاتب أخر باغته وسرق منه الكلمات دون إدانه ، هل أقاضيه وأقول كامسكوه فقد قبض على روحى قبل أن أقبض عليها؟!
"لايدخل الليل إلا وحيداً" يجعلنى أصرخ فى هذا الكاتب كى ينفض يديه من مهنةالصحافة ويعود للكتابة والإبداع ،أصرخ فيه أن يعود إلى مصر كى يحتل مكانته التى تليق به بين صفوف الكتاب المهمين .
November 3, 2008
ميسون صقر .. ارملة قاطع طريق
[image error]
ميسون صقر .. أرملة قاطع طريق تعشق موتاً يزحف نحوها ببطء ممتع
عندما كتبت قصائد بالعامية وأصدرت ديوانين :"عامل نفسه ماشى ،مخبيه فى هدومها الدلع " ،قال الأصدقاء :إن الفنانة التشكيلية والشاعرة ستحترف العامية ،وقال أخرون :مالها والعامية ؟!،وعندما تركت هذا وذاك وكتبت روايتها "ريحانة" قال الأصدقاء :ما لها والرواية ؟!،وقال أخرون : تريد منافسة تعيد إليها كذا أو كذا .. ومضغ أخرون كلاماً أكثر وأكثر ،وهكذا تبدأ ميسون صقر أول قصيدة فى ديوانها الممتع "أرملة قاطع طريق" :
"أخذت الكثير من هذا العالم /خانتنا جميعاً/لم نحبها لكننا رأفنا بجمالها أن يذهب سدى/ لم تملك حرفاً واحداً/لكن الحياة أعطتها الكثير/كانت محظوظة وعاشت/كانت تعسة وماتت…".
وهكذا هى "ميسون صقر" ،حاضرة حتى فى الغياب ،تمتلىء أجندة تليفوناتها بأصدقاء لا حصر لهم ،وإذا حضرت تجمع نفر غفير من مثقفين ربما كانوا متنافرين قبل هذه اللحظة ،هى صديقة رائعة تغفر الخطايا ولا تهتم بالصغائر ،تعرف أن كثيرين يداهنون ويضحكون هكذا بأسنان حادة وقاطعة .. لكنها تجد نفسها تحيا هكذا روحاً رائقة تمنح حباً لأصدقاء بينهم مرضى وبائسين أحياناً .. لكنها الحياة التى تحبها هكذا حتى وإن بخلت عليها بدفء كانت جديرة به :
"..وأنتَ تعلمُ أَنَّ دمي أُهْدِرَ في الصَّدَمَاتِ / والضَّحِكِ . / لا يمكنُ أَنْ أَكُونَ لَكَ / أنا للجميعِ / وأنتَ تعلمُ أن يدي وَحْدَهَا تَدُلُّ / على انتهاكِ أَكْتَافِ الآخرينَ /بالربتِ عليها /لا يمكنُ أَنْ أكونَ امرأةً فقطْ / لأننَّي لم أذقْ يومًا مَعْنَى أَنْ /أَكُونَ مجرد هَكَذَا /امرأةٌ فقطْ / أذكرُ مرةً كنتُ شَخْصًا يُحبُّ / أذكرُ مرةً واحدةً أمسكتُ يده / خَرَجْنَا إلى شوارعَ صديقةٍ / فأمسكَ المارَّةُ يدي /وَقَطَعُوهَا مِنْ يَدِهِ / كُلَّمَا رأيتُ يدي المقطوعةَ / التي بلا كَفٍّ / أدركتُ أَنَّني لَنْ أضعَهَا عَلَى أكتافِ المَارَّةِ القُسَاةِ / ولا عَلَى قَلْبي حين يدقُّ مَرَّةً ثانيةً..".
قالت "أمى" السيدة فريدة حافظ أحمد التى لا يعرفها أحد سوى أبنائها :"دى بنت موت " ،كانت تشير إلى شقيقتى "ليلى" ،وكان لليلى روحاً رائقة شفافة ،فعاشت تجهل المكر والخبث وقضت حياتها القصيرة هكذا تحبنا ـ نحن اشقائها الستة ـ دون أن نعترف لها بحبنا مرة واحدة،ولا أعرف لماذا تذكرت "ليلى"وأنا اقرأ قصيدة "تستحق الموت":
كانت طيبة /…/ كانت تعانى وصُدمت كثيراً/انه اختيارها،وإن كان صعبا /كانت ذات علاقات طويلة الأمد فى المحبة / لاتعرف كيف تحافظ على صداقاتها/كانت دودة تزحف للتشرنق/ تستحق الموت فقد أخذت صفحة كاملة فى هذا الكتاب".
والموت حالة متصلة فى القصائد،حالة حاصرت ميسون طوال فترة الكتابة ،فجاءت اللغة سردية تبدو كاعترافات لا يبوح بها سوى من أنضجته الأيام وامتلك تلك القدرة العظيمة ليعلن للجميع انه ضعيف .. مسكين .. وحيد .. تائهه .. وضعته يد الله فى التجربة دون سؤال أو اخذ برأى ،وفى التجربة كان هناك بشر عابرون وقريبون وملتصقون أحياناً ،وعلى الحوائط بقايا انفاسهم ورائحة من ذكرياتهم :
قصرى ..
هذا المكان كبير /لكن نفسى أكبر منه /إنه ضخم ،/لكن الذاكرة فيه أعمق/،إنه قديم،/لكن جدرانه تتجدد مع الضحك والسعادة/انه يحمل الذكريات،/لكنه رأف بها،كما كان ءوفاً بأجساد خرجت منه/ملفوفة بالأبيض/هذه الغرفة غُسلت فيها أمى /وجلست فيها "ناريمان" تهيئة لأن تكون ملكة /هذه الغرفة ضمت مرض أبى/ وزار الملك فاروق زوجته فيها /الملك الذى ترك وطنه مبعداً/وأبى ،الحاكم الذى ترك وطنه مبعداً ايضاً /وهذه استوعبت حزنى بعد موت أخى …" .
وقصر "ميسون صقر" الذى تتحدث عنه هنا بمصر الجديدة قريباً من رائحة قصر البارون إمبان ،ووالد "ميسون" كان حاكماً ـ حكت عنه فى روايتها (ريحانه) ـ وناصرياً قومياً كان ،وميسون كبرت هنا ،بكت ،وتألمت ،وضحكت ،وخبأت أسراراً صغيرة فى ضفائرها ، وحملت كشاكيل وأقلام وخبأت وردة حمراء بين الكتب ذاهبة لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية فى الجامعة، وتعلمت الرسم والشعر وأصدرت دواوين وأقامت معارض واحتفلت باعياد ميلادها ،وخطف الموت أحبتها .. وداهمتها نوبات اكتئاب وحزن وافتقاد فجاء وقت كتابة هذا الديوان وتلك القصيدة المؤلمة "إخفاء الجثة
": يا أخت حُرقتى/لاتنتظرى النسور التى ستنهش لحمى / إنها نسور شرسة وجائعة / ستخفى جثتى فى لمحة عين / دون الحاجة إلى مغسلة الموتى ،/والكفن الأبيض ،/ والمقبرة …/ أو إلى البحث عن طائرة تحملنى وحيدة الى الوطن /عودى الى العائلة راضية مرضية / ادخلى الكنف الدى ترتضينه / اتركينى ميتة وافتحى الشباك ،/اتركيه مفتوحا وادهبى / ستخرج الرائحة / وستدخل النسور ناهشة ابنة الصقر ".
ليس هناك أرملة قاطع طريق فى الديوان ،لكن هناك شاعرة لا تعرف كيف تصبح شريرة ،لكنها أحبت أن ترى نفسها (أرملة) لقاطع طريق ربما تعرف طعم الشرولو مرة واحدة ،ومع ذلك فالأمر لا يهم احد !:
"لست شاعرة كبيرة /من يهمه الأمر؟/ لا يهمنى أنا أيضاً /….العالم كف صغيرة فى يد الله،/والله وحده القادرعلى بسط يده إلى عباده المهتمين بقيمة الشعر /فى عالم لا يهتم بقيمة واحدة .."،وليتها وقفت هنا ولم تكتب أربعة أبيات أخرى فى تلك القصيدة ،حتى تظل حلاوة القصائد كما هى ،فهذا واحد من اهم أعمال "ميسون صقر" واستمتعت به متعة لم تتحقق كثيراً من قبل ، وحتى اكون أميناً معكم فكل ما كتبته هنا كان عن ثلاث أو أربع قصائد فقط ،وتحتاج باقى القصائد ـ التى تزيد عن الخمسين ـ صفحات مطولة .
October 30, 2008
اسماء الله الحسنى .. تتعرض لكارثة!
المفتى وصفه بالكارثة على الإسلام
حذف 21 اسما من اسماء الله الحسنى !!
*" الخافض- المعز- المذل- العدل- الجليل- الباعث- المحصى- المبدئ- المعيد- المميت- الواجد- الماجد- الوالى- المقسط- المغنى- المانع- الضار- النافع- الباقى- الرشيد- الصبور" " ليست من الاسماء الحسنى .. ويوسف البدرى يعتبرها اساءة الى رب الله سبحانه وتعالى !!
*خمسون شخصا شاركوا فى الانذار القضائى وطالبوا بازالة الاسماء المذكورة من المساجد ومناهج التعليم ..والإذاعة والتليفزيون !
والنقشبندى وإيهاب توفيق وهشام عباس متهمون بترويج الباطل !؟
*عبد الصبور شاهين :أحذر المسلمين من اصحاب "الشو الإعلامى"
فى البداية عزيزى القارىء ..عليك أن تمحو من راسك ومن ذاكرتك ووجدانك اسماء الله الحسنى التى تعلمتها وحفظتها وتعلمها لأولادك .
