نجيب محفوظ
تحل هذه الأيام ذكرى رحيل نجيب محفوظ (30 أغسطس 2006) وهي ذكرى كانت تمر علي كل سنة فأكللها بصورة له على البروفايل وبعض من بوستات تحمل حلماً من احلام فترة النقاهة أو مقطوعة من أصداء السيرة الذاتية. لكن هذا العام مختلف لأنه العام الذي صار تفكيري كله في سؤال واحد: ماذا كان سيفعل لو عاش إلى الآن؟ ماذا كان سيصبح رأيه في الجيش والإخوان وثورة يناير ومظاهرات يونيو وانقلاب يوليو ورابعة والسيسي؟ فإذا كان كتاب اليسار الذين عاش الناس على ذكرى نضالهم ورفضهم واشتهروا أدبياً لا لموهبة أكثر منها لاحترام المثقفين لمواقفهم. هؤلاء الأشاوس وقد صاروا عجائز تحولوا إلى موالين للسلطة بمنتهى البساطة. مبتلعين كل ما صدعونا به من لاءات وتمرد وسب دين للسلطة وتقديس للشعب والثورات وجيفارا و هوتشي منه وكاسترو وشافيز.كل هذه البروباجاندا اتخذت مكانها على حيطان الذكرى و بين طيات مذكراتهم التي أتحفونا أو سيتحفوننا بها. دون أن يشعروا ولو للحظة بأن هناك خطأ ما. كل ما هنالك أن أيام الطيش ولت وأيام التمرد كانت جيدة ليشتهروا ،وأيام الراحة لا تعوض ولن يقامروا بها أبداً. إذا كان هؤلاء فعلوا هذا فماذا كان سيفعل نجيب محفوظ الذي اتهم دائماً بموالاته للسلطة أو على أقل تقدير بعدم اصطدامه بها.
البعض يرى أن نجيب كان سينأى بنفسه عن الخوض في أحوال البلاد السياسية فهو لم يكن موالياً لأي سلطة بل كان يفضل المشاهدة بتأني وكتابة رأيه في صورة قصة أو رواية سواء مباشرة أو رمزية.
آخرون سيستشهدون بقصائد الحب التي كتبها في مبارك، ونجيب محفوظ ليس وحده من كان يرى في مبارك رئيساً حكيماً خاصة أنه حتى 1994 كانت أصوات الحرب ضد الإرهاب وبناء مصر هي الأعلى وهو ما كان مبارك يسوق به نفسه . وبعد محاولة الاغتيال في خريف 1994 غاب نجيب عن العالم جزئياً ولم يعد يربطه به إلا ما ينقله له تلاميذه مثل الغيطاني والقعيد وسلماوي. فهل لو عاش محفوظ للآن وصلته بالعالم عن طريق الغيطاني والقعيد وسلماوي وهم في طليعة الموالين للحكم الحالي فماذا سيكون رأيه إلا قصيدة أخرى من قصائد العجائز حباً في السيسي وصورة له وهو في طابور الانتخابات. بل شخص محب لمبارك واخر لقطة لمبارك معه وهو في قمة حكمته فهل كان سيقف بجانب الثورة من البداية؟
البعض سيرى أن محفوظ فيلسوف و كتاباته دائماً تفيض بالحكمة لذلك فلو عاش بيننا الآن كان سينحاز للثورة وللحريات والديموقراطية. ربما كان سيبدو أكثر تخوفاً ببصيرته من الانهيار بعد مبارك او في عصر الإخوان. لكن هذا لم يكن سيمنعه من التخوف أكثر وهو يرى الحكم العسكري يعود مكللاً بالغار.
