أن شهداء نظراتك لن يرفعوا صوتهم بالشكوى ابدا، كأنهم سقوا ماء سيفك ممزوجا بالكحل.
بيدل الدهلوى، “شاعر إيرانى”
سأحكى لإبنتى الصغيرة عنك.
قد تشبهك فى جموحك وعدوانيتك تجاه كل ما هو قبيح، وقد ترث عنى عذاباتى وخضوعى التام للأمل، لكنها بالـتأكيد ستكون خليطا من وردك ورائحة جسدينا فى تلك الليلة البعيدة عنى الآن بمواقيت البشر الفانية، القريبة منى كقربى من قلبى.
سأحكى لها عن دوران شبرا وعطرك الباذخ فى الخامس والعشرين من يناير، عن الدماء التى سالت من جبينى، بعد استهدفونى بالحجارة لأننى رشقتهم بالأحلام، أحلامك يا عزيزتى وأحلامى.
سأحكى عن مرورى من بابك المعتم لفسحة الحياة المضيئة، عن لعنتك الجميلة التى تطاردنى من حينها، عن مقهى “الرجل البطىء” البعيد عن مقاهى الرفاق.
سأحكى عن غيرتك الطفولية، وسعادتى الطفولية أيضا لإعجابك بلون عينيى، عن إحتراق تبغك، والدخان الكثيف داخل غرفة موصدة، تتدلى من شرفتها كل ورود الجنة.
أشعر برغبة عارمة فى التمرد على العالم كله، كلما مر على عينى طيفك.
 
   
  
   
    
    
    
        Published on May 12, 2013 11:35