ثم عليك أن تحمد الله كثيراً على وجود مضخة الفتاوى فى مصر والعالم العربى .. فها أنت وأنا وجميع المسلمين الموحدين بالله نكتشف على أيديهم الكريمة : كم كنا جهلاء؟ّ كم كنا وآباءنا فى ضلال بعيد .!
لذا ،فلا تحزن أبداً .. فهناك من يحرس لك "الدين" ويجعل من نفسه درعاً لحمايتك وحماية أمتنا الإسلامية من الضلال ،ويردك عن كفرك القديم !!.
ولا يتسع المجال هنا للحديث عن فضائل هؤلاء الحراس من حماة الدين وعن ابتكاراتهم أواكتشافاتهم الجديدة ،ويكفى أن نتوقف اليوم عند أخر ما توصل إليه جهابذة العلم ،فقد حرجوا علينا مؤكدين أن هناك 21 اسما من اسماء الله الحسنى لابد من حذفها لانها تعد كفراً وإساءة إلى الذات العليا والعياذ بالله !.
وعليك أن تتصور نفسك وقد عشت كل هذه السنين ـ مهما كان عمرك ـ جاهلاً وغارقاً فى الجهالة وأنت تردد اسماء الله الحسنى كما تعلملتها من أبويك وأجدادك ،ولكن لا تبتئس فلست وحدك الذى عاش فى "جهالة " وربما كفر دون علم ، فهناك وعبر أكثر من أحد عشر قرناً ملايين الملايين من أجدادك المسلمين الموحدين كانوا مثلك .
لا بأس يا صديقى ، فقد آن الآوان كى تصلح ما تم افساده من دينك ،وتعود مسلماً صحيح الفطرة وغير ملوث بأفكار دخيلة ،آن الآوان كى تمحو من صدرك وقلبك ووجدانك أدعية وابتهالات وتضرعات كنت تحسبها تقرباً إلى الله تعالى فى حين كانت ناراً وجحيما عليك دون أن تدرى !!.
نعم .. ابتسم .. يا عزيزى وتهلل ،فقد جاءك الشيخ يوسف البدرى ومعه أكثر من خمسين شخصا أخرين ـ نصفهم دعاة وداعيات ـ ليصححوا كل ما مضى ، وما عليك سوى ان تحذف 21 اسما من اسماء الله الحسنى التى ظللت ترددها أنت وأجدادك وأجداد أجدادك عن جهل وضلالة وحياد عن الحق .
كل ما عليك هو حذف "الخافض- المعز- المذل- العدل- الجليل- الباعث- المحصى- المبدئ- المعيد- المميت- الواجد- الماجد- الوالي- المقسط- المغنى- المانع- الضار- النافع- الباقى- الرشيد- الصبور" من قائمة التسعة وتسعين اسما التى تحفظها وتعرفها ، فقد اكتشف هؤلاء العباقرة من رجال الدين المخلصين أنك وأجدادك كنتم توجهون اساءات مباشرة إلى رب العزة وأنتم ترددون تلك الاسماء .
كنتم تتقولون على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، بل إنكم اقتربتم من الكفر وكنتم على شفا حفرة من أن تتصفوا "بالملحدين " فى قوله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ).
لنبدأ القصة إذن :
فى صباح الثلاثاء قبل الماضى ارسل خمسون شخصا يتقدمهم الشيخ يوسف البدرى انذارا قضائيا إلى كل من الدكتور "محمد سيد طنطاوى" شيخ الأزهر،الأستاذ أنس الفقى وزير الإعلام ،الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف ،الدكتور هانى هلال وزير التعليم التعليم العالى والدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم ،واحمد أنيس رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون" ،يحذرهم من كارثة فى تداول اسماء الله الحسنى الحالية والمعروفة للناس لأن بها اسماء غير صحيحة وتعد إساءة لله تعالى ،ويطالب الانذار القضائى الذى ارسلته 4 محاكم مصرية بضرورة رفع ال 21 اسما من اسماء الله الحسنى المنقوشة على معظم حوائط المساجد والمتداولة فى كتب التعليم المدرسى والجامعى والتى تترد على ألسنة مطربين ومنشدين فى المحطات الفضائية واشهرهم الشيخ النقشبندى وهشام عباس وايهاب توفيق .
وقال الانذار القضائى ان تلك الاسماء من قبيل "التلفيق"، وليست أسماء حقيقية مستخلصة من الكتاب والسنة (!!).
ووجهت المحاكم الأربعة هذا الإنذار ، متضمناً طلب استبعاد تلك الاسماء ،وقال الخمسون شخصا فى الإنذار أن دراسة موثقة أكدت ان الأسماء المقصودة والتى يجب حذفها هى أفعال وأوصاف لا يصح الاشتقاق منها، ولا تسمية الله تعالى بها.
المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة "طه محمود عبد الجليل"قال إنه تم توكيله رسمياً من قبل 50 من الدعاة الإسلاميين وأساتذة الجامعة والباحثين في الفقه والعقيدة، لطلب توجيه هذا الإنذار إلى الجهات المعنية.
وقال "عبد الجليل" إن موكليه يعتبرون أن 21 أسماً من أسماء الله الحسنى المعروفة وعددها 99 اسماً، ليست حقيقية، وأن شيخ الأزهر "د.محمد سيد طنطاوى" ومجمع البحوث الإسلامية أقرا، في وقت سابق، بصحة دراسة موثقة توصلت إلى ذلك.،وتوقع "عبد الجليل " أن تتحرك تلك الجهات لحذف الأسماء المشار إليها، وإلا فإن الخطوة التالية قانوناً هى إقامة دعوى قضائية ضدها!!.
وحتى تتضح الصورة كاملة أمامك عزيزى القارىء الكريم فإن الخمسين شخصا الذين قاموا بتحريك تلك القضية يعمل نصفهم تقريبا فى وظيفة " داعية اسلامى "كما ورد باوراق القضية ، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر :" عادل عبد الحميد الشوربجى ـ عز الدين كمال الدين عثمان ،السيد محمد السيد الغنيمى ، عبد العزيز احمد عثمان ،هاشم حسن يوسف ، يسرية محمد انور ـ عايدة على عبد الغفار ، … وقد حمل كل هؤلاء لقب "داعية إسلامى ،ومعهم الشيخ " يوسف البدرى ـ؟ الذى اضاف صفة "الشهير " بجوار صفة "الداعية الإسلامى "، أما الباقون فقد توزعت صفاتهم بين مدرس جامعى وطبيب وعدد كبير من المحامين بالنقض والاستئناف العالى .
ولا تتعجب من صفة "الداعية الإسلامى " فهى عبارة عن جواز مرور يجعل اى مستمع يصمت تماماً،فماذا سيقول وهو فى حضرة "داعية" ؟ فالداعية يعرف أكثر ومن حقه أن يتوصل إلى حقائق نجهلها نحن البسطاء من المسلمين ،أليس كذلك؟!.
وإذا كنت لا تعرف اسماء كل هؤلاء الدعاة والداعيات ، فهذا تقصير منك وربما جهل ايضاً ، ولا تتعجب من انضمام كل هذا الكم من المحامين بالاستئناف العالى او غيره ،فلاشك أنهم اقتنعوا بما يقوله الدعاة الكبار فلم يترددوا فى ضم اسمائهم إلى القائمة ،ومعهم كل الحق ،فمن يتأخر عن تصحيح مفاهيم المسلمين المغلوطة عبر كل هذه السنوات ؟، من يتكاسل عن حصد الحسنات ؟(!!).
هذا ما استجد فى حياتنا .. وهذا ما سيشغلنا خلال الفترة المقبلة !!، وبالطبع لايستطيع أحد أن يمنع الشيخ يوسف البدرى ـ أو غيره ـ من تصحيح ما يراه خطأ،ولكن هل يستحق الموضوع كل هذا الجدل؟! هل كان كل هؤلاء المسلمين وعبر ألف عام على الأقل ـ كما ورد بالإنذار القضائى ـ يقصدون إساءة للمولى عز وجل حتى يأتى إليهم من يقول لهم:لقد كنتم على خطأ؟!! ان حديث الترمذى هو المأخوذ به فى اسماء الله الحسنى ، فلماذا التشكيك فى الرواة ؟! ولما هذه القضية اصلاً؟!.
المسلمون يبتهلون إلى بارئهم صباحاً و مساءً ويستمتعون بتلاوة آيةالكرسى ومناجاة رب العالمين بكل اسم اختاره لنفسه او اختص به أحد من خلقه عملاً بحديث رسول الله صلى عليه وسلم "اللهم إنى أسألك بكل اسم هو لك ،سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك ،أو علمته أحداً من خلقك ،أو استأثرت به فى علم الغيب عندك "،يبتهلون ويتضرعون دون أن يخطر بببالهم يوما أن ينطقوا اسما من اسمائه بقصد الاساءة !! كيف لعبد يقف حائراً على باب رب العزة .. متضرعاً خاشعاً باكياً أن يفعل تلك الجريمة ؟!.
لقد نقشنا اسماء الله الحسنى فى وجداننا .. تقشعر أبداننا ونحن نرددها .. نقشناها أيضاً على المساجد وأسوار المدارس وعلقناها فوق رؤؤسنا وفى المكاتب والمؤسسات وفى السيارة والبيت وكل مكان تدب فيه خطواتنا ،فهل يعقل أن يأتى شخص يقول لى ولك :لقد كانت فى ضلال ؟! لقد كنت تسىء إلى رب العزة ؟! هل تسمح لشخص مهما بلغ من العلم أن يزعم علماً بالقلوب والافئدة ؟!.
لقد توارثنا هذه الاسماء الحسنى عن علماء كبار منذ القرن الثالث الهجرى فهل كان كل هؤلاء جهلاء حتى يأتى باحث ليقول انه هو الصواب وهؤلاء خطأ.
