أخبره البصاصون أن ثمة رائحة غير رائحة عطره الأثير تفوح من ثنايا الفرش في قاعة العرش، سأل العرافين،
قالوا : ربما كانت تلك الرائحة رائحة الماضي الذي يطل برأسه مع كل مواسم الجفاف، أو المستقبل الذي يلوح في الأفق مع كل مواسم الفيضان،
قال : وربما تكون ارهاصات خروج بعض المنكرين للميثاق من دائرة الصولجان، أو اخراج بعض المتنكرين للعهد من حدود الديوان، كما كان قد نبأني ذات يوم كبير الكهان،
قالوا : دعنا نعيد قراءة الجفر، عسانا نجد تفسيرا لهذا التغيير،
قال : لا داعى، فحراس المقام قد أعدوا العدة، واتخذوا ما يكفي من التدابير، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، والله من ورائهم محيط، فهو المحيط الواسع الكبير .
————————————————————
نص من مجموعتي الجديدة ( تجليات مابين التسبيح والسجود ) ،
محمد جاد هزاع ، تحياتي .