أنقذوا الإسلام من بعض المسلمين
اتصلت بي ابنتي المغتربة تصرخ بصوت مبحوح: ماما كنت أتخانق مع واحد في الشارع لمدة ساعتين. فجعت، فصغيرتي ليست من أصحاب المشاكل، ولا يعلو صوتها على أحد. هدأت من روعها قليلا لأفهم تلك المشكلة التي سرقت منها صوتها.
حكت لي: رجل أميركي يقف على الرصيف، وأمامه كتب ولافتات، وهو يتكلم عبر الميكرفون، يحكي عن الإسلام بطريقة سيئة، ويخدش في سيرة نبينا، ويقول إن الإسلام دين عنف وإرهاب ودم.
سألتها: ماذا فعلت، فردت: الرجل كان مطلعا جيدا، ويدعي أنه درس الإسلام، وكان يأتي بأحاديث وآيات من القرآن، ليؤكد بها وجهة نظره السلبية تجاه الإسلام. سألتها: كيف كانت ردة فعلك تجاهه، قالت: ماما أنا كنت في قمة الغضب، أرتجف ولم أعرف كيف أرد، لكن كل ما استطعت قوله، أنه أيا كان رأيك عن الإسلام، لكني أستطيع ان أؤكد لك أنه رأي عنصري وغير صحيح، وأنت بعملك هذا تنشر الحقد والكراهية بين الناس، وبين الأميركيين أنفسهم، فأنت تعرف أن هناك الملايين من الأميركيين مسلمون.
لأفهم خلفية وهدف هذا الرجل، قمت بعمل قليل من البحث، فتبين لي أن الرجل يدعى لويس لايون هارت (أو قلب الأسد)، وأنه منذ سنين يتخذ تلك البقعة على الرصيف في لوس أنجلوس مركزا لبث أفكاره وحقده وكراهيته ضد الإسلام. إذ كان باحثا جيدا، وقد اقتبس الكثير من الأمور التي هاجم بها الإسلام من فتاوى مشايخنا، وبعض الأحاديث والتفسيرات المغلوطة، ليزيد من نار الإسلاموفوبيا.
للأسف، «الاسلاموفوبيا»، أو الخوف غير المبرر والعداء للإسلام والمسلمين، أصبح واقعا ملموسا في كل دول العالم، وأصبح إلصاق تهم العنف والقسوة والإرهاب لديننا الطريقة المثلى لأعدائنا لتجييش الناس ضدنا، وتغذية المشاعر السلبية ضد المسلمين. وقد أطلق مركز التقدم الأميركي (CAP)، ومقره واشنطن تقريره عن شبكة من الأفراد والجماعات الكارهة للإسلام، والمعروفة باسم شبكة الإسلاموفوبيا، والبالغ تمويلها 57 مليون دولار سنويا، تعمل على تأجيج الإسلاموفوبيا، وتهميش المسلمين في المجتمع الأميركي، ونشر الكراهية المطلقة لهم.
وحتى نكون منصفين، فالحق كله لا يقع على الغرب الكاره، فالكثير من المسؤولية لما يحصل لسمعة ديننا تقع على عاتقنا. ودعونا لا ننسى شكر داعش وأخواته، على السمعة السيئة التي ألصقوها بديننا، وديننا منها براء، فلقد أصبحنا في عيون العالم إرهابيين، نقتل ونذبح، ونسحل، ونسبي، ونحرق ونهدم آثارا، ونمحو حضارات.. وكله باسم الله.
بأي شكل نريد أن نقدم ديننا، والبعض عمل منا أضحوكة في عيون العالم الخارجي؟ كيف نفسر لهم أن ديننا دين رحمة ومحبة ومغفرة، وهم يظهرون على الشاشات يوميا، وهم يرتكبون أشنع الجرائم، وهم يصرخون الله اكبر؟ كيف نثبت للعالم أننا بشر مثلهم، ولسنا وحوشا بشرية، ونحن نشوي إنسانا حيّا على نار هادئة؟ كيف نقنعهم أننا مسالمون، ودماؤنا تسيل يوميا فداء للطائفة والمذهب؟
ألم يحن الوقت لننقذ الإسلام من بعض المسلمين؟
دلع المفتي
نشر في 04/06/2015
http://alqabas.com.kw/Articles.aspx?A...