قبل تنطلق تلك الدعوى بعامين كان الباحث الدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى (استاذ العقيدة والأديان بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ) قد تقدم بدراسة إلى الأزهر الشريف يؤكد فيها انه ومن خلال استخدام تقنية البحث الحديث التى وفرها الكمبيوتر قد توصل إلى أن هناك 21 اسما من اسماء الله الحسنى المتداولة بين المسلمين غير صحيحة لا وجود لها فى الكتاب ولا السنة ،وقال انها عبارة عن أفعال وأوصاف لا يصح الاشتقاق منها، وسبعة أسماء مقيدة بالإضافة لا بد من ذكرها مضافة كما ورد نصها في القرآن ولم يمانع الأزهر فى نشر تلك الدراسة وتوزيعها ، لكنه لم يطلب تغيير اسماء الله الحسنى المعروفة للناس ،بل حبذ الزيادة والاجتهاد .
الإنذار القضائى الذى وصل شيخ الأزهر كان له ردود أفعال واسعة ، ففى أول رد تعليق لفضيلة مفتى الجمهورية حول هذه القضية قال انه ليس ضد اجتهادات العلماء واعتبر ما توصل اليه الباحث من مقبول ويجوز للمسلم الأخذ بها ، لكن فضيلته رفض القول بإلغاء 21 اسما من اسماء الله الحسنى ووصف هذا الأمر بال" كارثة" على ال'سلام والمسلمين .
وقال فى بيان صادر عن دار الافتاء صباح الأحد الماضى "إنه لا ينبغي أن يعلن أحدهم أنه اكتشف خطأ الأمة فى اختيارها حديث الترمذى، وأقصى ما يكون له أن يساهم بمساهمته كما فعل ابن حجر، والقرطبى، وغيرهما، فهو بذلك وقع فى إلغاء ما عول عليه العلماء".
وقالت دار الفتاء أن هناك اجتهادات قديمة من قبل العلماء فى هذا الموضوع، لكن رواية الترمذى الشهيرة هي أرجحها، موضحة كذلك أنها لا تنحصر في التسعين والتسعين أسمًا المعروفة، وإنما تتجاوز ذلك دون تحديد.
من جانبه اكتفى الدكتورعبد الصبور شاهين عضو مجمع البحوث الإسلامية بالتحذير ممن وصفهم بـ"أصحاب الشو الإعلامى"،ورفض التشكيك فى أسماء الله الحسنى قائلا إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالها واضحة وصريحة فى الحديث الشريف "إن لله 99 اسما من أحصاها دخل الجنة" وفى رواية أخرى "من حفظها دخل الجنة" وهذا الحديث صحيح وقد رواه البخارى ومسلم، كما أن الله سبحانه وتعالى قال فى سورة الإسراء "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها". كما أحصى عددا كبيرا منها في سورة الحشر، ولا اجتهاد مع النص.
وأوضح أن هذه التفسيرات الخاطئة ناتجة عن عدم فهم ممن وصفهم رافضاً القول بأن بعض هذه الأسماء لا تليق بالله سبحانه وتعالى .
الكتابة فى مصر
منى برنس .. إنى أحدثك لترى
الكتابة عن عشق البنات
[image error]
لا تحلم منى برنس فى روايتها "إنى أحدثك لترى" بتحقيق جماهيرية واسعة فى الأوساط الثقافية ، فهى تكتب رواية عن "الحب" ،اى مجرد سرد متدفق دون إثارة أو تطور فى الأحداث ، وتصارح "منى" القارىء بأنها لا تجد ما تفعله حيال ذلك ، فماذا تفعل حتى تكسر الملل ؟!هى تريد روايتها عن العشق ،عن ذلك الرجل الذى اقتحمها وعاش فى اوردتها ،تريد أن تحكى تجربة خاصة جدا قد لا تهم احداً ،ماذا تفعل ؟!هل تضيف عناصر البهارات والفلفل مثل الغيرة والمعارك الصغيرة بين "الحبيبن" كى تصبح الرواية أكثر تشويقا ؟!
انا عن نفسى ـ كقارىءـ لا يعرف الكثير عن عشق العشيقات وهيامهن بالمعشوق ولم أر بنتاً تتغزل فى أنف رجل وفحولته ووسامة أصابع أقدامه ولم اقرأ لبنت عن هيامها وعشقها لرجل تعرف أنه لن يتزوجها ولا تسعى وراء ذلك ..استمتعت بالرواية
ـ أو قل نصف الرواية الأول ـ وهذا يكفى ، فنحن لا نطلب الكمال فى كل الأعمال لكننا نسعى لنقتنص متعة ونعرف جوانب نجهلهل حتى ولو كانت تخص طريقة عشق البنات الجنونية ، ففى الرواية فتاة منطلقة تمارس حرية الفكر والجسد فى متعة لم نعهد الاعتراف بها من الكاتبات او من الفتيات عموما ، فالبنت ـ عندهن ـ خجولة ،معشوقة وليست عاشقة ، تقاوم الرذيلة ولا ترتكب معصية الوقوع فى حب رجل ، بل وتراه ظالما ينتقم لذكورته منها ويقف عقبة امام تحقهها.
الرواية تحكى عن فتاة مصرية مثقفة وتعمل فى غحدى منظمات حقوق الانسان ،تجد نفسها غارقة فى حب دبلوماسى عربى لا يخلو من "شيفونية" لا شعورية تتكشف عبر علاقته المتوترة مع البطلة .
تجردت منى برنس فى الرواية من الكثير من قناعات المراة العصرية او المثقفة وقررت أن تعيش قصة حب خالصة تخلو من الأهداف أو الأغراض ،فرأينا بنتاً من لحم ودم وليست نموذج مصنوع تحرص على تقديمه معظم الكاتبات فى عالمنا العربى ،بنتاً على فطرة الحب الأولى لدرجة أنها تنقل لحبيبها نصائح صديقاتها ووصفاتهن لاشعال نيران الغيرة فى قلبه !.
وأخيراً فإن منى لم تكتب رواية غارقة فى لذة الجنس ،لكنها قدمت توترات طبيبعية لفتاة حائرة وقوية وعنيدة وواثقة فى ثقافتها ومصريتها أيضاً ،فهى رواية عن"الجنسيات" ـ الجنسيات ليست جمعا هنا ؟ـ وليست عن الجنس ،عن عواصم وجغرافيا وتأثيرات ثقافية إقليمية غارقة فى العنصرية دون ان ندرى .
الرواية صدرت عن : دار ميريت
زين عبد الهادى ..مرح الفئران
رواية عن الإحباط فى شارع ترسا
[image error]
زين عبد الهادى
سيهدأ زين عبد الهادى يوما ويكتب روايته هذه مرة اخرى ،سيكتبها وستحقق شهرة واسعة ، فهى عالم متكامل من بشر عجيب وغريب يرتبط كله بخيط واحد هو "الاحباط " .
الرواية عن شارع ترسا ،أو عن مقهى بالشارع يتجمع عليه صنايعية وعمال وبائسين وعائدين من الخليج بخيبات مذهلة ، بشر يحزن ويتألم ويضحك ويمضغ حسراته مع الحشيش وينتصر لفحولته الضائعة بقرص فياجرا .
وفى ترسا وشارع ترسا الشهير ،مطلقات وشقيقات يبيعن الجسد مقابل "عشوة " ومبلغ زهيد.
بينما يصبح المقهى الملاذ والملجا .. هنا يبوح الجميع ويتحدثون عن أوجاعهم وعن طفل لأحدهم جاء بعد إنجاب بنات ،لكنه ولد مريضا فترتفع درجة حراراته دون توقف .. ويتحدث صاحب المقهى عن الدكتورة التى تستغله منذ سنوات ، اما بطلنا فى الرواية فهو نموذج للمثقف المحبط الذى يكتشف أن سنوات عمره فرت من بين يديه مثلما يكتشف فراغ الروح بعد غياب الحبيبة .. ،فيجد نفسه أقرباً شبهاً بهؤلاء التائهين على هامش الحياة بعيداً عن كنتاكى وما كدونالدز ،وهناك على المقهى عم فاروق عاشق النساء والمزواج وصاحب الحكمة فى هذا الشأن النسائى والذى يقترب من الستين ويعيش الحياة كما ينبغى ،وهو من أجمل شخصيات الرواية ، ولعم فاروق موقف لا ينسى فى الرواية فحين يصر ابنه على الزواج من فتاة لا يجد فيها والده ما يتطلب الزواج منها ،نجده يغيب عن حفل الخطوبة ويذهب إلى امرأة لعوب يعرفها منذ زمن ويسألها عن والدة العروس ، فيكتشف الكارثة ، فهى امرأة لعوب أيضا وتبيع جسدها للرجال !.
"مرح الفئران" رواية مهمة جدا ،لكنها كتبت باستعجال شديد ،وأنصح صديقى زين عبد الهادى بكتابتها مرة أخرى وبغلاف أفضل مع احترامى للأستاذ عبد الحكيم صالح .
سعيد نوح .. ملاك الفرصة الأخيرة
أسطورة الخلق .. وصناعة وطن بديل
[image error]
لو قرات الاهداء دون ان تنظر الى الغلاف لن تصدق انها رواية لسعيد نوح .
فهل يعقل ان يكون صاحب روايات " كلما رايت بنتا اقول يا سعاد " طودائما ما أدعو المتى ،وتمثال صغير لشكوكو" هو نفسه صاحب ذلك الاهداء :"إالى الدكتور عبد الوهاب المسيرى" ،وهو إهداء يحمل دلالات كبيرة داخل العمل وليس مجرد تحية لرجل عاش مخلصاً لمشروعه المهم عن اليهودية والصهيونية.