الحقيقة أنا لا أهتم. ولم أكن سأحب محفوظ زيادة لو انحاز للثورة والمدنية. ولم أكن سأكرهه لو انحاز لمبارك والمجلس والسيسي. نجيب محفوظ أديب مبدع وهذا ما أردته منه. وأديب موهوب موالي للشيطان ذاته أفضل من شخص تحول لأديب لمواقفه الشجاعة والثورية. لأنه ببساطة الأدب باق والمواقف الثورية ذاهبة كما عرفنا كلنا خلال العام الأخير. وكم من عظماء الكتاب عرف عنهم انحيازاتهم للسلطة أو صداقاتهم لطغاة أو حتى شذوذهم السياسيي والاجتماعي. فهل سيهمك ماذا كان يفعل دستوفسكي أو عقيدة تشيكوف أو هل كان همنجواي مضطرباً أم سوياً او سر صمت كويتزي أو سخرية ساراماجو من كل شيء أو صداقات ماركيز بالحكام. كل هذا ستنساه بمجرد أن تفتح كتاباُ وتقرأ لأحدهم وربما تدرك بعدها أن الملائكة لا تكتب أدباً جيداً.
والآن مع إبداعات محفوظ
• هم بالهرب أو التراجع أو حتى التحول عن موقفه ولكنه لم يفعل شيئاً،ما وقوفك وقد تشتت الجمع؟! في خلاء أنت،أهرب..صدرت عن ذراعيه وساقيه حركة بطيئة وانية متراخية .ما أشد الضوضاء ،ولكن بما علا صراخها؟ هل تذكر؟ ما أسرع ماتفلت منك الذكريات.ماذا تريد؟أن تهتف؟أي هتاف؟أو نداء فحسب.. من؟ما؟ في باطنك يتكلم،هل تسمع ؟هل ترى؟ ولكن أين؟ لاشئ ، لاشئ ، ظلام في ظلام ،حركة لطيفة تطرد بانتظام كدقات الساعة ينساب معها القلب..تصاحبها وشوشة . باب الحديقة . أليس كذلك؟يتحرك حركة تموجية سائلة ، يذوب رويداً ، الشجرة السامقة ترقص في هوادة،السماء.. السماء؟ منبسطة عالية، لا شئ إلا السماء هادئة باسمة يقطر منها السلام . (مصرع فهمي في رواية: بين القصرين)
• والآن أين هي الحقيقة وأين هو الحلم؟.أمك التي ماتزال نبرتها تتردد في أذنك ماتت،وأبوك الميت يبعث في الحياة. وأنت المفلس المطارد بماض ملوث بالدعارة والجريمة تتطلع بمعجزة إلى الكرامة والحرية والسلام (الطريق)
• عندما يتجاوز الشعور بالألم حده يفقد الإحساس بذاته.لذلك فإني هادئ وسعيد. لولا أن الوقت غير مناسب لغنيت ورقصت. الوداع لكل شئ طيب أو قبيح. ولتسعفني سعادتي على دفن الحبيبة والزملاء والأمل.وأقول لأي هاتف بأنني لن أعترف ولن أنتحر . في سطح الجبل الغائص في الظلام متسع للتخبط الجنوني الثمل. امض أيها الشبح متلقياً الخلاء بخلاء أشد، مستعذباً التحدي بلاعون ولاهدف ، مستشرقاً ضربات المجهول ومفاجآت الغيب ، مستعذباً الأمل والسخرية وذكريات الأحلام الجميلة.. (مسرحية الجبل : مجوعة الشيطان يعظ)
• الحياة والموت،الحلم واليقظة،محطات للروح الحائر،يقطعها مرحلة بعد مرحلة،متلقياً من الأشياء إشارات وغمزات،متخبطاً في بحر الظلمات،متشبثاً في عناد بأمل يتجدد باسماً في غموض..عم تبحث أيها الرحالة؟. أي العواطف يجيش بها صدرك؟كيف تسوس غرائزك وشطحاتك؟. لم تقهقه ضاحكاً كالفرسان ؟.ولم تزرف الدمع كالأطفال؟وتشهد مسرات الأعياد الراقصة،وترى سيف الجلاد وهو يضرب الأعناق،وكل فعل جميل أو قبيح يستهل باسم الله الرحمن الرحيم. (رحلة إبن فطومة)
• وإذا بالضوء الصارخ ينطفئ بغتة فيسود الظلام. وإذا بالرصاص يسكت فيسود الصمت . وكف عن إطلاق النار بلا إرادة. وتغلغل الصمت في الدنيا جميعاً.وحلت بالعالم حال من الغرابة المذهلة. وتساءل عن... ولكن سرعان ما تلاشى السؤال وموضوعه على السواء وبلا أدنى أمل. وظن أنهم تراجعوا وذابوا في الليل.وأنه لا بد قد انتصر. وتكاثف الظلام فلم يعد يرى شيئاً ولا أشباح القبور.لاشئ يريد أن يرى. وغاص في الأعماق بلا نهاية.ولم يعرف لنفسه وضعاً ولاموضوعاً ولا غاية. وجاهد بكل قوة ليسيطر على شئ ما، ليبذل مقاومة أخيرة. ليظفر عبثاً بذكرى مستعصية. وأخيراً لم يجد بداً من الإستسلام فاستسلم بلا مبالاة ..بلا مبالاة (مصرع سعيد مهران في: اللص والكلاب)
