كما تعلمون نحن نكتب مقالاتنا قبل أيام من نشرها، وبحسب تنبؤات الباحث الفلكي د.صالح العجيري، أطال الله في عمره، سيكون يوم الخميس، يوم نشر مقالي الأسبوعي، هو أول أيام شهر رمضان، أعاده الله عليكم بالخير والأمن والأمان في أوطانكم.
يعني اليوم أول أيام الشهر الفضيل، وكلنا نعرف أنه من النادر أن نجد من يقرأ في رمضان، فكيف بأول أيامه، ليس كرهاً بالقراءة، معاذ الله، لكن في نهاره، وبسبب قلة الكافيين، وشدة الحرارة الخارجية، وقلة الطاقة في الجسم، القراءة تسبب النعاس. أما ما بعد الإفطار، فمن عنده وقت ليقرأ؟ ولماذا يقرأ؟ نحن «يا دوب» نرمي اللقمة في فمنا، ونتمدد أمام التلفزيونات ليبدأ ماراثون المسلسلات الرمضانية، التي نصفها مقتبس من روايات، والنصف الآخر مسروق من أفلام أجنبية. لذا، وبعد هذه المقدمة الطويلة، أكتب هذا المقال، وأنا أعرف أن لا أحد سيقرأه.
أخذت أفكر، ماذا أكتب لكم أول يوم رمضان؟ هل أكتب عن الحال العربي المخزي أم عن الدماء العربية؟ عن الإرهاب أم عن الطائفية؟ عن «داعش» أم جبهة النصرة؟ أم المنافسة بينهما وبين بعض الأنظمة العربية في القسوة والعنف والدكتاتورية والظلم؟
قلت لنفسي، وهذا ما أفعله عادة عندما أتورط: «بلاها. خلي الهم والغم لأصحاب العواميد (النكدية) وخليكي بالمواضيع الظريفة اللي تخفف الهم عن القلب، وتنسي الناس مشاكلهم، إن كان النسيان ممكنا!».
وهكذا، بما أن المقالة لن يقرأها أحد، سآخذ راحتي، وأخبص على كيفي. وبما أننا تعبنا ومللنا من تكرار نفس الأسئلة كل رمضان، ومع أني بنت المفتي، لكني لا أفتي، فقد أتيت لكم بالفتاوى من مواقع بعض الشيوخ والعلماء وليس من جيبتي:
باختصار وبسرعة الإجابات عن معظم الأسئلة التي تسأل وستسأل كل رمضان لنخلص منها:
- قطرة العين، الأذن، الأنف، بخاخ الربو، التحاميل، علاج وحشو الأسنان، ابر الانسولين، الإبر الوريدية والعضلية وتحليل الدم، القيء، ليست من المفطرات.
- فرشاة الأسنان، المضمضة، الغرغرة وحتى السباحة والغوص في الماء ليست من المفطرات.
- المزاح، المداعبة والقبلة البريئة ليست من المفطرات... (بس هي حبكت؟).
- الكحل، المكياج، الحمرة. ليست من المفطرات. (بس كمان مرة.. هي حبكت؟).
- شراء باكيت السجائر لا يفطر، ما دام السيجارة تبقى داخله إلى موعد الإفطار.
- تذوق الأكل من ربة البيت لا يفطر، لكن من رب البيت يفطر.
- غاز الأكسجين لا يفطر، لكن في الغالب البني آدم الذي يحتاجه، يكون على آخر نفس، فاسعفوه.
ها انا كتبت المقال الذي لن يقرأه أحد، والأسبوع القادم، بإذن الله، سأكتب لكم مقالا آخر لن يقرأه أحد أيضا، وربما أضع فيه وصفات لأكلات رمضانية، بما أنها المواضيع الوحيدة التي تقرأ في رمضان.. عل وعسى.
دلع المفتي
نشر في 18/06/2015
http://www.alqabas.com.kw/Articles.as...
Published on June 18, 2015 15:56