الرواية عنوانها " ملاك الفرصة الاخيرة "وهو ايضاً عنون يناسب روح الكاتب التى هامت وتجلت وتألقت فى رؤيتها لسعاد الشقيقة الصغرى التى سرقها موت قاس لا يرحم فتحولت إلى حضور أسطورى ونجح سعيد فى تخليد اخته كما ينبغى لجميلة مثلها ،لكن "الملاك" هنا هو المخلص الذى يعطى فرصة أخيرة للخطايا حتى ولو كانت كبرى .. يهبط الملاك :" حينما يستنفد المرء كل السبل، ويصل إلى أقصى قدرةٍ له على الصمود،حين ذلك يظهر ملاكُ الفرصة الأخيرة، ذلك الذي يمُدّنا بأسباب البقاء…يظهر من مكانٍ غير معروفٍ…يمد يده بالكيس الأرجواني،ثم يختفي تحت جنح الظلام أو في وجود شمسٍ حارقةٍ، لا يهم …يتركك تتعجب، وتروح تسأل نفسَك :
ـ هل كان ذاك ملاك الفُرصة الأخيرة فعلاً ؟! أم شُبّه لك؟!
ربما جاء في صورة مطرٍ يسقط في شهر أغسطس،أو ريحٍ عابرةٍ للقارات.
ربما تنكَّر في صورة قطٍ يَخْمُشُ بابَك،أو عصفورٍ رقيقٍ،لكنه أبدًا يأتي.
يأتي حينما نكون محطمين ومرتعشي الفؤاد.
حين لم تعدْ هناك أدنى قدرةٍ لدينا على الصمود.
يأتي حينما نكون في أمس الحاجة إليه.
هو في الحقيقة لا في الخيال الشخص الوحيد الذي ننتمي إليه.
يأتي في الوقت الذي يكون النفي فيه شيئًا غير مرغوبٍ وغير متوقعٍ.
حينما يأتي تحلُّ فينا البصيرةُ النافذةُ،فتُوَسّع منظور الرؤية،ونرى أنفسنا للمرة الأولى الأكثرَ جمالاً والأرحبَ في الأبعادِ الروحية.
لقد تمَّ إعادة تشكيلنا، فصرنا أنقياءَ وطاهرين وأبرياءَ".
لكن الملاك أو الكاتب يأخذنا إلى القضية ، والقضية تأخذنا إلى اسطورة الخلق ، وكل ذلك يأخذنا إلى رواية "المعرفة " ،وسعيد نوح قرر أن "يفرد"عضلاته ويستعرض وعياً كاملاً بتاريخ الصهاينة ، والملاك فى مهمة صعبة وكنت مشفقاً على سعيد نوح وهو ينحت عباراته من قلبه وينظف الحرف والكلمة ويراجعها قبل أن يكتبها ،كان مثل نحات عاشق لتمثال الأسطورة ،فجاءت اللغة ملائكية تفيض عذوبة وحلاوة بدت زائدة فى أحيان كثيرة .
ورغم كل هذا . .. فأنا لا أميل إلى روايات المعرفة بسبب جهل عميق واعترف أمامكم اننى استمتعت بأعمال سعيد نوح السابقة اضعاف استمتاعى براوية "ملاك الفرصة الأخيرة" .
الرواية صدرت عن دار "فكرة" والغلاف إهداء من الكاتب واالفنان أحمد مراد .
ميس ايجيبت .. مصر رايحة على فين؟
القعيد يقود معركة الناصريين ضد رواية سهير المصادفة
[image error]
للكاتب يوسف القعيد مكانة فى قلبى ،فهو واحد ممن استمتعت بعدد من اعماله كان فى مقدمتها الحرب فى بر مصر التى تحولت الى فيلم سينمائى رائع ايضا للراحل صلاح ابوسيف .
وكنت أظنه بعيداً عن تأويل الأعمال الابداعية وتحويلها إلى مخطط تأمرى قادم من جهة غير معلومة ،،فقد اعتبر رواية "ميس أيجيبت" لسهير المصادفة "جزء من مؤامرة خفية يتم لإعادة الملكية إلى مصر وإهالة التراب على العهد الناصرى.
والحقيقة أن الرواية بعيدة عن ذلك تماما ،ولا تستحق ظلماً أيدلوجياً كهذا ،فالكاتبة تطرح واقعنا أمامنا وتشرح طبقاته ،والأبطال هم أداتها التى تسعى من خلالهم إلى إجابة عن سؤال ضخم جداً "مصر رايحة على فين "؟ من قتلها؟ من استباح جمالها وحولها إلى كيان شائه تتجاذبه السلطة المتوارثة بجبروتها وتمزقه سطحية الذقون الطويلة والزبيبة الضخمة التى تتوسط الرأس وتكاد تصبح عنوان مصر الليبرالية التى تفنن الجميع فى تحويلها إلى ميدان الجيزة .. وفى ميدان الجيزة بشر يسيرون على أرض دون سلوك أو حضارة أو معرفة أو اىشىء، وفى ميدان الجيزة والعباسية ورمسيس والعتبة يتوه أمثال "عبد الرحمن الكاشف"الذى عاش حراً مجبرا على حرية ليس فى متناول يديه سواها ،فهى عزلة أكثر منها "حرية" عزلة الرافض الثائر على زحام الجيزة وعلى "العسكرتارية" رغم تعامله اليومى معها .
الرواية اكبر بكثير من مجرد تحويلها إلى "مؤامرة "ايديولوجية " ،هى رواية تبحث عن سرق منا السلوك والروح ، أنت ترى رجال أعمال وأثرياء وطبقات جديدة .. لكنك لاترى سلوكاًمحترماً ،وترى مساجد مكتظة بالمصلين وزوايا وميكروفونات .. وأذكار الصباح والمساء .. لكنك لا ترى سلوكاً وتتعرض للنصب والسرقة كل لحظة .. "ميس أيجيبت" رواية كاتبة عندها تراكم معرفى بواقع أشد سودواية من ذلك الكابوس الذى ياتينا ويطلب منا القصاص ممن قتلوا مصر واغتالوها نهارا جهاراً،كابوس يمنعنا من المتعة ويسكننا مثلما تسرب إلى أروردة "عارف" الشاب الذى يمثل جيلاً جديداً توارث حملاً ثقيلاً وعليه أن يبحث عن جمال المعشوقة التى اغتالوها .
وكنت أود تخصيص صفحة كاملة لتلك الرواية ،لكننى أردت ان أقول للكاتب يوسف القعيد رأياً مخالفاً ، واقول له إنه لو كان للروايات او الإبداع عموماً تلك القدرة على محو تاريخ أو تدبير مؤامرة على حقبة تاريخية لأنهارت إسرائيل مثلاً بعد كم الكتابات الابداعية عن عنصريتها وجحيمها وزيفها ،ولأنهارت منظومة الفساد على الأرض وعشنا ملائكة ترفرف حولنا فراشات ملونة
الرواية صدرت عن "الدار"
October 13, 2008
كتابات بحبها "1"
هؤلاء الأدباء ..و إبداعاتهم الجميلة (1)
جيل يكتب .. والناس لا تقرأ .. عادى جدا
نهى محمود .. الحكى فوق مكعبات الرخام
عندما تصبح صديقتك الممتلئة الجميلة .. مطلقة !!
[image error]
الحكى فوق مكعبات الرخام
كأننى أعرفها تلك الفتاة التى أصبحت مطلقة فجأة ، كأننى أعرفها .. وأعرف أنها لن تحتمل لقب "مطلقة" بعد ان عاشت حياتها تراه لقبا بعيد عنها ويخص اخريات غيرها ،ولم تتخيل يوماً أن تصبح قصة من تلك القصص التى سمعتها قديماً فى جلسات العمات والخالات وحكايات الجيران .
إنها بطلة رواية (الحكى فوق مكعبات الرخام)للكاتبة نهى محمود ، وهى بطلة جديدة على الأدب ،مازالت بكراً وقابلة للكثير من الزواج العرفى والشرعى .
بطلة تشبه صديقات كثيرات عرفتهن فى حياتى ،ليست فاتنة وليست متواضعة الجمال ،لكنها جميلة ولا تسألنى عن تفسير لهذا التناقض أو تلك اللخبطة فلاشك أن لك صديقة لم تتخيلها يوماً زوجة أو عشيقة ،لم تتخيلها فى وضع مثير ، وكثيراً ما هربت عيناك من مشاهدة حمالة صدرها التى سقطت فجاة لتكشف بياضاً آخاذاً .
إن كنت نجحت فى توصيفها لك ،فتلك هى البطلة التى لا تملك سوى التعاطف معها ، وتلك هى صديقتك الجميلة الممتلئة قليلاً والتى تختار ملابسها بذكاء كبير والتى تعاتب نفسك إذا تخيلتها على سريرك أو فى وضع ما غير لائق،وها أنت الآن معها فى أزمة عاصفة ،أزمة تداريها خلف نظارة أنيقة وفى كبرياء يناسب أنوثتها التى تكََشفت لأول مرة مع زوج كان حبيباً ..وأصبح ماضياً أليماً يحاصرها بالذكريات فجأة.
فى كل ليلة وبعد أن تستحم وتفوح منها روائح انثى وحيدة ،تجلس البطلة لتكتب إلى الحبيب الذى كان زوجاً ، وفى كل ليلة قصة قديمة مازالت تحتفظ برائحة الحب والضحكات ، ودموع تسقط كلما مرت تعبيراته القديمة وتشبيهاته التى كان يطلقها تعليقاً على البشر والكون ، هو حاضر بقوة جبرية ،مسيطر ،متحكم ،سجاناً وحاكماً ، وأنت ـ ايها القارىء الطيب ـ صديقها الغيور عليها .. الرافض لسيطرته تلك .. تريدها أن تكرهه .. أن تطوى صفحته التى تنفتح كل ليلة فتؤذيها .. وتزيد شعورك بكراهيته .. تريدها أن تعلن كراهيته .. ان تنساه .. أنت غيور يا صديقى .. غيور على صديقتك التى تمنح كل هذا الحب لشخص غيرك .
إنه بطل (وغد) ترك فتاة رومانسية .. ناعمة .. طيبة .. طاهرة .. لا تعرف الخيانة ..