• الخريف مستمر في نفث أنفاسه ولكن اعذاب انتهى . الحزن يغشى الوجود ولكن العذاب انتهى (الحب والقناع : مجموعة الشيطان يعظ)
• ألا ما أكثر الراحلين،كأن الوجوه لم تشرق بالسناء والسنى في ظلمات الوجود وكأن الثغور لم ترقص بالضحك (أم أحمد : مجموعة صباح الورد)
• قال: ((غلبني الموت)) . لم يدعه ولم يقصده ولكنه يجئ كما يحلو له. ولو أنه انقلب تيساً لغاب في الأغنام . أو ذرة من رمال لاختفى في الأرض. مادمت لا أستطيع أن أرد الحياة فلا يجوز أن أدعي القوة أبداً. وهيهات أن تمحى تلك النظرة من رأسي أبداً .إن الذي دفنته لم يكن من الأحياء ولا من الجماد، ولكن من صنع يدي (أولاد حارتنا)
• إن حياة أربعين عاماً من العمر تبدو سخفاً سقيماً أمام جثتك يا بني (أولاد حارتنا)
• أيها الأحباء الراقدون تحت الأرض ما أكثركم.رأسي ثمل بذكرياتكم دون سبب واضح.وسبقكم مئات الأنبياء والأولياء فلينعم التراب بأطيب ما في الحياة (يوم قُتل الزعيم)
• أصل المتاعب مهارة قرد. تعلم كيف يسير على قدمين فحرر يديه.وهبط من جنة القرود فوق الأشجار إلى أرض الغابة. وقالوا له عد إلى الأشجار وإلا أطبقت عليك الوحوش. فقبض على غصن شجرة بيد وعلى حجر بيد وتقدم في حذر وهو يمد بصره إلى طريق لا نهاية. (ثرثرة فوق النيل)
• من غيرة الحق أن لم يجعل لأحد إليه طريقاً،ولم يؤيس أحداً من الوصول إليه،وترك الخلق في مفاوز التحير يركضون ،وفي بحار الظن يغرقون،فمن ظن أنه واصل فاصله،ومن ظن أنه فاصل تاه،فلا وصول ولا مهرب عنه ،ولا بد منه. (ليالي ألف ليلة)
• لو كنا نقتصد في أحلامنا،أو كنا نستلهم الواقع في خلق هذه الأحلام،لما ذقنا طعم الأسف أو الخيبة (بداية ونهاية)
• الموت ليس أفظع ما نخاف والحياة ليست أبهج ما نبتغي. (قصر الشوق)
• أنسب الأوقات للاستخفاف بالألم وقت يزيد فيه الألم عن حده( قصر الشوق)
• من الخطأ أن نبحث للحياة عن معنى ، بينا مهمتنا الأولى خلق هذا المعنى (السكرية)
• روح الإنسان أقوى آلاف المرات من عضلاته المدربة المشدودة(العائش في الحقيقة)
• إن لم يكن جزاؤك من جنس عملك فعلى الدنيا العفاء (أولاد حارتنا)
• بت أعتقد أن الناس أوغاد لا خلاق لهم وأنه من الخير لهم أن يعترفوا بذلك وأن يقيموا حياتهم علي دعامة من هذا الإعتراف وهكذا تكون المشكلة الأخلاقية الجديدة هي :
كيف نكفل الصالح العام والسعادة البشرية في مجتمع من الأوغاد؟ (المرايا)
• والله ما كرهتم الفتونة إلا لأنها كانت عليكم، وما أن يأنس أحدكم في نفسه قوة حتى يبادر إلى الظلم والعدوان، وما للشياطين المستترة في أعماقكم إلا الضرب بلا رحمة ولا هوادة، فإما النظام وإما الهلاك (أولاد حارتنا)
• عندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضا وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق.وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف (ثرثرة فوق النيل)
البعض يرى أن نجيب كان سينأى بنفسه عن الخوض في أحوال البلاد السياسية فهو لم يكن موالياً لأي سلطة بل كان يفضل المشاهدة بتأني وكتابة رأيه في صورة قصة أو رواية سواء مباشرة أو رمزية.
