تقول الأسطورة الفارسية أن رجلاً فقيراً كان يتساءل دائماً لماذا هو فقير بينما أخوه غني. ذهب إلى أحد العرافين فأخبره السبب: أنه حظ أخيه يلازمه بينما حظه نائماً في أحد الكهوف ووصف له مكان الكهف.
انطلق الفقير في رحلة إيقاظ حظه و في الطريق التقى أسداً. حكى للأسد حكايته طلباً للنجاة فقال الأسد أنه سيتركه يمضي بشرط، أن يسأل حظه لما لا يشبع الأسد قط مهما أكل.
انطلق مرة أخرى فوصل مدينة قبض عليه حراسها شكاً في أمره. عرضوه على الملك فأطلق سراحه بشرط أن يسأل حظه لما لا يطيع الشعب ملكه قط.
انطلق مرة أخرى فبلغ أرض أحد الفلاحين الذي أكرمه بشرط أن يسأل حظه لما لا تثمر إحدى أشجاره قط.
بلغ الفقير الكهف وأيقظ حظه وسأله الأسئلة الثلاثة وقفل عائداً. التقى الفلاح وأخبره بالإجابة: شجرتك لا تثمر لأن مدفون تحتها صندوق به كنز. حفر الفلاح ووجد الكنز وعرض على الفقير نصفه فرفض الفقيرا قائلاً أنه لا يحتاج الكنز فحظه استيقظ وسيجعله غنياً. قال له الفلاح أنه لا يحتاج حظه الآن فإن الكنز سيجعله غنياً فعلاً ولكنه رفض وانطلق للمملكة.
قابل الملك وحكى ما حدث له منذ أن تركه وقال له أن شعبه لا يطيعه لأنه في حقيقة الأمر امرأة تتنكر في زي رجل. قالت المرأة أنه على حق وأنها تعرض عليه أن يتزوجها ويصير الملك ليطيعه الشعب. رفض الفقير وقال أنه لا حاجة له ليصير ملكاً فقد استيقظ حظه وسيجعله غنياً. قالت الملكة أنها ستجعله أغنى مما كان يحلم ولكنه رفض وانطلق عائداً.
قابل الأسد وأخبره بما حدث منذ أن تركه وقال له أنه لكي يشبع لابد أن يأكل شخصاً أحمقاً. وهنا قال الأسد أنه لم يلتق بحياته أحمق من ذلك الرجل فهجم عليه والتهمه.
الدرس المستفاد طبعاً: ما قيمة الحظ في وجود الحماقة؟ ولماذا يظل الإنسان طوال عمره يطلب أن يفوز باليانصيب وهو لم يشتر ورقة اليانصيب. ولماذا يحلم بالفرصة فإذا أتته تركها تذهب لأنه يظن أنها ليست هي!! كل أحمق من هؤلاء نصيبه أسد يلتهمه ليريح العالم من حمقه. ولو كانت الحماقة في شعب فالأسود كثر. فالشعوب العربية ظلت تحلم طويلاً بحريتها وظلت تنظر طويلاً للغرب ورفاهيته، وحتى لدول مثل تركيا وماليزيا وتتمنى أن تصير مثلها. فلما قامت الثورات واستيقظ الحظ وساندنا فزالت العقبة. حينها ظننا أننا فعلنا ما علينا وآن أن نستريح منتظرين أن يذهب الفساد وحده ويتحقق الأمن وحده ويأتينا الرئيس العادل وحده. وظللنا نضيع الفرصة تلو اللأخرى حتى استقررنا كلنا في بطون السباع سواء العسكرية أو الإسلامية أو الطائفية أو حتى الأمريكية. ومثل الفقير صرنا أسطورة وحكاية تحكى للأطفال لعلهم يتعلموا الدرس ويقتنصوا فرص الحظ التي لا تأتي كثيراً.
Published on August 25, 2014 03:17