بطل لا يعرف قيمتها ، وهى صديقة طيبة مازالت تتعلق بأهدابه .. بخيوط رائحته القديمة .
تحكى البطلة عما كان ..غير قادرة على الثورة .. لكنها فى النهاية تقع فى حب جديد تدريجيا ً .. تضحك للحياة وتدفن الحبيب الذى كان زوجاً .. أو الحبيب الذى كان زوجاً .
رواية بسيطة بساطة الكاتبة المتدفقة القادرة على الحكى دون ضجيج .
خدمات ما بعد البيع .. لشريف عبد المجيد
دور البطولة .. كان يكفى يا صديقى
[image error]
كان بإمكان الكاتب شريف عبد المجيد أن يصنع مجموعة قصصية رائعة لو تخلى قليلا عن رغبته فى كتابة كل شىء ، هو مشغول بالأسعار وبصعود طبقات جديدة السلم الاجتماعى ، مشغول بثقافة التحول والتغير ،لكنه انشغال متسرع غير قادر على التحلى بالصبر لتأمل كل ذلك بهدوء ،لذلك هربت لغة القاص وحضرت لغة الراصد الصحفى فى كثير من القصص .
كان بإمكانه أن يتأمل بعمق عنصراً واحداً من كل هذه العناصر أو الأشكال الحياتية الجديدة ليقدم قصصا مختلفة ولها طعم خاص ،واعتقد انه سيفعل كما اعتقد انه وضع يديه على كثير من التطويل فى قصص مجموعته (خدمات ما بعد البيع).
ارتدى شريف عباءة البطل الشهيد أو المقهور نفسيا .. الفاهم .. العارف ببواطن الأمور وبجغرافيا التغيرات والتحولات البشرية والسياسية والاجتماعية وهذا ليس عيباً ،لكنه لم يكتمل كما ينبغى ،ولم ينضج ليظهر متكاملاً ومتألقاً سوى فى قصة ( دور البطولة) .. يالها من قصة جميلة .. متماسكة وهادئة وكاشفة لكل ما أردا أن يقول فى صفحات كثيرة وقصص كثيرة .
القصة تحكى عن انتحار ممثلة شابة بعدما فشلت فى اختبار لدور البطولة فى أحد مسرحيات القطاع العام ،لقد تحولت إلى نجمة على صفحات الحوادث بعد احباطات متتالية فى حياتها ،فقد تخرجت فى معهد الفنون المسرحية وتعثرت حياتها بعد تجربة زواج فاشلة من زميل لها ولم يتبق لها من كل ذلك سوى تناول المهدئات ، وهى قصة رائعة من بدايتها وحتى نهايتها.
بارانويا .. محمد خير
ولد وحيد فى غرفة واسعة جدا
[image error]
أعرف محمد خير منذ زمن .. لكننى لم أكن أعرفه كما ينبغى .. هكذا قلت لنفسى بعد قراءة ديوانه الممتع (بارانويا) ،وعنوان الديوان ليس مجرد اسم لقصيدة يحبها الشاعر دون غيرها كما هى العادة فى اختيار اسماء الأعمال الأدبية عموماً،لكن البارانويا هنا هى التجربة كلها ،هى الشاعر فى غرفة واسعة جدا يجلس وحيداً ليتأمل نفسه ويحاسبها ويعنفها ويوبخها أحياناً كما فى قصيدة "كده أحسن بكتير":
خليك مكانك/ما تحاولش الهرب/ وما تفتكرش الليل هيخبيك منى/ مادام لمحتك خلاص خلصت اللعبة/ اقعد هنا/وما تنساش انك خسران ..واما نخبط فى بعض /هتتوجع انت اكتر /لاننا بدلنا الأدوار /وبقيت انت الأجمل/والاجبن والأضعف/والحساس/ وانا دورى امنع عنك /اى حلم انتهت صلاحيته /لان الضحك من غير روح خيانة.
وفى القصائد كلها يتحرك محمد خير فى غرفته ،يتجول بين كل مشاعره ويحولها إلى كائنات حية يستحضرها ويجرى معها حوارات بديعة ، ففى قصيدة (خوفك ) يستحضر الخوف الذى يسكنه ويسكننا جميعاً :
خوفك .. ما اقدرش غير عليك / اتغذى على كل احاسيسك / وقعد لوحده متربع فى قلبك / وانت/ باين عليك مرتاح كده/لدرجة انك نسيت مكان الباب/واقف ورا الشباك كأنك شبح/ كأنك خيال /ما بقاش يخوف حد.
على أن أجمل ما فى الديوان هى تلك الحظات التى اتخيل فيها يطل من نافذته ليتأمل العالم وفجأة تسقط عيناه على مشهد نادر لعصفور يعيش أخر لحظاته قبل أن يسقط :بعد لفة طويلة كالعاد /العصفورين نزلوا ع السلك الغلط/الكهربا صرخت/ونورت الطريق لمدة ثانيتين /الريش نزل فتافيت /نول/جمرات/ بتلالى فى العتمة.
ولأن الديوان كما قلت أغنية واحدة طويلة متنوعة الألحان فإن أخر قصيدة كانت أحلى ختام بداية من عنوانها (للعبرة)،أما موضوعها فهو وقائع مصرع سيجارة .. نعم سيجارة :السيجارة الوحيدة /اتفرمت فى العلبة من غير قصد/من غير ذنب/ ما حدش شافها/ولا حد عرف أصلاً /اناها كانت موجودة هناك /اتهمشت بسهولة وبدون مشاعر.. سيجارة لا عاشت ولا ماتت زى طفل حرام .. ما لحقتش تتنفس ولا تترعب /من جهنم المحبوسة فى الولاعة /ولا جربت شهوة الشفايف /فى برد الصبح /وما حدش هيتحاسب على قتلها .. هتنتهى تماما /زى مأساة مخجلة /زى أى حد /إتوجد فى اللحظة الغلط.
شوفتوا الجمال بتاع محمد خير ؟
عزمى عبد الوهاب .. حارس الفنار العجوز
ابناء جيلى يسكنون هنا
[image error]حارس الفنار العجوز
لست خبيراً بفنون الشعر ومداخله ،لكننة قرأت ديوان "حارس الفنار العجوز" للشاعر "عزمى عبد الوهاب" فانتابتنى تلك الرغبة المجنونة فى الكتابة عن الديوان ،وهى رغبة لا تقل خطورة عن قيادة سيارة فى ميدان التحرير دون تعلم فنون القيادة ، وقلت لاكتب عن ذلك العاشق العجوز الذى تعاطفت معه ،نعم لأكتب عنه كى يخرج لى هذا الرجل بعيدا عن الديوان ويصبح صديقى فهو يشبهنى ويشبه جيلا كاملا ،جيلنا العظيم المولود فى العصر الرمادى ،فلا نحن عبرنا فى أكتوبر ولا انكسرنا فى يونيو .. لكننا تحملنا وزر الجميع وخطاياهم ، الذين هزمونا ..اطعمونا شعارات ـ اكلناها عن طيب خاطر وبعبط شديد ـ ، والذين عبروا استكثروا علينا الفرحة فورثنا عنهم فرحة مذبوحة بتصالح مهزوم .. لا نحن هؤلاء ولا هؤلاء .. نحن ضحاياهم على اية كل حال .. فتحولنا الى حراس نحمى هزائم وانتصارات غيرنا حتى اصابنا العجز قبل ان يغزو الشعر الابيض مفارقنا .
ومع ذلك .. فكم نحن عظماء .. نعم لقد حولناهم فى نهاية الامر الى مادة خام لإبداعاتنا لننتصر لانفسنا فى النهاية ..
وفى الديوان قصيدتان ـ تحتاج كل واحدة منهما مقالاً مطولاً ـ رأيت الحارس العجوز بطلا فيهما ،وأقول رأيت او تراءى لى فانا جاهل بالشعر .
فى القصيدة الاولى وعنوانها "ثرثرة عن حفل زفاف لا تعنى أحداً سواهما "رأيتنى أو رأيت الحارس العجوز عاشقاً انهكته دروب الهزائم والانتصارات سابقة الذكر ، عاشق تسكنه الخبرة والحكمة وعلمته الليالى الطويلة فن تسكين الآلام ـ وهو فن لو تعلمون عظيم ـ فى قوة واحتمال اسطورى ،وقف هذا العاشق يشيع محبوبته الى عُرسها ، الى حفل زفافها .. عاشق يلقن معشوقته اخر درس فى الحياة بعد ان تعلمت على يديه فنون اللوعة والعشق والمتعة ،تذوق العاشق المتمرس طعم انوثة فتاة صغيرة تتقافز مثل فراشة بريئة ،وتشتعل كإمرأة متمرسة أذا أطفئت الأنوار، فاصبحت قطته المدللة ،وفجاة وجدها ذات مساء ترتدى فستان زفافها لعاشق أخر سيكون زوجاً مغفلاً ،وستكون هى "كذابة" كبيرة كلما أقنعته بأنه "رجلها وفارسها " .
ارتدى الحارس العجوز عباءة الحكمة وبدا قويا غير عابىء برحيلها ،لكننى رأيته يتمزق كلما تخيل وحدته بعدها ،فمن الواضح إنها لم تكن مجرد عشيقة ،بل حياة مكتملة ، فوقف يشيعها ويرثى ايامه المقبلة :
انتهينا الآن /تعثرى فى فستانك البيض الطويل/كامرأة تدخل المكان الغلط/ لا تبكى .. كأن البكاء علامة فرح/وإذا تذكرت شقةً دخلناها معا /حاولى اقناعه بانك خائفة جداً /إلى أن تخرج من رأسك أفكار تعرفينها/وملابس سقطت قطعة قطعة على الارض/ووسائد أغمضت عينيك عليها من تعب اللذة … منذ عامين /بعثت قطة بموائها إلى هاتف رجل عجوز/كان يتدثر بشتائه متكئاً على عزلته /اشارت إلى شعرها القصير /وقالت:ساظل بجابنك إلى أن يصل الشعر إلى ردفىَ /فاهنأ بفاكهتى وسريعا اعادته إلى شتائه الموحل /لانها لا تريد أن تكون خائنة!!مما جدوى هذا الآن ؟ /نحن انتهينا /والذاكرة التى ربيتها على النسيان /لا تجيد الالتفات إلى الوراء /ستكونين زوجة صالحة بالتأكيد/لأنك قادرة على كشط عامين من الحب والجنس.