آخرون سيستشهدون بقصائد الحب التي كتبها في مبارك، ونجيب محفوظ ليس وحده من كان يرى في مبارك رئيساً حكيماً خاصة أنه حتى 1994 كانت أصوات الحرب ضد الإرهاب وبناء مصر هي الأعلى وهو ما كان مبارك يسوق به نفسه . وبعد محاولة الاغتيال في خريف 1994 غاب نجيب عن العالم جزئياً ولم يعد يربطه به إلا ما ينقله له تلاميذه مثل الغيطاني والقعيد وسلماوي. فهل لو عاش محفوظ للآن وصلته بالعالم عن طريق الغيطاني والقعيد وسلماوي وهم في طليعة الموالين للحكم الحالي فماذا سيكون رأيه إلا قصيدة أخرى من قصائد العجائز حباً في السيسي وصورة له وهو في طابور الانتخابات. بل شخص محب لمبارك واخر لقطة لمبارك معه وهو في قمة حكمته فهل كان سيقف بجانب الثورة من البداية؟
البعض سيرى أن محفوظ فيلسوف و كتاباته دائماً تفيض بالحكمة لذلك فلو عاش بيننا الآن كان سينحاز للثورة وللحريات والديموقراطية. ربما كان سيبدو أكثر تخوفاً ببصيرته من الانهيار بعد مبارك او في عصر الإخوان. لكن هذا لم يكن سيمنعه من التخوف أكثر وهو يرى الحكم العسكري يعود مكللاً بالغار.
الحقيقة أنا لا أهتم. ولم أكن سأحب محفوظ زيادة لو انحاز للثورة والمدنية. ولم أكن سأكرهه لو انحاز لمبارك والمجلس والسيسي. نجيب محفوظ أديب مبدع وهذا ما أردته منه. وأديب موهوب موالي للشيطان ذاته أفضل من شخص تحول لأديب لمواقفه الشجاعة والثورية. لأنه ببساطة الأدب باق والمواقف الثورية ذاهبة كما عرفنا كلنا خلال العام الأخير. وكم من عظماء الكتاب عرف عنهم انحيازاتهم للسلطة أو صداقاتهم لطغاة أو حتى شذوذهم السياسيي والاجتماعي. فهل سيهمك ماذا كان يفعل دستوفسكي أو عقيدة تشيكوف أو هل كان همنجواي مضطرباً أم سوياً او سر صمت كويتزي أو سخرية ساراماجو من كل شيء أو صداقات ماركيز بالحكام. كل هذا ستنساه بمجرد أن تفتح كتاباُ وتقرأ لأحدهم وربما تدرك بعدها أن الملائكة لا تكتب أدباً جيداً.
