“متحدثا عن (علي عزت بيجوفيتش)... هو الذي خط في كتابه «الإسلام بين الشرق والغرب» بأنه إذا قبلنا فكرة أن الإنسان لا حرية له، أفعاله محددة سابقا، فإن الألوهية لا تكون ضرورية في هذه الحالة لتفسير الكون وفهمه. ولكننا إذا سلمنا بحرية الإنسان ومسئوليته عن أفعاله، فإننا بذلك نعترف بوجود الله إما ضمنا وإما صراحة. فالله وحده هو القادر على أن يخلق مخلوقا حرا، فالحرية لا يمكن أن توجد إلا بفعل الخلق. الحرية ليست نتيجة ولا نتاجا للتطور، فالحرية والإنتاج فكرتان متعارضتان. فالله لا ينتج ولا يشيد . . الله يخلق!

ولذا فإن الدكتور «عبد الوهاب المسيري» وهو يتحدث عن فكرة «علي» يقول: «إن الإنسان قد ينجح آجلا أو عاجلا في تشييد من نفسه، نوع من الإنسان الآلي أو مسخ، شيء قريب الشبه بصانعه. وهذا المسخ الشبيه بالإنسان لن تكون له حرية، سيكون قادرا فقط على أن يتحرك في إطار ما برمج عليه. وهنا تتجلى عظمة الخلق الإلهي، الذي لا يمكن تكراره أو مقارنته بأي شيء حدث من قبل أو سيحدث من بعد في هذا الكون» .”