إنها واحدة من اروع القصائد التى قراتها فى حياتى .. وليتنى كنت ناقداً حقيقياً لأكتب عن جمالياتها .. ولكن ها أنا كتبت نصفها على الأقل ربما تشعرون معى بمرارة هذا العاشق الذى عاش الأسطورة كأنها لا تنتهى ولا يصدق ان نهاية قد جاءت .
الحارس يتجول فى قصائد الديوان ،لكنه يتجلى ايضا فى القصيدة الثانية "شيوعيون كنا ".. يكفى ان نقرأ منها مقطعا لنعرف كم كانوا بلهاء وهم يصدقون .. وكم كنا طيبين ونحن نصفق :
كنا طلابا فى المدارس والجامعات/وشيوعيون أيضاً/نهزأ بأصدقائنا/الذين ينتظرون نبياً /يأتى من زمن الستينات/وكان آباؤنا يروننا جميعا /عيالاً خائبين/افسدتهم الكتب/غداً يصير بإمكان الواحد منا /أن يشترى قميصاً/يشترى حرية /غادرنا ديارنا/إلى بيوت كثيرة/… انتظرنا .. يا ما انتظرنا /لا الثورة جاءت /ولا اشترينا قميصاً/لكن شيئاً غامضاً /يطل من عيوننا /كأنه العدم /كأنه الموت.
طارق إمام .. فى هدوء القتلة
هل فكرت فى الفارق الكبير بين يدك اليمنى واليسرى؟!
[image error]
".. بيدى اليمنى أصافح أعدائى ،وامنح التحية لكل من أكرههم ،وأقتل من لا أعرفهم .. يد تحمل آثار ملايين الاشخاص فى رائحتها:خليط روائح ولزوجة عرق وعطور ودماء .. بخلاف اليسرى النقية ،يدى التى لا تحمل سوى رائحتها ولا تصافح سوى الهواء الملاصق لمدارها .. أحب الأثنتين بالقطع ،لكن هكذا علمتنا الحياة :لابد دائماً أن يموت أخ ليحيا تؤامه ..".
أنا مفتون بتلك الفكرة التى وضع طارق إمام يده عليها ، فمن فكر فى تحويل اليد إلى كائن حى قبله؟! من توصل لتلك الفكرة العبقرية المجنونة التى تجعل بطل الرواية قاتلاً نبيلاً يبدو رائعا حتى وهو يطعن هؤلاء الخاملين القبحاء المرضى بالثرثرة .
لو لم يكتب طارق إمام سوى تلك الفكرة لكان كافياً،لكنه صال وجال وأصبح ناضجاً قادراً على طرح أفكار فى لغة متماسكة يصعب أن تجدها لدى كتاب بلغوا من العمر عتيا .
"قتلتها لتصير أكثر جمالا كانت فى حياتها امراة قبيحة "..(الرواية ص91).. هكذا يقتل صاحبنا لتصبح الحياة أكثر جمالاً واحتمالاً ، فهو بطل يعمل موظفاً بجهاز الاحصاء والتعداد وتلك منطقة جديدة لم يحرثها قبل طارق إمام أحد ، وهو قاتل يمتلك كل صفات النبل والشجاعة والذكاء والورع أيضا ،و يشبه ذلك القاتل الممتع فى فيلم 7 "seven" لمورجن فريمان وبراد بيت .
انظر إلى جارته التى كان يراقبها من الشرفة عندما دخل شقتها لأول مرة :حاولت أن أوقظها ، بنحنحة في البداية ، ثم بكلمة يا مدام ولكنها لم تستجب . بدأت أهز جسدها برفق.. ثم بعنف . جسدها أزرق و مثلج . عيناها مفتوحتان على اتساعهما . جسدها متيبس .اختارتني سوسن لأخبر الناس بموتها قبل أن تتعفن في الظلام . ربما انتَحَرَت . ربما مات حبيبها القديم اليوم بالذات .. تحقق وعده بميتة متزامنة لكليهما . لم أجرب قبل ذلك أن أقتل جثماناً .
أي لون سيكون عليه دمُ امرأة ميتة إذا تجولت مطواة ٌفي جسدها ؟ .
لست ناقداً ولا بتاع .. فقط أقدم تحية لكتاب اعجبونى
أشرف عبد الشافى
September 15, 2008
الإخوان المسلمون فى روايات نجيب محفوظ
من سيد قطب إلى الهضيبى
الإخوان المسلمون فى روايات نجيب محفوظ
لأول مرة..صاحب نوبل يروى تجربته مع سيد قطب
[image error]
رحب الإخوان بثورة يوليو واعتبروها ثورتهم خاصة وأن البكباشى جمال عبد الناصر الذى أصبح زعيم الثورة تقرب إليهم وحضر بعض جلساتهم
* انتجت الثورة برنامجها الخاص ونجحت فى احتواء الجيل الجديد الذى نشأ فى أحضانها ولم تعترف بغيره ، بل إنها رأت فى الإخوان خطراً داهماً يهدد استقرارها ويسعى إلى ازاحتها من فوق العرش الذى جلست عليه بعد عناء
* محمد حامد برهان ـ بطل رواية " الباقى من الزمن ساعة " ـ الذى هللّ للثورة واعتبرها تتويجاً لجهود الإخوان وانتظر الحصول على مكانته فى المجتمع كأن يصبح وزيراً أو على رأس مؤسسة كبرى ، يشن هجوماً عنيفاً وقاسياً على السلطة الناصرية ،فقد وجد نفسه فى أعماق سجن رهيب ، ويقضى فى المعتقل عامين ويخرج منه ليظل الصوت الإخوانى الرافض لكل ملامح عصر عبد الناصر لدرجة أنه يرى فى العدوان الثلاثى الخلاص ، فما أن تدك طائرات العدو بيوت ومساجد وكنائس القاهرة نسمعه يقول فى رواية الباقى من المن ساعة : " انتهت حركة المجرمين ولكن ما أفدح الثمن "
* كان على السادات أن يستغل هذا العداء لعبد الناصر وعصره ، فقرر عقد مصالحة مع الإخوان فأفرج عن الهضيبى وحقق ما أراد من تأييد الإخوان الذين ظهروا فى روايات محفوظ مشاركين فى شن الهجوم على عصر عبد الناصر ، وساخرين منه ومن انجازاته !!
* والتاريخ يقول إن الملك فاروق عندما اعتلى العرش دعا الاخوان الى تتوييجه في الازهر, فاعترض النحاس باشا, وقال قولته الشهيرة: "فاروق ملك الأمة, ويجب ان يتوج تحت قبة مجلس الامة." ، والاخوان, هم الذين اطلقوا على ديوان الملك فاروق ـ الذى كان شاهداً على ألوان الفساد ـ " الديوان الملكي الاسلامي" ، وهم الذين كانوا يردون على هتافات حزب الوفد التي تقول: "الامة مع سعد", بهتافهم الشهير: "الله مع الملك"
[image error]
لا ينفصل الأدب عن الواقع ، ولولا ذلك العالم الزاخر بالأحداث المتقلبة والمتجددة ما كان هناك شىء يسمى الإبداع .. ومن هنا كان نجيب نجيب محفوظ أول كاتب عربى يحصل على جائزة نوبل فى الأدب ، فهو بمثابة الشاهد الذى يرصد التفاصيل ويسجل الوقائع فى صورة أدبية شائقة ، ومن أعماله تستطيع أن تعرف كيف كانت مصر وإلى أين تأخذها الأحداث .
والأخوان المسلمون جزء من منظومة سياسية اتخذت من الدين منطلقاً لها ، ولعبت تلك الجماعة دوراً بارزاً فى الحياة السياسية والاجتماعية فى مصر وأصبح لها أنصار فى معظم أرجاء المحروسة وهو الأمر الذى نقل إلى المجتمع بمختلف طبقاته أفكارأ وأراء جديدة عليه ، وكان " سيد قطب " بمثابة الأب الروحى للجماعة التى ظهرت فى عشرينات القرن الماضى ، وارتبط قطب بالحركة الأدبية المصرية ليس فقط كناقد أدبى ولكن كشاعر له العديد من القصائد العاطفية،والمؤلفات منها: " طفل من القرية (سيرة ذاتية) ،المدينة المسحورة (قصة أسطورية) ،النقد الأدبي – أصوله ومناهجه ، التصوير الفني في القرآن. ، مشاهد القيامة في القرآن ،معالم على الطريق " ،وكان صديقاً للعقاد قبل أن يصبح صديقاً لصاحب نوبل ، بل كان الشيخ سيد قطب أول ناقد يكتب عن أعمال نجيب محفوظ ، لكن كل ذلك تحول بصورة مدهشة ومثيرة ليصبح سيد قطب اول من يكفر المجتمع !، وربما كانت تلك الإثارة وهذا التحول وراء اهتمام نجيب محفوظ بعالم الاخوان المسلمين ، ذلك العالم الذى تصنعه شخصيات من صميم الواقع المصرى ، ففى رواياته رصد لكيفية ظهورهم وطريقة تفكيرهم ونظرتهم للمرأة وللعلم والأديان الأخرى ، بل إن الرجل تنبأ فى رواياته بالكثير مما أصبحت عليه تلك الجماعات الاصولية والمتشددة التى زرع تنظيم الاخوان المسلمين بذورها الأولى ،فهى مجرد فروع انشق قادتها عن تنظيمالإخوان ليصنعوا تنظيماتهم الخاصة التى ترى فى تغيير المجتمع بالقوة وبالعنف طريقا أقرب إلى الجنة .