والآن مع إبداعات محفوظ
• هم بالهرب أو التراجع أو حتى التحول عن موقفه ولكنه لم يفعل شيئاً،ما وقوفك وقد تشتت الجمع؟! في خلاء أنت،أهرب..صدرت عن ذراعيه وساقيه حركة بطيئة وانية متراخية .ما أشد الضوضاء ،ولكن بما علا صراخها؟ هل تذكر؟ ما أسرع ماتفلت منك الذكريات.ماذا تريد؟أن تهتف؟أي هتاف؟أو نداء فحسب.. من؟ما؟ في باطنك يتكلم،هل تسمع ؟هل ترى؟ ولكن أين؟ لاشئ ، لاشئ ، ظلام في ظلام ،حركة لطيفة تطرد بانتظام كدقات الساعة ينساب معها القلب..تصاحبها وشوشة . باب الحديقة . أليس كذلك؟يتحرك حركة تموجية سائلة ، يذوب رويداً ، الشجرة السامقة ترقص في هوادة،السماء.. السماء؟ منبسطة عالية، لا شئ إلا السماء هادئة باسمة يقطر منها السلام . (مصرع فهمي في رواية: بين القصرين)
• والآن أين هي الحقيقة وأين هو الحلم؟.أمك التي ماتزال نبرتها تتردد في أذنك ماتت،وأبوك الميت يبعث في الحياة. وأنت المفلس المطارد بماض ملوث بالدعارة والجريمة تتطلع بمعجزة إلى الكرامة والحرية والسلام (الطريق)
• عندما يتجاوز الشعور بالألم حده يفقد الإحساس بذاته.لذلك فإني هادئ وسعيد. لولا أن الوقت غير مناسب لغنيت ورقصت. الوداع لكل شئ طيب أو قبيح. ولتسعفني سعادتي على دفن الحبيبة والزملاء والأمل.وأقول لأي هاتف بأنني لن أعترف ولن أنتحر . في سطح الجبل الغائص في الظلام متسع للتخبط الجنوني الثمل. امض أيها الشبح متلقياً الخلاء بخلاء أشد، مستعذباً التحدي بلاعون ولاهدف ، مستشرقاً ضربات المجهول ومفاجآت الغيب ، مستعذباً الأمل والسخرية وذكريات الأحلام الجميلة.. (مسرحية الجبل : مجوعة الشيطان يعظ)
• الحياة والموت،الحلم واليقظة،محطات للروح الحائر،يقطعها مرحلة بعد مرحلة،متلقياً من الأشياء إشارات وغمزات،متخبطاً في بحر الظلمات،متشبثاً في عناد بأمل يتجدد باسماً في غموض..عم تبحث أيها الرحالة؟. أي العواطف يجيش بها صدرك؟كيف تسوس غرائزك وشطحاتك؟. لم تقهقه ضاحكاً كالفرسان ؟.ولم تزرف الدمع كالأطفال؟وتشهد مسرات الأعياد الراقصة،وترى سيف الجلاد وهو يضرب الأعناق،وكل فعل جميل أو قبيح يستهل باسم الله الرحمن الرحيم. (رحلة إبن فطومة)
• وإذا بالضوء الصارخ ينطفئ بغتة فيسود الظلام. وإذا بالرصاص يسكت فيسود الصمت . وكف عن إطلاق النار بلا إرادة. وتغلغل الصمت في الدنيا جميعاً.وحلت بالعالم حال من الغرابة المذهلة. وتساءل عن... ولكن سرعان ما تلاشى السؤال وموضوعه على السواء وبلا أدنى أمل. وظن أنهم تراجعوا وذابوا في الليل.وأنه لا بد قد انتصر. وتكاثف الظلام فلم يعد يرى شيئاً ولا أشباح القبور.لاشئ يريد أن يرى. وغاص في الأعماق بلا نهاية.ولم يعرف لنفسه وضعاً ولاموضوعاً ولا غاية. وجاهد بكل قوة ليسيطر على شئ ما، ليبذل مقاومة أخيرة. ليظفر عبثاً بذكرى مستعصية. وأخيراً لم يجد بداً من الإستسلام فاستسلم بلا مبالاة ..بلا مبالاة (مصرع سعيد مهران في: اللص والكلاب)
