لقد فشلت بنسبة ثُلثين .. ولكنني نجحت ..

لقد فشلت بنسبة 66 % – ولكنني نجحت بنسبة 34 %

وما زلت ألمح في رماد العمر شيئاً من

وما زلت ألمح في رماد العمر شيئاً من “أمَل” :)


دماغي أشبه بمحرّك تعطّل ضابط ساعات العمل فيه فغدا يعمل أضعاف ما له وما عليه، لا أذكر لحظةً في الفترة الآنفة مرّت أو عَبَرت على كُلّي دون أن يكون هناك صوتٌ كبير في داخلي يدعوني للتفكير بكل شيء، لذا فإنني وإن كُنت مجبرة على التركيز بشيءٍ ما وبكل حواسّي فعليّ أن أستدعي دماغي الاحتياطيّ ليفكّر معي أيضاً ..


لكلّ شيءٍ طاقة احتمال، حدّ ذروة، حدّ تعب، على اختلاف المُصطلح المُستخدم كانَ لوصف مادة كيميائية أو فيزيائية أو حسّية في هذا الجسد فإنّ الحدّ موجود، وفيما بعد هذا الحدّ فإنّ الإنسان يتّخذ خُطوة سواء أكانت للأمام أو للوراء، ولأنّني إنسان تنطبق عليه مواصفات كثيرة هذا ما حصل حين وصلت حدّ الاحتمال ولكنّني فشلت في أداء خُطوتي …


إنّ النّساء اللاتي يُحببن الحياة يتعبن أكثر بكثير من النّساء اللاتي يبررن كلّ شيء للحظ التعيس أو للنصيب العاثر، إنّهن على موعد يومي لمواجهة الحياة كلّها في سبيل هذا الحُب، إنّهن يُجابهن وجهاً عابساً كئيباً بوجه باسم أو بزهرةٍ فوّاحة، ويُجابهن التّعب الجسمانيّ بمحاولات الحفاظ على صحّتهن ورشاقتهنّ حُبّاً وحفاظاً على أمانةٍ كلّفهنّ الله بها، ويُجابهنَ سيل الهرمونات الجارفة على حين اكتئابٍ يجيءُ بلا سبب بكلّ ما آتاهُنّ الله من إيمان بصلاةٍ أو تلاوة للقرآن أو للأذكار أو بمناجاةٍ بصوتٍ عذب، بذكرى جميلة بالحُبّ، بالصّديقات الدّافئات، أو بالموسيقى، يُجابهن كُلّ ما تقدمه الحياة على طبق من ذهب للاستسلام بالتّحدّيات الداخلية الكثيرة ..


إنّ أول نسبة نجحت بها كانت من نصيب ما يجدر بي ذكره؛ أنني أصبحت على وعي تامّ بأن مُشاركة الفشل بطريقة إيجابية مع الآخرين شيء جميل، طالما كانت النّية الدّاخلية هي إحصاء النّصائح الجيدة من الأصدقاء الحقيقيين والّذين لا يخشَون نجاحك، لقد فشلت في إيجاد السّبيل إلى عُزلة تُصلح أمري وتعدل اعوجاج ما آلت إليه الحال من ضياع / فناء للوقت دون ممارسة لهواياتي الّتي تُحييني .. لقد فشلت في الحُصول على على (15) يوماً كما وعدتها للجين دون اتّصال بصوت غير صوتي الدّاخلي .. لقد فشلت بسبب أُغنية ونجحت بسببها أيضاً ..

حصلت في هذه التجربة على خمسة أيّام من الصّوت المُكثّف الداخلي، ولكنّني لم أكن على قناعة تامّة بما كُنت أفعله، في تلك الخمس كُنت بلا طاقتي الّتي اعتدتها مثلاً للرّد على شكوى إحدى صديقاتي عن صعوبة أمر ما لكي أقول لها؛ الأمل كبير أو بأن أغنّي لها مثلاً اييه في أمل أوقات بيطلع من ملل ، كنت بلا طاقة التّعبير التي اعتدت عليها لتوضيح كل ما أمرّ به أو ما أشعر به أو على أقل تقدير لشرح ما أريد شرحه، كل ذلك لا يُشبهني أنا التي تجد ذروة شُعورها وهي تشرح للأُخريات حجم الأمل الّذي يستوطنها، أنا التي تجد في إيمانها ملاذها الدافئ لكلّ فكرة شاردة حتّى تطمئِنّ، أنا الّتي تُحبّ ابتسامة الجميع لأن في كلّ ابتسامة هويّة مُختلفة تُشير إلى أوطان كلّ إنسان …


حين بلغت بي الذّروة منذ فترة للكتابة إثر الجو الّذي كان يميل إلى الشاعرية بسبب برودته، وميله إلى الشتاء فانتَشَت، باغتني جوّ قاتل مُغبرّ فقدت إثره الكثير من أنفاسي ومزاجي وأفكاري بل وحتى أحباري التي كانت تريد أن تنكبّ على الورق جلستُ مُحبطةً دون أدنى مُقاومة للتعب، حتى سمعت أغنية “سجن الورق” ..


*اطلع طلّع أفكارك من سجن الورق، حاجة تتحسر على الوقت هالعمر الي مرق، حاجة تبكيلي على هالوقت الي انسرق.. عيش الحياة نفَس الحياة فيك اختنق …


دقّت في قلبي قبل أًذني حتى لامستني من أصغر خليه فيّ إلى أكبر فكرة عملاقة تحتويني، تذكّرت صوتاً طالما أهداني كلّ الإلهام تذكرت أنه يسمعني عن أبعد مسسافةٍ كانت أو ستكون، تذكرت كلمة أحلام كم شقّت في طريقها إلي كلّ حاجز، تذكرت أنّ السبيل موجود دائماً يوم أريد …


فشلت في إتمام الـ (15) كاملة ولكنني نجحت في حصد عشرة أيام إضافية دون مُقاومة نفسي من غير يدٍ تمتدّ إليّ … قد أكون وحدي جرمٌ صغير وقد يكون العالم الأكبر ينطوي بداخلي وأعلم، إلا أنني دون الّذين أُحبّهم لا أحد …


https://www.youtube.com/watch?v=T2O7OIneCMQ&spfreload=10


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 11, 2015 10:37
No comments have been added yet.


مُدوّنة وَطَنْ

لجين قبطي
أكتُبُ فيها ما يعثُرُ عليّ من الحروف ، قيل:

أنَّ حُروفي تصفني كَثيراً ..
وأتمنّى ذلك!
Follow لجين قبطي's blog with rss.