[image error]
سيد قطب
وفى كتابه الرائع " نجيب محفوظ والإخوان المسلمون " الصادر عن سلسة كتاب اليوم التى تصدرها مؤسسة أخبار اليوم يقدم لنا الكاتب " مصطفى بيومى " دراسة مهمة ترصد كيف رأى صاحب نوبل تنظيم الإخوان عبر رحلة طويلة ؟ كيف سجل صورتهم فى رواياته راصداً تطور حركتهم وأفكار رموزهم .
يروى نجيب محفوظ بداية علاقته مع الإخوان متمثلة فى شخص سيد قطب الذى كان أول ناقد يلتفت إلى رواياته ، ثم يرصد المتغيرات التى طرأت على الرجل بعد ذلك وعقب انخراطه فى تنظيم الإخوان : " لقد رأيت أمامى ـ يقول محفوظ ـ إنساناً آخر ، حاد الفكر ، متطرف الرأى ، يرى أن المجتمع عاد للجاهلية الأولى ، وأنه مجتمع كافر .. ولتأثرى بشخصية سيد قطب وضعتها ضمن الشخصيات المحورية التى تدور حولها رواية " المرايا" مع إجراء بعض التعديلات البسيطة ".
وفى الرواية المقصودة نجد شخصية "عبد الوهاب اسماعيل" ذلك المفكر والشاعر الذى يتحول بأفكاره إلى منحى أكثر تطرفاً وتشدداً تصل إلى درجة تكفير المجتمع ، ورفض كل معطيات العصر من علم وقوانين ودساتير .
ولأن الاخوان تنظيم سياسى فلابد وأن يسعى أولاً إلى السلطة رغبة فى اكتساب شرعية سياسية فى الشارع ، وكلما ابتعد هذا الحلم اقترب الصدام وظهرت بوادر الانقلاب. ظهرت "جماعة الاخوان المسلمين" في مصر عام 1928 كرد فعل على إلغاء كمال اتاتورك الخلافة العثمانية في عام 1924، وقد دعا الاخوان المسلمون الى اقامة الخلافة الاسلامية مرة اخرى, و حاول الملك فؤاد تنصيب نفسه خليفة للمسلمين في منتصف العشرينات, مما دعا الشيخ علي عبد الرازق إلى تأليف كتابه الشهير (الاسلام واصول الحكم) عام 1925 لمهاجمة فكرة الخلافة, مما دفع شيوخ الازهر والقصر الملكي الى اثارة الازهر على الشيخ عبد الرزاق, وطرده من زمرة العلماء, وطرده كذلك من سلك القضاء المصري ، والتاريخ يقول إن الملك فاروق عندما اعتلى العرش دعا الاخوان الى تتوييجه في الازهر, فاعترض النحاس باشا, وقال قولته الشهيرة: "فاروق ملك الأمة, ويجب ان يتوج تحت قبة مجلس الامة." ، والاخوان, هم الذين اطلقوا على ديوان الملك فاروق ـ الذى كان شاهداً على ألوان الفساد ـ " الديوان الملكي الاسلامي" ، وهم الذين كانوا يردون على هتافات حزب الوفد التي تقول: "الامة مع سعد", بهتافهم الشهير: "الله مع الملك"، لكن سرعان ما تحول هذا الانحياز إلى عداء عندما تأكدوا أن الملك لا يريدهم سوى مظلة دينية تحميه ، وأنه لن يمنحهم أى نفوذ سياسى .
وشخصيات نجيب محفوظ تكمل ماجرى بعد ذلك ، فقد رحب الإخوان بثورة يوليو واعتبروها ثورتهم خاصة وأن البكباشى جمال عبد الناصر الذى أصبح زعيم الثورة تقرب إليهم وحضر بعض جلساتهم ، ففى رواية " الباقى من الزمن ساعة " تحظى الثورة بتأييد الشاب الإخوانى محمد حامد برهان الذى أعتبر حركة الضباط الأحرار إخوانية الأصل ، وعندما ينصحه والده بالانتعاد عن تلك الحركة يرد بدهشة : " كيف أهجرهم بعد أن توج كفاحهم بالفوز المبين ؟ " ، ويتكرر المشهد تقريباً فى رواية " حديث الصباح والمساء " مع الشاب الإخوانى " سليم حسن قابيل " : " ولما قامت الثورة كان فى المرحلة الثانوية فرحب بها بكل حماس وظن أنه بانضمامه إلى الإخوان إنما يندمج فى الثورة " ، .. لكن كل هذا الشعور يتلاشى تماماً ويتحول إلى كراهية مطلقة للثورة وزعيمها ورجالها وكل ما ينتمى إليها ، فقد انتجت الثورة برنامجها الخاص ونجحت فى احتواء الجيل الجديد الذى نشأ فى أحضانها ولم تعترف بغيره ، بل إنها رأت فى الإخوان خطراً داهماً يهدد استقرارها ويسعى إلى ازاحتها من فوق العرش الذى جلست عليه بعد عناء ، وهنا بدأت معركة تصفية الإخوان وامتلأت السجون والمعتقلات برموز الإخوان والشيوعيين أيضاً ، وتحولت مواقف الأبطال فى الروايات إلى النقيض ، فها هو محمد حامد برهان ـ بطل رواية " الباقى من الزمن ساعة " ـ الذى هللّ للثورة واعتبرها تتويجاً لجهود الإخوان وانتظر الحصول على مكانته فى المجتمع كأن يصبح وزيراً أو على رأس مؤسسة كبرى ، يشن هجوماً عنيفاً وقاسياً على السلطة الناصرية ،فقد وجد نفسه فى أعماق سجن رهيب ، ويقضى فى المعتقل عامين ويخرج منه ليظل الصوت الإخوانى الرافض لكل ملامح عصر عبد الناصر لدرجة أنه يرى فى العدوان الثلاثى الخلاص ، فما أن تدك طائرات العدو بيوت ومساجد وكنائس القاهرة نسمعه يقول فى رواية الباقى من المن ساعة : " انتهت حركة المجرمين ولكن ما أفدح الثمن " ، و تجاوز النظام الناصرى الأزمة وحقق المصريون انتصارهم الشعبى العظيم بالمقاومة ، لكن هذا الموقف يتكرر عقب هزيمة 1967 ولا يخفى محمد حامد برهان شماتته دون تفريق بين أزمة ومحنة وطن بأكمله وبين خلاف مع نظام ، ويظل أبطال الروايات من الإخوان على مواقفهم من عبد الناصر دون اعتراف بأن الخلاف كان سياسياً ولم يكن دينياً بدليل غضب النظام على الشيوعيين بصورة لا تقل قسوة وقوة وضرواة وطالت الاتهامات بالشيوعية أدباء وكتاب سجلوا مرارة المتقل فى العديد من الأعمال الأدبية .
ويموت عبد الناصر فيرصد نجيب محفوظ فى الرواية نفسها مشاعر محمد حامد برهان الذى لايصدق الخبر فى البداية ويعتقد أنها خطة جديدة للزج بالإخوان إلى المعتقلات ،و عندما يتأكد من صحة الخبر يسجل محفوظ مشاعره على النحو التالى : " شعر بأنه يولد فى عالم جديد ، شعر بالقيود تنحل من حول عنقه ويديه وقدميه ، شعر بأن وزنه يخف وأن نسائم الأمان تهفو إلى وجدانه وسرعان ما اجتاحه ارتياح عميق ".
كان على السادات أن يستغل هذا العداء لعبد الناصر وعصره ، فقرر عقد مصالحة مع الإخوان فأفرج عن الهضيبى وحقق ما أراد من تأييد الإخوان الذين ظهروا فى روايات محفوظ مشاركين فى شن الهجوم على عصر عبد الناصر ، وساخرين منه ومن انجازاته ، وراح محمد حامد برهان يدافع عن السادات ويبرر كل أخطائه ، لكن اتفاقية كامب ديفيد لم تترك فرصة للدفاع ، كما أن العهود والوعود التى قدمها لهم السادات لم تتحقق ولم يحصلوا على أى شىء حتى ولو كان حزباً سياسياً .. بدأ الصدام وتصاعد وكانت الطقات الغادرة الوجهة إلى صدر الرئيس السادات إخوانية بشكل أو بأخر ، فقد نشأ عن الجماعة عدد كبير من الجماعتا المتطرفة والمتشددة التى أذاقت مصر ويلات لا أول ولا أخر .
الكتاب المهم لا يستعرض فقط أفكار الإخوان السياسية من خلال شخصيات نجيب محفوظ ، لكنه يقدم رؤيتهم للمرأة وللأحزاب والتيارات السياسية المختلفة ، وهو كتاب يجعلك تتأكد أن روايات صاحب نوبل شاهد على أحداث مصر السرية والمعلنة أيضاً .
والحقيقة أن "مصطفى بيومى" كاتبا مجتهدا وعاشقا لهذا النوع من الدراسات المهمة ،فقد سبق وقدم " القرآن فى أدب نجيب محفوظ " وصورة الفلاح والسلطة فى أدب يوسف القعيد، إضافة إلى كتاب مهم بعنوان " صنع الله شاهداً ومشاهداً "، والحقيقة أيضاً أن الكاتبة "نوال مصطفى" أضافت الكثير إلى سلسة كتاب أخبار اليوم ، وضخت دماء جديدة فى أوصال تلك السلسة العريقة ، فقد قدمت كتاباً رائعاً بعنوان " الحريم والسلطة " لسلمى جودة قاسم " واعلنت عن جائزة فى الرواية والقصة لتبنى مواهب أدبية جديدة ، وهذا الدور يناسب كاتبة قدمت عددا من الروايات والقصص منها " العصافير لا يملكها أحد ، حنين ، مذكرات ضرة التى تم تحويلها إلى مسلسل تليفزيونى ، وصدر لها منذ أسابيع رواية بعنوان " الفخ " ، كما حصلت بكتابها " مى زيادة " على جائزة أحسن كتاب فى معرض الكتاب عام 2001 .