• الخريف مستمر في نفث أنفاسه ولكن اعذاب انتهى . الحزن يغشى الوجود ولكن العذاب انتهى (الحب والقناع : مجموعة الشيطان يعظ)
• ألا ما أكثر الراحلين،كأن الوجوه لم تشرق بالسناء والسنى في ظلمات الوجود وكأن الثغور لم ترقص بالضحك (أم أحمد : مجموعة صباح الورد)
• قال: ((غلبني الموت)) . لم يدعه ولم يقصده ولكنه يجئ كما يحلو له. ولو أنه انقلب تيساً لغاب في الأغنام . أو ذرة من رمال لاختفى في الأرض. مادمت لا أستطيع أن أرد الحياة فلا يجوز أن أدعي القوة أبداً. وهيهات أن تمحى تلك النظرة من رأسي أبداً .إن الذي دفنته لم يكن من الأحياء ولا من الجماد، ولكن من صنع يدي (أولاد حارتنا)
• إن حياة أربعين عاماً من العمر تبدو سخفاً سقيماً أمام جثتك يا بني (أولاد حارتنا)
• أيها الأحباء الراقدون تحت الأرض ما أكثركم.رأسي ثمل بذكرياتكم دون سبب واضح.وسبقكم مئات الأنبياء والأولياء فلينعم التراب بأطيب ما في الحياة (يوم قُتل الزعيم)
• أصل المتاعب مهارة قرد. تعلم كيف يسير على قدمين فحرر يديه.وهبط من جنة القرود فوق الأشجار إلى أرض الغابة. وقالوا له عد إلى الأشجار وإلا أطبقت عليك الوحوش. فقبض على غصن شجرة بيد وعلى حجر بيد وتقدم في حذر وهو يمد بصره إلى طريق لا نهاية. (ثرثرة فوق النيل)
• من غيرة الحق أن لم يجعل لأحد إليه طريقاً،ولم يؤيس أحداً من الوصول إليه،وترك الخلق في مفاوز التحير يركضون ،وفي بحار الظن يغرقون،فمن ظن أنه واصل فاصله،ومن ظن أنه فاصل تاه،فلا وصول ولا مهرب عنه ،ولا بد منه. (ليالي ألف ليلة)
• لو كنا نقتصد في أحلامنا،أو كنا نستلهم الواقع في خلق هذه الأحلام،لما ذقنا طعم الأسف أو الخيبة (بداية ونهاية)
• الموت ليس أفظع ما نخاف والحياة ليست أبهج ما نبتغي. (قصر الشوق)
• أنسب الأوقات للاستخفاف بالألم وقت يزيد فيه الألم عن حده( قصر الشوق)
• من الخطأ أن نبحث للحياة عن معنى ، بينا مهمتنا الأولى خلق هذا المعنى (السكرية)
• روح الإنسان أقوى آلاف المرات من عضلاته المدربة المشدودة(العائش في الحقيقة)
• إن لم يكن جزاؤك من جنس عملك فعلى الدنيا العفاء (أولاد حارتنا)
• بت أعتقد أن الناس أوغاد لا خلاق لهم وأنه من الخير لهم أن يعترفوا بذلك وأن يقيموا حياتهم علي دعامة من هذا الإعتراف وهكذا تكون المشكلة الأخلاقية الجديدة هي :
كيف نكفل الصالح العام والسعادة البشرية في مجتمع من الأوغاد؟ (المرايا)
• والله ما كرهتم الفتونة إلا لأنها كانت عليكم، وما أن يأنس أحدكم في نفسه قوة حتى يبادر إلى الظلم والعدوان، وما للشياطين المستترة في أعماقكم إلا الضرب بلا رحمة ولا هوادة، فإما النظام وإما الهلاك (أولاد حارتنا)
• عندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضا وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق.وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف (ثرثرة فوق النيل)
Published on August 27, 2014 04:40
No comments have been added yet.