حكت لي: رجل أميركي يقف على الرصيف، وأمامه كتب ولافتات، وهو يتكلم عبر الميكرفون، يحكي عن الإسلام بطريقة سيئة، ويخدش في سيرة نبينا، ويقول إن الإسلام دين عنف وإرهاب ودم.
سألتها: ماذا فعلت، فردت: الرجل كان مطلعا جيدا، ويدعي أنه درس الإسلام، وكان يأتي بأحاديث وآيات من القرآن، ليؤكد بها وجهة نظره السلبية تجاه الإسلام. سألتها: كيف كانت ردة فعلك تجاهه، قالت: ماما أنا كنت في قمة الغضب، أرتجف ولم أعرف كيف أرد، لكن كل ما استطعت قوله، أنه أيا كان رأيك عن الإسلام، لكني أستطيع ان أؤكد لك أنه رأي عنصري وغير صحيح، وأنت بعملك هذا تنشر الحقد والكراهية بين الناس، وبين الأميركيين أنفسهم، فأنت تعرف أن هناك الملايين من الأميركيين مسلمون.
لأفهم خلفية وهدف هذا الرجل، قمت بعمل قليل من البحث، فتبين لي أن الرجل يدعى لويس لايون هارت (أو قلب الأسد)، وأنه منذ سنين يتخذ تلك البقعة على الرصيف في لوس أنجلوس مركزا لبث أفكاره وحقده وكراهيته ضد الإسلام. إذ كان باحثا جيدا، وقد اقتبس الكثير من الأمور التي هاجم بها الإسلام من فتاوى مشايخنا، وبعض الأحاديث والتفسيرات المغلوطة، ليزيد من نار الإسلاموفوبيا.
للأسف، «الاسلاموفوبيا»، أو الخوف غير المبرر والعداء للإسلام والمسلمين، أصبح واقعا ملموسا في كل دول العالم، وأصبح إلصاق تهم العنف والقسوة والإرهاب لديننا الطريقة المثلى لأعدائنا لتجييش الناس ضدنا، وتغذية المشاعر السلبية ضد المسلمين. وقد أطلق مركز التقدم الأميركي (CAP)، ومقره واشنطن تقريره عن شبكة من الأفراد والجماعات الكارهة للإسلام، والمعروفة باسم شبكة الإسلاموفوبيا، والبالغ تمويلها 57 مليون دولار سنويا، تعمل على تأجيج الإسلاموفوبيا، وتهميش المسلمين في المجتمع الأميركي، ونشر الكراهية المطلقة لهم.
وحتى نكون منصفين، فالحق كله لا يقع على الغرب الكاره، فالكثير من المسؤولية لما يحصل لسمعة ديننا تقع على عاتقنا. ودعونا لا ننسى شكر داعش وأخواته، على السمعة السيئة التي ألصقوها بديننا، وديننا منها براء، فلقد أصبحنا في عيون العالم إرهابيين، نقتل ونذبح، ونسحل، ونسبي، ونحرق ونهدم آثارا، ونمحو حضارات.. وكله باسم الله.
بأي شكل نريد أن نقدم ديننا، والبعض عمل منا أضحوكة في عيون العالم الخارجي؟ كيف نفسر لهم أن ديننا دين رحمة ومحبة ومغفرة، وهم يظهرون على الشاشات يوميا، وهم يرتكبون أشنع الجرائم، وهم يصرخون الله اكبر؟ كيف نثبت للعالم أننا بشر مثلهم، ولسنا وحوشا بشرية، ونحن نشوي إنسانا حيّا على نار هادئة؟ كيف نقنعهم أننا مسالمون، ودماؤنا تسيل يوميا فداء للطائفة والمذهب؟
ألم يحن الوقت لننقذ الإسلام من بعض المسلمين؟
دلع المفتي
نشر في 04/06/2015
http://alqabas.com.kw/Articles.aspx?A...
Published on June 03, 2015 15:53
No comments have been added yet.
لكلٍ هويته
مجموعة من المقالات التحقيقات واللقاءات التي نشرت لي في القبس الكويتية.
- دلع المفتي's profile
- 138 followers