September 11, 2008
رؤساء مصر .. والرواية الأدبية
[image error]
عبد الناصر تمنى كتابة رواية ..
والسادات كان يحلم بالتمثيل
الفن والأدب فى حياة الرؤساء ورجال السياسة مصر
قال البكباشى جمال عبد الناصر إنه قرأ رواية عودة الروح لتوفيق الحكيم وأنها كانت حاقزاً له للقيام بالثورة مع زملائه من الضباط الأحرار ، وقال محمد حسنين هيكل إن عبد الناصر كان يعشق القراءة وأنه كان بصدد كتابة رواية ، لكن مشاغله السياسة منعته من إستكمالها .
وكتب السادات قصة حياته فى رواية البحث عن الذات ، كما كانت له محاولات عديدة فى كتابة القصة القصيرة إلى جانب اعترافه الشخصى برغبته فى احتراف التمثيل .
والأدب ليس عدواً للسياسة كما هو شائع بين كثيرين وهناك أكثر من رئيس سواء قى أوربا أو أفريقيا لم تمنعه همومه السياسية من الاهتمام بالأدب والإبداع .
وكتب الرئيس محمد حسنى مبارك مقدمة كتاب عن أم كلثوم لكاتبة جزائرية .
[image error]
وفى مصر لم يكن للرؤساء فقط محاولات فى مجال الإبداع بل كان لأكثر من رجل سياسة باع طويل فى هذا المجال ، وتستطيع أن تقول وانت مطمئن أن صفة الكاتب قد ألغت تماماً الصفة أو اللقب السياسى لعدد كبير من هؤلاء ، وعلى رأسهم الكاتب سعد الدين وهبة الذى تخرج فى كلية البوليس عام 1949 ، وعمل به ثم استقال من العمل بعد حصوله على ليسانس الآداب ليعمل بالصحافة ، وقدم وهبة للمسرح عشرات الأعمال الخالدة : ( المحروسة ، السبنسة ، كوبرى الناموس ، سكة السلامة .. ) ، كما قدم للسينما المصرية عشرات السيناريوهات منها ( أدهم الشرقاوى ، ، مراتى مدير عام ، سوق الحريم ، كما كتب السيناريو والحوار لعدد كبير الأفلام منها : ( الحرام عم قصة يوسف إدريس ، الزوجة الثانية عن قصة أحمد رشدى صالح ، أرض النفاق عن قصة يوسف السباعى ، أبى فوق الشجرة عن قصة إحسان عبد القدوس .. ) ، كما ترأس مهرجان القاهرة السينمائى وأتحاد كتاب مصر حتى رحيله فى نوفمبر 1997 .
ومن يستطيع أن يقدم الصفة السياسية على الأدبية بالنسبة لكاتب مثل ليوسف السباعى ؟ فهو الأديب أولاً ، وبعد ذلك تأتى الألقاب الأخرى ، فهو ليس بن ثورة يوليو ووزير الثقافة فى عهدها لسنوات طويلة ، بل هو الكاتب وصاحب الأعمال لأدبية التى جعلت الكاتب الكبير نجيب محفوظ يصفه ب(جبرتى مصر ) ، وهذا الوصف ينطبق على السباعى حرفياً ، فمثلاً ( رد قلبى ) كانت عن ميلاد ثورة يوليووالتغيرات الاجتماعية والسياسية التى صاحبت قيامها ، و وروايته ( نادية ) عن العدوان الثلاثى على مصر ، و ( أقوى من الزمن ) عن بناء السد العالى ، أما روايته ( ابتسامة على شفتيه ) فتجسد معركة الكرامة ، وكان أول كاتب يجسد انتصار أكتوبر من خلال رواية ( العمر لحظة ) ، وتعالج روايته ( طريق العودة ) المأساة الفلسطينية بكل أبعادها التى مازالت قائمة إلى اليوم ، هذا إلى جانب أعمله الأخرى ( السقا مات وأرض النفاق ونحن لا نزرع الشوك ) ، كما كتب السيناريو والحوار للعديد من الأفلام السينمائية : ( شباب اليوم ، غرام الأسياد ، بقايا عذراء ، الناصر صلاح الدين ، وإسلاماه ، حياة بلا ثمن ) .
[image error]
الموقف نفسه نجده عند الدكتور ثروت عكاشة ، صحيح أن الرجل لم يكتب القصة أو الرواية ( وإن كان قد كتب مذكراته بأسلوب روائى رائع ) إلا أنه كتب ما هو أهم ، ولم يعرفه الناس بصفته أو مناصبه السياسة باعتباره المتخرج فى الكلية الحربية 1939 ثم كلية أركان الحرب عام 1948 ، ولم بعرفوه ايضاً كملحق عسكري بالسفارة المصرية بيرن ثم باريس ومدريد (1953-1956) ،أو كأول وزير للثقافة فى عهد الثورة(1958-1962) ، ثم نائباً لرئيس الوزراء ووزير الثقافة 1959، فكل تلك المناصب تفنى وتدخل متحف التاريخ ، وعرفه الناس بموسوعة (فنون عصر النهضة) التي تألفت من ثلاثة مجلدات ، تضم معلومات عن الأساليب الفنية في تسلسلها واتساقها مع الرسوم واللوحات المصورة لأهم آثار العمارة والنحت والتصوير والموسيقى لتخرج بتفاصيل غنية عن تاريخ الفن كانت نتيجة لجهد بدأه منذ عام 1963 وحتى عام 1997 والموسوعة من إصدار دار السويدي للنشر والتوزيع في أبوظبي، و موسوعة الفنون في اليابان، الهند، الصين.
[image error]
ثروت عكاشة
وثروت عكاشة هو صاحب الدعوة الشهيرة لإنقاذ معبد أبوسمبل ، التى أنقذ بها كنوز مصر الآثرية بنقله المتحف مستعيناً بعشرات الفنانين المصريين والعالميين اثناء بناء السد العالى .
والساسة أيضاً كانت من هموم عميد الأدبب العربى ، ولكن ترى كم شخصاً فى مصر يعرفون أن الدكتور طه حسين كان وزيراً للمعارف ( التعليم حالياً )؟ ، لم يهتم أحد بذلك الجانب ولم تأخذ السياسة شيئاً من العميد ، بل إنه وضع شروطه لقبول منصبه الساسى هذا ، وكان شرطه الأساسى :"ان المعرفة والتعليم مثل الماء والهواء"، وأنهما حق طبيعي لكل كائن بشري. وبالفعل فقد أعلنت الحكومة الجديدة ( 1950 ) مجانية التعليم الابتدائي للجميع، وهي سياسة ما تزال متبعة حتى اليوم، حيث يدين الملايين من المصريين بالفضل في تعليمهم لطه حسين الذى منح أكثر من دكتوراه فخرية من جامعات عالمية فرنسية وبريطانية وإسبانية وإيطالية. وقد منحه الرئيس جمال عبد الناصر أرفع وسام مصري، هو مخصص أساسا لرؤساء الدول.
ورحل العميد وبقى دوره الثقافى وكتاباته المهمة فى التاريخ الإسلامى ( على هامش السيرة والفتنة الكبرى .. ) وبقيت رواياته وقصصه ( دعاء الكروان ، المعذبون فى الأرض ، ورائعته الأيام ، وغير ذلك الكثير .
والأمر ليس مختلفاً كثيراً بالنسبة لكاتبنا الكبير يحيى حقى صاحب ( دماء وطين والبوسطجى وخليها على الله وأم العواجز ) والذى التحق للعمل بوزارة الخارجية وظل بها حتى 1954 ، حيث تركها وهو فى منصب وزيرمصرى مفوض فى ليبيا ، وصدر قرار نقله من الخارجية بعد زواجه من الفرنسية " جان مارى آرنستى" التىكان قد تزوج قبلها من سيدة مصرية أنجب منها ابنته الوحيدة " نهى " ، وقد ماتت هذه السيدة أثناء الولادة ، فلا أحد يهتم بهذا الجانب الدبلوماسى والسياسى فى حياة صاحب قنديل أم هاشم ، وهو نفسه لم يسمح لعمله بأن يأخذه من عشق الإبداع ، وسخر عمله للكتابة بمعنى أنه اكتسب الخبرات البشرية والحياتية من تنقلاته بين العديد من البلدان العربية والاجنبية مما جعله يكتسب خبرات انسانية مختلفة ، وبعد ترك العمل الدبلوماسى استقر فى مصلحة الفنون التابعة لوزارة الثقافة .
ورغم أن كثير من السياسين فى الوقت الحالى لا يعترف باهتماماته الأدبية إلا أن الدكتور فتحى سرور فاجأ الجميع عام 1996 بنشر قصصه فى الأهرام ، وقال فى حوار لاحق وتعقيباً على تلك القصص أنه يكتب منذ زمن طويل وتحديداً عام 1951 ، وقال إنه تأثر بالأدباء الكبار ( المنفلوطى ود. طه حسين والعقاد ومحمود تيمور .
أما الدكتور أسامة الباز فهو الأكثر حضوراً فى الندوات الثقافية والفكرية ، هذا إلى جانب حرصه الشديد على مشاهدة معارض الفنون التشكيلية ، وأصبح من المعتاد أن تجده بين صفوف المشاهدين فى المسرح ، أو تراه يتجول بين باعة الصحف والمكتبات فى وسط القاهرة .. فالسياسة لن تكون أبداً ضد الثقافة وسوف تكشف لنا الأيام الكثير عن السياسين الذين يكتبون الأدب .
أشرف عبد الشافي's Blog
- أشرف عبد الشافي's profile
- 21 followers

